منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام

منتديات أبو الفضل العباس عليه السلام (https://al3abbas.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (https://al3abbas.com/vb/forumdisplay.php?f=24)
-   -   كفارة الغيبة (https://al3abbas.com/vb/showthread.php?t=145664)

يـــــــت حـيـــــدرة يمة 12-24-2011 07:01 PM

كفارة الغيبة
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم

ما هي الغيبة ، و ما هي حدودها ، و ما هي مستثنياتها ، و ما هو عقابها ؟
الاجابة للشيخ صالح الكرباسي

تعريف الغيبة :
معنى الغِيْبَة في اللغة :
قال إبن الأَعرابي: غابَ إِذا اغْتَابَ.
و غابَ إِذا ذكر إِنساناً بخيرٍ أَو شَرٍّ.
و الغِيبَةُ: فِعْلَةٌ منه، تكون حَسَنةً و قَبِيحةً .
معنى الغِيْبَة في المصطلح الشرعي :
لا يختلف معنى الغيبة في المصطلح الشرعي كثيراً عن المعنى اللغوي ، فمعنى الغيبة شرعاً هو ذِكرُ المؤمن حال غيابه بما فيه و مما يكرهه من الأوصاف الموجودة في خِلقَته أو خُلُقِه ، أو ذِكرُ ما يتعلق به من القوم و العشيرة و اللون و اللباس و المهنة و غيرها من الأمور لدى غيره من الناس ، مما يُعَّدُ تنقيصاً له و لشأنه و مكانته ، و تتحقق الغِيبَة بذِكْرِهِ بالكلام ، و الكتابة ، و الإشارة ، و غيرها ، كنشر صوته ، أو صورته ، أو وثائقه الخاصة به.
رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : دَخَلَتْ عَلَيْنَا امْرَأَةٌ ، فَلَمَّا وَلَّتْ أَوْمَأْتُ بِيَدِي ـ أَيْ قَصِيرَةٌ ـ !
فَقَالَ ( صلى الله عليه و آله ) : " اغْتَبْتِيهَا ".
الغيبة في القرآن الكريم :
قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ﴾
و قد شبَّه الله سبحانه من اُستغيب بالميت لكونه غائباً ، و شبَّه عرضه بلحمه ، و شبَّه قول السوء فيه بالأكل و النهش .
و معنى " فكرهتموه " أنفتم من أكل لحم الميت فينبغي أن تأنفوا من غيبة الغائب أيضا لأنهما من باب واحد.
و قال جَلَّ جَلالُه : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ تعريف الغيبة في الأحاديث الشريفة :
رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنه قَالَ : " مَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا رَأَتْهُ عَيْنَاهُ وَ سَمِعَتْهُ أُذُنَاهُ ، فَهُوَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ و عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَيَابَةَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) يَقُولُ : " الْغِيبَةُ أَنْ تَقُولَ فِي أَخِيكَ مَا سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَ أَمَّا الْأَمْرُ الظَّاهِرُ فِيهِ مِثْلُ الْحِدَّةِ وَ الْعَجَلَةِ فَلَا ، وَ الْبُهْتَانُ أَنْ تَقُولَ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ " ،.
الحكم الشرعي للغيبة :
الغيبة ذنب كبير و معصية عظيمة حرَّمها الله عزَّ و جل في القرآن الكريم حيث قال : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ﴾
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) : " الْغِيبَةُ أَسْرَعُ فِي دِينِ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ مِنَ الْأَكِلَةِ فِي جَوْفِهِ " وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) : " الْجُلُوسُ فِي الْمَسْجِدِ انْتِظَارَ الصَّلَاةِ عِبَادَةٌ مَا لَمْ يُحْدِثْ " .
قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَ مَا يُحْدِثُ ؟
قَالَ : " الِاغْتِيَابَ " .
وَ عَنِ النَّبِيِّ ( صلى الله عليه و آله ) فِي وَصِيَّةٍ لَهُ لأبي ذر : " يَا أَبَا ذَرٍّ إِيَّاكَ وَ الْغِيبَةَ ، فَإِنَّ الْغِيبَةَ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا " .
قُلْتُ : وَ لِمَ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
قَالَ : " لِأَنَّ الرَّجُلَ يَزْنِي فَيَتُوبُ إِلَى اللَّهِ ، فَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَ الْغِيبَةُ لَا تُغْفَرُ حَتَّى يَغْفِرَهَا صَاحِبُهَا " .
يَا أَبَا ذَرٍّ : " سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ ، وَ قِتَالُهُ كُفْرٌ ، وَ أَكْلُ لَحْمِهِ مِنْ مَعَاصِي اللَّهِ ، وَ حُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ " .
قُلْتُ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْغِيبَةُ ؟
قَالَ : " ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ " .
قُلْتُ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنْ كَانَ فِيهِ الَّذِي يُذْكَرُ بِهِ ؟
قَالَ : " اعْلَمْ أَنَّكَ إِذَا ذَكَرْتَهُ بِمَا هُوَ فِيهِ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ ، وَ إِذَا ذَكَرْتَهُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ " .
وَ قَالَ الإمامُ الصَّادِقُ ( عليه السَّلام ) : " الْغِيبَةُ حَرَامٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ، مَأْثُومٌ صَاحِبُهَا فِي كُلِّ حَالٍ .
وَ صِفَةُ الْغِيبَةِ : أَنْ تَذْكُرَ أَحَداً بِمَا لَيْسَ عِنْدَ اللَّهِ عَيْباً ، أَوْ تَذُمَّ مَا تَحْمَدُهُ أَهْلُ الْعِلْمِ فِيهِ .
وَ أَمَّا الْخَوْضُ فِي ذِكْرِ الْغَائِبِ بِمَا هُوَ عِنْدَ اللَّهِ مَذْمُومٌ وَ صَاحِبُهُ فِيهِ مَلُومٌ فَلَيْسَ بِغِيبَةٍ وَ إِنْ كَرِهَ صَاحِبُهُ إِذَا سَمِعَ [بِهِ‏] ، وَ كُنْتَ أَنْتَ مُعَافًى عَنْهُ وَ خَالِياً مِنْهُ ، وَ تَكُونُ فِي ذَلِكَ مُبَيِّناً لِلْحَقِّ مِنَ الْبَاطِلِ بِبَيَانِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ، وَ لَكِنْ بِشَرْطِ أَنْ لَا يَكُونَ لِلْقَائِلِ بِذَلِكَ مُرَادٌ غَيْرَ بَيَانِ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ فِي دِينِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ أَمَّا إِذَا أَرَادَ بِهِ نَقْصَ الْمَذْكُورِ بِغَيْرِ ذَلِكَ الْمَعْنَى فَهُوَ مَأْخُوذٌ بِفَسَادِ مُرَادِهِ وَ إِنْ كَانَ صَوَاباً .
فَإِنِ اغْتَبْتَ فَبَلَغَ الْمُغْتَابَ فَاسْتَحِلَّ مِنْهُ ، فَإِنْ لَمْ تَبْلُغْهُ وَ لَمْ تَلْحَقْهُ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ لَهُ .
وَ الْغِيبَةُ تَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ ، أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَى نَبِيِّنَا وَ آلِهِ وَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : الْمُغْتَابُ هُوَ آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِنْ تَابَ ، وَ إِنْ لَمْ يَتُبْ فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ﴿ ... أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ... ﴾ وَ وُجُوهُ الْغِيبَةِ تَقَعُ بِذِكْرِ عَيْبٍ فِي الْخَلْقِ وَ الْخُلُقِ وَ الْعَقْلِ وَ الْفِعْلِ وَ الْمُعَامَلَةِ وَ الْمَذْهَبِ وَ الْجَهْلِ وَ أَشْبَاهِهِ .
وَ أَصْلُ الْغِيبَةِ يَتَنَوَّعُ بِعَشَرَةِ أَنْوَاعٍ :
1. شِفَاءِ غَيْظٍ .
2. وَ مَسَاعَدَةِ قَوْمٍ .
3. وَ تُهْمَةٍ .
4. وَ تَصْدِيقِ خَبَرٍ بِلَا كَشْفِهِ .
5. وَ سُوءِ ظَنٍّ .
6. وَ حَسَدٍ .
7. وَ سُخْرِيَّةٍ .
8. وَ تَعَجُّبٍ .
9. وَ تَبَرُّمٍ .
10. وَ تَزَيُّنٍ .
فَإِنْ أَرَدْتَ السَّلَامَةَ فَاذْكُرِ الْخَالِقَ لَا الْمَخْلُوقَ ، فَيَصِيرَ لَكَ مَكَانَ الْغِيبَةِ عِبْرَةً ، وَ مَكَانَ الْإِثْمِ ثَوَاباً " .
مستثنيات الغيبة :
و تُستثنى من الغيبة المُحرمة أمور :
1 ـ الفاسق أو المتجاهر بعمل ما لا غيبة له بالنسبة لذلك العمل الخاص .
2 ـ تجوز الغيبة للتظلُّم و الترافع إلى المحاكم بهدف بيان الواقع الذي قد ينطبق عليه عنوان الغيبة ، قال الله عزَّ و جل : ﴿ لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ﴾ .
3 ـ يجوز ذكر المؤمن بما قد ينطبق عليه عنوان الغيبة عند الاستشارة من الإنسان لمعرفة حالة الشخص المذكور ، فللمُشير أن يذكر ما تتحقق به المشورة لا أكثر .
كفارة الغيبة :
و أما كفارة الغيبة بعد المبادرة إلى الاستغفار و التوبة و الإسترضاء منه ـ إن أمكن ـ و الاستغفار لمن إغتابه ، فقد رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) أنه قَالَ : " سُئِلَ النَّبِيُّ ( صلى الله عليه وآله ) مَا كَفَّارَةُ الِاغْتِيَابِ ؟
قَالَ : تَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِمَنِ اغْتَبْتَهُ كُلَّمَا ذَكَرْتَهُ " .
عقاب المُغتاب :
رائحة المُغتاب أنتن من الجيفة :
رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) عَنِ الْغِيبَةِ ، وَ قَالَ : " مَنِ اغْتَابَ امْرَأً مُسْلِماً بَطَلَ صَوْمُهُ ، وَ نُقِضَ وُضُوؤُهُ ، وَ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَفُوحُ مِنْ فِيهِ رَائِحَةٌ أَنْتَنُ مِنَ الْجِيفَةِ ، يَتَأَذَّى بِهَا أَهْلُ الْمَوْقِفِ ، فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَتُوبَ مَاتَ مُسْتَحِلًّا لِمَا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ "
المُغتاب التائب آخر من يدخل الجنة !
رُوِيَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِمُوسَى ( عليه السَّلام ) : مَنْ مَاتَ تَائِباً مِنَ الْغِيبَةِ فَهُوَ آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ ، وَ مَنْ مَاتَ مُصِرّاً عَلَيْهَا فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ النَّ
ارَ " .

سَيّدْ عَلِيَّ 12-25-2011 09:37 AM

رد: كفارة الغيبة
 
الغيبة هو اكل لحم مسلم اخر
على كل حال
الله يبعدنا عن الغيبه وانواعه
تسلمين اختي على الطرح الهام
في ميزان حسناتج ان شاء الله

احمد حميد كامل 12-25-2011 09:51 AM

رد: كفارة الغيبة
 
م ش ك و ر ي ن

يـــــــت حـيـــــدرة يمة 01-17-2012 04:05 AM

رد: كفارة الغيبة
 
علي اميري واحمد حميد

اشكر لكم تواجدكم

نورتوو

شمس لاتغيب 01-17-2012 05:13 PM

رد: كفارة الغيبة
 
سلمت يمناك غاليتي
على الطرح الرائع
الله يعطيك العافية
دمتي بود

بحر الجود 01-30-2012 08:37 AM

رد: كفارة الغيبة
 
موضوع قيم
دمت ودام عطاءك لنا هنا
بوركت جهودك
تحيااتي

يـــــــت حـيـــــدرة يمة 02-01-2012 07:13 PM

رد: كفارة الغيبة
 
شمس لا تغيب و بحر الجود

اشكر لكم تواجدكم

نورتوا..


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:17 AM.

منتديات أبو الفضل العباس
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات أبو الفضل العباس عليه السلام