المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيفية إستشهاد فاطمة الزهراء(عليها السلام)


خادمة الزهراء1
07-10-2008, 06:33 PM
قال العلامة المقرم (ره): قالت أم سلمى زوجة أبي رافع: كنت أمرض فاطمة أيام شكاتها، فأصبحت يوماً كأمثل ما رأيتها في شكواها، فقالت لي: يا أماه اسكبي لي غسلاً، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل، ثم قالت لي: يا أماه أعطيني ثيابي الجدد، فلبستها وأمرتني أن أقدم فراشها وسط البيت، ففعلت، فنامت عليه مستقبلة القبلة (http://www.14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#17)وقالت: يا أماه إني مقبوضة الآن، فلا يكشفني أحد. تقول أسماء بنت عميس: لما دخلت فاطمة البيت انتظرتها هنيهة ثم ناديتها، فلم تجب، فناديت: يا بنت محمد المصطفى، يا بنت أكرم من حملته النساء، يا بنت خير من وطأ الحصى، يا بنت من كان من ربه قاب قوسين أو أدنى، فلم تجب، فدخلت البيت وكشفت الرداء عنها فإذا بها قد قضت نحبها شهيدة، صابرة مظلومة محتسبة ما بين المغرب والعشاء. فوقعت عليها أقبلها وأقول: يا فاطمة إذا قدمت على أبيك صلى الله عليه وآله فأقرئيه مني السلام. فبينا هي كذلك وإذا بالحسن والحسين دخلا الدار وعرفا أنها ميتة، فوقع الحسن يقبلها ويقول: يا أماه كلميني قبل أن تفارق روحي بدني، والحسين يقبل رجلها ويقول: يا أماه أنا ابنك الحسين، كلميني قبل أن ينصدع قلبي فأموت. ثم خرجا إلى المسجد وأعلما أباهما بشهادة أمهما، فأقبل أمير المؤمنين إلى المنزل وهو يقول: بمن العزاء يا بنت محمد؟ كنت بك أتعزى، ففيم العزاء من بعدك؟ وقال عليه السلام: اللهم إني راض عن ابنة نبيك صلى الله عليه وآله اللهم إنها قد أوحشت فآنسها، وهجرت فصلها، وظلمت فاحكم لها يا أحكم الحاكمين. وخرجت أم كلثوم متجللة برداء وهي تصيح: يا أبتاه يا رسول الله الآن حقاً فقدناك فقداً لا لقاء بعده. وكثر الصراخ في المدينة على ابنة رسول الله، واجتمع الناس ينتظرون خروج الجنازة، فخرج إليهم أبو ذر وقال: انصرفوا إن ابنة رسول الله أخر إخراجها هذه العشية. وأخذ أمير المؤمنين في غسلها، وعلله الإمام الصادق عليه السلام بأنها صديقة فلا يغسلها إلا صديق، كما أن مريم لم يغسلها إلا عيسى عليه السلام. وقال عليه السلام: إن علياً أفاض عليها من الماء ثلاثاً وخمساً، وجعل في الخامسة شيئاً من الكافور، وكان يقول: اللهم إنها أمتك، وبنت رسولك، وخيرتك من خلقك، اللهم لقنها حجتها، وأعظم برهانها، وأعل درجتها، واجمع بينها وبين محمد صلى الله عليه وآله. وحنطها من فاضل حنوط رسول الله الذي جاء به جبرائيل، فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي ويا فاطمة هذا حنوط من الجنة دفعه إلي جبرائيل، وهو يقرئكما السلام ويقول لكما: اقسماه واعزلا منه لي ولكما، فقالت فاطمة: ثلثه لك، والباقي ينظر فيه علي عليه السلام. فبكى رسول الله وضمها إليه وقال: إنك موفقة رشيدة مهدية ملهمة، يا علي قل في الباقي، فقال: نصف منه لها، والنصف لمن ترى يا رسول الله، قال: هو لك. وكفنها في سبعة أثواب، وقبل أن يعقد الرداء عليها نادى: يا أم كلثوم، يا زينب، يا فضة، يا حسن، يا حسين، هلموا وتزودوا من أمكم الزهراء، فهذا الفراق، واللقاء في الجنة. فأقبل الحسنان عليهما السلام يقولان: وا حسرتا لا تنطفئ من فقد جدنا محمد المصطفى وأمنا الزهراء، إذا لقيت جدنا فأقرئيه منا السلام وقولي له: إنا بقينا بعدك يتيمين في دار الدنيا. فقال أمير المؤمنين عليه السلام أشهد أنها حنت وأنت ومدت يديها وضمتهما إلى صدرها ملياً، وإذا بهاتف من السماء ينادي يا أبا الحسن ارفعهما عنها، فلقد أبكيا والله ملائكة السماء. فرفعهما عنها، وعقد الرداء عليها، وصلى عليها، ومعه الحسن والحسين وعقيل وعمار وسلمان والمقداد وأبو ذر، ودفنها في بيتها. ولما وضعها في اللحد قال: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله وبالله، وعلى ملة رسول الله محمد بن عبد الله، سلمتك أيتها الصديقة إلى من هو أولى بك مني، ورضيت لك بما رضي الله لك. ثم قرأ: (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) (http://www.14masom.com/14masom/02/mo-kho/1/1.htm#18)وفي حديث غيرنا: إن أمير المؤمنين لما أنزلها في القبر وسواه عليها، سألها الملكان من ربك؟ قالت: الله ربي، قالا: ومن نبيك؟ قالت: أبي محمد، قالا: ومن إمامك؟ قالت: هذا القائم على قبري علي. ثم إنه عليه السلام سوى في البقيع سبعة قبور، أو أربعين قبراً، ولما عرف الشيوخ دفنها، وفي البقيع قبور جدد، أشكل عليهم الأمر فقالوا: هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور لنخرجها ونصلي عليها. فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام، فخرج مغضباً عليه قباؤه الأصفر الذي يلبسه عند الكريهة، وبيده ذو الفقار، وهو يقسم بالله: لئن حول من القبور حجر ليضعن السيف فيهم، فتلقاه عمر ومعه أصحابه فقال له: ما لك والله يا أبا الحسن لننبشن قبرها ونصلي عليها. فأخذ أمير المؤمنين بمجامع ثوبه وضرب به الأرض وقال له: يا ابن السوداء أما حقي فتركته مخافة أن يرتد الناس عن دينهم، وأما قبر فاطمة فو الذي نفسي بيده لئن حول منه حجر لأسقين الأرض من دمائكم. وجاء أبو بكر وأقسم عليه برسول الله أن يتركه، فخلى عنه، وتفرق الناس