منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام

منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام (https://al3abbas.com/vb/index.php)
-   أرشيف أبو الفضل العباس (ع) (https://al3abbas.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   خـلـق الـسـمـاوات والأرض (https://al3abbas.com/vb/showthread.php?t=607)

جود الزهراء 01-13-2008 02:57 AM

خـلـق الـسـمـاوات والأرض
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (7)
هــود



في هذه الآية نلاحظ أولاً: أنّ خلق السماوات والأرض وُضع في ستة أيام. من الطبيعي أنّ اليوم في هذا المكان لا يعني النهار، لأنّ النهار من مواليد الشمس، وقبل الخلق لم تكن من شمس ولا قمر لكي يتكوّن الليل والنهار.

إذاً، معنى اليوم كما نقول في مصطلحاتنا العربية: أيام الخلافة الراشدة، أيام العباسيين، أيام العثمانيين، أو نقول: "الدهر يومان يوم لك ويوم عليك". المفهوم من اليوم هو العهد، هو الفترة الطويلة التي لا تقدّر بسنوات عدة.

قد تكون معادلة لملايين السنوات، أو أقل أو أكثر من ذلك. وبتعبير آخر مفهوم ستة أيام في هذه الآية، كما يظهر من الآيات الأخرى التي تقسّم الخلق، مفهوم الستة أيام، أي ستة مراحل.

إذاً، مفهوم بداية الآية أنّ الله (سبحانه وتعالى) هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة مراحل، لا في دفعة واحدة، ففي مرحلة كانت المجموعة الشمسية، ثم مرحلة الانفصال وبرودة الأرض حسب النظريات العلمية المطروحة في هذا الوقت، وبالتدريج تكوين الأقوات، أي المياه والنبات وخلق الإنسان بالتدريج.

في ست مراحل خُلقت السماوات والأرض، والسماوات مفهومها الكرات ما عدا الأرض. الكرات السماوية والمسافات الشاسعة التي تحيط بنا من كل جانب.

إذاً، الخلق كان في مراحل، وهذه مطابقة للنظريات العلمية التي وصل إليها الإنسان، في هذه المرحلة، ولا نقصد بذلك تطبيق الآية الى نظريات، إنما نريد أن نفهم الآية الكريمة على ضوء معلوماتنا التي تلقي أضواء لفهم الآية الكريمة. ثم تأتي هذه الجملة: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء }، كلمة العرش بمعنى الكرسي للملوك وللحكام، هذه الكلمة استُعملت في القرآن الكريم بالنسبة الى الله تشبيهاً، كما ورد في الآية الكريمة: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} .
ولكن العرش لا يعني بالنسبة الى الله الكرسي، أو المكان الذي يجلس فيه ربنا، تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً، فهو لا يجسَّم، لا يشبهه شيء، ليس كمثله شيء، ليس هو جسم يُنظر إليه أو يحتاج الى حيّز أو الى مكانة.

إذاً، مفهوم العرش يختلف عن مفهوم العرش الطبيعي، ويمكن أن يكون المراد بالعرش السيطرة، كما يُفهم من الآية الأخرى {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}.
إنّ الحاكم أقوى سلطة على عرشه والله (سبحانه وتعالى) هو مسلّط على السماوات والأرض، أو على حد التعبير القرآني قيّوم السماوات والأرض والعرش، بمعنى الإحاطة على الخلق، في هذه الآية وضع على الماء، ولعل الغاية من هذا التعبير أنّ الماء كان بداية الخلق من حيث الزمان، كان الماء أولاً ثم جاءت الأقوات والأرزاق وخلق الإنسان ومن ناحية خلق الإنسان من الخلية نجد أنّ القسم الأكبر من الخلية هو الماء، فالماء يشكّل القسم الأكبر من وجود الإنسان، ومن وجود الحيوانات، ومن وجود كل موجود حي في العالم.

هذا بالإضافة الى الأصل الأول، وهو خلق السماوات والأرض في مراحل عديدة، بداية الخلق وتصوير لصورة الخلق والغاية من هذا العرض: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ}.
عندما يطرح القرآن هذه الفكرة الأساسية عن الخلق، أي التدرج والدقة والاعتماد على الأسس العلمية، تجعل هذه المبادئ صورة أمام الإنسان العامل الذي يريد أن ينجح.

فالإنسان الذي يشعر أنه يعيش في مثل هذه الأجواء عليه أن يضع حياته ولمشاريعه ولنشاطاته خطة عمل معتمدة على الأصول العلمية، ومعتمدة أيضاً على المراحل والخطة الزمنية، فلا ينجح الإنسان في الحياة التي تقوم في العالم المكونة على مراحل، وفي العالم الذي جعل الله لكل شيء قدراً، يقول القرآن الكريم: الإنسان الذي يريد أن ينجح يجب أن يعمل على هذه الأسس، ومعنى ذلك أنّ الله بهذا الخلق فتح ميداناً لسباق الإنسان مع أخيه الإنسان لا لصراعه معه، لكي يتمكن من التحرك على ضوء الخلق وعلى ضوء النجاح.

مقابل هذا الخلق، ومقابل هذا الانعكاس من الخلق على الإنسان المؤمن الذي يعتمد أسس الخلق للتحرك، نجد المنحرفين يقولون: {إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ}. يستنتجون من ذلك أنّ المحاسبة مستحيلة، لأنه لا يمكن أن يعيش الإنسان بعد الموت من جديد. مع العلم أنّ الخلق الأول أيضاً خلق من لا شيء، وكان تكوين الخلق من الماء أو بالتعبير القرآني {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء}.

إذاً، هذه الآية الى جانب النتيجة التربوية في التحرك والتخطيط ووضع الخطة الزمنية للحياة، تؤكد من جديد إمكانية المحاسبة، ولما للمحاسبة والمعاد من تأثير على الإنسان من دقة في العمل وشعور بالمسؤولية في الحياة.

آية تربوية معجزة تؤثر دون شك على روح الصائمين الكرام الذين جعل شهر رمضان طهارة في نفوسهم وفي أجسادهم ونوراً في عقولهم وحياً في قلوبهم لإدراك هذه المعاني السامية

أبو حيدر 01-13-2008 08:03 AM

[align=center]سبحان الله...

ولله في كل شي حكمه وآيه ...

مشكورة أختي وعساج على قوة دوم مو يوم أن شاء الله...[/align]

شهد 01-13-2008 10:07 AM

يعطيج العافيه اختي

جود الزهراء 01-18-2008 02:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حيدر (المشاركة 5194)
[align=center]سبحان الله...

ولله في كل شي حكمه وآيه ...

مشكورة أختي وعساج على قوة دوم مو يوم أن شاء الله...[/align]


العفووو خيوو
شاكره لك التواجد الكريم والرد اللطيف
دمت بود
تحياتي لك

جود الزهراء 01-18-2008 02:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شهد (المشاركة 5228)
يعطيج العافيه اختي



الله يعافيكِ
نورتي غلاتي
تحياتي لكِ

alking 01-25-2008 11:30 PM

[align=center]طر رائع ومميز
ننتضر الجديد
ولا حرمنا الله من كل جديدك
مع تحياتي
alking
[/align]

جود الزهراء 01-26-2008 01:06 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alking (المشاركة 9312)
[align=center]طر رائع ومميز
ننتضر الجديد
ولا حرمنا الله من كل جديدك
مع تحياتي
alking
[/align]


[align=center][align=center]الرووعه تواصل خيوو
نورت
تحياتي لك[/align][/align]


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:13 PM.

منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام