[COLOR=****9900]نعم في مثل ليلة غد يحرق المأمون العباسي بفعلته الشنعاء قلوب الموالين لثامن الأئمة وضامن الجنة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام بدس السم النقيع له في طعامه ليقطع به أمعاءه ويجعله طريح الفراش يعالج طلعة الروح وحيدا في غربته ويستشهد في مثل هذه الليلة من عام 203هـ[/COLOR]

وبهذه المناسبة الأليمة أتقدم بأحر التعازي إلى مقام ولي الله والقائم بأمره الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف وإلى علماء شيعة آل محمد وإلى الموالين في أي بقعة من بقاع الأرض وإليكم أيها المؤمنون سائلةً المولى العزيز أن يجعلني وإياكم من الطالبين بثأره والمحاربين لأعدائه الأرجاس مع إمام زماننا وولي أمرنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

وفي هذه العجالة سأكون معكم وحديث القلب يحوي نفحات طيبة من حياة مولانا الإمام الرضا عليه السلام

كان مولده الشريف في مدينة طيبة التي طيبها الله بجده الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله عام 148ه من أبوين كريمين فأبوه سليل المجد الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام وأمه السيدة تكتم المغربية الوعاء الطاهر الذي تكونت فيه نطفته المباركة
[COLOR=****9900]نشأ نشاة طاهرة في ظل والده وورث منه

أخلاقه وعلمه [/COLOR]
عاصر حكم خمسة من طواغيت بني العباس هم المهدي والهادي والرشيد والأمين والمأمون
شهد له العلماء من المخالفين برجاحة فكره وسعة علمه وقد تحدى بعلمه وقوة حجته وتفوق بيانه
الزنادقة وقد عقدت بينه وبين خصومه مجالس حوارية كثيرة تجلى فيها إنتصاره الفكري وهيمنته العلمية عليهم فكان محط تقدير من كل العلماء بلا استثناء
تمكن المأمون من تطويق الثورات العلوية القائمة ضده باستمالة الإمام إليه فأمر بترحيله من المدينة إلى مقر حكمه ليكون بجانبه ثم مناه بالخلافة فرفض الإمام ذلك لعلمه بأن المأمون ليس جادا في ترك الملك وتسليمه لخصمه فلما رأى المأمون من الإمام رفضه الشديد لاستلام الخلافة طلب منه قبول ولاية العهد وهدده بالقتل إن هو رفض فقبل الإمام ذلك بشرط أن لا يتحمل شيئا من تبعات حكمه فقبل بذلك لا حبا في افمام وإنما اخمادا للثورات العلوية التي تشتعل بين الفينة والأخرى
وقد تمت مبايعة الإمام الرضا عليه السلام وليا للعهد في شهر رمضان عام 201ه ليخدم من خلال منصبه هذا دين جده برفع الظلم عن شيعته وتحقيق ولو شيئا من العدالة لأبناء أمة جده صلى الله عليه وآله وقد تم له ذلك مما أدى بالمأمون إلى تحيز الفرص للقضاء عليه ليريح بذلك نفسه وسلطته التي تأذت من عدالة الإمام وحسن خلقه
إلى أن تمكن منه بدس السم إلى طعامه ليستشهد الإمام على يديه مظلوماً غريباً صابراً محتسباً

فسلام الله على غريب الغرباء وبعيد المدى ومغيث الشيعة والزوار في يوم الجزاء السلطان أبي الحسن علي بن موسى الرضا الراضي بالقدر والقضاء يوم وُلد ويوم استُشهد ويوم يُبعث حياً يضمن لمحبيه وشيعته الدخول إلى الجنان بأمنٍ وسلام
نسألكم الدعاء