المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصوفية في مواجهة اهل البيت عليهم السلام


الميرزا العراقي الديواني
07-09-2008, 09:55 PM
من الامور الخطيرة التي يجب معالجتها هي تنقية التشيع من آثار العلوم النظرية اليونانية القديمة كالفلسفة و من التصوف و من التصوف الفلسفي (العرفان).

ان الفلسفة يرجع اصلها الى الاغريق وان دخولها الى الاسلام انما جاء من بوابة بنو امية وذلك بعدما شعروا بالخطر من علوم الائمة عليهم السلام التي كانت تجذب الناس من كل حدب وصوب ..فعمدوا الى ادخال الفلسفة بنظرياتها واقحامها في المفاهيم الاسلامية كي يفرقوا الناس من الائمة عليهم السلام ..
ولذا هناك من الفقهاء من يحرم دراسة الفلسفة اذا كان غير مقتدر علميا لانها غالبا ما تؤدي الى الكفر ...

و كذك ادخل بنو العباس التصوف الى الاسلام لضرب فكر اهل البيت عليهم السلام..

وعلى هذا يتبين ان الفلسفة جاءت من واقع غير اسلامي و كذلك التصوف بعدما شعر بنو امية و بنو العباس بالخطر من علوم الائمة عليهم السلام في محاولة يائسة لضرب فكرهم التوحيدي العملاق ..

افلا يجب علينا التصدي ونحن نرى هدما للتشيع من الداخل باسم العرفان والسلوك؟!

وحيث ورد عن أهل العصمة عليهم السلام أن " الحق لا يعرف بالرجال, أعرف الحق تعرف أهله " فعلينا أولاً بمعرفة ما قاله أهل العصمة عليهم السلام بخصوص الفلسفة .. ثم نسلم لهم عليهم السلام فيما قالوا إن كنا حقاً نتبعهم قولاً وفعلاً :
ففي مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج 8 - ص 298 - 304 :
فلسف : ذم الفلسفة قال مولانا الصادق صلوات الله عليه في رواية توحيد المفضل :
فتبا وتعسا وخيبة لمنتحلي الفلسفة - .

وقال مولانا الحسن العسكري صلوات لله عليه لأبي هاشم الجعفري في رواية شريفة :علماؤهم شرار خلق الله على وجه الأرض ، لأنهم يميلون إلى الفلسفة والتصوف . وأيم الله إنهم من أهل العدول والتحرف
- الخ . وتمام الحديث في كتابنا " تاريخ فلسفه وتصوف " .

وحيث أنه جاء محمد رسول الله وأوصياؤه المرضيون صلوات الله عليهم لإبطال الفلسفة اليونانية والحكمة البشرية كما نسب ذلك إلى قمر سماء الفقاهة صاحب الجواهر قال : ما بعث رسول الله إلا لإبطال الفلسفة ، كما سيأتي . بين القرآن والعترة الطاهرة خليفتا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : المعارف الحقة الإلهية في الخطب والأدعية والأحاديث الواردة عن النبي والعترة ، حفظها أهلها وعلموها طالبها ، واقتبسوها من أهلها ، وبينوها في كتبهم ، وقاموا برد الفلسفة البشرية ، واقتبسوا الحكمة الإلهية من بيوت النبوة والرسالة ، ومعدن العلوم الإلهية الربانية . الربانية . فمن أصحاب الأئمة صلوات الله عليهم الذين اقتبسوا العلوم الإلهية من مواليهم ، وقاموا تبعا لمواليهم في الرد على الفلسفة البشرية .. انتهى

وقال العلامة المجلسي في بحار الأنوار ج : 40 ص : 174 :
بيان اعلم أن دأب أصحابنا رضي الله عنهم في إثبات فضائله صلوات الله عليه الاكتفاء بما نقل عن كل فرقة من الانتساب إليه ع لبيان أنه كان مشهورا في العلم مسلما في الفضل عند جميع الفرق و إن لم يكن ذلك ثابتا بل و إن كان خلافه عند الإمامية ظاهرا كانتساب الأشعرية و أبي حنيفة و أضرابهم إليه فإن مخالفتهم له ع أظهر من تباين الظلمة و النور و من ذلك ما نقله ابن شهرآشوب رحمه الله من كلامه في الفلسفة فإن غرضه أن هؤلاء أيضا ينتمون إليه و يروون عنه و إلا فلا يخفى على من له أدنى تتبع في كلامه ع أن هذا الكلام لا يشبه شيئا من غرر حكمه و أحكامه بل لا يشبه كلام أصحاب الشريعة بوجه و إنما أدرجت فيه مصطلحات المتأخرين و هل رأيت في كلام أحد من الصحابة والتابعين أو بعض الأئمة الراشدين لفظ الهيولى أو المادة أو الصورة أو الاستعداد أو القوة و العجب أن بعض أهل دهرنا ممن ضل و أضل كثيرا يتمسكون في دفع ما يلزم عليهم من القول بما يخالف ضرورة الدين إلى أمثال هذه العبارات و هل هو إلا كمن يتعلق بنسج العنكبوت للعروج إلى أسباب السماوات أ و لا يعلمون أن ما يخالف ضرورة الدين و لو ورد بأسانيد جمة لكان مؤولا أو مطروحا مع أن أمثال ذلك لا ينفعهم فيما هم بصدده من تخريب قواعد الدين هدانا الله و إياهم إلى سلوك مسالك المتقين و نجانا و جميع المؤمنين من فتن المضلين.

وقال أيضاً رضوان الله عليه :
أقول هذه الجناية على الدين و تشهير كتب الفلاسفة بين المسلمين من بدع خلفاء الجور المعاندين لأئمة الدين ليصرفوا الناس عنهم و عن الشرع المبين و يدل على ذلك ما ذكره الصفدي في شرح لامية العجم أن المأمون لما هادن بعض ملوك النصارى أظنه صاحب جزيرة قبرس طلب منهم خزانة كتب اليونان و كانت عندهم مجموعة في بيت لا يظهر عليه أحد فجمع الملك خواصه من ذوي الرأي و استشارهم في ذلك فكلهم أشار بعدم تجهيزها إليه إلا مطران واحد فإنه قال جهزها إليهم ما دخلت هذه العلوم على دولة شرعية إلا أفسدتها و أوقعت الاختلاف بين علمائها و قال في موضع آخر أن المأمون لم يبتكر النقل و التعريب أي لكتب الفلاسفة بل نقل قبله كثير فإن يحيى بن خالد بن برمك عرب من كتب الفرس كثيرا مثل كليلة و دمنة و عرب لأجله كتاب المجسطي من كتب اليونان و المشهور أن أول من عرب كتب اليونان خالد بن يزيد بن معاوية لما أولع بكتب الكيمياء و يدل على أن الخلفاء و أتباعهم كانوا مائلين إلى الفلسفة و أن يحيى البرمكي كان محبا لهم ناصرا لمذهبهم ما رواه الكشي بإسناده عن يونس بن عبد الرحمن قال كان يحيى بن خالد البرمكي قد وجد على هشام شيئا من طعنه على الفلاسفة فأحب أن يغري به هارون و يضربه على القتل ثم ذكر قصة طويلة في ذلك أوردناها في باب أحوال أصحاب الكاظم ع و فيها أنه أخفى هارون في بيته و دعا هشاما ليناظر العلماء و جروا الكلام إلى الإمامة و أظهر الحق فيها و أراد هارون قتله فهرب و مات من ذلك الخوف رحمه الله و عد أصحاب الرجال من كتبه كتاب الرد على أصحاب الطبائع و كتاب الرد على أرسطاطاليس في التوحيد و عد الشيخ منتجب الدين في فهرسه من كتب قطب الدين الراوندي كتاب تهافت الفلاسفة وعد النجاشي من كتب الفضل بن شاذان كتاب رد على الفلاسفة و هو من أجلة الأصحاب و طعن عليهم الصدوق ره في مفتتح كتاب إكمال الدين و قال الرازي عند تفسير قوله تعالى فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ فيه وجوه ثم ذكر من جملة الوجوه أن يريد علم الفلاسفة و الدهريين من بني يونان و كانوا إذا سمعوا بوحي الله صغروا علم الأنبياء إلى علمهم و عن سقراط أنه سمع بموسى ع و قيل له أ و هاجرت إليه فقال نحن قوم مهذبون فلا حاجة إلى من يهذبنا و قال الرازي في المطالب العالية أظن أن قول إبراهيم لأبيه يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَ لا يُبْصِرُ وَ لا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً إنما كان لأجل أن أباه كان على دين الفلاسفة و كان ينكر كونه تعالى قادرا و ينكر كونه تعالى عالما بالجزئيات فلا جرم خاطبه بذلك الخطاب .

وقال أيضاً رضوان الله عليه :
(( فمنهم من سمى جهالة ما أخذها من حثالة من اهل الكفر والضلالة، المنكرين لشرائع النبوة وقواعد الرسالة حكمة واتخذ من سبقه في تلك الحيرة والعمى أئمة يوالي من والاهم ويعادي من عاداهم ويفدي بنفسه من اقتفى آثارهم ويبذل نفسه في اذلال من انكر آرائهم وافكارهم ))

وعلق على هذا السيد مرتضى العسكري بقوله :
( اذا كان المجلسي الكبير قد شكا ضلالة اهل عصره ، وذكر انهم سموا الفلسفة اليونانية بالحكمة اللاهية والتصوف بالفقر والفناء وانهم نشروا بذلك البدع والضلالات وابعدوا المسلمين من علوم الاسلام الواردة عن رسول الله واهل بيته عليهم افضل الصلاة والسلام

فما عسانا ان نقول عن اهل عصرنا وقد زادوا في الطين بلة حين أضافوا الى ما سموه الفلسفة الاسلامية والتصوف الاسلامي ، وهما ما كان يشكو من انتشهارهما العلامة المجلسي ............


والأنكى من الأنكى أن حماة الاسلام في الحوزات العلمية انصرفوا عن تدارس أحاديث العقائد والسيرة والآداب الاسلامية يتخصصوا فيها كما تخصصوا في علم الاحكام الشرعية
ليقابلوا تلك المدارس الفكرية ويجابهوا خريجي مدارسهم .)



( مقدمة مرآة العقول ج2 ص 518 )


وقال السيد نعمة الله الجزائري : وهؤلاء الحكماء استغنوا عن متابعة الأنبياء (ع) بعقولهم وعلومهم العقلية حتى أنه نقل أن أفلاطون قال للمسيح لما دعاه إلى دينه : أرسلك علة العلل إلى تكميل العقول الناقصة وارشادهم ، وأما أنا وأمثالي فلا حاجة بنا إليك .
أما قول الشيخ أنه ما دخلت هذه العلوم على دولة شرعية إلا أفسدتها فهو كما قال لأن مبنى تلك العلوم على عقول الفلاسفة المباينة لقوانين الشرائع .وحيث أن علم الفلاسفة يميل الطبع إليه يؤثر في النفوس كما هو الواقع منه في هذه الأعصار ، وما قبلها ، وأصول مسائله على خلاف ما جاءت به النبوات مضافا إلى ما وقع في التعريب من الأمور السابقة وأن أكثر المعربين كانوا من علماء النصارى ، وأدخلوا في مسائل الفلاسفة وقت التعريب ما أفسد شرائع الإسلام بها .

( زهر الربيع ص 258 )

فكيف رضي الحكماء ، من الفلاسفة وغيرهم أن يعلموا أشرف المخلوقات وهو الإنسان العلم الذي وجدوه بأفكارهم الفاسدة .
على أنك لو تصفحت كلام الأنبياء وأوصيائهم (ع) وجدت كل ما يحتاج إليه وما لا يحتاج إليه منقولا عنهم في كتب الأخبار ومن أراد أن يدون كتابا مفردا في آداب الكنيف وأحوالها أمكنه ذلك .
وما سمعنا في خبر من الأخبار ، اسم الهيولي ولا الصورة ولا العقول العشرة ولا قدم العالم ، ولا نحو ذلك ، بل الوارد عنهم نقيض ذلك الأمور .
(زهرالربيع ص 259)

* وقال العلامة المحدث الحر العاملي :
لا يخفى أن الأدلة العقلية إذا وافقت الكتاب والسنة ، كان كل واحد منهما مؤيد للآخر فلا بأس بها .
وقد كان النبي (ص) والأئمة (ع) يستدلون بمثل ذلك والنصوص به متواترة ، فتلك الأدلة المروية عقلية نقلية معتمدة موافقة للكتاب وهي من السنة .
وذلك كاف عن الأدلة الواهية المأخوذة من الفلاسفة والملاحدة والعامة ونحوهم ، والأدلة المشار إليها مروية في أصول الكافي وكتاب الاحتجاج وكتاب التوحيد ونهج البلاغة وعيون الأخبار وبصائر الدرجات ونحوها ، وفيها كفاية عن غيرها . ( إثبات الهداة ج1 ص61 )

ومن تتبع أحاديث الأئمة (ع) الواردة في مطالب الكلام ، المروية في كتاب أصول الكافي والروضة والاحتجاج والتوحيد وعيون الأخبار وكمال الدين وكتاب الغيبة ونهج البلاغة وأمثالها وهو كثير جدا ، قدر على رفع الشبهات بالأدلة التفصيلية ، ولا يقدر أحد من المعاندين والملحدين وأعداء الدين على إلزامه ولا تشكيكه ، فإن المخالفين ما زالوا يعترضون على الأئمة (ع) فيجيبونهم بأجوبة اجمالية أو تفصيلية عقلية ونقلية فيها الكفاية .

( الفوائد الطوسية ص 551 )

و قال غلام رضا المازندراني عند ذكره للمسالك الإعتقادية : ومن أشهر الآراء والمسالك مسلك أصحاب الكلام والحكماء والعرفان ومن حذا حذوهم من الأنام ، وكل هذه الفرق تدعي الحق وتنكر على من أنكرها وتقول : إن مرامنا ومذهبنا ليوصل الناس إلى الرب وإن حقيقة المعارف الإسلامية لا تنال إلا بالكلام والفلسفة والعرفان .ومن عقائدهم أيضا أنهم يقولون : وجب علينا لقوة الاستدلال والغلبة على الخصم ، تحصيل الفلسفة والكلام وغيرهما من الجدليات والأدلة الواهية ، ولذا ضيقوا تحصيل المعارف وجعلوا خيالاتهم الحقائق .
مع أن النصوص المروية والاستدلالات الكثيرة من الأئمة (ع) كاف عن أدلتهم وواف عن تعليم كتبهم .
فيا ليتنا نعلم ، أي شيء ألزمهم أن يتركوا علوم المعصومين ويتمسكوا بالقواعد الأجنبية حتى يصيروها أصولا شرعية وأحكاما إلهية .
أأنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم ؟
أم أنزل دينا تاما فقصر الرسول (ص) والأئمة (ع) عن تبليغه وأدائه ؟
هل نقص الكتاب والسنة حتى نحتاج إلى القواعد لإلزام الخصم على ما يدعون ؟
مع وفور احتجاجات الأئمة (ع) مع المخالفين من الدهرية والزنادقة والعامة وغلبتهم عليهم بالأدلة الإلهية الربانية والمسائل الفطرية الإلهامية دون الاصطلاحات الكلامية والشبهات الحكمية ولا الخدع العرفانية .
وقد قال مولانا الصادق (ع) "حاجوا الناس بكلامي فإن حاجوكم كنت أنا المحجوج لا أنتم " ـ تصحيح الاعتقاد للشيخ المفيد ـ .

( مقدمة غلام رضا المازندراني لاعتقادات الشيخ الصدوق ص 3و4