منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام - الدعاء الامام المهدي ثقافه وتربيه

أعتبر رئيس جمعية التوعية الإسلامية سماحة الشيخ باقر الحواج أن الدعاء للإمام المهدي(عج) ثقافة وتربية،ونصرة وانتماء له (عج) وهو"وسيلة تمنح الإنسان الاستقامة [color=****b0f0]اذ يكون الدعاء له هو في حقيقته تعبير عن انتماء وثقافة ومبدأ وهو في جوهره تمسك بالإمامة الإلهية والمتمسك بها ثابت في طريق الهدى
"وأن الدعاء للامام نصرة للإمام والإنسان بلسانه يشارك في عملية الانتصار كما يشارك بحركته"،جاء ذلك خلال افتتاحه للأيام المهدوية بمنطقة الجفير والتي شارك فيها عدد من العلماء واشتملت على فعاليات وبرامج نوعية بمناسبة ذكرى مولد الإمام المنتظر(عج).
واستهل سماحة الشيخ الحواج كلمته التي تناولت موضوع الدعاء للإمام المهدي (عج)
قال تعالى: {وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يتكبّرون عن عبادتي يدخلون جهنم داخرين}. غافر:60
من نقاط هذه الآية:
أولاً: مطلوبية الدعاء ومحبوبيته عند الله بدليل إرادته الدال عليها فعل الأمر "ادعوني".
ثانيًا: دعاء العبد يقابله استجابة من الله وهذا وعد الهي.
ثالثًا: إن الدعاء عبادة لقوله {يستكبرون عن عبادتي} أي عن دعائي وعن رسول الله الدعاء أفضل العبادة.
رابعًا: أن كلمة (ادعوني) مطلقة لم تتقيد بقيد كأن يكون الدعاء بطلب خاص كطلب المغفرة فقط أو طلب الجنة أو طلب الرزق. فأي طلب يمكن أن يتحقّق ولا يكون تحقيقه مستحيلاً فهو موضوع الداء.
وبلا شك أن الحاجات والمطالب كثيرة وهي متفاوتة قيمة وأهمية، فبعضها حاجات معنوية وأخرى مادية وبعضها حاجات صغيرة لا تتجاوز عالم الدنيا، وأخرى تتجاوز الدنيا لتركّز على الآخرة، والمطالب الكبيرة تنم عن نفس كبيرة وهموم كبيرة ومستوى كبير. وعليه الدعاء يعكس ثقافة الداعي ووعي الداعي وأفقه ويحكي همومه وهو أيضًا يعكس مستواه الإيماني.
وأتناول أحد المواضيع المهمّة التي تعكس ثقافة الداعي للدعاء وهو الدعاء للإمام الحجة (ع) ضمن ثلاث نقاط:

النقطة الأولى: مشروعية الدعاء للإمام (عجّل الله فرجه)
روي عن الإمام الحجة (ع): "وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم".
ليس فقط الدعاء له مطلوب وإنما الإكثار من الدعاء والكثرة لا حدّ لها كلما زاد التعلق والارتباط والانتماء سيكثر الدعاء.
وليس هناك مانع شرعًا ولا عقلاً، فلا نهي من الشارع ولا منع من العقل بل العقل يدعو لذلك إذ ظهور الإمام فرج للعالم من محنه ومن الظلم الذي يملأ كل الأرض.

الثانية: الآثار التربويّة للدعاء للإمام (ع)
وأقتصر على أثرين:

الأثر الأوّل: الثبات والاستقامة
روي عن الإمام العسكري (ع): "والله ليغيبنّ غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلا من ثبّته الله على القول بإمامته ووفّقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه".
في غيبة الإمام فتن وامتحان، ويخبرنا التاريخ أنه مع وجود الرسول والأئمة (ص) بين ظهراني الأمة لم تنعدم الفتن، فكم من مذاهب باطلة وعقائد فاسدة نشأت مع وجود المعصوم الذي يمكن الرجوع والفزع إليه في الفتن، فكيف بغيبة طويلة يطول فيها غياب الإمام الثاني عشر.. فكم ستكون حجم الفتن؟
فعن جابر الجعفي قال: قلت لأبي جعفر (ع) متى يكون فرجكم؟ فقال (ع): "هيهات هيهات، لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا حتى يذهب الكدر ويبقى الصفو".
ففترة الغيبة تتطلّب بصيرة وصبرًا، والهالكون كثر، والثابتون قلّة وهم المرتبطون بالإمام.[color=****b0f0]ومن وسائل الارتباط الدعاء له، وهي وسيلة تمنح الإنسان الاستقامة إذ يكون الدعاء له هو في حقيقته تعبير عن انتماء وثقافة ومبدأ، وهو في جوهره تمسّك بالإمامة الإلهية والمتمسّك بها ثابت في طريق الهدى[/color]"إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي..".

الأثر الثاني: الداعي للإمام (عجّل الله فرجه) ناصر للإمام
الدعاء للإمام نصرة للإمام، والإنسان بلسانه يشارك في عملية الانتصار كما يشارك بحركته وفعله، [color=****b0f0]فالإمام الرضا (ع) يقول لدعبل[/color]: "أهلا بناصرنا بيده ولسانه"، بيده فواضح، وأما بلسانه من خلال شعره إذ دعبل شاعر نصر بشعره الحق وأهل البيت (ع). والداعي بدعائه للإمام كذلك هو ناصر لهم ومؤمن بقضيتهم وإمامتهم.
[color=****b0f0]روي عن الإمام الصادق (ع) في فضل دعاء العهد أنه قال[/color]: "من دعا بهذا الدعاءأربعين صباحًا كان من أنصار القائم، وإن مات قبل ظهوره أحياه الله تعالى حتى يجاهد معه ويكتب له بعدد كل كلمة منه ألف حسنة ويمحى عنه ألف سيئة".
كون الداعي يعيش هذا الشعور ويتربّى في ظل هذه الثقافة أي تشرف بنصرة الإمام من خلال دعائه للإمام (عجّل الله تعالى فرجه)، هذا الإنسان أقرب من غيره في فترة الانتظار في تهيئة مستلزمات النصرة من الإعداد الروحيّ والنفسيّ والفكريّ بحيث يكون لائقًا ومؤهلاً لهذا الوسام.
ومن جهة أخرى من يداوم على هذا الدعاء يكون أقرب للإمام، ويعيش الإمام في وجدانه وحركته، ومن شأن هذا الحضور للإمام وذكره أن يكون أكثر وقاية من غيره من السقوط أمام الإغراءات والتحدّيات الأخلاقية، فلا ينهار سريعًا أمام لذّة حرام تحرمه من هذا الوسام وهو كونه ناصرًا للإمام (ع).

النقطة الثالثة: بماذا ندعو للإمام (عليه السلام)؟
هناك أدعية مشهورة تتناول قضية الإمام من قبيل أدعية الافتتاح والندبة والعهد والفرج والأدعية التي تكون بعد زيارة الإمام.ومن المحاور المشتركة والتي تتكرّر:
1 -الدعاء له بالنصر، ففي دعاء الافتتاح "اللهم أعزّه وأعزز به وانصره وانتصر به وانصره نصرًا عزيزًا وافتح له فتحًا يسيرًا".
2 - الدعاء له بتعجيل فرجه، ففي دعاء العهد "اللهم اكشف هذه الغمّة عن هذه الأمّة بحضوره، وعجّل لنا ظهوره إنّهم يرونه بعيدًا ونراه قريبًا".
3- الدعاء له بالأمن والحفظ كما هو دعاء الفرج:
"اللهم كن لوليّك الحجّة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليًّا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليلاً وعينًا حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتّعه فيها طويلاً" برحمتك يا أرحم الراحمين. .
[/color]