المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هناك على ضفافِ قبرٍ خفي.


عاشقة نحر الحسين
06-09-2010, 10:32 PM
هناك على ضفافِ قبرٍ خفي..
في مثل غروبِ يومٍ أغمضَتْ عينيها فيهِ فاطمة..

ذكرياتٌ عادت ترسمُ الحزنَ على وجه علي..

ومكنوناتُ الأسى طفحَتْ على صفحةِ الطلعة الحيدرية..

هناك على ضفافِ قبرٍ خفي..

حطَّ الرحالَ مُثقلاً بزفراتٍ ملؤها الشجنٌ ومفعمةٌ بالشوق

وانهالتِ العبرات سيلاً على موضعٍ يحتضنُ الحبيب...

حفرَتْ بندَاها..

مالي مررتُ على القبورِ مسلِّما قبرَ الحبيبِ فلم يردَّ جوابي

هذا الكرارُ صاح انكسارا..

آهٍ يا زهراءُ شوقاً...هدَّني هذا الفراق

تمتماتُ وَجدٍ لم يشهد عليها إلا جسدٌ نحيلٌ وليلٌ حالكٌ مظلم..

هكذا كان يخلو علي بفاطمة..

ينحبُ ويرثي بصمت...

على عرشِ الله الذي في فاطمة تجسَّد..... ثم ارتحل

وعلى نور محمد الذي في فاطمة أشرق... ثم أفَل

ويَطرِقُ بابَ زينبَ كفٌّ ككفِّ حيدر

في الوجه قبسٌ من شعاعِ علي

وفي الصدر عشقٌ لمحبوبِ هذا الغريب

أخية زينب...

حدِّثيني عن سرِّ الوجومِ البادي على محيَّا أبينا !

قصِّ عليَّ خفايا صدورِكمُ الحزينة..

وسرعانَ ما طافت زينبٌ حول الرزايا السالفة

وراحت تسعى بين دارٍ أُحرِقَ بابُهُ وبيتٍ للحزنِ شُيِّد

أخي عباس..

هيَّجتَ عليَّ أحزاناً كامِنة

أخي عباس..

دعني ألملمُ بقايايَ وأخطُّ بِمدادِ الهمِّ حُزني

لا تسلْني كيف ذاك اليوم ألَّموا أمي؟

أنا كنتُ حينَ صرخَت.. ولأجلِ صيحتِها اهتزَّ قبرُ جدي

وأنا بعيني رأيتُ السياطَ على جنبيْها تلوي

عباس..

سلْ هذا المسمار عن أحشاء أمي

يُنبيك عن دفءِ الحنين الذي فيها يغلي

قم وارمق بطرْفِك هذا الباب الذي يوماً أراد أن يحمي خدر أمي

عباس..

عن أيِّ آلامي أحكي؟

أنا بيدي لملمتُ دماءَ أخي

وضمَّدتُ جراحات عين أمي

إني رأيتُ غربة الكرارِ حين انتقموا منه بأمي

أنا التي في صِغرها حرموها أن تنادي "أمي"

أنا التي في صِغرها حملوها هم أبي

أنا التي في صِغرها صاحت... آهٍ ليُتمي

عباس ..دعني..

فالمصاب هدَّني..

إني رأيتُ كربلاء وبعدُ لم أعش طفولتي

بدأتْ سياطي تُؤلِمني من يوم حادثة الدار

وكذلك أحرَقت وجهيَ النار

وسهمُ القلب نبتَ من ذلك المسمار

كفيك هاتين.. رأيتهما عند الفرات, لمَّا قيَّدوا الكرار


عباس..

إنني أنا أمي البتول..

وهذه عباءتها في كربلاء عني تزول..

أنا رقيةُ الزهراء وغدا للحسين تكون.

عباس..

خذ ثأر أمي ...

ففي كربلاء قصة مآسينا تعود..


ولأنه ابن علي ..

سالت القطرات من غمام العين ...

وخطَّت...آهٍ شوقا لك يا بتول