بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ عَدُوّهُم

* الشّيخ المحدّث محمّد مهديّ الحائري المازندرانيّ: روي في "مدينة المعاجز" عن جعفر الدّقاق، قال: "كان رجل من العامّة يُقال له: أبو عبد الله المحدّث، في محلّة باب البصرة يروي الأحاديث وكنت أنا ورفيقي نذهب إليه ونكتُب عنه الأحاديث، وكلّما أملى حديثًا في فضائل أهل البيت (عليهم السّلام) طعن فيه، حتّى كان يومًا من الأيّام أملى فضيلة من فضائل البتول وعليّ (عليهما وآلهما السّلام)، ثمّ قال: وما تنفع لنا هذه لأنّها في فضل عليّ وفاطمة؛ فإنّ عليًّا قتل المسلمين، وفاطمة - كذا وكذا - قال فيها كلمات منكرة.
قال جعفر: فقلت لرفيقي: لا ينبغي لنا أن نحضر عند هذا الرّجل لأنّه لا دين له ولا ديانة فلا يزال يطول لسانه في عليّ (عليه السّلام) وفاطمة (عليها السّلام)، وهذا ليس بمذهب المسلمين.
قال رفيقي: إنّك لصادق، وإنّا لا نعود إليه.
فلمّا أن كان اللّيل نمت فرأيت كأنّي أمشي إلى المسجد الجامع وإذا بأمير المؤمنين (عليه السّلام) يمشي راكبًا وبيده قضيب وبين يديه أبو عبد الله المحدّث، ويقول له: يا ملعون، لم تسبّني وفاطمة! وضرب بقضيبه عينه اليُمنى، فوضع المحدّث يده على عينه وقال: آه، أعميتني.
قال جعفر: فانتبهت وهممت أنْ أذهب إلى رفيقي وأحكي له ما رأيت؛ فإذا هو قد جاءني متغيّر اللّون، فقال: أتدري ما وقع؟
قلت له: قُل.
قال: رأيت البارحة رؤيا في أبي عبد الله المحدّث، فذكر لي ما رأيت من غير زيادة ونقصان.
قلت له: أنا رأيت مثل ذلك، قم الآن نذهب إليه مع المصحف لنحلف له ما رأينا؛ لعلّه يرجع عن عقيدته.
فلمّا مضينا إليه وقرعنا عليه الباب خرجت جارية، قالت: لا يمكن أنْ يرى الآن. فسألنا عن السّبب، وقلنا: ما وقع عليه؟ قالت: إنّه وضع يده على عينه، ويصيح من نصف اللّيل، ويقول: إنّ عليّ بن أبي طالب أعماني، ويستغيث من وجع العين.
قلنا: افتحي الباب، فإنّا قد جئناه لهذا الأمر، ففتحت، فدخلنا، فرأيناه على أقبح هيئة، يستغيث ويقول: ما لي ولعليّ بن أبي طالب، ما فعلت له؛ فإنّه ضرب القضيب على عيني البارحة وأعماني. فذكرنا له ما رأيناه، وقلنا له: ارجع عن اعتقادك الّذي أنت عليه، ولا تطول لسانك فيه. فقال: لا جزاكم الله خيرًا، لو كان عليّ بن أبي طالب أعمى عيني الأُخرى ما قدّمته على أبي بكر وعمر.
فقمنا من عنده، وقلنا: ليس في هذا الرّجل خير، ولمّا كان اليوم الثالث رجعنا لنعلم ما حاله، فرأيناه أُعمي بالعين اليُسرى؛ فقلنا له: أما تتوب! فقال: لا والله، لا أرجع عن هذا الإعتقاد؛ فليفعل علي بن أبي طالب ما يُريد.
فخرجنا من عنده ورجعنا إليه بعد اسبوع؛ فقيل: أنّه مات ودُفن، وارتدّ ابنه غضبًا لأبيه على عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) ولحق بالرّوم.
فقرأنا: (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)".[محمّد مهدي الحائري، الكوكب الدُّريّ، 2/ 110-111 المجلس(21)].


بيان
للفائدة، راجع المحاضرات التّالية:
- "ولاية أمير المؤمنين(ع) هي ولاية الله تعالى"
http://www.youtube.com/watch?v=65NS_nzhchY

- "وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ"
http://www.youtube.com/watch?v=DMOR4JhDMlU

- "ولاية أمير المؤمنين(ع) جواز عبور الصّراط"
http://www.youtube.com/watch?v=HobuX7YVxmI


عجّل الله تعالى لنور آل محمّد (عليه وآله السّلام) الفرج ونحن معه. اللّهمّ صلِّ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها والعن ظالميها.

& السيّد جهاد الموسوي &
• youtube / channel
• visiblewater.blogspot.com
• facebook