المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التجلي في قبو الغيبة


الشهيد الحي
06-11-2010, 04:48 AM
يروي آية الله العظمى السيد مهدي بن حبيب الله الحسيني الشيرازي رحمه الله : أني أيام أقامتي في مدينة سامراء كنت أذهب في ليالي الجمعة لزيارة القبو المقدّس وأبيت فيه حتى الصباح مشتغلاً بالعبادة وقراءة الدعاء وتلاوة القرآن ، وفي أيام الجمعة كنت أبقى لقراءة دعاء الندبة ثم أنصرف بعدها إلى منزلي ، وحيث كانت سامراء خالية من الزوّار في أكثر أوقاتها ، ولم يكن هناك من يأتي لزيارة القبو المقدّس كنت مطمئنـًا بعدم مجيء أحد لزيارة القبو المقدس ، ولذلك كنت عند تشرفي للزيارة أغلق الباب على نفسي من الداخل لأكون خالي البال كامل التوجه إلى الله تعالى في دعائي وتوسـّـلي بوليّه صاحب العصر والزمان عليه السلام.

وفي صباح يوم جمعة وأنا مشتغل بقراءة دعاء الندبة وقد أغلقت الباب على نفسي ، وصلت في الدعاء إلى هذه الفقرة: «وعرجتَ بروحه إلى سمائك » وإذا أنا بسيّد جليل وهو جالس جنبي يشير إليّ بيده ويقول «وعرجت به إلى سمائك» مكان: (وعرجتَ بروحه إلى سمائك).

فأعدتُ قراءة الفقرة كما أشار عليّ السيد الجليل وواصلت قرائتي للدعاء وأنا غافل تمامًا عن عمق الواقع ، وعن الحقيقة التي صادفتها ، وعن إشارة السيد في تبديل الفقرة ، وعن شخصية السيد نفسه ، حتى إذا مضيتُ في مواصلة الدعاء ، وانقضت مدة يسيرة ، وإذا بي ألتفتُ إلى نفسي متسائلاً: يا ترى من كان هذا السيد الجليل؟!.
ومن أين دخل القبو المقدّس؟!.

ألستُ قد أغلقت الباب على نفسي بحيث لا يستطيع أحد الدخول؟!.

ألم أطمئن وأتيقن بعدم وجود أحد ما في القبو المقدّس؟!.

وأخذت هذه الأفكار تشتبك وتدور في نفسي وتقودني إلى معرفة الواقع وكشف الحقيقة ، وقد انتابتني القشعريرة وأخذت كل أعضائي ومفاصلي ترتجف بشدة، وقلبي يرتعش ويدق باضطراب وقوّة ، حتى إذا استطعت أن أحوّل وجهي إلى المكان الذي كان السيد الجليل قد جلس فيه لأرى وجهه ، لم أر أحدًا ، وكلـّما فتشت عنه لم أجد في القبو المقدس أي شخص ، فتيقنت أنه لم يكن إلا سيدي ومولاي صاحب العصر والزمان عليه السلام.


لا يخفى أن الفقرة في دعاء الندبة منقولة بوجهين
الأول: ( وعرجتَ بروحه إلى سمائك ) والثاني: ( وعرجتَ به إلى سمائك )
والأخير واضح وعليه اتفاق الإمامية ، إضافة إلى اعتراف العلم الحديث به وإثبات وقوعه ، لأن الله تعالى عرج بنبيّه روحًا وجسدًا إلى سمائه ، إذ المعراج كان معراجًا جسمانيًا ، وليس معراجًا روحيًا فقط كما يتفق للنائم الذي يرى الأحلام في منامه.