المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجيش الأميركي يكشف قوة المقاومة الشيعية واجرام الفصائل السنية


محمد البيضاني
06-06-2010, 01:29 PM
http://www.iraq4allnews.dk/images/stories/Untitled472%281%29.png


كشف المتحدث باسم القوات الأمريكية في العراق عن معلومات استخباراتية تشير إلى أن التحديات التي ستواجهها القوات العراقية مستقبلا تتمثل بوجود عدد من التنظيمات المتطرفة السنية والشيعية التي ستعمل على استهدافها لإيقاف مشروع العراق الديمقراطي، فيما لفت مستشار مجلس الأمن الوطني إلى عدم وجود مؤشرات حتى الآن على وجود أي تحركات للجناح العسكري للتيار الصدر أو التنظيمات المنشقة عنه.

وقال الجنرال الأميركي ستيفن لانزا في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "قوات بلاده تمتلك معلومات استخباراتية تشير إلى أن التحديات التي ستستمر قوات الأمن العراقية بمواجهتها من اجل فرض الأمن في البلاد تتمثل بوجود تنظيمات سنية متطرفة كـ(القاعدة) و (أنصار السنة) و(طيور الجنة)، إضافة إلى المتطرفين الشيعة مثل (عصائب أهل الحق) و(لواء اليوم الموعود) وهو الجناح العسكري للتيار الصدري، إضافة إلى (حزب الله تنظيم العراق)".

ومنظمة "أنصار السنة"، وهي جماعة مسلحة عراقية من جماعة أنصار الإسلام التي أنشأها أصوليون عراقيون وأجانب في المناطق الحدودية بكردستان العراق، أما "كتائب حزب الله" هي جماعة شيعية مسلحة تنشط في المحافظات الجنوبية والوسطى وتتهمها القوات الأمريكية بتلقي الدعم من إيران، في حين أن تنظيم القاعدة تبنى في عام 2008 تشكيل تنظيم "طيور الجنة" والذي يتألف من مجاميع من الصبية الصغار لتنفيذ هجمات انتحارية، ويعد "لواء اليوم الموعود" تنظيماً مسلحاً يرتبط بالتيار الصدري، أما مجموعة "عصائب أهل الحق" فهيا كانت تابعة للجيش المهدي سابقا وانشقت عنه

من جانبه، أكد مستشار مجلس الأمن الوطني العراقي وكالة صفاء الشيخ، أن "الحكومة العراقية لم تؤشر حتى الآن أي تحركات أو أعمال عنف مسؤول عنها (لواء اليوم الموعود) التابع للتيار الصدري"، مبيناً في الوقت نفسه أن "كلمة المجاميع الخاصة أصبحت فضفاضة وليس لها أي دلالة الآن بعد استخدامها قبل سنتين".

وأوضح الشيخ في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "كلمة المجاميع الخاصة استخدمت نهاية عامي 2007 و2008 عندما كانت هذه المجاميع تنتمي إلى جيش المهدي وهو الجناح العسكري للتيار الصدري، لكن بعد سنتين حدثت متغيرات كثيرة حتى أصبحت هذه التسميات لا تحمل أية دلالة"، وفقا لتعبيره.

والجماعات الخاصة هي خلايا مسلحة (شيعية متطرفة) مدعومة من قبل إيران، متهمة بارتكاب أعمال عنف طائفية في العراق، واستهداف الارتال العسكرية للقوات العراقية والأمريكية، وهما من أكثر الجماعات الخاصة المطلوبة للقوات العراقية والأمريكية.

وأضاف مستشار مجلس الأمن الوطني "وبحسب قادة التيار الصدري فقد تم تقسيم جيش المهدي إلى مجاميع مدنية وعسكرية وثقافية"، مشيراً إلى أن "لواء اليوم الموعود الذي يعتبر الجناح العسكري للتيار الصدري وبحسب قادة التيار، متخصص بمقاتلة القوات الأمريكية، إلا أن الحكومة العراقية لم تسجل أي شيء ملموس على الأرض لتحركاته، وهناك تحقيقات في بعض الأعمال التي نسبت إليه".

إلا أن مستشار الأمن الوطني العراقي لفت في الوقت نفسه إلى أن "هناك بعض المجموعات الصغيرة جدا التي انشقت عن جيش المهدي سابقا عن تنظيم عصائب أهل الحق" بعد أن توصل الأخير إلى اتفاق مع الحكومة لوقف العمل المسلح، "تمارس أعمالا لمصلحتها الشخصية المادية" بحسب قوله.

وأوضح الشيخ أن "تلك المجموعات تعمل كعصابات وهي تستغل التدريب العسكري التي تلقته والسلاح التي ما زالت تحتفظ به لتنفيذ عمليات مثل السطو والخطف لغرض الابتزاز أو تجارة السلاح الذي يصل في بعض الأحيان بطريقة غير مباشرة إلى جهات أخرى لتنفيذ عمليات مسلحة"، في إشارة منه إلى القاعدة.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أعلن في صيف 2008 حل "جيش المهدي" بشكل شبه رسمي، وأوكل أمر "مقاومة المحتل" إلى مجموعة سرية وخاصة مخولة من قبله، على أن يتحول الباقون من الجيش للعمل في مؤسسة ثقافية "تجاهد الفكر العلماني والغربي".

وتأسس التيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر في العام 2003 كتيار سياسي ذي صبغة دينية معارض للوجود الأميركي في العراق، ما لبث أن شكل ميليشيا مسلحة (شيعية) عرفت بجيش المهدي خاضت مواجهات عدة مع الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بعد سقوط صدام حسين لاسيما حرب مواجهات النجف في 2004 عندما كان إياد علاوي رئيسا للحكومة ومواجهات البصرة وبغداد في 2008 في عهد الحكومة الحالية المنتهية ولايتها.

وكانت السلطات العراقية اعتقلت وقتلت عددا كبيرا من قيادة تنظيم القاعدة خلال الشهرين الماضيين، فيما شهد نيسان الماضي اعتقال "والي بغداد" في التنظيم المدعو مناف عبد الله الراوي المسؤول عن الهجمات التي ضربت العاصمة خلال الأشهر الثمانية الماضية، والتي قالت السلطات العراقية أنه أعطى معلومات قادت إلى اكتشاف مخبأ أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري الذين قتلا في ضربة جوية نفذتها القوات الأميركية على مخبئهما في منطقة الثرثار شمال الأنبار.

وتوالت بعد مقتل زعيمي تنظيم القاعدة في العراق أبو عمر البغدادي وأبو أيوب المصري في منتصف نيسان الماضي الاعتقالات في صفوف التنظيم إذ تم، خلال أيار الماضي، إلقاء القبض على أكثر من 35 قياديا أبرزهم القيادي المدعو محمد سلام الملقب بـ"أبو سارة" الذي اعتقل في الموصل بعد مقتل اثنين من مساعديه، فضلا عن مسؤول تنظيم القاعدة في الموصل وهو سعودي الجنسية يدعى محمود محمد سلامة بخيت الذي اعتقل أيضا في الموصل، والقيادي خليل الديوان المتهم بالتورط بعمليات تجنيد الانتحاريين وإدخال المفخخات إلى الأنبار، والقيادي برتبة أمير باسم عبد الحسن ولقبه الأمير حجي باسم الذي اعتقل في ديالى.

كما أعلنت قيادة عمليات بغداد أعلنت منتصف الشهر الماضي اعتقال قياديين عربيين في تنظيم القاعدة خلال عمليتين أمنيتين منفصلتين في بغداد، أحدهما سعودي واعترف انه كان يخطط لتنفيذ عمليات خلال بطولة كأس العالم المقامة في جنوب أفريقيا بالتنسيق مع أيمن الظواهري، كما أعلنت أمس الثلاثاء عن اعتقال قياديين آخرين احدهما يعتبر مسؤول مفارز الاغتيالات في التنظيم.

وتؤكد وزارة الدفاع العراقية أنها تمكنت في الأسابيع الأخيرة من اعتقال العديد من القيادات المهمة في الخطين الثاني والثالث من تنظيم القاعدة كانت مهيأة لتسلم مناصب عليا، إلا أنها لا تخفي قلقها من فترات الهدوء التي تمر من دون أن ينفذ فيها تنظيم القاعدة أو المجموعات المسلحة الأخرى عمليات عسكرية، إذا كان وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي قد ذكر في حديث لـ"السومرية نيوز"، نهاية أيار المنصرم، أن القوات الأمنية تصاب بـ "القلق" من هدوء القاعدة، مؤكدا في الوقت نفسه أن الأجهزة الأمنية تحاول معرفة إمكانيات التنظيم الفنية والتعبوية وعلاقاته الخارجية، ولا تبحث عن الشراسة التي يملكها بقدر ما تبحث عن قدراته الإدارية ومدى سيطرته على شبكاته وإمكانياته وعلاقاته خارج الحدود.