المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسباب سقوط بغداد واتهام علماء الشيعة بها


علي إبراهيم
06-10-2010, 07:37 AM
اسباب سقوط بغداد واتهام علماء الشيعة بها


في العام 1258 سقطت بغداد بيد هولاكو و جيشه المغولي الجرار .. و في العام 2003 سقطت بغداد بيد القوات الأميركية .. و في كلا السقوطين لم يدافع العسكر عن المدينة الكبيرة ..
و لكي يجد العقل العربي الأسلامي شماعات يعلق عليها هزائمه راح يبحث عن أشخاص ( خاصة من طائفة الشيعة ) يحملونهم المسؤولية التاريخية و يتهمونهم بالخيانة العظمى !! و ذلك ليس بالأمر المستغرب من هذا العقل التبريري المهزوم المولع بأختراع نظريات المؤامرة !!

في السقوط التاريخي الأول حملوا الوزير الشيعي ( ابن العلقمي ) المسؤولية كاملة , غافلين عن أستهتار الخليفة العباسي في عدم أتخاذه الأحتياط اللازم لحماية البلاد حربا أو سلما .. و في السقوط الثاني حملوا ( أحفاد أبن العلقمي ) كما يحب أن ينعتهم المتطرفون و غير المتطرفين من العرب المسلمين ..

و المقصود هنا في هؤلاء الأحفاد ( الطائفة الشيعية بالذات ) و ليس مثلا ( الطائفة السنية بكردها و عربها و تركمانها ) , رغم أن المسؤولية تقع على النظام البعثي المتجسد بقائده الملهم , و أستهتاره بجر البلاد الى حرب غير متكافئة مع قوة جبارة , و هروب قيادات و أفراد حرسه الجمهوري و حرسه الخاص من أرض المعركة !!

و المعروف أن معظم هؤلاء من مناطق موالية لصدام و نظامه البعثي العنصري .. يقول جلال الدين السيوطي: " إن ابن العلقمي كاتب التتر وأطمعهم في ملك بغداد " !!

و يقول شمس الدين الذهبي : " وأما بغداد فضعف دست الخلافة وقطعوا أخبار الجند الذين استنجدهم المستنصر وانقطع ركب العراق، كل ذلك من عمل الوزير ابن العلقمي الرافضي جهد في أن يزيل دولة بني العباس ويقيم علويا وأخذ يكاتب التتار ويراسلونه والخليفة غافل لا يطلع على الأمور ولا له حرص على المصلين " !!

و يقول حسن الديار بكري : " ابن العلقمي الرافضي كان قد كتب إلى هولاكو ملك التتار في الدست أنك تحضر إلى بغداد وأنا أسلمها لك .." !!..

على أن الذهبي قد ذكر في كتابه سير أعلام النبلاء:" وكان أبو بكر ابن المستعصم والدويدار الصغير قد شدَّا على أيدي السُّنّة، حتى نُهب الكرخ، وتمَّ على الشيعة بلاء عظيم ، فحنق لذلك مؤيَّد الدين ( أبن العلقمي ) بالثأر بسيف التتار من السُّنّة، بل ومن الشيعة واليهود والنصارى ." !!

و لأبن العبري المتوفى سنة 685هـ، وهو ممن عاصر أحداث سقوط بغداد موقف مختلف ً عما ذكره بعض مؤرّخي أهل السنة.فقد قال في كتابه ( تاريخ مختصر الدول ): لما فتح هولاكو تلك القلاع ـ أي قلاع الإسماعيلية ـ أرسل رسولاً إلى الخليفة ،...فشاوروا الوزير ـ ابن العلقمي ـ فيما يجب أن يفعلوه، فقال: لا وجه غير إرضاء هذا الملك الجبّار ببذل الأموال والهدايا والتحف له ولخواصه، وعندما أخذوا في تجهيز ما يسيرونه قال الدويدار الصغير وأصحابه: ( إن الوزير إنما يدبِّر شأن نفسه مع التتار، وهو يروم تسليمنا إليهم، فلا تمكّنه من ذلك )، فبطل الخليفة بهذا السبب تنفيذ الهدايا الكثيرة، واقتصر على شيء نزر لا قدر له،فغضب هولاكو وقال: ( لا بد من مجيئه هو بنفسه أو يسيِّر أحد ثلاثة نفر: إما الوزير، وإما الدويدار، وإما سليمان شاه )... عندما أجتاح جيش المغول بلدان شرق آسيا بأكملها و قام بتدمير كل المدن و البلدان الأخرى التي وقفت في طريق زحفه العسكري نحو بغداد .. و كان جيش هولاكو جيشا همجيا وحشيا عنيفا و دمويا لا يطأون أرضا او ديارا الا و تحولت الى خراب .. وقد أرسل هولاكو رسالة الى الخليفة العباسي المستعصم .. " .. يطلب منه التسليم .. فرد الخليفة مراوغا " !! - فيليب حتى - و يذكر الدكتور فيليب حتى في كتابه ( تاريخ العرب ) : " أن الوزير ابن العلقمي و معه جاثليق النساطرة و كان لهولاكو زوجة نصرانية , قد خرجا للمفاوضة بالصلح الا أن هولاكو رفض مقابلتهما " !! .. يقول الكاتب باقر ياسين في كتابه ( تأريخ العنف الدموي في العراق ) : " ... و لم تكن مراوغة الخليفة في تعامله مع هولاكو ناتجة عن خطة مرسومة لديه .. بل على العكس من ذلك فهو لم يكن قد احتاط للأمر لا عسكريا و لا سلميا ل درء الخطر المحيط بالبلاد ... و حتى الهدايا التي أرسلها الى هولاكو كانت شحيحة .. بسبب ماعرف عنه من بخل و حب للمال ..." و يضيف باقر ياسين : " بأمكاننا أن نتخيل أن الخليفة المستعصم - رغم قلة تدبيره - ربما لم يكن يستطيع أن يدرأ تلك الكارثة حتى لو أرسل كل كنوز العراق لأن خيال الغزاة عن العراق ترسم صورا أسطورية مبالغا فيها عن الغنى و الثروات و الكنوز و الموال الكثيرة ... المكدسة في بغداد و بلاد الرافدين " !!! يذكر لن أبن كثير في ( البداية و النهاية ) عن سقوط بغداد : " ثم دخلت سنة ست وخمسين وستمائة .. فيها أخذت التتار بغداد وقتلوا أكثر أهلها حتى الخليفة وانقضت دولة بني العباس منها ..استهلت هذه السنة وجنود التتار قد نازلت بغداد صحبة الاميرين اللذين على مقدمة عساكر سلطان التتار هولاكوخان وجاءت إليهم أمداد صاحب الموصل يساعدونهم على البغاددة وميرته وهداياه وتحفه وكل ذلك خوفا على نفسه من التتار ومصانعة لهم قبحهم الله تعالى وقد سترت بغداد ونصبت فيها المجانيق والعرادات وغيرها من آلات الممانعة التي لا ترد من قدر الله سبحانه وتعالى شيئا كما ورد في الاثر لن يغني حذر عن قدر وكما قال تعالى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر وقال تعالى إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب حتى اصيبت جارية كانت تلعب بين يدي الخليفة وتضحكه وكانت من جملة حظاياه وكانت مولدة تسمى عرفة جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهي ترقص بين يدي الخليفة فانزعج الخليفة من ذلك وفزع فزعا شديدا وأحضر السهم الذي أصابها بين يديه فإذا عليه مكتوب إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره أذهب من ذوي العقول عقولهم فامر الخليفة عند ذلك بزيادة الاحتراز وكثرت الستائر على دار الخلافة وكان قدوم هلاكوخان بجنوده كلها وكانوا نحو مائتي ألف مقاتل إلى بغداد في ثاني عشر المحرم من هذه السنة وهو شديد الحنق على الخليفة بسبب ما كان تقدم من الامر الذي قدره الله وقضاه وأنفذه وأمضاه وهو أن هلاكو لما كان أول بروزه من همدان متوجها إلى العراق أشار الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي على الخليفة بأن يبعث إليه بهدايا سنية ليكون ذلك مداراة له عما يريده من قصد بلادهم فخذل الخليفة عن ذلك دويداره الصغير ايبك وغيره وقالوا إن الوزير إنما يريد بهذا مصانعة ملك التتار بما يبعثه إليه من الاموال وأشاروا بأن يبعث بشيء يسير فأرسل شيئا من الهدايا فاحتقرها هلاكوخان وأرسل إلى الخليفة يطلب منه دويداره المذكور وسليمان شاه فلم يبعثهما اليه ولا بالا به حتى أزف قدومه ووصل بغداد بجنوده الكثيرة الكافرة الفاجرة الظالمة الغاشمة ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الاخر فاحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية .."

لو دققنا في نص أبن كثير لوجدنا أن صاحب الموصل قد ساعد التتار بالمدد على اهل بغداد .. و أن الخليفة العباسي قد كان في حالة نشوى مع راقصته و محظيته ( عرفه ) و لم يدرك جدية الخطر حتى أصابت أحد السهام محظيته فقتلها عندئذ فقط أنزعج الخليفة المستهتر !! ..

و نلاحظ ان أبن العلقمي قد أشار الى الخليفة أن يدفع الهدايا الثمينة للتتار , و أن الدوبدار هو من خذل الخليفة عن أرسال الهدايا .. الا الشيء اليسير الذي أحتقره هولاكو !!!

أن أعداد الجيش العباسي المكلفة بالدفاع عن بغداد كانت تقدر بعشرة آلاف مقاتل .." بعد أن تم تسريح أعداد كبيرة منه نتيجة سياسة التقتير التي انتهجها الخليفة المعروف ببخله .." !! - باقر ياسين - ..

و ليس عن خطة طويلة المدى فكر بها أبن العلقمي كما يحاول خداعنا به البعض لأضعاف الجيش بالأتفاق مسبقا مع هولاكو !! و كما أتهموا اليوم ما كان يعرف بالمعارضة العراقية التي حثت و أقنعت القوة الأعظم لغزو العراق !! و لو كانت لدى أبن العلقمي أو لدى المعارضة العراقية مثل هذه القدرة الفائقة في التخطيط المسبق و حث الجيوش الجرارة .. فعندها سنقول ما أعظم قدرة العقل السياسي لهؤلاء و خاصة المعارضة العراقية في خداع صناع السياسة الكونية في أعظم دولة عرفها التأريخ !!!

يتسائل أحد الكتاب : " ... أين كانت جيوش الخلافة العباسية؟ وأين كان قوَّاد الجيش ورجالات الدولة؟ وكيف استطاع ابن العلقمي أن يعبث بعقول هؤلاء كلهم، فيمكِّن هولاكو من دخول بغداد واحتلالها بدون أية مقاومة تذكر؟ "

.. و نتسائل اليوم : أين كانت جيوش صدام من جيش نظامي و حرس وطني و حرس خاص و فدائيي صدام و المسلحين البعثيين و جيش القدس ؟؟ و أين ذهب القادة العسكريون و البعثيون ؟؟ بل أين فر صدام و عصابته الدموية ؟؟ و لماذا لم يدافعوا عن بغداد ؟؟ و لو دافع عنها عشرة آلاف من المقاتلين لما تمكنت القوات الأميركية من دخولها الا بصعوبة بالغة و لربما تحولت بغداد الى ستالينغراد جديدة !!

وأما نصير الدين الطوسي فقد ذكره أبن كثير في تاريخه حيث قال : " النصير الطوسي محمد بن عبد الله الطوسي، كان يقال له: المولى نصير الدين، ويقال: الخواجا نصير الدين، اشتغل في شبيبته وحصَّل علم الأوائل جيداً، وصنَّف في ذلك في علم الكلام، وشرح الإشارات لابن سينا، ووزر لأصحاب قلاع الألموت من الإسماعيلية، ثم وزرلهولاكو، وكان معه في واقعة بغداد، ومن الناس من يزعم أنه أشار على هولاكو خان بقتل الخليفة، فالله أعلم، وعندي أن هذا لا يصدر من عاقل ولا فاضل، وقد ذكره بعض البغاددة فأثنى عليه، وقال: كان عاقلاً فاضلاً كريم الأخلاق... " !!! فلم اتهام نصير الدين الطوسي بأنه ممن تسبب في سقوط بغداد ؟؟؟ و أذا عرف السبب بطل العجب كما يقال !!!

ويقول حسن السوداني أحد المبوقين و المرددين لنظرية المؤامرة المزعومة : "تجمع المصادر ( أ ي مصادر هذه ؟؟ ) التي وصفت الساعات الأخيرة من حياة الخلافة العباسية الإسلامية على أن هولاكو قد استشار أحد المنجمين قبل أن يبدأ غزوته و كان المنجم الفلكي حسام الدين مسلما غيورا على المسلمين و حياتهم فقرأ له ما يلي: إن كل من تجاسر على التصدي للخلافة و الزحف بالجيش إلى بغداد لم يبق له العرش و لا الحياة ، و إذا أبى الملك أن يستمع إلى نصحه و تمسك برأيه فسينتج عنه ست مهالك: تموت الخيل ، و يمرض الجند ، لن تطلع الشمس و لم ينزل المطر ثم يموت الخان الأعظم.لكن مستشاري هولاكو قالوا بغزو بغداد وعدم الاستماع لرأي المنجم ، فاستدعى هولاكو العلامة نصير الدين الطوسي الذي نفا ما قاله حسام الدين و طمأن هولاكو بأنه لا توجد موانع شرعية تحول دون إقدامه على الغزو و لم يقف الطوسي عند هذا الحد بل أصدر فتوى يؤيد فيها وجهة نظره بالأدلة العقلية و النقلية وأعطى أمثلة على أن كثيرا من أصحاب الرسول قتلوا ولم تقع الكارثة، و غزا هولاكو بغداد بفتوى الطوسي وبمعلومات ابن العلقمي وهما وزيراه الفارسيان ، و لم يستسلم المستعصم فقد أشار عليه البعض بأن ينزل بالسفينة إلى البصرة ويقيم في إحدى الجزر حتى تسنح الفرصة ويأتيه نصر الله لكن وزيره ابن العلقمي خدعه بأن الأمور ستسير على ما يرام لو التقى بهولاكو.فخرج المستعصم ومعه 1200 شخصية من قضاة ووجهاء وعلماء فقتلهم هولاكو مرة واحدة، و وضع المستعصم في صرة من القماش و داسته سنابك الخيل وكان قتلى بغداد كما تقول المصادر المعتدلة 800 ألف مسلم ومسلمة كانوا هم ضحايا ابن العلقمي و الطوسي و الأخير كان قد أصدر فتوى بجواز قتل المستعصم حين تردد هولاكو عن قتله ،،،فافهمه الطوسي أن من هو خير منه قد قتل و لم تمطر الدنيا دماً، و قد استبيحت بغداد في اليوم العاشر من شباط عام 1258 و لم يكن ذلك اليوم آخر نكبة حلت بالأمة على يد الوزراء الفرس و لابسي العمامة الفارسية المجوسة." !!! هذا يعني أن هولاكو كان بحاجة الى فتوى من نصر الدين الطوسي !! و تلك مغالطة تأريخية و أفتراء كبير .. الهدف منه معروف للعاقل اللبيب !! في العام 1914 قاتل كبار رجال الدين الشيعة مع الجيش التركي في التصدي للقوات البريطانية و قتل منهم الكثير في معارك مشرفة بعد أن عضوا على الجراح و نصروا جيش الدولة المسلمة و ان كانت مضطهدة لهم .. و ثارت عشائر الفرات الأوسط الشيعية و أشتركت معها بعض العشائر السنية في العام 1920 و بفتوى من مرجعية الشيعة ( الرافضة المجوس ) وخاضت عشائر بني حجيم في منطقة الرميثة - السماوة آخر معركة فاصلة مع القوات البريطانية في جسر السوير الشهير و لم تستسلم حتى قبلت بريطانيا العظمى بشروط الثوار و في مقدمتها : أقرار بريطانيا لأول مرة بتأسيس الدولة العراقية !! في العام 2003 دافعت مدن الجنوب العراقي و ان كان المدافعين من البعثيين الشيعة !! فيما أستسلمت مدن بغداد و الموصل و تكريت و الرمادي و غيرها بدون قتال ... أما ماحصل بعد ذلك من ما يسمى زورا بالمقاومة فهو أعمال أرهابية أجرامية قتلت من العراقيين الأبرياء أضعاف ماقتلت من القوات المحتلة .. و عملت على عرقلة مسيرة العملية السياسية التي وحدها من تعيد للعراق أستقلاله و سيادته السؤال هو لنفترض انكم على حق وان ابن العلقمي هو من خان المستعصم وسلم بغداد للمغول فلماذا سقطت الشام ايضا بيد المغول وهي كانت تحت حكم الايوبيين احفاد صلاح الدين الايوبي هل كان فيها ايضا ابن العلقمي ام انكم دائما تريدوننا نحن الشيعة كشماعة تعلقون اخطائكم وجرائمكم عليها ظلما وكذبا وعدوانا فقط لأنكم تكرهون شيعة علي ابن ابي طالب وتمشون وراء تلفيقات الامويين وحقدهم على الرسول وال بيته

د- علي إبراهيم

واود الاشارة الى ما ذكره الشيخ الكوراني في كتابه " كيف رد الشيعة على غزو المغول " ما نصه :
12- لماذا لم يتهموا شخصيات سنية كانت مع المغول؟

كان التتار مجاورين للمسلمين في شرق خراسان ، وكانت لهم علاقات تجارية وقبلية معهم ، ولملوكهم علاقات مع شخصيات سنية عديدة ، وقد كان مع جنكيز في حملته الأولى سنة617، ومع هولاكو في حملتهم الثانية شخصيات منهم قبل أن يقع نصير الدين الطوسي قدس سره في قبضته . فقد رووا أنه كان معه محمد الجويني واستأذن هلاكو أن يأخذ كتب وآلات رصد من مكتبة قلعة ألَمُوت ! فلماذا يتهمون نصير الدين قدس سره وينسون هؤلاء؟!
بل منهم من أرسله جنكيز الى سلطان خراسان طالباً منه التسليم ! قال الذهبي في تاريخه:44/22: (وفيها(516)عاد السلطان خوارزم شاه محمد إلى نيسابور ، وأقام بها مدة وقد بلغه أن التتار خذلهم الله تعالى قاصدون مملكة ما وراء النهر ، وجاءه من جنكس خان رسل: وهم محمود الخوارزمي وخواجا علي البخاري ومعهم من طُرَفٌ هدايا الترك من المسك وغيره). انتهى.
وقال الأمين في: الإسماعيليون والمغول/75: (وكان فيمن أخلص لجنكيز في هذا الصراع ثلاثة رجال مسلمين هم: جعفر خوجا الذي يقال أن جنكيز متزوجاً أخته ، وحسن ، ودانشمند الحاجب ، وكان هذان الإثنان مع جنكيز في هجومه على خوارزم وأدَّيا له خدمات جليلة لاسيما في مفاوضاته مع أهل البلاد المفتوحة . وقد عاش دانشمند25سنة بعد جنكيز ، وكان مؤدباً لأحد أحفاد جنكيز ابن ابنه أوكتاي بن جنكيز . وهؤلاء المسلمون وأمثالهم جاءوا في الأصل إلى تلك البلاد تجاراً ، وكان التجار المسلمون القادمون من الغرب هم الذين يتولون التجارة مع منغوليا والصين .
وكان ممن عمل مع جنكيز قبل الهجوم على خوارزم ، محمد يلواج الذي أرسله جنكيز رسولاً إلى محمد خوارزم شاه واتخذ منه جنكيز وزيراً ومستشاراً ، وبعد إستيلاء جنكيز على ما وراء النهر جعله حاكماً عليها ، حيث قام بإعمار ما خربه المغول وأدار البلاد إدارة صحيحة أحسنت إلى الناس .
وممن عملوا مع جنكيز خان: فخر الدين محمود بن محمد الخوارزمي الذي يقول عنه ابن الفوطي: كان من أعيان وزراء جنكيز خان وعليه مدار الملك في المشرق ، وإليه تدبير ممالك تركستان وبلاد الخطا وما وراء النهر وخوارزم . وكان مع ذلك الذكاء كاتباً سديداً يكتب بالمغولية والخوارزمية والتركية والفارسية الخطائية(لهجة من لهجات تركستان)والهندية والعربية ، وكان غاية في الفهم والذكاء والمعرفة ، وبتدبيره الشديد انتظم للمغول ملكهم). انتهى.
أقول: والأعجب من ذلك أنهم سكتوا عن سنيين ذهبوا الى المغول وطلبوا منهم أن يأتوا ويحتلوا بلادهم؟! قال ابن خلدون:5/529: (واستقل منكوفان بالتخت ، وولَّى أولاد جفطاي عمه على ما وراء النهر إمضاء لوصية جنكزخان لأبيهم التي مات دونها ووفد عليه جماعة من أهل قزوين وبلاد الجبل يشكون ما نزل بهم من ضرر الإسماعيلية وفسادهم ، فجهز أخاه هلاكو لقتالهم واستئصال قلاعهم فمضى لذلك ، وحسَّن لأخيه منكوفان الإستيلاء على أعمال الخليفة فأذن له فيه). انتهى.
أقول: في اعتقادي أن المغول لايحتاجون الى سبب خارجي لاجتياح البلاد الإسلامية ، لكن أتباع الخلافة يصرون على سبب خارجي لإتهام الشيعة فأين هم من هذا الوفد الرسمي من قزوين وبلاد الجبل ، وكان معهم قاضي القضاة شمس الدين أو قبلهم ، في عاصمة منكوقاآن طالبين منه أن يحتل بلادهم ! فاستجاب لهم وأصدر أمره الى أخيه هولاكو، بشهادة ابن خلدون !
وقال السيد الأمين في الإسماعيليون والمغول/119: (ويقول الجوزجاني: (أنظر طبقات ناصري/413): إن شمس الدين هذا كان على اتصال بالمغول وكان إماماً وعالماً كبيراً ، ذهب مرة إلى منكو خان وطلب مه أن يضع حداً لشر الملاحدة ويخلص الناس من فسادهم . ويقول الجوزجاني أيضاً: إن كلمات هذا القاضي كان لها أثر عميق في نفس منكوخان إذ نسب إليه الضعف والعجز لأنه لم يستطع أن يستأصل شأفة هذه الطائفة التي تدين بدين يخالف ديانات المسيحيين والمسلمين والمغول ، وما ذلك إلا لأنهم(الإسماعيلية)ستطاعوا أن يغروا منكو خان بالمال بينما هم يتحينون فرصة ضعف دولته فيخرجون من الجبال والقلاع ليقضوا على البقية الباقية من المسلمين ، ويعفوا آثارهم) ! انتهى.
فلماذا لم يتهموا هؤلاء الشخصيات السنية الذين جاؤوا من قزوين وبلاد الجبل الى طاغية المغول يحثونه على غزو بلاد المسلمين بحجة الإسماعيلية ، وقد كانوا وفداً سنياً برئاسة قاضي القضاة ؟!
ومنهم من اعتمد عليهم جنكيز وهولاكو فجعلاهم حكاماً في بلاد المحتلة !
ففي النجوم الزاهرة:7/16: (وأما ملوك الشرق فسلطان ما وراء النهر وخوارزم: السلطان ركن الدين وأخوه عز الدين ، والبلاد بينهما مناصفة وهما في طاعة هولاكو ملك التتار) . وفي تاريخ مختصر الدول/237: (وفيها سيَّر السلطان عز الدين رسولاً إلى خدمة هولاكو شاكياً على بايجو نوين أنه أزاحه عن ملكه ، فأمر هولاكو أن يتقاسما الممالك هو وأخوه ركن الدين). وفي النهاية:13/236: (وكان رحيل السلطان المسلط هولاكو خان عن بغداد في جمادى الأولى من هذه السنة إلى مقر ملكه ، وفوض أمر بغداد إلى الأمير علي بهادر فوض إليه الشحنكية بها ) .
وفي أعيان الشيعة:9/95 ، عن جامع التواريخ:1/262: (وفي نفس اليوم الذي قتلوا فيه الخليفة أرسلوا إليها مؤيد الدين ابن العلقمي ليقوم بالوزارة وفخر الدين الدامغاني ليكون صاحب الديوان ، وجعلوا علي بهادر شحنة لها ، وعينوا المحتسبين لمراقبة المقاييس والأوزان ونصبوا عماد الدين عمر القزويني نائباً للأمير قراتاي، وهو الذي عمَّر مسجد الخليفة ومشهد موسى والجواد صلى الله عليه وآله. وكذلك نصب نجم الدين أبو جعفر أحمد بن عمران الملقب براست دل المخلص ، والياً على أعمال شرقي بغداد مثل طريق خراسان والخالص والبندنيجين . وأمر هولاكو بأن يكون نظام الدين عبد المنعم البندنيجي قاضياً للقضاة) .
وفي كتاب الإسماعيليون والمغول/286: (رأينا فيما تقدم أسماء ثلاثة أشخاص عينهم هولاكو على رأس الحكم فور سقوط الحكم السابق، لإدارة العراق بأيد عراقية وهم مؤيد الدين بن العلقمي وعلي بهادر وفخر الدين الدامغاني والقاضي عبد المنعم البندنيجي... ويمكننا القول إن أول حاكم فعلي حكم العراق بعد سقوط بغداد مباشرة هو عماد الدين عمر بن محمد القضوي القزويني). وقال في هامشه: (بعد أن استقر الأمر لهولاكو عين للإشراف العام على إدارة البلاد التي أخضعها كلاً من ابنه الأكبر أبقا على العراق وخراسان ومازندران حتى نهر جيحون ، وابنه يسموت على أران وآذربيجان ، والأمير تودان على ديار بكر وديار ربيعة حتى شاطئ الفرات ، ومعين الدين بروانه على آسيا الصغرى ، والملك صدر الدين على تبريز ، والأمير أنكيانو على فارس ، وفوض منصب صاحب ديوان البلاد كلها لشمس الدين الجويني وأطلق يده في كل الأمور . وفوض حكم بغداد إلى أخيه علاء الدين عطا ملك ).

صرخة ضمير
06-10-2010, 11:11 AM
ألــ1000ـــــــــــف شكـــــــــــــر لكم...

وفقكم الله وملأ قلـــــــــــوب الناس حبا لكــــم..

ونور الله دربكـــــــــــــــــــم يـــــــــــــــــــــــارب..

ميموه
06-25-2010, 12:52 AM
يعطيك العافيه

لك تحياتي:ميموه