المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنتظار المُخلص الموعود


علي إبراهيم
06-11-2010, 05:49 AM
http://www.rose14z.name/up/uploads/a8912d7eea.jpg (http://www.rose14z.name/up/)




أنتظار المُخلص الموعود

إن مسالة أنتظار المُخلِّص هي فكرة آمنت بها الرسالة النصرانية والإسلامية ، ومن الحكمة لنا أن نكون من المنتظرين بالمعنى الإيجابي للانتظار ، وأن نسعى لنكون من الممهدين للمهدي ( عليه السلام ) في القول والعمل ، وبناء الإنسان وخلق المجتمع الذي يكون عضداً له عند خروجه ، ومساعداً له في تحقيق أهدافه المرسومة من الله سبحانه وتعالى ، ألا وهي نشر العدل في الأرض ليكون بذلك حجةً على الذين عاثوا في الأرض فساداً أثناء حكمهم .

حينما ننتظر الامل الواعد ، الامام المهدي ونتوقع ظهوره في كل لحظة ، فأننا سنزداد املاً بمستقبل العالم ونعلم ان ليل الظلام سوف ينجلي بفجر العدالة ويوم الطواغيت ينصرم ، وترفع راية التوحيد فوق كل ربوة وعلى امتداد كل افق ،
ان سلسلة النكبات التي تتوالى على البشرية تظلل سحابة من اليأس على النفوس فينحسر تطلع الناهضين لا قامة العدل ولكن اشراقة الامل المنبعث من انتظار اليوم الموعود تبدد تلك السحب الداكنة وتزيد الناهضين املاً ودفاعاً

متجدداً نحو النهضة وكأن نداءً قوياً ينطلق من فم الانتظار ويؤكد لفقراء العالم الا تيأسوا ، ولمظلومي العالم ان عصر الخلاص قادم لا محالة
ان انتظار انوار الحجة يرسم خارطة لطريق النهضة ، فان هيمنة انتصار الحق في عهده ، وتلك الحياة الفاضلة التي تستقر يومئذ تحت ظل حكمه والتي هي امنية شائقه لكل نفس زكية و تطلع سام لكل مصلح ، انها تشكل خارطة لعلم المصلحين اليوم ونهجاًَ لما يحققونه في حياتهم ،
فمن ينتظر العدل لا يظلم ومن ينتظر السلام لا يولغ بسفك الدماء ، ومن ينتظر الوحدة العالمية لا يمزق صف المجتمع ، ومن ينتظر هدى الله لا يغتر بأهواء الناس ووساوس الشياطين ،
ولعل الحديث الشريف يقول) : ان انتظار الفرج هو الفرج ) يفتح لنا نافذة على هذه الحقيقة ، ان ايمان عباد الله بالأمام الغائب وقناعتهم بان الفقهاء هم خلفاؤه ونوابه يجعلهم يوحدون صفوفهم بالرغم من اختلاف ارائهم وتعدد قياداتهم الفعلية ، تتنوع مناهجهم وهي جميعاً طرق تؤدي الى هدف واحد وهو نهج الامام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

ولعل اقرب الوقائع واكبرها في النفس الانسانية تلك التي تدعو الى الصلاح والخلاص والفوز الالهي والانتصار المعنوي والمادي بالقضاء على الظلم والظالمين،وتزداد الرؤيا والامل المنشود والتطلع لدى جميع البشر تلك التي تدعوا الى المنقذ والمصلح المنتظر عجل الله فرجه الشريف
فبازدياد الظلم والجور تزداد اللوعة والشوق والحب الى المنقذ الالهي وهذه ملازمة واقعية بين المنتظرين والمنتظر ولذلك يمكن ان نقول
إن مخزون الشوق والحب والتقديس الذي يملكه الإمام المهدي (عليه السلام) في قلوب المسلمين، بل في قلوب الإنسانية، لا تملكه اليوم شخصية على وجه الأرض، وسوف تزداد هذه الشعبية والاهتمام بأمره، حتى ينجز الله تعالى وعده، ويظهر به دينه على الدين كله.

فالمهدي (عليه السلام) لم يعد فكرة ننتظر ولادتها ونبوءة نتطلَّع إلى مصداقها، بل واقع قائمٌ ننتظر فاعليته وإنسان معيّن يعيش بيننا بلحمه ودمه، نراه ويرانا، ويعيش مع آمالنا وآلامنا، ويشاركنا أحزاننا وأفراحنا.
كما أن الإيمان بالإمام المهدي (عليه السلام) إيمان برفض الظلم والجور حتى وهو يسود الدنيا كلها، وهو مصدر قوة ودفع لا تنضب، لأنه بصيص نور

يقاوم اليأس في نفس الإنسان، ويحافظ على الأمل المشتعل في صدره مهما ادلهمت الخطوب وتعملق الظلم، وتلك الهزيمة الكبرى المحتومة للظلم وهو في قمة مجده، تضع الأمل كبيراً أمام كل فرد مظلوم وكل أمة مظلومة في القدرة على تغيير الميزان وإعادة البناء.

إذاً علينا أن نهيّئ أنفسنا جميعاً لاستقبال الإمام المهدي (عليه السلام) كأنه سيقوم غداً، وذلك من خلال إعداد أنفسنا إيمانياً وعقائدياً وفكرياً وثقافياً وروحياً وسلوكياً وسياسياً وجهادياً ورسالياً، وعليه يجب أن يكون إحساسنا بقضية الإمام المهدي (عليه السلام) عالي المستوى في الفكر والممارسة، فنركّز ذلك في وعينا وسلوكنا من خلال الارتباط الفعال بالقيادات التي تجسّد خط الإمام (عجل الله فرجه) في الساحة، والتي تُعدّ امتداداً رسالياً بقيادته (عليه السلام) والا كيف يمكن للامام المهدي عجل الله فرجه استلام الثلة المؤمنة الخيرة ونقصد العدة والعدد القادرة على الفتح العالمي وقيام الدولة العادلة فيمكن القول أن هذه القيادات التي مهدت للامام عجل الله فرجه هي ضمن القواعد الالهية والمؤمنة شرعا من قبله وبقوله عليه السلام (واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله الراد عليهم كالراد علي......وهو على حد الشرك) اما خلاف ذلك فهو ظلال وبدعة وفساد وابتعاد عن الخط الرسالي المحمدي نسال الله ان يعصمنا ويرشدنا نصرته عن طريق اولياءه الممهدين(رواة الحديث) .

علي إبراهيم
10/06/2010
__________________

السوسن
06-14-2010, 04:52 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل الله فرجهم الشريف
شكرا للموضوع القيم