تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هيكل: عامل المفاجأة في الثورة الليبية


فارس احمد
05-19-2010, 12:10 PM
هيكل: عامل المفاجأة في الثورة الليبية
هو الذي أربك القوى الكبرى وحال دون تدخلها

كشف الكاتب الصحفي والمؤرخ المصري المعروف محمد حسنين هيكل عن أن القوى العظمى التي كانت تسيطر على ليبيا في تلك الفترة (بريطانيا وأمريكا) ، والتي صدمت بهذه الثورة، ما كانت لتفتقر للأسباب للتدخل لإنقاذ مصالحها ومصالح إسرائيل التي كانت ترى في هذه الثورة إخلالا بميزان القوى لصالح مصر والعرب، وأن عامل المفاجأة هو الذي أربكها وحال دون تدخلها،
وارجع الكاتب الفضل -في برنامجه الأسبوعي الذي تبثه قناة الجزيرة القطرية في حلقة الخميس الماضي- في حصول الثورة الليبية على الشرعية بعد قيامها مباشرة إلى جهود القيادة المصرية في تلك الفترة برئاسة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في اقناع الملك المطاح به إدريس السنوسي بالامتناع عن طلب تدخل عسكري من أي جهة لإعادته للعرش . وقال هيكل في هذا الصدد " نحن اتصلنا بالملك السنوسي وصحيح أن جمال عبدالناصر كتب له وصحيح أن الرجل استجاب وصحيح أن الرجل أعطى طمأنينة وأنه بالتالي نزع الشرعية عن إمكانية أي تدخل عسكري (في ليبيا) تحت غطاء الشرعية الدولية
وأوضح الكاتب المصري أن هناك دورًا محوريًا لمصر عبد الناصر كانت قد لعبته في نجاح الثورة في ليبيا في الأول من سبتمبر أيلول 1969، ونزع الشرعية عن أية مغامرة قد تقوم بها أي دولة لها مصالح في وجود النظام الملكي في ليبيا لإجهاض هذه الثورة وذلك بالحصول من الملك المخلوع على التنازل عن حقه في عرش البلاد، وقال " باستمرار القوة العظمى قادرة على تدبير وسائلها وتدبير أمورها وخلق شرعية بالأمر الواقع (...) يوجد سؤال إذا كان أمر ما جرى في ليبيا إلى هذه الدرجة من الخطورة وهو صحيح إذًا كيف لم تتدخل قوى كبرى لمنعه ، الانجليز موجودون في قاعدة العدم والامريكان موجودون في قاعدة " ويلز " والأسطول الأمريكي واقف عند حافة الأفق كيف يمكن أن يقبل أحد أن يأتي تغيير استراتيجي بهذه الأهمية وبهذه الدرجة ثم لا يحدث تدخل ضده بينما من المفروض أن تكون هناك قوات ومن المفروض أن يكون هناك استعداد ومن المفروض أن تكون هناك خطط طوارئ" مؤكد أن عامل المفاجأة هو الذي أربكها وحال دون تدخلها.
وتطرق هيكل إلى حالة القلق والتوجس التي كانت تسيطر على مجموعة الضباط الذين قاموا بتلك الثورة والذين أكدوا فيما بعد للرئيس عبدالناصر أنهم أقدموا على القيام بهذه الثورة بمجازفة كبيرة لا تتجاوز نسبة النجاح فيها الواحد في المليون ، موضحا أنهم عبروا في برقية للرئيس عبد الناصر عن تقديرهم العالي لمصر لدورها في نزع الشرعية عن أي محاولة قد تقوم بها أي جهة لإجهاض الثورة وإعادة الملك المخلوع للعرش، وقال " إخواننا في ليبيا ذهبت لهم إشارة الملك واطمأنوا وأمامي رسالة منهم أيضا يعني ممكن تكشف عن مدى عدم الضغط الذي كان عليهم لأنهم بعثوا لــ " جمال عبدالناصر " ويقولون وهي يعني برقية ملفته ويقولون فيها إن رسالتكم طمأنتنا وهذا لم يكن مستغربا ولا مستبعدا منكم إنما هو المتوقع والمألوف وبعد ذلك مكتوب اسمح لنا (...) " يا سيادة الرئيس أن نكتب لك بسرعة وباختصار لضيق وقتنا بيد أننا نؤكد يعني على أي حال أنا وجدت لضيق وقتنا هي لجمال عبدالناصر في هذا الوقت بعد أن أعطاهم الطمأنينة لأنهم لا يوجد عندهم وقت وبالفعل أنا أقدرهم لأنهم وجدوا أنفسهم أمام ما لا يتوقعونه".