المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ^^ ( الرَّاحِلونَ بِلا وَداعٍ )^^


ولايتي لأمير المؤمنين
06-16-2010, 03:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



سماحةَ العلامةَ الشيخ عبد الله بن صالح الياسين

{ سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } الرعد24

هذه قصيدةٌ متواضعةٌ في رثاء كريمتكم الشابة الفاضلة الأخت معصومة وشبليها عبد الله وحسين تغمَّدهم الله تعالى بواسع رحمته حيث ارتحلوا عن هذه الدنيا الفانية يوم السبت الموافق 14/6/1431هـ إثرَ حادث حريق في مكان سُكناهم , وإنني وبكامل الثقة أقول : يظهر أن الفقيدة السعيدة لها شأن عند الله تبارك وتعالى ومن أدلة ذلك كثرة المشيِّعين لها وكثرة المأبِّنين وكثرة المعزين الذين توافدوا على مجلس الفاتحة طيلة أيامه , وكذلك التسابق الواضح لتقديم الأعمال الصالحة المهداة لروحها الطاهرة .

أسأل من الله تعالى أن تنال هذه الحروف المتواضعة رضاكم , وتساهم ولو بنحوٍ من أنحاء المساهمة في مواساتكم في هذا المُصاب الجلل إنه سميع مجيب .
( الرَّاحِلونَ بِلا وَداعٍ)


نبأٌ أتى ذابت له الأحشاءُ
واسودَّتِ الأكوانُ في iiأبصارنا
فالشمسُ لو بقيت تُشِــعُّ iiضياءَها
صفوُ الحياةِ تكدَّرت iiلذَّاتهُ
من كلِّ بيتٍ صِرتُ أسمعُ صيحةً
والقلبُ حارَ فلا طريقَ iiأمامَه
لا أحسنُ التعبيرَ عن كلِّ iiالذي
حتى الكتابةُ قد تعثَّر سَبْكُها
حرفٌ يصُحُّ وأحرُفٌ تأتي iiعلى
وتصحَّرت أرضُ البلاغةِ لم iiأعُـد
حجمُ المصيبةِ قد تجاوز iiحدَّهُ
ورسالتي لك شيخَنا من بعد iiما
صبراً فإن الأمثلينَ من iiالأُلى
والكلُّ منهم صار طوداً iiشامخاً
حيثُ الحياةُ إذا سقتهُ مرارةً
قـد خصَّـني ربِّي بها حمداً iiلهُ
مستبشراً وفؤادُه في iiراحةٍ
هذا المقامُ مـقامُ أربابِ iiالـحِجـى
فـبـهِ تـسامى العالَمونَ إلى iiالعُلا
فالصبرُ ثم الصبرُ خيرُ iiوصيّةٍ
وأنت يا شيخَ التـُّقى تمشي على
بنتٌ فقدتَ وجودَها في غَمرةِ الــــ
بنتٌ فضائلُها تفوقُ iiسِنِينَها
بنتٌ بعُمر الوردِ يا لهفي iiلها
ذهبت وطفلاها على iiخَطَواتِها
عندي يقينٌ لا مجالَ iiلنقضهِ
أن الفقيدةَ قد مضت iiلكمالِــها
والـمـصـطـفـى الهـادي وجُـمـلـةُ iiآلِهِ
فلتذهبِ الأحبابُ ما دام iiالذي
والحقُّ دونَ تردُّدٍ سأقولُه ii:
لا خيرَ في دارٍ وغايتُها iiالبلى
دارٌ إذا ما المرءُ سارَ iiبركبِها
والمالُ والأبناءُ فيها iiزينة
والباقياتُ الصَّالحاتُ هي iiالتي
فامسحْْ دموعَكَ واحتضنَّا iiحانياً
أنتَ العمادُ لنا وأنتَ iiملاذُنا





































وتزلزلت من عُظمِهِ الأحساءُ
وجديرةٌ بالرِّحلةِ iiالأضواءُ
لن تستفيدَ المُقلةُ العمياءُ
فالزادُ نوحٌ والشرابُ iiبكاءُ
واللطمُ في أُذُني لهُ iiأصداءُ
ومن العُيونِ مدامعٌ ودماءُ
في داخلي , حيثُ الكلامُ iiرثاءُ
ما عاد عندي يحسُنُ iiالإنشاءُ
خطأٍ فقد فُجِعَتْ معي iiالإملاءُ
ذاك البليغُ الفذُّ iiوالمِعطاءُ
فأصاب عقلي البهتُ iiوالإعياءُ
نزل البلاءُ وأطبقت iiلأواءُ
ذهبوا بهم قد حاطتِ iiالأرزاءُ
وتواترتْ عن حالِه iiالأنباءُ
برضاً فريدٍ قالَ : ذي iiنعماءُ
ما دامتِ الخضراءُ iiوالغبراءُ
عُـظمى , ولم يُفسِدْْ رِضاهُ iiرياءُ
أعـظِمْ بـهِ لم يعـتريهِ iiخَـفاءُ
والأنـبياءُ بهِ جمعاً iiجـاءوا
توصي بها الحُـكماءُ والعُـرفاءُ
خطِّ الهُـدى لم تُلهِك الأهواءُ
أحداثِ فالدُّنيا هُنا iiضوضاءُ
في كيفِــها , والحاكمُ استقصاءُ
ماتت وقِصَّة موتِها iiنكراءُ
سارا , وكلُّهُمُ خُلوداً iiشاءوا
والناقضونَ بخُسرهم قد iiباءوا
واستقبلتها البـَضعةُ iiالزهراءُ
قطعاً وطفلاها لها iiشفعاءُ
لكَ عند ربِّك حُـظـوة iiٌوثناءُ
للرّاحلينَ المجدُ iiوالعلياءُ
والسَّعْـدُ فيها والشقاءُ iiسَواءُ
وسعى حثيثاً فالعَـناءُ iiهَباءُ
تفنى , بهذا تقطعُ iiالعقلاءُ
في الذِّكرِ خيرٌ مُطلَقٌ iiوغَناءُ
أباً لنا كـُـنْ إننا iiالأبناءُ
يا من تـقـازمَ جـنـبَّـك iiالإطـراءُ

لأمانة منقول

ابو كاظم
06-16-2010, 10:53 PM
جزاك الله خيرا احسنتي اختي