المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقاء عن فاطمة الزهراء عليها السلام بمناسبة الايام الفاطمية مع علي ابراهيم


علي إبراهيم
05-30-2010, 09:22 PM
لقاء عن فاطمة الزهراء عليها السلام بمناسبة الايام الفاطمية مع الدكتور علي ابراهيم
زهراء الحساني

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين
انا اشكر الاخت زهراء الحساني على طرحها هذه الاسئلة لنتشرف جميعا ان نتحدث عن السيدة الجليلة فاطمة الزهراء عليها السلام وخصوصا ونحن في ايام شهر جمادي الاخرة الذي يكمل بدوره الايام الفاطمية لان في هذه الشخصية وحركتها على الرغم من قصر عمرها الا انها كانت تعبر عن مجموعة تجارب مضغوطة انتجتها مؤسسة العصمة المحمدية ولا شك اننا ملزمون بان نقرا عن الزهراء ونكتب ونفهم عن الزهراء عليها السلام عدة زوايا يكون العقل حائرا فيها من ايها يبدأ ، اشكرك مرة اخرى وانا جاهز للاجابة عن اسئلتك

س: هل من كلمة تختصر لنا انطباعك عن هذا اليوم

جواب :ليس الحديث عن الزهراء هو حديث ترف ، ولا شهوة ولا زخرف ،حديث عن امرأة كانت من بطنان الجنة ، واسم على ساق العرش قبل ان يخلق الخالق الخلق ،عن زهراء كوكب دري يسبح في بطن امه فيسبح كما يسبح يونس في بطن الحوت ، عن جنين تحضر ولادته اربعة نساء هن من اعظم نساء الدنيا كل واحدة منهن تمثل جيلا من الاجيال ودينا من الاديان . عن طفلة حملت ما تحمله غيرها من النساء على تبكير من حياتها فقد تحملت مع ابيها فقد خديجة عليها السلام سند النبي في قريش مع علي بن ابي طالب في دعوته والمرأة التي شدت عضده باديء امره وتحملت مع النبي اوليات دعوته حينما كان المشركون والمنافقون يذيقون النبي الوان العداوة والبغضاء ويسمعونه من جرت عادتهم والسنتهم من الكفر والفحشاء ،فيعود الى بيته روحي له الفدا وقد اصطبغ بالدما يسيل من جانبيه الهم والرجا ،دعاء الى الله تعالى كلما اذوه اللهم اغر لقومي ان قومي لا يعلمون ...!

امراة تحولت الى بيت زوجها بابسط حال وابسط مهر على الرغم من انها تقدم الى خطبتها كبراء زمانهم وواجهات قومهم الا ان شاءت القدرة ان يكون امر زواجها بيد الباري عز وجل ، ومع هذا فلم تبحث فيه عن الواجهة والعظمة والتقديس وما هي الا ايام حتى تتحول فاطمة الى يتيمة من رسول الله تعالى تقاسي اشد ما يلاقي اليتيم في صغره حينما لا يجد من يرحمه او يتكفله او يتكفله فلا يعينه ، امراة وقفت مع زوجها في كل محنه وموجهاته لحياته الاجتماعية والسياسية والعبادية الاشد من هذا ان هذا المراة وجدت نفسها بين ليلة وضحاها اسيرة ظروف اصعب من الصعب قياسا لظرفها ومكانتها واخلاقها وعلو شرفها وجدت نفسها امام منصب قيادة الاكة رغما عنها بعد ان قررت ان من الافضل لكل مراة ان لا ترى رجلا ولا يراها رجل واذا هي تتقلد منصبا هيئته الايام لها بعد ان قيدت الظروف بطل الامة وصاحب صمصامها الامين بقيد اتقاء شر الفتنة والحفاظ على دماء المسلمين بمداد سبقت من رسول الله ..

وماهي الا ايام قلائل بعد رسول الله واذا هي تقاسي المنفى كغيرها من الصحابة المخلصين امثال ابي ذر رحمه الله وتهجر عن بلادها وارضها الى خارج المدينة رغما عنها لا لجرم سوى انهم يخشون منها ان تاسر العقول والسيوف بعد ان اسرت القلوب ..

نعم ايتها الاخت
لو قسمت المصائب التي جرت على فاطمة على ايام حياتها لما وجدت لحظة فارقت فيها المواجع ولا ساعة لم تنهمر عليها المصائب ، انما هي ايام بحق كما وصفتها:
صبت علي مصائب لو انها ...صبت على الايام صرن لياليا
*
السؤال : لماذا يفضل المسلمون الزهراء عليها السلام ويعطونها قدسية تفوق النساء الاخريات بالرغم من ان هناك نساء لا يختلفن عن فاطمة عليها السلام بالدرجة كما هو واضح في بعض الروايات من ان للنبي بنات اخر غير الزهراء فماهو السبب في تعظيم الزهراء وتفضيلها على غيرها
ـــــــــــــــ
للاجابة على هذا التساؤل علينا ان ننتبه الى عدة امور
الامر الاول :مرة يكون مثار التعظيم هو الله تعالى او رسوله وهذا الامر لا نقاش فيه عند جميع المسلمين .

الامر الثاني : ان يكون التعظيم ناتجا من الاستنتاج العقلي المبني على قرائن فيمكن النقاش في تلك القرائن والتوصل الى نتائج ترضي المختلفين في وجهة النظر
ومسالة تفضيل وتعظيم الزهراء عليها السلام ليست مبنية على قياسات عاطفية او رغبات مذهبية او مجاملات او بناء فضائل ليس لها وجود وانما مبني على عدة اركان ارجو الالتفات اليها

الركن الاول :الله تعالى وتعظيم فاطمة الزهراء
حينما نزلت اية التطهير (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) كان نزولها بسبب حادثة مثبتة في كتب المسلمين ننقلها كما وردت عنهم جميعا .

مسند احمد :
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ تَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي بَيْتِهَا فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ بِبُرْمَةٍ فِيهَا خَزِيرَةٌ فَدَخَلَتْ بِهَا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهَا ادْعِي زَوْجَكِ وَابْنَيْكِ قَالَتْ فَجَاءَ عَلِيٌّ وَالْحُسَيْنُ وَالْحَسَنُ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَجَلَسُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تِلْكَ الْخَزِيرَةِ وَهُوَ عَلَى مَنَامَةٍ لَهُ عَلَى دُكَّانٍ تَحْتَهُ كِسَاءٌ لَهُ خَيْبَرِيٌّ قَالَتْ وَأَنَا أُصَلِّي فِي الْحُجْرَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } قَالَتْ فَأَخَذَ فَضْلَ الْكِسَاءِ فَغَشَّاهُمْ بِهِ ثُمَّ أَخْرَجَ يَدَهُ فَأَلْوَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا قَالَتْ فَأَدْخَلْتُ رَأْسِي الْبَيْتَ فَقُلْتُ وَأَنَا مَعَكُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَحَدَّثَنِي أَبُو لَيْلَى عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ مِثْلَ حَدِيثِ عَطَاءٍ سَوَاءً قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَحَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ أَبُو الْحَجَّافِ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ سَوَاءً ::::

المستدرك على الصحيحين
وورد عن صفية بنت شيبة ، قالت : حدثتني أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن والحسين فأدخلهما معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها معهما ، ثم جاء علي فأدخله معهم ثم قال : « ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) » « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه »

اذن صار واضحا
ان تفضيل الزهراء عليها السلام لم يكن تفضيلا شيعيا او من قبل المسلمين بحد ذاتهم وانما هو تفضيل من قبل الله تعالى اوحاه الى رسوله بآيات قرانية ونص الهي ورسول الله لم يكن ليفضلها او يجتبيها على سائر المسلمين الا بوحي لانه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ..

والله تعالى اختارها من دون نساء النبي حتى ام سلمة واختارها من دون بنات النبي صلى الله عليه واله هذا طبعا لو قلنا انهن فعلا بناته فالمنقبة الهية وليست منقبة بشرية اما من فسر الاية بتفاسير اخرى فليس المحل محل نقاش في هذا الموضوع وانا نقلت الام من مصادر اخواننا حتى يكون اوثق في النقاش .

السؤال الثاني :ماهو موقف المسلمين من الزهراء عليها السلام

الجواب: قبل ان نجيب على هذا السؤال علينا ان نعطي اهمية للظرف في تقييم الموقف فالظرف الزماني من حيث الوضع السياسي الاجتماعي و الارتباط الديني له اثاره على الجواب فلو قسمنا حياة الزهراء او حياة المسلمين جميعا الى قسمين :
الاول منهما هو الموقف في حياة رسول الله صلى الله عليه واله .
والقسم الثاني هو ما بعد وفاة الرسول صلى الله عليه واله ، لوجدنا اختلافا كثيرا بين الحالتين على الرغم ان المسافة الزمنية ليست كبيرة بل ان البعض من المسلمين قد تغيرت حالته واراؤه وافكاره والرسول لا زال مسجى على فراشه ،وموقف المسلمين من الزهراء عليها السلام يتاثر بهذا التقسيم فانا لم اجد شاهدا واحدا يدل على ان احدا من المسلمين كان يبغض الزهراء او على الاقل له موقف سلبي من الزهراء وطبعا هذا له عدة اسباب اذكرها لاهميتها
اولا : لترسخ احاديث كثيرة من قبل نبي الامة ترسم العلاقة بين رضا الله تعالى ورضا فاطمة وغضبه من غضبها حتى نقلها ائمة المسلمين ...
مسند احمد
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ إِنَّمَا فَاطِمَةُ بِضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا وَيُنْصِبُنِي مَا أَنْصَبَهَا
المستدرك
عن المسور ، أنه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنته ، فقال له : قل له فليقاني في العتمة ، قال : فلقيه فحمد الله المسور وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ، وايم الله ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحب إلي من نسبكم وسببكم وصهركم ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : « فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها ، وإن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري » وعندك ابنتها ولو زوجتك لقبضها ذلك فانطلق عاذرا له ، علق عليه صاحب المستدرك : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه
الا ان المسلمون قد تغير حالهم بعد ان صار هناك اصطدام بين موقف الحكومة المتشدد وموقف الزهراء عليها السلام وكعادة الكثير من الشعوب التي لم تتبنى مبدا او معتقد قوي فقد رأت أن موقف الزهراء بالرغم مما يحمله من جانب حقيقي ومصيري الا انهم لم يتمكنوا ان يقفوا معها الموقف الصحيح لأنهم كانوا يرون في السكوت او الانتماء الى الجهاز الحاكم افضل لهم و امن واضمن من الوقوف مع الحق ،وهذه النزعة او النزعة الاخلاقية هي اخلاقية الهزيمة ، مرض اجتماعي خطير تتاثر به مجتمعات كبيرة وكثيرة على مدى اجيال متباعدة ومتطاولة فقد تكاسلت وتخاذلت بل وقالت الامة الحسين عليه السلام على الرغم من معرفتها له ولموقفه وانه سيد شباب اهل الجنة وانه من اعز الناس على جده رسول الله صلى الله عليه واله حيث يعبر عنه وعن الحسن عليهما السلام انهما ريحانتاي من الدنيا
لكن الانهزامية والتعلق بالدنيا كانت لديهم فوق المبدا والعقيدة الى درجة التضحية بالدين ورموزه من اجل البقاء على قيد الحياة ،كان هذا هو الجو العام الذي قتل فيه الحسين عليه السلام بل هو الذي قتل العلماء والمفكرين في عصورنا القريبة ولا سيما شهيدنا الصدر الاول قدس سره .
وهنا فلا معنى للحب او للموقف المسالم ان لم يكن مبنيا على قناعة واعتقاد اما ان يكون مجرد موقف عاطفي او عرفي او اجتماعي فلا نتيجة ترتجى منه بل شره غير مأمون ،يذكر لنا التاريخ في صفحات سوداء ان الزهراء عليها السلام حينما ( انت انة ) ارتج المجلس بالبكاء فماذا انتج ذلك البكاء والنحيب وماذا انتجت دموع القوم على الحسين عليه السلام والذين قاتلوه او دموع الذين خذلوه فموقف المسلمين وان كان عاطفيا باتجاه الزهراء عليها السلام الا انه لم يكن منتجا لموقف عملي لان الموقف المؤثر في مسيرة الامة هو الموقف العملي لا مجرد الموقف النظري والعواطف المجردة ...

السؤال الثالث : لماذا ركزت الزهراء على المطالبة بفدك

الجواب :
في الحقيقة الزهراء لم تركز على فدك بخصوصها بل كانت من ضمن مجموعة مطاليب مهمة وانما كانت هناك اسباب هي التي دفعتها للمطالبة بفدك والتركيز عليها ولتعديل صيغة السؤال يمكن ان يقال انه لماذا لم تطالب بالقضية الرئيسية وهي الخلافة لماذا طالبت بفدك الارث ...؟

وكان المفروض كمستوى اولي ، ان تكون القضية الرئيسية هي قضية الخلافة وسياسة الامة وتدبير امورها لكنها اثرت الحديث والنقاش والمطالبة بفدك على الرغم من انها لم تهمل جانب الخلافة بل انها تحدثت في صلب الموضوع من ناحية التقييم والاستحقاق ،فتحدثت عن فضائل وجود علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه واله وعقدت مقارنة بينه وبينهم وخاصة حينما كانت تتحدث عن لهوات الحرب وايامها التي بلغت فيها قلوبهم الحناجر ، حيث كان يفر او يغيب الكثيرون من ساحة المواجهة ،ويعقد النصر لعلي والراية لعلي عليه السلام ، وكيف ان عليا كان افقههم واشجعهم واحكمهم ، ثم تحدثت عن حكمة الرسول الاكرم حيث لم يترك الامر سدى بل وضع المعالم والمنهج بل شخص من هو الخليفة من بعده وذكرتهم بذلك ، لكنها ركزت نقاشها ومطالبتها بفدك لاسباب مهمة لعل من بينها
السبب الاول : ان القوم قد ركزوا رايتهم وانعقد الامر على تحويل الخلافة من علي الى غيره سواء كان هذا الغير ابا بكر او أي احد من المسلمين المهم انهم قد غيروا في الطريقة التي كتبها لهم رسول الله وانهم قد اشتركوا جميعا في التغيير والدافع الاكبر في اشتراكهم هو طمعهم في ان تصل اليهم الخلافة او تمطر على احيائهم اذ ان الامر صار للأكثرية و للأغلبية فيمكن لاي احد منهم ان يحلم بالخلافة ويتوقع وصوله اليها ، فلم يكن من السهل بعد والنسبة العالية جدا مم بايعوا واتفقوا على هذا الامر ان يخاطبهم احد ويعاتبهم على الخلافة ...

السبب الثاني :ان المطالبة بالخلافة يعتبر امراً محضوراً في ذلك الوقت ، لانه يعني التصدي واعلان المعارضة العلنية لخليفة رسول الله ..!!
وهذا معناه الاستعداد لانتقاد المسلمين جميعا او هجومهم و اتهامهم بانهم اصحاب دنيا باحثون عن زوائلها الفانية وهذا ما يعني اندثار مقام اهل البيت عليهم السلام في دنياهم .

السبب الثالث :ان فدك والمطالبة بها لا تعتبر منافسة للحاكم على حكمه او على سلطانه لانها ضيعة من رسول الله اعطاها لابنته بشهادة المسلمين فلا يعني اعادتها لها انه تنازل بالخلافة لزوجها .

السبب الرابع : الادلة والوثائق والقرائن القطعية على قضية فدك لا تقبل الشك والاعتراض والتأويل مما سيكون اوضح من القضية الاصلية الامر الذي سيمهد الاذهان لاحتمال ان يصدر من الخليفة ماهو اكبر من ذلك مما يتطلب ان تعي الامة المسالة ،وتقف بوجه الانحراف وتقول كلمتها ليرتدع من يميل عن الجادة وقد قالها الخليفة الاول عبارة تفتح الباب امام من يريد النقاش وابداء الراي والتشكيك في نزاهته حيث قال على المنبر: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعصم بالوحي، وإن لم شيطانا يعتريني، فإن استقمت فأعينوني، وإن زغت فقوموني )[1] (http://exchange.alnoor.se/exch***/bin/redir.asp?URL=http://mail.google.com/mail/?ui=1%26view=page%26name=gp%26ver=sh3fib53pgpk%23_ ftn1) .

لهذا كان النقاش والسجال في قضية فدك سجالا مبكيا اذ كانت الادلة التي قد طرحتها الزهراء على الرغم من نبعها من القران والسنة الصحيحة الا انها كانت تجد الباب موصدا امامها والمسلمون لم يكن منهم من ينتفض لتلك الوقائع ويحاول ان يتجاهل الموقف على الرغم من صعوبته وشدته ولهذا كان الحديث عن فدك كان له بعدان فهو :
حديث مهم بسيط المهم ان لا يتشبث به الخليفة اكثر مما يجب والادلة مع صاحبة الدعوى وهذه نظرة عامة المسلمين
اما من نظرة اخرى فكان الحديث عن فدم حديث عن امر كبير له معطيات شرعية وسياسية واجتماعية واقتصادية بل كانت تمثل فدك شيئا كبيرا عندما كان يعي ماتعنيه فدك من رمزية ...

التحذير من الدعاة الى فاطمة ...!!!!!
قرات في بعض كتاباتك عن الزهراء عليها السلام التحذير من بعض الاصوات والاقلام التي تكتب عن الزهراء وتبذل الغالي والنفيس من اجل التعريف بقضية الزهراء عليها السلام ماهو السر وراء تحذيرك هذا وتخوفك من تلك الاصوات
شكرا لكِ أختي الحساني ..
نعم ان هناك الكثير من الكتاب والمتكلمين والنقاد ينتظرون هذه الايام وبعض المناسبات الاخرى لافراغ الحمم العقائدية التي تغلي في قلوبهم من اجل العقيدة فما ان تبدا ايام محرم وصفر الاولى حتى تنبري الاقلام وتنصب المنابر لهؤلاء وتبدا السيول الجارفة والتي تحملها الدموع والدماء وضرب الرؤوس الى أي مدى من اجل تثبيت وترسيخ المصائب العاشورائية وكذلك تستغل المصائب التي جرت على الزهراء وينفخ في الوقائع حتى تخرج الزهراء من شخصيتها التي اريد لها ان تكون ريادية عظيمة في قيادة الامة والتصدي لهمومها وتخليصها من واقعها البائس وتعريفها بالنظرة الحقيقية التي يحملها الاسلام تجاه المرأة الى مجرد امرأة مسكينة مسبية حامل تقف خلف الباب فتعصر وتضرب ويسقط جنينها نعم فالزهراء في نظرهم لا تملك من الايام سوى تلك الايام التي قضتها مع علي في بداية امر الخلافة الراشدة ..!!!

نعم ان هؤلاء كثر ويملكون من الاعلام ما يملكون وانا لا يحزنني ولا يخيفني ما يطرحونه بهذا الشكل بحد ذاته وانما الذي يضرني ان تستغل ايام الحزن والمصائب الحسينية والعلوية والفاطمية الى ايام للشحن الطائفي وحمل المسلمين على بغض احدهم الاخر وحملهم على ان يتحملوا المصائب التاريخية كارث ووزر فمادام الاخر سنيا عليه ان يتحمل ما جرى على فاطمة وما جرى على علي وماجرى على الحسين وعائلته وبنيه وهكذا فان على السني ان يحمل الشيعي كل المصائب والترهات التي تنسب الى الشيعة من الطعن والبغض والحقد للصحابة وهكذا وكان الاسلام ليس فيه من اصول وفروع سوى تكفير احدنا للاخر

فهذا الطرح وهذا الكلام ليس الغرض منه تعظيم شخصية المعصومين عليهم السلام لانه لا يمثل الحجم الحقيقي والكامل لشخصياتهم وانما يمصل جزءا من شخصياتهم فكل واحد من الائمة هو منظومة متكاملة من الوعي والتربية والعلوم والحكمة والقيادة اضافة الى تحمل المظلومية من الاخرين فليس اظهار حقيقة الامامة من خلال اظهار المظلومية فقط وجعلها هي الجزء الاوحد في حياتهم عليهم السلام فتخوفي من مستغلي ومثيري الوضع الطائفي والاحتقان المذهبي خاصة في ايامنا هذه ..

نظرة الاسلام الى المراة
زميلتي الكاتبة ان الضبابية التي تثار حول موقف الزهراء من المراة هو جزء من عواصف متعددة ينفخها مثلث طاغوتي كبير ينظر الى الاسلام مرة من منظار سياسي ومرة من منظار عقائدي وكلاهما ينتجان الامر نفسه لكنه بتفاوت لم تقف الضبابية على تشويه النظرة الاسلامية الى المرأة بل عدتها الى اشياء اخرى ...
المراة تحتوي جانبان مهمان في وجودها
الجانب الاول كونها مخلوقة لها صفات وخصائص تكوينية كما خلقها الله تعالى جعلتها تتمتع بصفات لا توجد في الرجل بنفس الدرجة التي توجد في المراة فالمراة يوجد فيها الرقة والحنان والرحمة والشفقة وغيرها من الصفات التي يحتاجه دورها في الحياة الاجتماعية العامة فالوظيفة الاولى للمراة التي تحتاج منها الى الحب والعاطفة هي ان تكون زوجة في بيت وقسيمة لزوج يكد ويعمل ويتحمل مسؤولية خارج البيت
والوظيفة الثانية المراة كام وهنا عليها ان تقدم كل ما حباها الله تعالى من مشاعر مخزونة في تركيبتها الخلقية لتشع نظرتها وابتسامتها وكلماتها وتنهداتها حنانا والفة ومحبة تلف بها طفلها الصغير.

الجانب الثاني : المرأة كفرد في مجتمع
والكون مع المجتمع يتطلب من كل فرد في المجتمع ان ياخذ مكانه الطبيعي الملائم له الذي من خلاله يستطيع ان يكون فيه في تفاعل مع المجتمع سواء كان هذا المجتمع صغيرا وهو الاسرة او كان كبيرا وهو المحيط الذي تحتك به المراة ولاشك ان الاسلام قد نظم كل الجوانب التي تخص المراة والرجل على حد سواء بعد ان اعطى كل ذي تكوين عمله المناسب الملائم له فاعطى الرجل القوة والهمة والصبر والجلد وتحكيم العقل والبنية القوية التي تمكنه من خوض غمار الحياة ليكون عاملا وموظفا وكاسبا لاجل تطوير اسرته من ناحية وترقية المجتمع من ناحية اخرى فكان العمل في خارج البيت ه المكان الطبيعي للرجل .

اما المراة فان تكوينها لا يتحمل المشاق والآلام والمعانات التي تقع على عاتق من يريد الكسب والارتزاق وتطوير المجتمع الخاص بالمرأة فكانت المرأة بين خيارين اما ان تخرج للعمل ومنافسة الرجال في اعمالهم الشاقة وترك مكان لايمكن ان يشغله الرجل او العودة الى مكانها الطبيعي وهو الحنان والامومة ورعاية البيت والاطفال فكان البيت هو المكان الطبيعي للمراة ولو اردنا ان نجرد الاسلام عن التدخل في الموضوع لما وجدنا الامر مختلفا فالعقل والمنطق والطبيعة الخلقية لكل منهما يفرضان ان يكون خارج البيت للرجل وداخله للمرأة .

إلا ان هذا الوضع الطبيعي لا يعني هو السجن الأبدي للمرأة والطرد والإبعاد الكامل للرجل وإنما هو الظروف الطبيعية المنسجمة لفطرتهما وطبيعة خلقهما اما ان تجد المرأة ان من اللازم ان تخرج الى خارج البيت لاداء عمل ما تحتاجه لد مصاريف البيت او لتغطية طموحات مستقبلية لا توفرها الحالة المعيشية التي تعيشها او تجد ان لديها كفاءات مهنية تريد توظيفها في خدمة المجتمع فكل هذا مما لا باس به ولا مانع منه فالإسلام لا يقف حجر عثرة في طريق اظهار الكفاءة وتفريغ الطاقات في مكانها الصحيح شرط مراعاة الآداب والشروط العامة

فيشترط الاسلام في كل النشاطات ان يكون هناك حفاظ على كرامة المرأة من خلال حفاظها على حجابها وعدم اختلاطها بما يجعلها عرضة للامتهان والابتذال
وقد يغيب عن أذهان الكثيرين ان الاسلام ليس فقط يجيز للمرأة الخروج من اجل العمل وتوفير لقمة العيش لها ولعائلتها او لتعين زوجها او لطرح كفائتها في شتى المجالات وانما قد يلزمها بالخروج اما لانه لا ناصر للحق سواها لتخاذل الاخرين وتقاعسهم او لظروفهم التي تمنعهم من الخروج لان خروجهم معناه فساد الكثير من المباديء والقيم التي يراد لها البقاء والاستمرار فيتوجب على المرأة حينها لابداء رايها حينما تكون مجتمع الرجال غير كاف لتحقيق مطالب الجماهير فعلى المرأة ان تشحذ همتها فتكون من المتظاهرين او المعتصمين او المنتخبين بل حتى لو كانت من المرشحين فان الإسلام لا يمنعها من ذلك على ان تحافظ على عفتها وشرفها هذا ما استقيناه من تعاليم القران الكريم وكان خروج الزهراء عليها السلام شاهدا واضحا على ذلك منذ الفترات الأولى للإسلام .

سؤال :مفهوم القدوة ..................

الجواب :
ان مفهوم القدوة او ما يعبر عنه القران الكريم بالاسوة لحسنة او بعنوان الامام له مداليل كبيرة بالنسبة للامة الاسلامي يتضح اثرها حينما تتوحد جهود الامة تحت راية اعرفها وافقهها واعلمها بامورها فحينما تعيش الامة لحظات الاستعباد او فترات الاستعمار فانها لابد لها من وجود شخص واعي مفكر له خصائص القيادة النظرية والعملية يستطيع انتشال الامة من جهلها او غفلتها او تواكلها فيرتقي بها الى مستوى الامة التي وصفها القران الكريم انها خير امة اخرجت للناس لانهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر لاننا بدون ان نوجد في الامة ذلك الشخص والطليعة التي تلتف حوله لتنظم الجماهير لا يمكننا ان نتوقع من الامة ان تتحرك خطوة الى الامام ولو اخذنا شاهدين على ذلك .

فالمجتمع الاسلام كان يرى وهو غافل كل التصرفات التي كانت تصدر من مركز الخلافة بما فيها الافعال التي كانت لا تستند على مبرر شرعي لكن المجتمع على الرغم من ذلك لم يكن يعي حجم القضية لان الامر ليس له تأثير مباشر على الفرد بحد ذاته طبعا كما يتصوره هو ، ولولا خروج من يدق ناقوس الخطر لم يات الحكومة لتندم على افعالها ولم يتيقظ المسلمون لأجل ذلك .

الموقف الثاني :حينما عاش شعبنا في الفترة الاخيرة دوامات متداخلة متلاطمة من الافكار والتوجهات السياسية والاجتماعية والدينية جعلت المجتمع لا يعرف أي من أي فكان خروج بعض المرجعيات لبيان الحق من الباطل ومواطن الخطر المحدق بالامة اكبر الاثر في الاصلاح والتوعية والتنبيه فالقدوة عنصر ضروري ومهم في كيان الامة والا فتبقى الامة فاقدة للوعي الا ان يجهزز عليها اعداؤها من ايسر الابواب ولا يضر بالقدوة ان تكون رجلا او امراة فالقدوة اعلى مستوى من ان تقيد بجنس معين وانما بصلاحية ذلك الجنس للقيادة




[1] -تاريخ الطبري 2: 440، والمعجم الأوسط للطبراني 9: 271 / الحديث 8592 بسنده عن زيد بن عطية، وطبقات ابن سعد 3: 129، والإمامة والسياسة لابن قتيبة: 6، والصواعق المحرقة: 10 - 11، ومجمع الزوائد 5: 183 عن الطبراني في الأوسط.

****

.ابوفاضل.
08-03-2010, 03:52 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم والعن اعدائهم
رزقك الله شفاعة محمد واهل بيته الطاهرين
وحشرك في زمرتهم يارب
الف الف شكر لك
على الطرح المبارك
تقبل مروري المتواضع
في صفحتك المباركه