المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيره الذاتيه لسماحة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره


عمار العبيدي
07-11-2008, 01:51 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السيره الذاتيه للمرجع السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر

ارجو التثبيت

بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهمّ إنّي أفتتح القول بحمدك
وأنطق بالثّناء عليك، الحمد لله الذي
هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
والصلاة والسلام على خير الانام محمد وآله الطيبين الطاهرين الكرام

تاريخ وسيرة الامام الصدر المقدس(رض) أكبر تجربة أسلامية تمر بالعراق والعالم الاسلامي، ولا يمكنني وغيري أعطاء حصة ولو يسيرة من التقييم له ولأخلاقه ولتقواه ولشجاعته وغيرها من الصفات التي تحلى بها ولم نكن نعرفها في الواقع المعاش وإنما مجرد كلمات تسمع من على المنابر أو في الكتب الأخلاقية. فالامام الصدر المقدس(رض) مثالي بكل ما في الكلمة من مضامين ولا أظن أمثاله يتعدون أصابع اليد الواحدة في التأريخ الاسلامي اذا ما استثنينا المعصومين الاربعة عشر(عليهم السلام)
نسبه
هو محمد بن محمد صادق بن محمد مهدي بن اسماعيل بن صدر لدين بن صالح بن محمد بن ابراهيم (شرف الدين) بن زين العابدين بن علي (نور الدين) بن(عز الدين) الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن تاج الدين المعروفبأبي الحسن بن محمد ولقبه (شمس الدين) بن عبدالله ويلقب (جلال الدين) بن احمد بن حمزه بن سعدالله بن حمزه بن(ابي السعادات) محمد بن (ابي محمد)نقيب نقباء الطالبين في بغداد بن(ابي حارث)محمد بن(ابي الحسن)علي المعروف (بابن الديلميه) بن(ابي طاهر)عبدالله بن(ابي الحسن)محمد الحدث ابن ابي الطيب طاهر بن الامام موسى الكاظم ابن المام جعفر الصادق بن الاكام محمد الباقر بن الامام زين العابدين بن الامام الحسين الشهيد بن الامام على بن ابي طالب المرتضى عليهم السلام
وتعرف اسرته ب ال الصدر نسبة الى صدر الدين (1263هجري) ويلقب بالكاظمي احيانا نسبة الى الكاظميه المقدسه
ولادته ونشأته
ومما مسموع ومعرف بين ال الصدر ان المرحومه والدته وهي من ال ياسين كانت قد ايست من الحمل فتوسلت بالله في مسجد الرسول لاعظم(ص) عند تشرفها بزيلرته اثناء الحج ان ترزق ولداٍ ونذرت اتسميه(محمد)
فتحقق لها ما ارادت في فترة وجيزه. فكان سماحمته ولدها الوحيد ولم ترزق طفل بغيره
وكانت ولادته الكريمه يومولادة الرسول الكريم(ص)
فولد سماحته في(17 ربيع الاول عام 1362 هجري الموافق23\ 3\ 1943 ميلاديوهو يوم عيد المولد النبوي الشريف. ويذكر أن أبويه لم يكن عندهم أولاد وعند ذهابهم إلى الحج وزيارة قبر النبي صلى الله عليه واله
فتوسلوا إلى الله بالرسول أن يرزقهم الله الولد وبالفعل استجاب الله دعاء الوالدين الشريفين فولد سماحة المؤلف في نفس اليوم الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه واله وسلم
وعاش سماحته في كنف جده لأمه أية الله العظمى الشيخ محمد رضا آل ياسين وهو من المراجع المشهورين و عاشكذلك في كنف والده سماحة السيد الحجة محمد صادق الصدرقدس وقد نشأ سماحنه
في بيت علم وفضل منذ صباه بواسطة والده وكان لنشأته وتربيته الدينيه انعكاس خلقي الرفيع وسماحته وبشلشه وصدره الرحب.
تزوج من ابنت عمه السيد محمد جعفر الصدر ورزق بأربع اولاد هم مصطفى ومقتدى ومؤمل ومرتضى تزوج الثلاثه الاوائل ثلاثة بنات الامام السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره والرابع تزوج اخت سماحتة السيد الشهيد رياض جاسب النوري ..وله بنتان هما زوجات لودي حجة الاسلام المرحوم السيد محمد الكلانتر
دراسته وتدرجه العلمي:::::
بدأ سيدنا الدرس الحوزوي في سن مبكرة حيث تعمم وهو ابن احد عشر سنة مبتدئاً بدراسة كالنحو و غيره(كما هو المعتاد حوزوياً) على يد والده السيد محمد صادق الصدرقدس سرهثم على يد السيد طالب الرفاعي ثم على يد الشيخ طراد العاملي أحد علماء الدين في لبنان حالياً, ثم أكمل بقية المقدمات على يد السيد محمد تقي الحكيموالشيخ محمد تقي الأيرواني وقد دخل سماحة المؤلف إلى كلية الفقه سنة(1376هـ/1957م) دارساً على يد ألمع أساتذتها فقد درس:-
الفلسفة الإلهية على يد الشيخ محمد رضا المظفرقدس سره--1.
الأصول و الفقه المقارن على يد السيد محمد تقي الحكيم(صاحب كتاب الأصول العامة للفقه المقارن)--2.
الفقه على يد الشيخ محمد تقي الأيرواني--2.
القواعد العربية على يد الشيخ عبد المهدي مطر--4.
وكان من أساتذته في هذه الكليةبعض الأساتذة من ذوي الاختصاصات والدراسات غير الحوزوية كـالسيد عباس الوهاب الكربلائي مدرس اللغة الإنكليزية والدكتور حاتم الكعبي في علم الاجتماع والدكتور احمد حسن الرحيم في علم النفسوالدكتور فاضل حسين في التاريخ.
وقد تخرج سماحته من كلية الفقه سنة(1381هـ/1962م ) ضمن الدفعة الأولى من خريجي كلية الفقه في النجف الأشرف وكان من زملائه الذين تخرجوا معه:
الشيخ الدكتور احمد الوائلي ـــ الشيخ مسلم الجابري ـــ السيد عدنان البكاء السيد احمد زكي الأمين ـــ السيد مصطفى جمال الدين ـــ الشيخ محمود الكوثراني ـــ الشيخ احمد القبيسي اللبناني.
ثم دخلسيدنا مرحلة السطوح العليا حيث درس كتاب الكفاية على يد السيد محمد باقر الصدرقدس سرهوبعض كتاب المكاسبعلى يد السيد محمد تقي الحكيم وقد كان لدراسته على يد هذين العلمين الأثر الأكبر في صقل موهبته العلمية التي شهد بها أساتذته أنفسهم ثم أكمل دراسة المكاسب على يد الشيخ صدرا البادكوبي.
وبعدها ارتقى سماحة المؤلف إلى مدارج البحث الخارج. فحضر بحث الخارج عند:
1--السيد محمد باقر الصدرقدس سره/ دورة أصولية ونصف دورة وكتاب الطهارة.
2--السيد المحقق الخوئي/ دورة أصولية كاملة وكتاب الطهارة.
3--السيد أبي أحمد قدس سره/ في المكاسب
4--السيد محسن الحكيم / في كتاب المضاربة\
أما إجازته في الرواية فقد سئُل سماحته في أحد الاستفتاءات الموجهة إليه فكان جوابه أن له إجازة من عدة مشايخ أعلاها من جناب أية الله ملا محسن الطهراني الشهير بأغا بزركصاحب كتاب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) عن أعلى مشايخه الميرزا حسين النوري صاحب كتاب (مستدرك الوسائل) ومنهم أيضاً والده السيد الحجة محمد صادق الصدر وخاله الشيخ مرتضى آل ياسين وابن عمه آية الله أغا حسين خادم الشريعة والسيد عبد الرزاق المقرمصاحب كتاب (مقتل الحسين عليه السلام) وآية اللهالسيد حسين الخرسان وآية الله السيد عبد الأعلى السبزواري وغيرهم.
وقد أُجيز بالاجتهاد من قبل أستاذه السيد الشهيد محمد باقر الصدر في سنة(1396 هـ - 1977م) وقد كان عمره آنذاك أربع وثلاثين سنه. ولابد لنا أن نذكر إلى جانب مسيرته العلمية وأساتذته في هذه المسيرة مسيرته في طريق المعرفة الإلهية والعلوم الأخلاقية وكان أستاذه في ذلك أحد كسبة النجف الأشرف الذي يعتبره سماحة المؤلف أرقى شخص معاصر في هذا المجال وقد تتلمذ على يديه لعامين ثم وافاه الأجل رحمه اللهعام (1400 هـ /1980م).
وقد يخطر في الذهن: كيف يكون أحد كسبة النجف أستاذاً لرجل دين وعلم من الأعلام كسماحة المؤلف؟.
وجوابه: إن الحديث يقول (أخفى الله وليه بين عباده) فمقدار الاقتراب إلى الله ليس منوطاً بالعلم فقط وإنما بصلاح النفس وصفائها وفهمها إلى حقيقة العبودية واندماجها في هذا المعنى وهذا لا يحصل لكل أحد ولا يناله إلا من ارتضى الله من عالم أو كاسب.
فاستمر سماحته على هذا الطريق الإلهي إلى حد الآن والذي لا يعرف مدياته وأسراره العرفانيه إلا سماحته فهو يعتبرها من الأسرار التي بينه وبين ربه والتي لا يمكن البوح بها, وقد لمح إلى ذلك في استفتاء خاص قال ما مؤداه (إن لله قد أنذر وحذر وجعل الحجج, ولكل إنسان استجابة مع ذلك تتناسب مع قابلياته واستعداداته فكلما استجاب الإنسان لها استحق المزيد).

عمار العبيدي
07-11-2008, 01:54 AM
مؤلفاته
نظرات إسلامية في إعلان حقوق الإنسان.... مطبوع--1.
وهو مناقشة إسلامية للائحة حقوق الإنسان التي أصدرتها الجمعية التأسيسية التي تشكلت عقيب الثورة الفرنسية 1789م.
2--فلسفة الحج ومصالحه في الإسلام.... مطبوع.
3--أشعة من عقائد الإسلام.... مطبوع.وهو ثلاث بحوث تتكفل بعض جوانب أصول الدين.
القانون الإسلامي - وجوده - صعوباته - منهجه.... مطبوع--4.
موسوعة الإمام المهدي عج صدر منها لحد الآن--5:
أ- تاريخ الغيبة الصغرى.... مطبوع.
ب- تاريخ الغيبة الكبرى .... مطبوع.
ج- تاريخ ما بعد الظهور .... مطبوع.
د- اليوم الموعود بين الفكر المادي والديني.... مطبوع.
والخامس منها مخطوط ومن الممكن أن تصل الموسوعة إلى اثني عشر جزءاً وقد عبر عنها سماحة المؤلف في إحدى جلساته بأنها مفتوحة لكل سؤال يأتي للذهن حول مسألة الإمام المهدي عج.
وفي الواقع إن هذه الموسوعة قد أغنت المكتبة الإسلامية عموماً والشيعة خصوصاً بما حوته من آراء وإجابات لكثير من الأسئلة تدور حول قضية الإمام المهدي عج وظهوره علاوةً على ما حوته من مناقشة ونقد بعض الآراء الموجودة بأسلوب فريد يُشعر بدقة وعلمية الطرح وقد أقرّ بذلك وأعجب به كل من اطلع على هذه الموسوعة الضخمة علماً أن هذه الموسوعة صدرت وقد كان عمر سماحة المؤلف حينئذ (29) عاما ًتقريباً كما تجدر الإشارة إلى المقدمة الرئيسية لهذه الموسوعة فقد كتبها سماحة السيد محمد باقر الصدر عليه السلامعلى شكل بحث موجز حول الإمام المهدي عج وقد قال في نهاية هذه المقدمة:
((وسأقتصر على هذا الموجز من الأفكار تاركاً التوسع فيها وما يرتبط فيها من تفاصيل إلى الكتاب القيم الذي أمامنا فإننا بين يدي موسوعة جليلة في الإمام المهدي عجوضعها أحد أولادنا وتلامذتنا الأعزاء وهو العلامة البحاثة السيد محمد الصدر -حفظه الله تعالى- وهي موسوعة لم يسبق لها نظير في تاريخ التصنيف الشيعي حول المهدي عليه السلام في إحاطتها وشمولها لقضية الإمام المنتظر من كل جوانبها وفيها من سعة الأفق وطول النَفَس العلمي واستيعاب الكثير من النكات واللفتات ما يعبر عن الجهود الجليلة التي بذلها المؤلف في إنجاز هذه الموسوعة الفريدة وإني لأحس بالسعادة وأنا أشعر بما تملأه هذه الموسوعة من فراغ وما تعبر عنه من فضل ونباهه وألمعية وأسأل المولى سبحانه وتعالىأن يقر عيني به ويريني فيه علماً من أعلام الدين)).
6--ما وراء الفقه .... مطبوع. وهو موسوعة فقهية مؤلفة من عشرة أجزاء تحتوي على أسئلة تخص الثقافة الفقهية المعمقة. وقد طرح فيها سماحة المؤلف آراء تخص المسائل الخلافية بين الفقهاء بشيء من الاستدلال ومهمته الأساسية في هذا الكتاب شرح أهم موضوعات المسائل في الفقه ممّا لم يتعرض له الفقهاء بشيء من التفصيل.
7--فقه الأخلاق.....مطبوع في جزئيين حالياً. وهو يبحث عن الأحكام الأخلاقية والمستحبات في الفقه فقط وقد سُئل سماحة المؤلف عمّااحتواه فقه الأخلاق فأجاب: ((إنه جواهر بين التراب)) إشارة لما فيه من اللمحات العرفانية العقلية والبعد الفكري في شرح مضمون العبادات المستحبة والواجبة.
8--فقه الفضاء.....مطبوع. اشتمل هذا الكتاب على بحوث شرعية تعد نادرة وجديدة في ميدان الفقه حيث خرج بنا سماحة المؤلف في هذا الكتاب إلى التكليف الشرعي خارج نطاق الأرض وهو نقص كانت تعاني منه المكتبة الإسلامية فحاول سماحته في هذا الكتاب أن يضع خطوة من هذه الخطوات في هذا الطريق.
9--بحث حول الكذب.....مطبوع.
بحث حول الرجعة.....مطبوع--10.
كلمة في البداء.....مطبوع--11.
الصراط القويم.....مطبوع. وهو رسالة عملية تحتوي على فقه متكامل ومختصر في الفتاوى التي تفيد المقلدين--12.
منهج الصالحين.....مطبوع. وهو رسالة عملية مكونة من خمسة أجزاء محتوية على فقه فتوائي متكامل يتصف بالتفصيل والتعرض للمسائل الحديثة التي لم يتطرق إليها الفقهاء السابقون--13.
مناسك الحج.....مطبوع--14.
15--كتاب الصلاة.....مطبوع.
16--كتاب الصوم.....مطبوع.
أضواء على ثورة الحسينعليه السلام.....مطبوع--17.
18. منّة المنّان في الدفاع عن القرآن.....مخطوط. وهو مجموعة من المحاضرات التي يلقيها سماحة المؤلف على الطلبة في يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع إضافة إلى أيام التعطيل الدراسي ومما تتميز به هذه المحاضرات هو روح التجدد والجرأة في نقد الآراء وتفنيدها فلقد خرق سماحة المؤلف -دامت إفاضاته- عادة المفسرين في تفسير القرآن الكريم من سورة الفاتحة مبتدءاً بالعكس أي من سورة الناس وله في اتخاذ هذا المنهج رأي سديد طرحه في بداية البحث حيث قال:
((السبب في ذلك أن من عادة المفسرين أن يرموا بثقلهم كله أو جلّه في السور الطوال التي يبتدئ بها القرآن حتى إذا وصلوا إلى المنتصف أو أكثر ترددت عبارة (كما قلنا فيما سبق) فلا يعطون السور الأخيرة حقها لأنهم أجهدوا أنفسهم في المبتدأ)). فاتخذ سماحة المؤلف هذا النهج من باب سد النقص الذي من الممكن حصوله بسبب ما قلناه وإشباع آخر القرآن بحثاً وتفسيراً لتكتمل صور التفسير العامة المشكلة من محاولات المفسرين في تفسير القرآن الكريم.
دورة كاملة في علم الأصول من بحث الخارج الاستدلالي الذي حضره عند السيد الخوئي عليه السلام..... مخطوط--19.
دورة كاملة في علم الأصول من بحث الخارج الاستدلالي الذي حضره عند السيد محمد باقر الصدرعليه السلام..... مخطوط--20.
مباحث في كتاب الطهارة الاستدلالي في شرح العروة الوثقى من تقريرات السيد محمد باقر الصدرعليه السلام..... مخطوط--21.
22--مباحث من كتاب الطهارة الاستدلالي في شرح العروة الوثقى من تقريرات السيد الخوئيعليه السلام..... مخطوط.
بحث المكاسب الاستدلالي..... مخطوط. والذي درّسه السيد أبو أحمدعليه السلاموكانت المحاضرات تلقى باللغة الفارسية إلا إن سماحة المؤلف كان يكتب المطالب كلها خلال الدرس بالعربية--23.
. 24--اللمعة في أحكام صلاة الجمعة..... مخطوط. وهي التقريرات لبحث تفصيلي عقده في شهر رمضان المبارك المرحوم سماحة الحجة السيد إسماعيل الصدرعليه السلام.
25--فقه المجتمع. طبع بعد استشهاده قدس سره وقدم له سماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله.
. بين يدي القرآن الكريم. مطبوع .كتبه سماحة السيد الشهيد عام 1404 الا انه لم يرى النور حتى عام 1419 كما ورد في مقدمة الكتاب--26.
الخمس بين السائل والمجيب. مطبوع. وهو فيه اسئلة واجوبه حول الخمس--27.
. فقه الدماء الثلاثة . مطبوع--28.
. مسالتان فقهيتان حول الجبن والصبور.مطبوع--29.
بحث حول الشيطان. محاضرة حول الشيطان طبعت بكراس30--.
وله عدة مشاركات أيضاً في مجلّات عديدة كمجلة الإيمان ومجلة النجف ومجلة العرفان اللبنانية ومجلة الأضواء وغيرها.
. بيان الفقه. مطبوع . طبع بعد استشهاده قدس سره وقدم له سماحة السيد مقتدى الصدر دام عزه--31.
كما له بحوث متفرقة في الفقه والتفسير وقواعد اللغة العربية والمقالات الاجتماعية.

بعض مواقف السيد الشهيد الثاني قدس سره
ان السيد الشهيد محمد الصدر العالم الديني الوحيد في العراق الذي اقام صلاة الجمعه وشجع عليها
قال رسول الله في صلاة يوم الجمعه المباركه
كتب عليكم الجمعه فريضه واجبه الى يوم الدين
قال الامام جعفر بن محمد الصادق ع
صلاة الجمعه فريضه والاجتماع اليها فريضه مع الامام فأن ترك رجل من غير عله ثلاث جمع فقد ترك ثلاث فرائض من غير عله الامنافق ..................صحيح زراره بن اعين
فين العلماء الدينين في ذالك الوقت ؟
كمانه السيد قدس سره هو الذي قال من دون العلماء للطاغيه هدام كلا.........كلا........كلا
شجع السيد قدس سره على زيارت اربعينية الامام الحسين ع مشياٍٍٍ على الاقدام وزيارة الامام الحسين في 15 شعبان وهو يوم ولادة الامام الحجه المنتظر عج

عمار العبيدي
07-11-2008, 01:56 AM
الجمعة وأئمة الجمعة

تعتبر حركة الجمعة اهم حركة في مسيرة مرجعيّة الأمام الصدر بل اهم حركة في تاريخ العراق بل في تاريخ الشيعة وذلك لعدة عوامل أو اسباب:
اولاً: لم يتجرأ عالم من علماء الشيعة على مرور التاريخ ان يفتي بوجوبها او يعتني بها ويرى اهميتها إلاّ بشكل غير معتد به كما قام به الشيخ الخالصي حيث صلّى الجمعة في اماكن عديدة ومنها الكوفة ولكن لم تكن على مستوى عموم العراق، وقد لاقى الشيخ الخالصي ألواناً من المعارضة بسبب آراءه، وكذلك فان اقامته للجمعة لم تكن من الشهرة والاستجابة من الجماهير على ما رأيناه في عهد شهيدنا، وإن كانت خطوة الخالصي خطوة جريئة في وقتها، ولكن مفعو لها انتهى بعد وقت بخلاف ماهي عليه في وقت شهيدنا وبعد شهادته واثرها الكبير في الجماهير وصداها الدولي.
ثانياً: تجمع الجماهير بأعداد خيالية حتى رأى البعض ان الأرقام التي كانت تحدد لعدد الحضور في عدد من الجمعات مبالغ فيها، ولكن بمراجعة بعض الصور الفوتغرافية وافلام الفيديو تشاهد الأعداد الغفيرة، بحيث ان صلاة الجمعة في مدينة الثورة كانت تصل في بعض الاحيان الى خمسمائة ألف مصلّي والصلاة المليونية التي اقامها شهيدنا بمناسبة الذكرى السنوية لاقامة الجمعة خير شاهد على ما أقول.
ثالثاً: ان معظم الحضور من الشباب ولم تكن نسبة الشيبة تتعدى نسبة اثنان بالمئة وهذا هو حال مقلّدي الأمام الصدر إذ ان حركته المباركة كانت تستقطب الشباب.
ولا حاجة لذكر دور الشباب في تغيير معالم المجتمع بل والتاريخ وهذا ما حدث في عراق آل محمد(عليهم السلام).
رابعاً: اختيار ائمة الجمعة من الشباب في الأعم الأغلب، وشباب الصدر قد كانوا على قدر المسؤولية بحق على الرغم من المستويات العلمية المتفاوتة، ولم تكن الجمع بحاجة في ذلك الوقت الى فضلاء الحوزة بقدر ما تحتاج الى الشباب الناشيء وذلك لما للشباب من الجرأة والتأثير في القواعد الجماهيرية التي هي أيضاً من الشباب.
خامساً: طابع الحماسة والثورية في معظم خطب الجمعة، وكذلك ما كان يبديه ائمة الجمعة من شجاعة كبيرة }لا توجد عند شيوخ الحوزة{ وقد حدثت احداث مهمة سوف اذكر منها ما تسعفني الذاكرة في ذكره في حينه.
وكان لقوة القلب هذه دور رئيسي في غرس الشجاعة في نفوس الشعب أو قل ابراز هذه الشجاعة اذ ان الشعب العراقي معروف بشجاعته عبر التاريخ ولكنه كان يحتاج الى من يمدّ له يدّ العون، وكذلك فأن الشعب شجاع مادام قائده شجاعاً. والعكس بالعكس طبعاً.
سادساً: تثقيف الجماهير بالثقافة الاسلامية التي كانت تغذيها خطب الجمعة، والتي كانت في وقت ما مركزية كما سوف اذكر، ومع مرور الزمن اصبح الشعب العراقي اثقف الشعوب الاسلامية، في العقائد والفقه والتاريخ وغير هذه العلوم، ولا ينافسه شعب في ذلك اطلاقاً في الوقت الحالي على الأقل.
سابعاً: ابراز النساء الى ساحة المنازلة بعد أن كنّ يقبعن في الجهل حيث اكدّ شهيدنا على ضرورة حضور النساء الى صلاة الجمعة فكانت الاعداد تتزايد باستمرار مما ادى الى تثقيف اهم طبقات المجتمع اذ في اكثر المناطق كان ائمة الجمع يلقون دروساً اما قبل أو بعد الصلاة وقد حضت النساء بحصة من هذه الدورس، وقد تنامت ظاهرة الحجاب بحيث ان المرأة السافرة كالنقطة السوداء في الثوب الأبيض، وهذه المخالفة لا توجد حالياً إلاّ في بعض الاماكن في بغداد وبشكل ليس بالكثير فحتى في اماكن عرفت بوجود اماكن مبتذلة ومسارح وصالات للعرض السينمائي، توجد نسبة اعلى من المحجبات بين النساء بحيث كما قلت ان المرأة السافرة صارت هي الملفتة للنظر وليس المحجبة كما هو في العقود السابقة ومقتصر ذلك على اماكن قليلة كما ذكرت كبعض المناطق في المنصور والكرادة.
ثامناً: كانت الجماهير بعد انتهاء كل صلاة جمعة تبقى في شوق عارم للجمعة الآتية وكانوا يحضرون الى المسجد الذي تقام به قبل وقت طويل لكي يستطيعوا ان يحصّلوا على مكان قريب من امام الجمعة قدر الامكان.
تاسعاً: ا لهتافات التي كان يرددها الحضور مع امام الجمعة والتي كانت تبعث الحماس والثورية مرّة، وأخرى الخشوع والتذلل لجبار السموات والارض، والمشاركة في الدعاء بصوت واحد أرهب النظام حتى صار يؤكد على منع ا لهتافات.
عاشراً: المطالبة من على المنابر بحقوق الشعب واطلاق سراح المعتقلين من المؤمنين، والتنديد بمنع بعض المدن من اقامة الصلاة.
احد عشر: حضور اعداد غفيرة من الاطفال من السن السادسة فما هو اكبر حتى انك تجد العشرات من الاطفال ممن يحفظ الكثير من الاحكام الشرعية وعلى مستوى بحيث انهم يقولون هذا حرام وهذا واجب في حال وجود مخالفة أو ما يستدعي الوجوب.
اثنى عشر: توحيد الصلاة في مرات عديدة مع أبناء السنة وهذا ما حدث في اكثر من محافظة وقد تفاعل أبناء السنة مع أخوانهم من الشيعة بشكل كبير ومؤثر، وفي اكثر من جمعة كان الخطيب السني يخطب والشيعي يصلي. ومن أهم الأماكن التي حدث فيها التوحد في مسجد Aابي حنيفة@ ومرقده في الأعظمية.
ويمكن ذكر نقاط وفوائد عديدة للجمعة لا مجال لحصرها في هذه العُجالة وفي هذا المختصر.
المهم انه في تاريخ 23جمادى الآخرة 1418هـ افتى سماحة الامام الشهيد بوجوب اقامة صلاة الجمعة وذلك بعد ان أشار الى كافة وكلاءه بنشر اهمية صلاة الجمعة بين الجماهير، وان ابناء العامة يقيمونها فلماذا لا نقيمها، وبعد ذلك راجعه بعض الطلبة فنفى بشدة انه ينوي اقامتها واقتصر على عدد من الخواص في بادىء الامر.
وبعد اقامة اول صلاة جمعة في العراق جاء مدير امن النجف الى مكتب الامام الصدر مستوضحاً عن الصلاة ودوافعها فبيّن له الامام الصدر انه لا دوافع وراءها وانها مجرّد فريضة معطّلة واننا نريد اقامتها كما يقيمها ابناء السنة.
وبعد ذلك اوعز(رض) الى وكلاءه وائمة الجمعة عدم نشر اهمية صلاة الجمعة وذلك بعد أول صلاة جمعة أقيمت بشكل يلفت نظر النظام حتى تثبت فلم يجد النظام مسوغاً لمنعها.
مشاهد من صلاة الجمعة
وفي أول جمعة كانت المشاهد التي كنت اراها واسمع تأثيرها مؤثرة جداً فمن النادر ان تجدّ بين الحشود التي تجمعت بعشرات الآلاف احداً إلاّ وهو باكي العين أو دامع من الفرح بهذا النصر الا لهي وكنت ارى ان الشوارع قد نظفت وفرشت، وهناك اعداد من الشباب تعلو أصواتهم بالصلوات وهناك عدد آخر يستقبل المصلّين بالصلوات، وكانت المنازل القريبة من المسجد قد وضعت الكثير من الأواني لمياه الشرب وآخرون قد مدّوا الأنابيب البلاستيكية الى خارج البيت لكي يتوضأ من يريد الوضوء.
وقد ازدحمت الشوارع بمختلف انواع السيارات التي كانت قد امتلئت بالشباب وهم ذاهبون الى صلاة الجمعة حتى سيارات الحمل الكبيرة اذ ان الحافلات المخصصة لنقل الركاب لم تكن تستطيع استيعاب الجماهير الغفيرة، وهناك اعداد كبيرة أيضاً ذهبت مشياً على الاقدام وقطعت كيلو مترات عديدة، وكان من بين هؤلاء العديد من الذين لا يستيطعون الخروج من مناز لهم بسبب طلب اجهزة النظام لهم لهروبهم من خدمة النظام في الجيش ولكنهم خرجوا لاقامة صلاة الجمعة.
ومع افتتاح المؤذن بايات من القرآن الكريم وخصوصاً سورة الجمعة علت الاصوات بالبكاء والدعاء، وعند الاذان كان ملاحظاً حشرجة صوت المؤذن لانه قد اختنق بعبرته، وكانت الجموع تنتظر لحظة فأخرى أن يعلو الخطيب المنبر بانتظار اول كلمة حق منذ شهادة أمير المؤمنين(ع) والى هذا اليوم، وما ان اعتلا الخطيب المنبر حتى عادت الجماهير الى بكاءها وتضرعها.
وكنت من بين الجموع لا أُصدّق ما تراه عيناي، هل حقاً أقيمت الجمعة؟.
هل حقاً علا صوت الشيعة بعد سكوت طويل؟.
وشرع الخطيب بخطبته بعد الحمد والثناء والقى كلمة للامام زين العابدين(ع) وبعد انتهاء الصلاة صافح المصلّون بعضهم بعضاً وتعانق آخرون والفرحة مشرقة من اعينهم وعلى شفاههم.
بعد اقامة اول جمعة استدعت اجهزة النظام ائمة الجمعة او بعضهم وكان الموقف حرجاً اذ ان هذا الحدث هو اول مواجهة بين النظام والجماهير وائمة الجمعة وكانت اجهزة النظام الامنية والحزبية في حالة استنفار ولكنهم لم يجرأوا على مضايقة أحد منهم لأنهم لا يعرفون الى الان ماهو الحدث الذي سوف يعقب الصلاة وبعد تفرق المصلّين عادوا الى ثكناتهم ينتظرون الاوامر وكان التحقيق مع ائمة الجمعة حول بعض الأسئلة الروتينية، وقد سألوهم عن الدعاء للنظام وراسه فلم يكن الجواب حاضراً عند ائمة الجمعة في تلك الحال، وكان الامام الصدر قد منع بشكل قطعي ذكر النظام.
وبعد ذلك أصدر السيد فتواه بتحريم الدعاء لغير المعصوم في صلاة الجمعة حتى لمحمد الصدر لكي لا يبقي للنظام عذراً.

عمار العبيدي
07-11-2008, 01:57 AM
الانتفاضة الشعبانية

لا أريد في هذا الفصل التحدّث عن الانتفاضة وتوابعها بل الاقتصار على ما يتعلّق بجانبين الأول عن تأثيرها في الجماهير العراقية باختصار.
والجانب الثاني عن دور الأمام الصدر(رض).
اما الجانب الاول: فخلال عقد الثمانينات كاد اليأس يبلغ في الامة مبلغه وخصوصاً بعد انتهاء الحرب مع ايران فقد كان هناك امل بان يسقط النظام خلال الحرب وعندما قامت حرب الخليج الثانية تجدد الامل بالخلاص من هذا النظام ولكن لم يكن يخطر في البال عموماً ان يحدث حدث اسلامي مهم في العراق وبعد ذلك حدثت الانتفاضة التي اعادت الامل مرّة أخرى بتحقيق الحلم الاسلامي وكانت الانظار تتجه صوب قيادة المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق ورأت الامة في هذه القيادة المخلص بعد طول الانتظار وانتظرت الجماهير أي تحرك ولم يحدث شيء بل تركت الجماهير عزلاء امام النظام الدموي ومع كل ذلك بقيت الامة على احترامها لقيادة المجلس الأعلى حتى بروز حركة الامام الصدر التي استوعبت الامة بكافة طبقاتها ومستوياتها وبدأت كفة الحكيم في التراجع امام تنامي شهيدنا الى ان انتهت تقريباً شكلاً ومضموناً.
اما الجانب الثاني: وهو ما يتعلّق بشهيدنا(رض). فعندما انتفضت النجف وقاومت بمساعدة المحافظات المقاربة لها كالسماوة والديوانية اللتين كانتا المساعد الاكبر في صمود انتفاضة النجف الى ان دخل الجيش وكانت الفوضى حينها تعم المدينة ولم تكن هناك قيادة محددة على مستوى علمائي مؤهلة او متصدية للامة حتى تصدى الامام الصدر فاتجه الى منزل زعيم الحوزة في حينها المحقق الخوئي وحدّث كلام بينها فاشتد السيد الشهيد في الكلام أخيراً وقال:
اما ان تتصدى للأمر أو تدعنا نتصدى له، انت المرجع وعليك تولي هذه المسؤولية.
وبعد ان حصل اليأس عنده اعتزم خوض المعركة بنفسه وان كان البعض يحاول أن يقلّص او يحجم من دور الامام الصدر في هذه الانتفاضة ويقول: انه جيء به رغماً عنه( وصاحب هذه الكلمة Aالسيد عمار أبو رغيف@ أحد طلبة السيد محمد باقر الصدر والرجل ما أنفك يقلل من أهمية الامام الصدر ويقول أنه لم يثبت عنده أجتهاده، ويستهزي‏ء بآراءه وكلماته وقال: أنه لم يقرأ كتب الامام الصدر، ولكن حتى لو قرأها ووجد أن السيد محمد الصدر أعلم من السيد محمد باقر الصدر فأنه لن يقر بذلك. وهكذا الكثير من القدح). وهذا غير صحيح فشهود عيان ومن داخل النجف ممن لهم دور في الانتفاضة. يحدّثوننا بأن الامام الصدر كان أول المبادرين الى اصدار فتوى أو بيان شديد اللهجة بالجهاد وبالاشتراك مع السيد السبزواري(قدس) ويحدّثني شاهد عيان ومن الثقات وفضلاء الحوزة انه شاهد الامام الصدر خارجاً من مسجد ا لهندي وحوله مجموعة من الشباب المسلّحين واتجه الى حضرة امير المؤمنين(ع) وارتقى على سطح ًaالكيشوانيةً@ المقابلة لباب القبلة وتجمع الناس حوله ليستمعوا له فألقى خطبة شديدة في الجهاد حتى أ لهب الحماس عند الناس، وكان(رض) خلال تلك الايام يدوام على الحضور الى حضرة أمير المؤمنين(ع) للصلاة في الظهر والمغرب، وقد كان يوجه الناس للعمل الصحيح ومنه انه امر بأخراج الجرحى الى مكان آخر خارج الحرم بسبب الدماء التي كانت تنجس أرض المرقد المطهر واخراج الدبابات والآليات منه.
وحتى اشتهرت وانتشرت فتواه بالجهاد والصقت على الحيطان في ارجاء النجف. وكان الناس متفاعلين معه بشدة لكونه من آل الصدر إذ أن محور الانتفاضة هو اسم السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) وا لهتافات بأسمه في كل مكان(وقد حمله الناس على الاكتاف من النفق وحتى الحضرة المطهرة .
وهذا غير محبذ عند الحوزة كما هو واضح لذلك استبعدوا الأمام الصدر من اللجنة التي تشكلت لقيادة الانتفاضة وادارة شؤون المدينة. واستبعاد الأمام الصدر ليس وليد اليوم كما يعبّرون فقد وضحنا سابقاً مدى كراهة المسلك التقليدي لاهل هذا البيت وخصوصاً شهيدنا الذي يعتبر الوريث الوحيد في النجف الاشرف لابن عمه السيد الشهيد وعدم ذوبان شهيدنا في بوتقة هذا المسلك.
ورغم ابعاده عن هذه اللجنة فانه عملياً بقي المحور الذي ألتفت حوله الجماهير، وحينما قام الجيش بالقصف العشوائي على المدينة واقترب من اقتحامها جاءت مجموعة الى الامام الصدر وعرضوا عليه ان يخرجوه من النجف والتوجه الى خارج العراق ًaالى ايرانً@ فأجابهم: (رض) أبعد هذه الشيبة أفارق أمير المؤمنين(ع) ورفض الخروج.
وبعد دخول الجيش الى المدينة المقدسة كان الامام الشهيد مع عائلته }عدا السيد مصطفى الصدر(وقد حمله الناس على الاكتاف من النفق وحتى الحضرة المطهرة ).
في جامعة النجف مع اكثر من خمسين نفساً كعائلة السيد كلانتر ويحضرني من اسماء الموجودين هناك في ذلك اليوم الشيخ علي خائفي والسيد عدنان العلوي والشيخ محمد الجواهري والشيخ حسن القسام والشيخ علي البهادلي مع نساء واطفال. وبقوا في سرداب الجامعة مدة ثلاثة أيام والجيش لا يعلم بوجودهم في السرداب الى أن اصرّ الامام الصدر على الخروج مهما كلّف الأمر... فعارضه جماعة من الموجودين وبعد ذلك ارسلوا احد خدم الجامعة إلى الجيش المحتل للجامعة وعاد ليخبرهم بالخروج فخرجوا.
ويحدّثني عدد من الحضور انهم عندما رأوا الامام الصدر ذهلوا منه وركّزوا عليه وأراد أحد الضباط أن يكشف عن وجه احدى العلويات فقال له شهيدنا منتهراً: سافل.
بعد ذلك اتجهوا بهم الى مديرية أمن النجف والتي كانت ما تزال بيد الثوار فأتخذهم الجيش درعاً بشرياً وكانت الاطلاقات النارية تمر بقربهم فخافوا فقال لهم الأمام الصدر: كونوا ورائي ولا تخافوا. بعد ذلك بقليل جاءت اليهم سيارة بسرعة مذهلة وهي من نوع ًaجيبً@ مكشوفة وفيها السائق ومعه جندي على مدفع رشاش وعلى بعد مسافة منهم انقلبت السيارة وقتل من بها نتيجة الحادث، وعندما وصلوا الى المديرية والتي كانت محتلة بالكامل من قبل الجيش أطلقوا النساء والاطفال قبل وصو لهم وقيّدوا الأمام الصدر ومن معه وصدروا حكماً باعدامه، وبعد ان وضعوا غطاءً على عيني كل واحد منهم وتهيئوا لرميهم بالرصاص تراجعوا! من دون أن يعلم احد ما هو السبب في تراجعهم.
وبعد ذلك نقلوهم الى قرب ملعب النجف وهناك جاء ضابط كبير يتصفح الوجوه فوقف عند الأمام الصدر وقال له:
نطالب بدمك يا صدر... ها؟
فأجابه(رض): ما ذنبي ان خلقني الله من آل الصدر.
فقال الضابط ساخراً من لهجة الأمام الصدر حيث تكلّم بالفصحى: ما ذنبي ان خلقني الله من آل الصدر. بطريقة هازئة فأجابه شهيدنا:
ماتريدون؟ كلكم تريدون ان تكونوا صداماً. لعنة الله عليكم.
فجن جنون الضابط وسحب مسدسه ليطلق النار على شهيدنا فأرتمى السيد كلانتر على شهيدنا واحتضنه كأن لسان حاله يقول اقتلوني معه. وبعد ذلك ارادوا اعدام الأمام الصدر واوثقوه كما فعلوا في مديرية الامن ولكنهم تراجعوا كالمرّة السابقة
وفي هذا اليوم قبل هذين الحادثتين انهالوا عليهم ضرباً با لهراوات البلاستيكية ما عدا السيد كلانتر(رحمه الله) وكان الأمام الصدر حينها واقفاً.. فبينما الآخرون يتدحرجون على الارض من ألم الضرب نجد ان شهيدنا اجتمع عليه حوالي خسمة من الجلاوزة وهم يضربونه بقسوة وهو(رض) واقف ثابت لا يتحرّك ولا يتفوه بكلمة تأوه واحدة حتى أرتوت الكلاب من الضرب، وبعد ذلك ارادوا نقلهم الى مكان آخر وعندما ركبوا عمد احدهم الى الأمام الصدر وضربه على رأسه فأطار عمامته من على رأسه فدفعه شهيدنا في صدره وتمشى بثبات ووضع عمامته على رأسه وذهل الحاضرون من قوة قلبه هذه القوة التي لم يكن أحد يعرفها عنه ليس لانها غير موجودة بل لانها غير ظاهرة.
المهم انهم نقلوهم بسيارة نوع }مرسيدس{ ثمانية عشر راكباً وسيارات أخرى معهم وبعد ان وصلوا الى بغداد واتجهوا بهم الى مجزرة الرضوانية المرعبة حيث شاهدوا في ساحة هذا المعتقل مشهداً مرعباً حيث العشرات بل المئات يعذّبون على جذوع الاشجار وعلى الارض والجثث تملأ المكان ثم اتجهوا بهم صوب أحد المعتقلات وبعد ذلك جروهم الى التحقيق الواحد تلو الآخر، وكان المحقق معهم حسب الراوي المجرم }صدام كامل{ وعندما وصلت النوبة الى الأمام الصدر تأخر في التحقيق حتى ظنّ الآخرون انه قد قتل وبعد ذلك الوقت عاد فسأله بعضهم عن التحقيق فقال: ذلك شأني.
ولكن بعد سنوات سئل عما قيل له في التحقيق فقال: قالوا لي كيف افتيت بالجهاد؟ فأجبت: أفتيت تحت تهديد السلاح. ثم علق قائلاً: نعم لقد افتيت بالجهاد تحت تهديد سلاح البعث الكافر فهو مسلّط علينا.
وخلال فترة الاعتقال التي استمرت ثلاثة عشر يوماً حدثت بعض المفارقات ففي احدى المرات ونتيجة لعدم وجود الماء الكافي تناقشوا حول التيمم فقال: اني أخالف المشهور في كيفية التيمم. إذ انه(رض) يرى ان تتشابك اصابع اليدين فعارضه عدد من الموجودين الذين هم من اتباع المسلك التقليدي ووصل الامر انهم هددوا الأمام الصدر انهم اذا خرجوا فأنهم سوف يفعلون ويفعلون.
وفي احدى المرّات قام عدد منهم بعمل اوراد وهذه الاوراد وحسب رأيهم سوف تعجل في اطلاق سراحهم وجعلوا لكل واحد ورداً فعرضوا الأمر على الأمام الصدر فقال: علمه بحالي يغني عن سؤالي. فأمر اولاده بالنوم وجعل عمامته تحت رأسه الشريف ونام.
وبعد مضي عشرة أيام على الاعتقال جاءوا الى المعتقل بعدد من الشخصيات الحوزويّة كالسيستاني والخلخالي وآخرين وبقوا في الاعتقال ثلاثة أيام بينما شهيدنا والباقون الذين اعتقلوا في الجامعة بقوا ثلاثة عشر يوماً كما ذكرت آنفاً.
وبعد اكتمال هذه المدة أخرجوهم واعطوا لجماعة الجامعة كتاب اطلاق سراح وآخر باستلام جامعة النجف، بينما أعطوا السيستاني ورفاقه كتاب اطلاق سراح واذن بدخول مدينة النجف ونقلوهم سوية في سيارة نوع ًaريمً@ وعندما وصلوا الى جسر الكوفة أوقفتهم سيطرة للحرس الخاص، وكان في السيارة ضابط كبير في القصر أو الحرس الخاص وعندما صعد الى السيارة ضابط السيطرة رأى كتاب الجامعة والكتب الأخرى فقال: هؤلاء ويعني السيستاني ورفاقه يدخلون الى المدينة لوجود اذن بالدخول اما هؤلاء يعني الأمام الصدر وكلانتر وباقي أفراد الجامعة فلا يدخلون الى النجف لأنهم لا يملكون كتاباً بالدخول فحدثت مشادة كلامية بين الضابطين عندها قام السيستاني وقال: أنا عليّ بجماعتي ولا شأن لي بالآخرين! فوقف الجميع مذهولين حتى الضابطان عندها أذن ضابط السيطرة للجميع بالدخول، بعد ذلك باتوا في أحد الاماكن في نفس السيارة وأطلقوهم مجموعة بعد أخرى.
بعد ذلك كان الأمام الصدر يواظب على الخروج مرتدياً كامل زيه الحوزوي وكان الوحيد في النجف يمشي بعمامته في الشارع بينما كل معمم في النجف كان اما لا يخرج من بيته واما يضع غطاءً على رأسه بدل العمامة اذا اراد الخروج ومن ذلك الشيخ محمد اسحق الفياض والشيخ كاظمي من حاشية الخوئي وقد روى هذه الرواية الأمام الصدر بنفسه(رض) يقول: انه في احدى المرات ذهبت لأتسوّق فشاهدني احدهم فقال: إلى الآن لم نخلّص من العمائم.
وهكذا بقي الحال الى أن استقرت الاوضاع مرة أخرى

عمار العبيدي
07-11-2008, 02:00 AM
استشهاد السيد قدس سره

قام النظام قبل حوالي ثلاثة أشهر من يوم الجريمة بتبديل أمين العاصمة في بغداد، وقد يكون هذا الأمر ليس بذي أهمية أبتداءً، ولكن حسب معلومات أكيدة تم تأكيدها أكثر بعد الاستشهاد أن هذا الرجل مهندس من أهالي تكريت، وقد قام بحملة ضد الباعة المتجولين، ونظف شوارع العاصمة منهم حسب تعبيرهم، وقام بأزالة الاكشاك المرخصة وغير المرخصة، وأعتنى بالحدائق والجزر الوسطية، وقد رأيت بنفسي في مدينة بغداد الجديدة حي المشتل أن الجزر الوسطية قد شكلوا فيها أشكال هندسية جميلة، ولكنها كانت على هيئة نجمة سداسيه كنجمة إسرائيل ـ فلفت الأمر نظري إذ مالذي يدعو النظام الى حملة ضد الناس، وهم في وضع الحصار الذي أنهكهم فلا يوجد عاقل يفعل مثل هذا الأمر، ولكني بعد ذلك، وحسب مصادر مطلعة علمت أن أزالة العربات والاكشاك من الأماكن المزدحمة جاء خشية من حدوث حرب شوارع فتستغل هذه العربات والاكشاك كسواتر أو تسد بها الشوارع.
وفي نفس الوقت تقريباً تأكدت من أحد العاملين في التصنيع العسكري، أن النظام أمر أحد المصانع الرئيسية في التصنيع، أن تهيء في اسرع وقت مائة وخمسين ألف تابوت. فشعرت حينها بوجود خطر أكيد على حياة الامام الصدر فأوصلت الخبر أليه عن طريق أحد الثقات.
وبعد ذلك أخذت الأحداث تتسارع، وتتأزم بشكل ملحوظ، فبالأضافة الى حدوث العديد من المصادمات بين أئمة ومصلي الجمعة من جهة وبين أجهزة النظام من جهة أخرى كما حدث في الناصرية، وكذلك في النعمانية، وقلعة سكر، والحي، والبصرة، وغيرها.
فقد تصاعد الموقف في الحوزة بشكل غريب فقد أعترت المتصدين وأتباعهم في المدارس حالة هستيرية غريبة، وقد وصل الأمر الى التضارب بالأحذيه في أحدى المدارس، وكانت تصريحات مكاتب السيستاني ومحمد سعيد الحكيم وغيرهما تشتد ضد الأمام الصدر وضد صلاة الجمعة.
وبعد مطالبة الامام الصدر بأطلاق سراح المعتقلين في الاسبوعين الأخيرين، شاع في كافة الأوساط أن رأس النظام قد أتصل بالأمام الشهيد، وأمره بسحب كلامه علانية، وأن يعلن في الجمعة الأخيرة عن إلغاء صلاة الجمعة، فرفض، وفي الجمعة الأخيرة الموافقة 3من شهر ذي القعدة 1419هـ والموافقة 19 / 2 / 1999م تم ايعاز الأوامر بتنفيذ الجريمة بعد الساعة التاسعة ليلاً.
والجدير بالذكر أن خطة الأغتيال كانت من تخطيط أحد ضباط مديرية الأمن العام وهو المدعو (حجي عزيز)، وهو مسؤول الشعبة الخامسة في المديرية وهي خاصة بشؤون الحوزة.
وفي صباح هذا اليوم كان المصور يرافق السيد بشكل لم يسبق حدوثه، فقد رافقه في صلاة الجمعة، وبعد ذلك الى المنزل، ثم الى ضريح امير المؤمنين(ع) حيث تم تصوير صلاة المغرب وبعد ذلك الى المكتب وعند خروج الأمام الصدر من المكتب وهو يريد الذهاب الى البيت، حيث وجود الكمين يروى أن المصور أراد أن يركب معه فمنعه وقال: الى هنا يكفي.
وكان الامام الصدر عندما أنتهى من صلاة الجمعة في هذا اليوم وخرج من المسجد، عندما وصل الى سلم الباب سقط على وجهه، فألتفت بشكل غريب وهو يبتسم وينظر في الفراغ تجاه المحراب.
بعد أن خرج(رض) من المكتب حوالي التاسعة ليلاً، ونزل من الدرجات التي تقابل باب القبلة فتحوا له باب السيارة فوقف يناجي امير المؤمنين(ع)، وكان قبل ذلك لا يفعل هذا بل يسلم على الأمام من فوق الدرجات ولا يطيل ثم ألتفت الى الطلبة وأبتسم على خلاف المعتاد(رض) وهزَّ رأسه وأطال الوقوف وكان نادراً ما يفعل ذلك.
ثم إلتفت قبل صعوده بأتجاه شارع الصادق(ع) وأخذ ينظر في الفراغ ثم ألتفت الى جهة صافي صفا وفعل مثل الاول، وكان السيد مصطفى قد صعد ونزل مرتين. وكان السائق السيد مؤمل.
ثم سارت سيارتهم بأتجاه ساحة (ثورة العشرين).
وقد تحدث أحد الطلبة أنه مر في سيارة ومعه بعض الركاب في نفس الشارع الذي حدثت فيه الجريمة، ولكن من الجهة المعاكسة فأستوقفتهم سيارة (أولدزموبيل) ونزل منها مسلحون فنظروا في داخل السيارة، ثم سمحوا لهم بالمرور، وبعد مسافة أستوقفتهم سيارة أخرى قد اعترضت الطريق، ومن نفس الموديل ففعلوا مثل الاول. فيكون الشارع الذي يرتقبون مرور سيارة السيد فيه قد طوق تماماً.
وهذا الشارع يقع بالقرب من دائرة البريد، وبقرب البريد تقع بناية الأوقاف، وبالقرب من هذه الأخيرة تقع (جامعة الصدر الدينية) الفرع الثاني (مدرسة البغدادي سابقاً).
وبعد أن تجاوزت سيارة الامام الصدر ساحة ثورة العشرين، ودخلت في هذا الشارع كان الكمين مستحكماً إذ أن الشارع كان مظلماً طيلة أيام السنة لعدم وجود مصابيح فيه، ويوجد في هذا الشارع بناية قديمة تخص دائرة الجوازات قد أستغلت لتكون غرفة العمليات، وأخفاء مجموعة من المسلحين للطواريء.
وعندما وصلت السيارة الى الكمين الأول خرج من الظلام أحد القناصين ووجه سلاحه الى السيد مؤمل (السائق) فأستدار بكل سرعة السيارة، ولكن الأطلاقة كانت أسرع فأصابت جبهة السيد مؤمل فأرتطمت السيارة بشجرة على الرصيف.
فأسرعت مجموعة الكمين الى السيارة، وأمطرتها بالرصاص، وكان السيد مصطفى جالساً خلف أبيه وعندما أُطلق الرصاص أرتمى عليه ليحميه من الرصاص، فقطعت أصابع كفه اليمنى وجزء من باقي الكف، وأصيب بأطلاقتين تحت الأضلاع. أما أصابات الامام الصدر فكانت واحدة في كتفه، وأخرى في فخذه، والقاتلة قد أخترقت جبهته، وخرجت من خلف رأسه ًAويروى أن هذه الأطلاقة الأخيرة كانت في المستشفى@.اي أن الامام الصدر كان حياً الى وقت نقله الى المستشفى، وكذلك كان السيد مصطفى أذ عندما دخل عليه الشيخ محمد النعماني شاهده حياً ولكن للحظات ثم فارق الحياة.
وكان في مكان الجريمة بالأضافة الى السيارتين سيارة مظللة وحسب أغلب المصادر أن قصي نجل الطاغية كان موجوداً فيها يراقب العملية بنفسه، وكذلك سيارة إسعاف، وحسب مصادر موثقة فأن أسماء الذين شاركوا في العملية قد تم كشفها، وهم من مدراء الأمن ومن كافة أنحاء العراق، ومنهم ًAالمقدم سعد@ الذي كان مدير أمن صدام ثم انتقل الى مديرية أمن الناصرية وبعد مقتل مقدم فلاح مدير أمن صدام أعيد الى الثورة.
وكذلك مقدم ًAطالب الفياضً@ الذي كان مدير أمن قضاء الحي، وقد نقل الى النجف قبل الحادث بحوالي شهر ونصف بمنصب معاون مدير النجف السياسي.
وكان من ضمن الموجودين نقيب طبيب وغيرهم.
وبعد مدة وجيزه تجمع عدد كبير من الطلبة أذ أن الخبر قد شاع بسرعة، وبما أن اليوم كان يوم المحافظة فقد كان أنتشار قوات الطوارىء في المحافظة أمراً معتاداً سنوياً، لذلك تم أختيار هذا اليوم لتكون ا لهدية التي تقدمها المحافظة في هذا اليوم هو رأس الامام الصدر.
ولم يسمحوا لأحد بالدخول إلا الشيخ النعماني كما أسلفت، وبعد منتصف الليل طلب الطلبة أن يدفنوا الأمام الصدر وولديه فرفضوا إلا أن يحضر أحد العلماء ليسلموهم، فذهب عدد من الطلبة الى السيد محمد كلانتر فأعتذر بأنه مريض لا يستطيع الخروج، فتوجهوا الى منزل السيد علي البغدادي فتعلل بأنه لا يستطيع أن يترك المنزل في هذا الوقت لأنه يخاف على أطفاله. فتوجهوا الى منزل السيد حسين بحر العلوم فأعتذر بأنه مريض ـ فذهبوا أخيراً الى مكتب ومنزل السيستاني فخرج الخادم وقال إن السيد نائم، فقالوا أيقظه وقل له إن السيد محمد الصدر قد قتل. فدخل ثم خرج، وقال إن السيد نائم ولا أستطيع إيقاظه، فألحوا عليه فدخل فمكث قليلاً وخرج قائلاً. إن السيد نائم فيأسوا.
ورجعوا الى المستشفى وفي حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل سلموا الشهداء الى الطلبة الموجودين فأتجهوا الى مغتسل ًAبئر عليويً@ ليغسلوهم.
وقد وصف أحد اللذين كانوا في المغتسل أن السيدين مصطفى ومؤمل كان وضع أبدانهم كباقي الموتى أما الأمام الصدر فكان بدنه طرياً لم يتشنج وكان كالنائم(رض).
وكان مدير أمن النجف معهم في المغتسل فقال هازئاً: لماذا تغسلونه أليس شهيداً؟!.
وكانت المقبرة حينها قد أكتظت برجال أمن النظام.
وقد صلى على أجساد الشهداء الشيخ محمد اليعقوبي وتولى الدفن بعض أئمة الجمعة أحدهم الشيخ الشهيد علي الكعبي، وقد فقد ختمه الشريف وكذلك (العصا) التي كان يتوكأ عليها.
وهناك تفاصيل أخرى سوف تذكر في الوقت المناسب أذا بقيت الحياة وإذا لم تبق فهناك من سوف يكمل بأذن الله.

ما بعد الشهادة
كان يوم السبت الذي تلا جمعة الشهادة يوماً مظلماً ممطراً كليلته السابقة ويبدو ان نبأ الشهادة قد وصل الى بعض الاماكن في نفس الليلة ومع تأكد الخبر نهار السبت كان العراق في حالة اضطراب والأحساس بالضياع يعم الاجواء والرغبة في الانتقام كانت الهاجس الاول في الاذهان وهذا ما حصل ففي صباح يوم السبت احتشدت مجاميع من شباب بغداد في مسجد المحسن(ع) في مدينة (الصدر) الثورة وعندما تأكد الخبر عندهم خرجوا من المسجد وحصلت مصادمة مع جلاوزة النظام سقط على اثرها عدد من الشهداء وقتل كذلك عدد من المجرمين.
وكانت المحافظات جنوباً ووسطاً في حالة انتظار اللحظة المؤاتية للقيام بأنتفاضة جماهيرية وقد كان هذا الشعور موجوداً كذلك عند الجيش بضباطه وجنوده حسب معلوماتي الأكيدة.
وقد اوعز رأس النظام في اليوم التالي بنزع اسلحة ضباط الأمن الذين ينتمون الى اسر شيعية. وحدث خلال الاسبوع الاول بعد الشهادة عدة عمليات غير منظّمة وكل العمليات قام بها شباب غير منضمين الى أية جهة أو حزب أو حركة كما ادعى الكثير من المعارضة مسؤوليتهم عن تلك العمليات وانما كان يجتمع الثلاثة والاربعة ويحاولون الحصول على مبالغ بسيطة اما بتجميعها من عدة اطراف او ببيع سلعة من سلع البيت.
وذلك لشراء قطع من السلاح أو بأستخدام أموال الحقوق الشرعية لهذا الغرض وهذا ماحدث في كل المحافظات إلاّ اذا استثنينا انتفاضة البصرة التي كانت شبه منظّمة.
وحسب المعلومات الموثّقة فان اجهزة النظام منعت اقامة الفاتحة في النجف في أول يوم ولكنها عادت فسمحت بذلك في اليوم التالي وقد صدرت من المكتب وصيّة قيل انها وصية الامام الصدر(رض) وكان مضمونها: (عليكم بالهدوء والحفاظ على صلاة الجمعة والمذهب) وقد انتشرت بسرعة في كافة المحافظات وبعد ذلك تأكد لدينا انها لم تكن وصية للسيد(رض) بل مجموعة توصيات جمعت من كلماته وخطبه ولم تظهر الى الآن وصية خاصة منه(رض) وقد اقيمت صلاة الجمعة في معظم المناطق في الجمعة التالية وكانت الحالة السائدة هي انتظار المطلوب وقد كانت كلمات الخطباء مليئة بالشجاعة والايصاء بالصبر والحفاظ على المذهب بل وصل الأمر في بعض الاماكن بأتهام النظام بالجريمة بشكل مباشر وقال بعضهم ان دم الشهيد لن يضيع وقد كان جلاوزة النظام كمدراء الامن في المحافظات وامناء سر الحزب العفلقي يتخضعون للناس ولا يجيبون على بعض الكلمات التي تحتوي على طابع التهديد الواضح وكان اعضاء الحزب والأمن متخفين ولم يستطع احد منهم أن يبيت ليلة في منزله وحدثت حالات موت فجائي عند الكثير منهم بسبب الخوف وأغلقت الشعب والفرق الحزبية وصاروا يجتمعون في اماكن مجهولة.
وقد قتل العشرات منهم وبشكل علني في المدن ومع ذلك كان راس النظام في حالة خوف مستمر ولم يستطع حماية أحد من جلاوزته بل كان هدفه حماية نفسه فحسب، المهم ان ابناء الشعب العراقي كانوا متأهبين للانتفاضة وحسب معلوماتي الأكيدة فان العديد من قادة المعارضة داخل العراق قد اتفقوا مع الكثير من ابناء المحافظات حول مساعدتهم في الانتفاضة ولكن حدث ان بعض المناطق حينما ثارت وهاجمت مقرّات النظام تم خذلانهم بشكل تام وبعد ذلك اكتشفنا ان الامر كان مقصوداً وحسب الظاهر ان ا لهدف كان هو انه في حالة انتصار الشعب فان هؤلاء يأتون ليستلموا الامور بشكل مريح وفي حالة الفشل فانهم يتخلصون بذلك من عدو خطر وهو خط السيد محمد الصدر وقد اتضح ذلك بشكل علني في عدد من المحافظات بعد ذلك اذ قد احبطوا محاولات عديدة في الجنوب كانت على وشك الثورة وقد امتصّوا غضب الجماهير بالوعود الكاذبة وبعد ذلك اعلنوا عدم استعدادهم للدخول في هذا الامر بذرائع واهية من اهمها ان الولايات المتحدة الامريكية سوف تقوم بمهاجمة المعارضة والقضاء على المد الاسلامي ولو انهم طرحوا هذه الذريعة في بادىء الامر لسارت الامور بشكل آخر.. ولكن يريد الله سبحانه ان يبصر هذا الشعب بأن هؤلاء مجرّد طلاب مناصب وكانوا يقولون ويرددون بأن لنا سابق خبرة مع الشعب وانه سوف يخذلنا كما فعل سابقاً ولم يثبتوا الى الآن هذه الاسبقية فالانتفاضة الشعبانية قامت بالجماهير ولم يساعدهم احد إلاّ في بعض الاماكن التي اشعل المجاهدون فيها الانتفاضة وانسحبوا بعد ذلك وحسب الوعود التي ابدوها فأنهم قد اتفقوا مع الجماهير فقد ثارت عدة مدن ولكنها تركت عزلاء تواجه النظام الكافر فأين كانت المعارضة عن الكوت والبصرة وبعض مناطق الناصرية والسماوة وبغداد وهذا لا يعني ان افراد المجاهدين كلّهم كذلك بل كانت هناك فئات عديدة وهي الغالبية مستعدة للموت والشهادة ولكن القادة في الخارج اتخذوا سياسية المماطلة والسبب كما ذكرته آنفاً فان حركة الشهيد كانت خطراً على مستقبلهم السياسي وهي بالفعل كذلك اذ لا مكان بعد اليوم في العراق لعبيد الدنيا الانهزاميين فكانوا يسعون جاهدين للقضاء على هذه الحركة ووأدها حتى بعد الشهادة والتشكيك ما زال مستمراً حتى ساعة كتابة هذه الكلمات.
واستمر الحال على هذا المنوال وحالة الاضطراب على ماهي عليه الى ان حدثت انتفاضة مسجد الحكمة في الثورة اذ توجه آلالاف من الشباب الى هذا المسجد وقد كان الوضيع قصي نجل الطاغية متواجداً هناك حسب معلوماتي المؤكدة وحصلت المصادمة وسقط العديد من جلاوزة النظام اذ ان الكثير من الشباب كانوا مستعدين وقد اخفوا اسلحتهم كالبنادق والقنابل اليدوية وشهروها عندما استفزوهم وحدثت حالة استنفار قصوى في بغداد والمحافظات وفي هذه الليلة تمت مهاجمة الفرق الحزبية وبيوت العفالقة وقتل العديد منهم وقوات النظام مختفية من على الساحة وفي صباح اليوم التالي اعتقل المئات في بغداد وقبل حادثة مسجد الحكمة كانت مناسبة اربعينية الشهيد الصدر حيث توجهت الجماهير الى قبره الشريف وجددوا الولاء وهناك علت الاصوات بشكل صريح ضد النظام وكانت الوفود قد اقبلت من كافة المحافظات وفي الجنوب والوسط واحاطت بمرقده الطاهر رجالاً ونساء واما موقف الحوزة فقد كان لا يقل خزياً عما كان عليه في السابق فبالرغم من تصدي السيد حسين بحر العلوم للامر والتفاف الجماهير حوله وقد اصدر في باديء الامر فتاوى جريئة منها ضرورة المحافظة على صلاة الجمعة وحثه على زيارة الشهيد الصدر في اربعينيّته إلاّ انه عاد فتراجع عندما هدده احد المكاتب بقو لهم: اننا لم نعترف بمن هو اكبر منك فهل نعترف بك وكان هذا المكتب يساعد بحر العلوم بمبلغ شهري يوزعه على شكل رواتب للطلبة فهددوه بقطع المبلغ فتراجع بحر العلوم عن مواقفه السابقة وعاد الى سابق عهده(والمكتب الذي هدده هو مكتب السيستاني على لسان محمد رضا السيستاني وقال له إننا لم نعترف بمن هو أكبر منك فهل نعترف بك .

ولكنه صرّح بتصريحات مهمة تدل على مظلومية الشهيد الصدر(رض) وعلى جبن الآخرين منها: قيل له سيدنا إن الناس يسبونكم في الشوارع.
فقال: لهم الحق يريدون رجلاً كالصدر ولا نمتلك واحداً مثله.
وقد قام النظام خلال هذه الفترة بأغلاق مسجد الكوفة وملئه بمواد البناء وقد كانت هناك معلومات تؤكد ان النظام عنده خطة لتعمير مسجد الكوفة في حياة الامام الصدر وعندما تعرض للامر في خطبته المشهورة وان الامر مجرّد فكرة خبيثة ا لهدف منها منع صلاة الجمعة تراجع النظام وحسب معلومات مؤكدة ايضاً فان السيد علي السيستاني كان قد تبرّع بمبلغ طائل للدولة لغرض تعمير المسجد وا لهدف واضح.
ولكن عندما كشف السيد ا لصدر هذه المؤامرة تأجلت الى ما بعد الشهادة واستلم النظام المبلغ وبقي المسجد على حاله الى هذا اليوم.
اما مكاتب العلماء في النجف فقد اغلقت ولكن ليس حداداً أو احتجاجاً بل خوفاً من ردود فعل الجماهير نتيجة وقوف هذه المكاتب ضد الامام الصدر في حياته مع العلم ان العديد من هؤلاء لم يحضروا حتى للتعزية التي اُقيمت في مسجد (صافي صفا) وكان رد الفعل الجماهيري صريحاً تجاه هؤلاء فالسب والتنكيل بهم على قدم وساق وخصوصاً الثلاثي الذي وقف علانية ضد شهيدنا والمكوّن من (السيستاني ومحمد سعيد الحكيم والباكستاني) وقد جاءت مجاميع عديدة الى مكاتب هؤلاء وخصوصاً السيستاني وهاجموه بالكلام مرّة والشعر أخرى ومن اشهرها عندما وقفت مجموعة من شباب مدينة الثورة امام باب المكتب المغلق ونادوا بأعلى اصواتهم (اطلع اطلع ياسيستاني هذا فندق لو براني)... الخ(هذا وقد تزوج أحد ابناء آل الحكيم في اليوم السابع لشهادة الأمام الصدر
http://www4.0zz0.com/2008/07/10/20/947605661.jpg (http://www.0zz0.com)

سعد الفتلاوي
08-06-2008, 07:20 AM
رحم الله شهيدنا الصدر (قدس سره ) عاش مظلوماً ومات مظلوماً ولازال مظلوماً

ابوزينب العماري
08-06-2008, 09:49 PM
لسلام على الصدر المقدس السلام على من أحيا الجمعه ولبس الأكفان ,
السلام على من أزال الخوف من أهل العراق