منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام

منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام (https://al3abbas.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (https://al3abbas.com/vb/forumdisplay.php?f=24)
-   -   النية الصادقة وأثارهـا (https://al3abbas.com/vb/showthread.php?t=132876)

(إبتسامة روح) 04-03-2011 09:05 PM

النية الصادقة وأثارهـا
 
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


النية الصادقة وأثارها


http://center.jeddahbikers.com/uploa...3017261441.png


اِلـهي هذِهِ اَزِمَّةُ نَفْسي عَقَلْتُها بِعِقالِ مَشِيَّتِكَ وَهذِهِ اَعْباءُ ذُنُوبي دَرَأتُها بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ وَهذِهِ اَهْوائِي الْمُضِلَّةُ وَكَلْتُها اِلى جَنابِ لُطْفِكَ وَرَأفَتِكَ، فَاجْعَلِ اللّـهُمَّ صَباحي هذا ناِزلاً عَلَي بِضِياءِ الْهُدى وَبِالسَّلامَةِ بالسلام فِي الدّينِ وَالدُّنْيا، وَمَسائي جُنَّةً مِنْ كَيْدِ الْعِدى (الاْعْداءِ) وَوِقايَهً مِنْ مُرْدِياتِ الْهَوى اِنَكَ قادِرٌ عَلى ما تَشاءُ تُؤتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِ عُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ، بِيَدِكَ الْخَيْرُ اِنَّـكَ عَلى كُلِّ شَيْء قَديرٌ، تُولِجُ اللَيْلَ في النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَي وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِساب، لا اِلـهَ إلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ اللّـهُمَّ وَبِحَمْدِكَ مَنْ ذا يَعْرِفُ قَدْرَكَ فَلا يَخافُكَ، وَمَن ذا يَعْلَمُ ما اَنْتَ فَلا يَهابُكَ


http://center.jeddahbikers.com/uploa...3017261445.png


النية تعني القصد والإرادة وللنية مكانة عظيمة في الإسلام فهي التي تحدد هدف العمل الذي يعمله الإنسان فهل هو لله وحده أم لله و غيره أم لغير الله فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى), وكل عمل لا يراد به وجه الله فهو مردود على صاحبه للحديث

إن العبد ليعمل أعمالا حسنة فتصعد الملائكة في صحف مختمة فتلقى بين يدي الله

فيقول

ألقوا هذه الصحيفة فإنه لم يرد بما فيها وجهي

والإنسان يؤجر على النية الصالحة ولو لم يفعلها ويأثم على النية الفاسدة ولو لم يعملها للحديث

إنما الدنيا لأربعة نفر

رجل آتاه الله عز وجل علما وما لا فهو يعمل بعلمه في ماله فيقول رجل لو آتاني الله مثل ما آتاه لعملت كما يعمل فهما في الأجر سواء، ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يتخبط بجهله في ماله فيقول رجل: لو آتاني الله مثل ما آتاه عملت كما يعمل فهما في الوزر سواء

هل فكرنا بالآثار الحقيقية التي تترتب على إعمالنا وما هو الرابط بين العمل الذي نقوم به في عالم الدنيا والنتائج التي تترتب عليه عند الله تعالى في الآخرة؟

طبعا نحن لا نفرق بين أفعالنا من حيث دوافعها وما هي نتائجها بطبيعة الحال ومن حيث النوايا والإرادة وما كان موافقا للغاية الحقيقية من خلق الإنسان وما كان منحرفا عن تلك الغاية

وأنت تلاحظ معي إن قيمة الفعل إنما تكون باثارة وليس بحجمه فمثلا حبة دواء صغيرة يكون أثرها كبير جدا بإنقاذ نفس من الموت كما هو معلوم

ان المقاييس الإلهية تختلف عن مقاييس الناس لان الله تعالى اعلم بالمصالح والمفاسد الحقيقية المؤدية لكمال الإنسان اما الإنسان فانه يتخبط في تحديد النافع والضار له في حياته مثلا نجد ان في قصة موسى والخضر عليهما السلام إشارة واضحة الى تقاطع المقاييس الإلهية مع المقاييس الظاهرية لذلك كان موسى عليه السلام يرى ان أعمال الخضر خلاف المصلحة بينما عمل الخضر كان صالحا ومصيبا للحقيقة لأنه اعتمد على الصالح الإلهي وليس الظاهري الذي نريد ان نؤكده ان مستوى قبول العمل يعتمد على مستوى تأثيره في الواقع ولذلك كانت قيمة الطاعة في المضمون الحقيقي للنية التي تكون عند الإنسان فقد قال تعالى

لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ {الحج/37}

من يقدم ذبيحة او أي شيء طاعة وقربة لله تعالى إنما تكون مقبولة اذا كان الإنسان يقدم ذلك بنية صادقة بعيدة عن أي انحراف وخلل فالله تعالى لا ينظر إلى كمية لحم الذبيحة كما تقول الآية وإنما ينظر الى قلب الإنسان عند ما يقدمها هل هي قربة لله تعالى ام لأجل الشهرة والسمعة والمجاملة

إذن حقيقة العمل والطاعة في النية

ولذلك نجد ان النية ركن من أركان العبادات كالصلاة مثلا وعلى قدر صفاء النية وكونها لوجه الله على قدر ذلك يكون تأثيرها في الواقع ويكون قبولها عند الله تعالى وأنت اذا تقرا معي الآية الكريمة

فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ

فانه يرى بعض العلماء ان الآية تشير الى هذا الأمر فإذا كانت النوايا سيئة فإنها تكون غير مقبولة وغير مؤثرة بالتأثير الصالح " فأما الزبد فيذهب جفاء أي عمل ليس فيه نية صالحة فانه يذهب بدون أي نتيجة تذكر بل انه سيعود بالخسران على صاحبه فقد قال تعالى " ولا يحيق المكر السيئ الا بأهله أي ان المتضرر الحقيقي من النوايا الخبيثة والأعمال الماكرة هو الإنسان القائم بها فقط لكننا لابد ان نعلم ان النية تحتاج الى ارداة صالحة لأنك قبل ان تحدد نية العمل والعبادة لابد ان تحركك لذلك الإرادة
هل أريد بصلاتي رضا الله ام رضا الناس ؟

هل حينما أتصدق أريد رضا الله ام السمعة والشهرة ؟

علينا ان نسال انفسنا بصراحة ماذا نريد من أي عمل نفعله

لماذا نحضر لصلاة الجمعة ؟

هل لأجل ان يقول الناس عني اني ملتزم بصلاة الجمعة ؟

هل لأجل ان يراني فلان وفلان ؟

كل واحد يرجع الى نفسه والإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره

هل مجيئنا للجمعة لوجه الله تعالى ولأجل ان نسمع الخطبة الدينية التي نتعلم منها أحكام وأخلاق الإسلام حتى نتقرب الى الله ام ماذا ؟

ان الفعل الذي يكون لله تعالى ينمو فقد قال تعالى " ما كان لله ينمو نعم ينمو فيؤثر على الآخرين وكذلك ينمو في ميزان حسناتنا عند الله تعالى وينمو في نفس الإنسان فيفتح له تعالى أبواب جديدة لتصفية النية ونعطي هنا مثال بسيط ومهم فمنذ ان قتل الحسين عليه السلام الى اليوم كم عمل صالح وكم طاعة وكم بذلت أموال وكم ذهب الزوار الى كربلاء؟

ربما ملايين الطاعات عند قبر الحسين عليه السلام هذا راجع الى ان عمل الحسين عليه السلام كان لله فنما ولازال ينمو وسيبقى ينمو الى يوم القيامة

ما كان لله ينمو هذا القول المأثور والحكمة البالغة تتجسد بصورة واضحة في ثورة الحسين عليه السلام

فإنها رغم قصر مدتها لكنها قد اتسعت أصدائها وانعكاساتها ونمت ردود فعلها على مرور الأيام حتى أصبحت تعتبر في طليعة الثورات الكبرى التي حولت سير التاريخ وأثرت في تحرر المجتمع وحفظ الأمة أثراً كبيراً بل ولقد أصبح الباحثون يؤمنون بأنها الثورة المثالية في الثورات الإنسانية والإصلاحية وأصبحت ثارات الحسين عليه السلام نداء كل ثورة تريد أن تفتح لها طريقاً إلى أسماع الجماهير وقلوبهم

فعلاً لقد تأثر بها أكثر الثائرين في العالم بعد الحسين عليه السلام وجعلوا من ثورته وثباته وصلابة عزيمته وصبره وشجاعته جعلوا من كل تلك الأمور قدوة لثوراتهم

نعم ما كان لله تعالى وما كان لغير الله يخبو وينتهي

نختم كلامنا بكلام للسيد الشهيد ورد في كتاب فقه الأخلاق حيث قال قدس سره

من أهم العيوب التي ذكرها الفقهاء للعبادة الرياء ، وهو موجب لبطلانها في أكثر صوره ، كما سيأتي ، ويقابله الإخلاص

والفرق بينهما حسب فهمي ، هو في إعطاء الأهمية أو الإهتمام بأحد أمرين لا ثالث لهما إما الله وإما غيره ، من حيث استهداف الإطلاع و الرضا وزوال العائبة و النقمة . فإن كان ذلك كله خاصاً بالله في نظر الفرد فهو الإخلاص ، وإن كان مشتركاً بينه وبين غيره فهو الرياء , فضلاً عما إذا كان خاصاً بغيره ومن هنا نفهم أن الإهتمام بالله فقط ، من حيث اطلاعه على العمل و رضاه عنه و اندفاع نقمته و غضبه ، مع إسقاط غيره عن الأهمية ، هو الإخلاص

وإن كان الإهتمام بالاطلاع والرضا واندفاع النقمة خاصاً بالآخرين، مع إسقاط الله عن الأهمية في نظر الفرد ، والعياذ بالله ، فهذا هو أعظم درجات الرياء . وبه يكون العمل لغير الله تماماً

وقد يكون الإهتمام موزعاً بين الله و خلقه .إذ يود الفرد أن يراه الله والناس متعبداً أو محسناً أو عالماً ، وغير ذلك. فهذا أيضاً من الرياء وبهذا ورد أن الرياء من الشرك ، لأنه يحتوي على الإشتراك في اهتمام الفرد بين الله و خلقه

مع أنه يجب عليه أن يبدله بالإخلاص والتمحّض بالإهتمام بالهدف الإلهي الخالص وقد ورد في هذا الصدد عن الله سبحانه ما مؤداه إني أفضل الشريكين ، فمن عمل لي ولغيري ، أوكلته لغيري . وهذا معناه أنه لا يمكن أن ينال القبول إلا العمل المخلص تماماً

فإن كان فيه شائبة الغير كان بمنزلة من عمل العمل كلّه للغير .كما ورد في هذا الصدد خذ جزاءك ممن عملت له فإن كان الفرد عمل لله مخلصاً ، فجزاؤه على الله سبحانه ، وإن كان عمل لغيره فجزاؤه على ذلك الغير وبالطبع فإنه سوف لن ينال منه شيئاً


بحر الجود 04-04-2011 09:37 AM

رد: النية الصادقة وأثارهـا
 
يعطيك العافيه
على الطرح القيم والمفيد
بوركت جهودك
وفي ميزان حسناتك
تحيااتي

almuhajer 04-04-2011 08:29 PM

رد: النية الصادقة وأثارهـا
 
موضوع عظيم وقيم جدا ..النية في الواقع هي جوهر العمل

وإلا لأصبحت عقيدة الفرد كيان بلا محتوى وجسد بلا روح..

(نية المرء خير من علمة )...كل الإمتنان لك أختي على خفة

الطرح وروعته..تحياتي لك وتقلب مروري

تاج النور 04-04-2011 09:42 PM

رد: النية الصادقة وأثارهـا
 
http://im2.gulfup.com/2011-04-04/130194251541.gif

رمــــز الــــمـــــحــبــه 04-05-2011 12:48 AM

رد: النية الصادقة وأثارهـا
 
جزاك الله خير على هذا الموضوع القيم

بارك الله فيك وكثر الله من أمثالك

وجعله الله في ميزان اعمالك

z زهـٌِـرّةِ آلــيــآسٍــٌمِـيـ،ـنـِْﮯ 04-05-2011 05:12 PM

رد: النية الصادقة وأثارهـا
 
غاليتي الرقيقة

ابتسامة روح ~





))ز((
آمواج آحساسكِ دآعبت رمال شواطئنا بـ عذب المشاعر الشاعرية

تركت عليها كثير من قواقع اللؤلؤ و جميل آصداف المرجان

حبكِ ينبض لـ تسمعه ورود الآرض و تطرب له سحب السماء

آبدعتِ غاليتي بـ آنتقاءكِ رقيق الكلمات و المعاني الساحرة

لكِ من الدنيا هواء سعادة لا يرضى سكناا إلا حنايا روحكِ

دمتِ بـ كل التألق و ننتظر جديدكِ بيننا بـ كل شوق

اجمل ورود الجوري و ارق التحايا
))ز((

~ زهور الياسمين


(إبتسامة روح) 10-31-2011 07:37 PM

رد: النية الصادقة وأثارهـا
 
شذى حروفكم العطره بعثت البهجه في نفسي


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:00 AM.

منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام