المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام علي يفحـــــــــــــــــم اليهود


الشهيد الحي
06-01-2010, 12:13 AM
لما بعث الله محمدا وأظهره بمكة ثم سيره منها إلى المدينة وأظهره بها ثم أنزل عليه الكتاب وجعل افتتاح سورته الكبرى بـ {الم} ، يعني {الم ذلك الكتاب} وهو ذلك الكتاب الذي أخبرت أنبيائي السالفين أني سانزله عليك يا محمد {لا ريب فيه} فقد ظهر كما أخبرهم به أنبياؤهم أن محمدا ينزل عليه كتاب مبارك لا يمحوه الباطل ، يقرؤه هو وأمته على سائر أحوالهم ثم اليهود يحرفونه عن جهته ويتأو لونه على غير جهته ، ويتعاطون التوصل إلى علم ما قد طواه الله عنهم من حال أجل هذه الامة وكم مدة ملكهم .
فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله منهم جماعة فولى رسول الله عليا علهيما السلام مخاطبتهم فقال قائلهم : إن كان ما يقول محمد حقا لقد علمنا كم قدر ملك أمته ؟ هو إحدى وسبعون سنة : الألف واحد ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون.

فقال علي عليه السلام : فما تصنعون بـ {ألمص} (سورة الأعراف – آية 1) وقد انزلت عليه؟
قالوا : هذه إحدى وستون ومائة سنة.

قال : فماذا تصنعون بـ {ألر} (سورة يونس – آية 1) وقد انزلت عليه ؟

فقالوا : هذه أكثر هذه مائتان وإحدى وثلاثون سنة.

فقال علي عليه السلام : فما تصنعون بما انزل إليه {ألمر} (سورة الرعد – آية 1) ؟

قالوا : هذه مائتان وإحدى وسبعون سنة.

فقال علي عليه السلام : فواحدة من هذه له أو جميعها له ؟

فاختلط كلامهم فبعضهم قال له : واحدة منها ، وبعضهم قال : بل يجمع له كلها وذلك سبعمائة وأربع سنين ، ثم يرجع الملك إلينا يعني إلى اليهود .

فقال علي عليه السلام : أكتاب من كتب الله نطق بهذا أم آراؤكم دلتكم عليه ؟

فقال بعضهم : كتاب الله نطق به ، وقال آخرون منهم : بل آراؤنا دلت عليه .

فقال علي عليه السلام : فأتوا بالكتاب من عند الله ينطق بما تقولون ، فعجزوا عن إيراد ذلك ، وقال للاخرين : فدلونا على صواب هذا الرأي ؟ فقالوا صواب رأينا دليله أن هذا حساب الجُمل.

فقال علي عليه السلام : كيف دل على ما تقولون وليس في هذه الحروف إلا ما اقترحتم بلا بيان ؟
أرأيتم إن قيل لكم إن هذه الحروف ليست دالة على هذه المدة لملك أمة محمد صلى الله عليه وآله ، ولكنها دلالة على أن كل واحد منكم قد لعن بعدد هذا الحساب ، أو أن عدد ذلك لكل واحد منكم ومنا بعدد هذا الحساب دراهم أو دنانير أو أن لعلي على كل واحد منكم دين عدد ماله مثل عدد هذا الحساب .

قالوا : يا أبا الحسن ليس شئ مما ذكرته منصوصا عليه في {الم } و {المص} و {الر} و {المر}.

فقال علي عليه السلام : ولا شئ مما ذكرتموه منصوص عليه في {الم } و {المص} و{الر} و{المر} فإن بطل قولنا لما قلنا ، بطل قولك لما قلت.

فقال خطيبهم ومنطيقهم : تلا تفرح يا علي ، إن عجزنا عن إقامة حجة فيما تقولهن على دعوانا فأي حجة لك في دعواك إلا أن تجعل عجزنا حجتك ، فاذا ما لنا حجة فيما نقول ولا لكم حجة فيما تقولون.

قال علي عليه السلام : لا سواء ، إن لنا حجة هي المعجزة الباهرة ثم نادى جمال اليهود : يا أيتها الجمال اشهدي لمحمد ، ولوصيه ، فتبادر الجمال : صدقت صدقت يا وصي محمد ، وكذب هؤلاء اليهود.

فقال علي عليه السلام : هؤلاء جنس من الشهود ، يا ثياب اليهود التي عليهم اشهدي لمحمد ولوصيه ، فنطقت ثيابهم كلها : صدقت صدقت يا علي نشهد أن محمدا رسول الله حقا وأنك يا علي وصيه حقا ، لم يثبت محمد قدما في مكرمة إلا وطئت على موضع قدمه ، بمثل مكرمته ، فأنتما شقيقان من أشرف أنوار الله ، فميزتما اثنين ، وأنتما في الفضائل شريكان ، إلا أنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله .
فعند ذلك خرس ذلك اليهودي ، وآمن بعض النظارة منهم برسول الله ، وغلب الشقاء على اليهود وسائر النظارة الآخرين ، فذلك ما قال الله تعالى {لا ريب فيه} إنه كما قال محمد ووصي محمد عن قول محمد صلى الله عليه وآله عن قول رب العالمين .
ثم قال : {هدى} بيان وشفاء {للمتقين} من شيعة محمد وعلي إنهم اتقوا أنواع الكفر فتركوها ، واتقوا الذنوب الموبقات فرفضوها ، واتقوا إظهار أسرار الله وأسرار أزكياء عباده الأوصياء بعد محمد صلى الله عليه وآله فكتموها ، واتقوا ستر العلوم عن أهلها المستحقين لها ، وفيهم نشروها.

(بحار الأنوار /ج89/ص377/ب127/ح10)

شِيعِي وعَلِيٌ شَفِيعِي
06-01-2010, 07:39 AM
السلام عليك يا أبا الحسن

شكراً أخي على هذا الموضوع