المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البركات القدسية للدولة المهدوية


ღroseღ
06-11-2010, 04:58 PM
بركات الدولة المهدوية:
لو أردنا أن نقرأ الروايات، وهنا بشكل مجمل أوضّح لك حقيقة أنّ التقدّم بدولة صاحب الأمر قد ورد في روايات كثيرة، وسنذكر هنا جملة من تلك الروايات بأسانيد العامة، فإن الروايات التي وردت بأسانيد شيعية كثيرة جداً، ولكن من باب المحاججة نذكر بعض الروايات بأسانيد عامية _ وهي كثيرة أيضاً _ لتكون الرؤية أكثر استيعاباً بما هو موجود في المذاهب الأخرى وبما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

يقول اخواننا السنّة في كتبهم وهم يتحدّثون عن دولة المهدي عليه السلام:

من جملة تلك الروايات رواية حذيفة بن اليمان عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتحدّث عن المهدي، والرواية طويلة جدّاً لكن أنقل لك هذا المقطع، يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (... يفرح به أهل السماء والأرض، والطير والوحش والحيتان في البحر، وتزيد المياه في دولته، وتمد الأنهار، وتضاعف الأرض أكلها، وتستخرج الكنوز).

فيفرح به أهل السماء والأرض بمستوىً واحد، فما يشمل أهل الأرض يشمل أهل السماء، وما يشمل أهل السماء يشمل أهل الأرض، وهذا يحتاج إلى رؤية علميّة غيبيّة.

قلنا: الغيب متفاعل في الشهود في الأرض وفي الدنيا، تفاعل السماء التي هي عالم من عوالم الغيب ببعض أوجهها مع الأرض التي هي عالم الشهود، وعالم الظهور، وعالم الواقع والوجدان والحضور؛ وهذا التفاعل الثنائي معه الرواية تقول: (فيفرح به أهل السماء والأرض والطير)، وهذا البعد الآخر، (والوحوش والحيتان في البحر)، وهذا يحتاج إلى حديث يتعلّق عن أثر دولة الإمام المهدي عليه السلام ، ودور دولة الإمام المهدي عليه السلام بتطوّر الحيوان وليس فقط الإنسان.

وأنا لا أريد أن أعلّق على نظريّة دارون وأقول أنّ هذه النظريّة في بعض جوانبها كان صحيحاً، لأن هذا يحتاج إلى بحث اختصاصي تفصيلي، قد نوفّق بالمستقبل إليه، والرواية تقول: (وتزيد المياه في دولته وتمد الأنهار وتضاعف الأرض أكلها وتستخرج الكنوز).

وملخّص هذه الرواية بما يتعلّق مع التقدّم الحضاري والعمراني للإنسان نلاحظ فيها أنها تصرح بأشياء مهمة كثيرة منها: أنّه تزيد المياه، وتمدّ الأنهار، وتضاعف الأرض أكلها، وتستخرج الكنوز، هذه الرواية مع أنّها وردت في كتب اخواننا أبناء العامّة فإنها تحدّثت عن هذه المظاهر التقدّمية الحضاريّة لدولة صاحب الأمر التي هي من صلب عقيدة الشيعة الإمامية سلمهم الله تعالى.

والرواية الأخرى أيضاً تروى بأسانيد اخواننا عن عبد الله بن عبّاس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول عن التطورات التي تصير في عصر الإمام ودولة الإمام:

(وتأمن البهائم والسباع، وتلقي الأرض أفلاذ كبدها). قال: قلت: وما أفلاذ كبدها؟ قال: (أمثال الاسطوانة من الذهب والفضة).

وتأمن البهائم، أنظر: (الأمن) هو من المواضيع المهمة، فعندما نتحدّث عن الثروة المائيّة، وعن الزراعة، وعن الاقتصاد فالرواية تتحدّث عن الأمن، وهو أهم معلم من المعالم الفاعلة، والمحرّكة في تقدّم الحضارة الإنسانية، ولا يمكن لأمّة أن تترقّى بلا أمن، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (وتأمن البهائم والسباع)، أي أن هذا الأمن الذي تتحدّث عنه الرواية لا يختص بالبشر فقط، وإنما يشمل حتّى البهائم.

ثمّ قال: (وتلقي الأرض أفلاذ كبدها)، فيسأل عبد الله بن عبّاس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقول له: وما أفلاذ أكبادها؟ قال: (أمثال الاسطوانات من الذهب والفضة)، أنظر إلى عبارة: (اسطوانات)، فهكذا سوف تخرج الخيرات لأهل الدنيا كما في هذه رواية.

والرواية الأخرى التي تحدّثت عن هذا الجانب، مع العلم أنها روايات كثيرة جدّاً ولا يمكن في الواقع ذكرها جميعاً لكنّني أعنون الحديث بما يناسب المقام.

والرواية يرويها أبو سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأسانيد اخواننا العامّة، قال صلى الله عليه وآله وسلم:

(ينـزل على أمّتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه، حتّى تضيق بهم الأرض الرحبة، وحتّى تملأ الأرض ظلماً وجوراً، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم، فيبعث الله عز وجل رجلاً من عترتي فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدّخر الأرض من بذرها شيئاً إلاّ أخرجته ولا السماء من قطرها شيئاً إلاّ صبّته منها).أنظر إلى أثر الدولة التخريبـي، فإذا كانت الدولة مخرّبة فكيف يمكنها أن تؤثّر تلك الدولة سلباً في حياة الإنسان، والمجتمع وفي حياة الإنسان الفرد؟ فحقاً أن الدور التخريبي في حياة الإنسان هو من تخريب الدولة، وهو ما يقابل الدور الفاعل الإيجابي في حياة الإنسان، والعمراني والتقدّمي في الدولة الخيّرة. ولنرجع إلى الرواية حيث تقول: (ينزل على أمّتي في آخر الزمان بلاءٌ شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى تضيق بهم الأرض الرحبة وحتّى تملأ الأرض جوراً وظلماً ولا يجد المؤمن ملجأ يلجأ إليه من الظلم فيبعث الله رجلاً من عترتي فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً يرضى عنه ساكن السماء _ أنظر التقدّم الحضاري العظيم الذي يصعد إلى السماء _ وساكن الأرض، لا تدّخر الأرض من بذرها شيئاً إلاّ أخرجته ولا السماء من قطرها شيئاً إلاّ صبّته).

وبالطبع فكما قلت سابقاً أنّ هذه الروايات كثيرة وإنّما أخذت عينة منها فقط لما يناسب المقام، كي أرشد إلى جوانب متعدّدة من التقدّم الذي يظهر في دولة الإمام.

وهذا التقدم لم يكن كيفياً، وإنّما هو طبيعي، أي بالقوانين الطبيعيّة وليس بالإعجاز وليس خارق العادة، بل بالقوانين الطبيعيّة وسوف يتم هذا التطوّر عندما تفتح السماء أبوابها وعندما يكون الإنسان مؤهّلاً لنزول الخيرات.

ونلاحظ من مظاهر التقدّم في دولة الإمام عليه السلام إنّ أوّل شيء يقف أمام ناظرنا من هذا التطور هو مسألة المياه، ونحن نعيش الآن في هذا العصر، مسألة المياه التي هي مشكلة العصر، وإن مشكلة القرن الواحد والعشرين هي مشكلة المياه، والمتوّقع كما تسمعون من الإعلام والاختصاصيين الذين يبحثون عن هذه المشكلة العويصة، إن هذه المشكلة غير محصورة بالثروة الزراعيّة، أو مسألة مهمّة بما تتعلق بحياة الإنسانية، بل انعكاسها على الوضع السياسي العالمي، فإنّ الحروب المتوقّعة في المستقبل في هذا القرن يكون منشؤها هو قلّة المياه، لأن هناك جدباً سوف يؤثر على واقع الحياة في الأرض. ويفسّر بعضهم هذه الحالة بعنوان أنّ الأرض ابتدأت ترتفع حرارتها، فربّما ارتفعت درجة حرارة الأرض _ بحسب التقارير العلمية نصف درجة إلى درجة ممّا يسبّب هذا الارتفاع الجدب الذي تمرّ به الأرض بشكل عام.

فإنّ من أهم مشكلات العصر الحاضر هي مشكلة المياه، فنحن الآن وإن كنا نعيش في بلاد الرافدين وقد أبعدنا الباري عن هذه المشكلة، إلاّ أنكم لو نظرتم إلى بقية دول العالم لرأيتم هذه المشكلة بوضوح، فهي الآن تُعد إحدى المشاكل الخطرة في مباحثات السلام بين لبنان وسوريا من جهة وبين إسرائيل من جهة أخرى تحت عنوان تقسيم الثروة المائيّة. فمسألة المياه مسألة سوف تدخل في السلم العالمي فضلاً عن دور المياه في الزراعة، ودور المياه في الاقتصاد، ودور المياه في حفظ حياة الإنسان.

لكن هذه الحلول _ كل الحلول التي تقدّم ذكرها وغيرها _ على نمطين:النمط الأساسي عالمياً: أنّ المرتكز العالمي لإيجاد الحلول هو الحلول السياسيّة، ويتحدد بتقسيم الثروة المائيّة كما حدث في المؤتمر الأخير الذي عقد في أفريقيا لتقسيم ثروة مياه نهر النيل.

فهذا الموضوع موضوع دولي لتقسيم المياه، لكن هذا التقسيم وهذا الحل هو حلّ مؤقّت، فإنّه سوف يوفّر لهم فرصة أخرى للعيش في مياه أقل، ولكن سوف تبقى عندهم مشكلة يعانون منها في تصوّرهم وهي أنّ الأرض قادمة على جفاف كلّي، وهذا الجفاف مؤثّر في حياة البشريّة ككل، ولذلك يحاولون أن يجدوا حلولاً طبيعيّة أخرى يستغنون بها عن تلف وإتلاف هذا المقدار من المياه، ولم يفلحوا لحدّ الآن إلاّ من جانب واحد، وهو جانب الخيال العلمي؛ وأمّا الانطلاقة الأخرى العمليّة والواقعيّة التجريبيّة، فإنه لم يتوصّل الإنسان لحد الآن إلى تجربة عمليةّ لتوفير المياه.

أما عندنا نحن الشيعة الإمامية فإن الحل موجود في دولة صاحب الأمر عليه السلام ، ذلك لأنّ السماء سوف تمدّنا بمطر غزير، وأنّ الأرض يفجّر الله فيها عيوناً وأنهاراً، وهذه الخيرات التي سوف تكون في هذه الأرض لم تكن على نحو إعجازي وإنّما تناسبي، فلو فهمنا المعادلة التناسبيّة فحينئذٍ سوف نفهم التقدّم الذي يحصل في دولة صاحب الأمر.

أنظر إلى بعض القضايا التي تطرح على مستوى الخيال العلمي، وكما يقال وكما ترون، وبما يذكر في هذا الصدد، فإنّ أثر الخيال العلمي في الوصول واضح في اختراع الآلات المتطوّرة، ولا أريد أن أتطرّق لهذا الموضوع وليس من اختصاصي، وإنّما استشهد به لتوصيل الفكرة، وهي: ربّما أنا وأنت نقرأ بعض الروايات، وربّما لا نستوعب حدود هذه الرواية، فمرّة نوكلها إلى الإعجاز، ومرّة نوكلها إلى ظروف لم يتوصّل إليها الإنسان.

أنا أقول لك بصراحة أن القوانين الطبيعية التي اكتشفناها لحد الآن كبشر، والقوانين والتطوّر الطبيعي فضلاً عن التطوّر العمراني والحضاري الذي وصل إليه الإنسان، لم يكن كل اكتشافاته، يعني أن القوانين التي اكتشفناها حاليّاً لم تكن كلّ القوانين التي تملكها الطبيعة، وإنّما هناك قوانين أخرى لم يتوصّل إليها الإنسان في مورد الاكتشاف. وقد حاول الإنسان أن يظهرها في رسائل الخيال العلمي.
وهذا الخيال العلمي، ربّما يكون على الأرض.. ونحن على يقين أنّ هناك كثيراً من القوانين الطبيعيّة التي لم يكتشفها الإنسان حاليّاً وإنّما سوف تظهر ويظهرها صاحب الأمر عليه السلام ، الذي آتاه من العلم ما لم يؤتِ أحداً من العالمين، فالإمام ليس عالماً بقوانين الشريعة فقط، أو قوانين اللّغة، أو العلوم الإنسانية بشتّى أنواعها وأصنافها، وإنّما الإمام المعصوم عليه السلام عالم بكل قوانين الحياة، سواء كانت على مستوى فيزيائي، أو كيميائي، أو أي نوع من أنواع تلك القوانين التي تحكم حياة الإنسان والتطوّر الإنساني.

وعندما يظهر ويخرج كنوز الأرض، فإنّ أحد التفاسير لكنوز الأرض أنه ليس المقصود من هذا الكنز هو الكنز من الذهب والفضّة المادّي فحسب، وإنّما قد يكون _ والله العالم _ كما تشير إليه الروايات الكثيرة إلى هذا المعنى، وهو أنّ الإمام يظهر مبادئ القوّة، وقوانين القوّة وقوانين القدرة يظهرها للإنسان، أي يعطيه تلك القوانين التي يستطيع بها الإنسان أن يوفّر لحياته أفضل العيش، وأهنأ العيش، وأحسن العيش؛ أي أنّ الإمام سوف يوفر للإنسان أشياء كثيرة لم يمكنه أن يحصل عليها من قبل ومن جملة هذه الأشياء التي يوفّرها هي تلك القوانين.

أعطيك رواية واحدة تشير إلى هذا المعنى تحدّثت عمّا يظهر في دولة صاحب الأمر عليه السلام ، وهذه الرواية في الخرائج للراوندي، وهو من العلماء الأعلام للشيعة، قد رواها عن الإمام الصادق عن أبيه الباقر عليه السلام قال:

(إذا قام القائم بمكّة وأراد أن يتوجّه إلى الكوفة نادى مناديه: ألا لا يحمل أحد منكم طعاماً ولا شراباً، ويحمل معه حجر موسى الذي انبجست منه اثنتا عشرة عيناً، فلا ينزل منزلاً إلاّ نصبه فانبجست منه العيون، فمن كان جائعاً شبع ومن كان ظمآناً روي، فيكون زادهم حتّى ينزلوا النجف من ظاهر الكوفة، فإذا نزلوا ظاهرها انبعث منه الماء واللّبن دائماً، فمن كان جائعاً شبع ومن كان عطشاناً روي).

علماً أن عدد الجيش هو عدد ضخم، إذ أن قادة الجيش عددهم (313) قائداً، وقد ورد في بعض الروايات أن كل قائد يشد له الإمام عليه السلام راية على عشرة أو اثني عشرة ألف أو يزيدون، فكم مليون يكون عدد جند صاحب الأمر عليه السلام؟ وهذا العدد يعطيك حالة تفاؤليّة لمن يكون معه عليه السلام من حيث الكم، والأمل أن نكون ضمن هذا الكم.

كتاب اضواء على دولة الامام المهدي عليه السلام

أفديك يا مهدي
06-16-2010, 10:36 PM
مشكووووووره والله يعطيك الف عافيه

محبة الاطهار
06-17-2010, 03:55 PM
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وهلك اعدائهم ياكريم
سلمت يمناك وربي يعطيك الف عافيه على الطرح الرائع

ننتظر جديدك القادم