عرض مشاركة واحدة
قديم 08-28-2010, 02:41 AM   رقم المشاركة : 1
وديعة الحوراء
( المراقبة العامة )


 
الصورة الرمزية وديعة الحوراء
الملف الشخصي




الحالة
وديعة الحوراء غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

Ah11 تأملات في دعاء الإمام السجاد(ع)``~

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






تأملات في دعاء الإمام السجاد(ع)




من دعاء الإمام السجاد(ع) في استقبال شهر رمضان:

" وَأَنْ نُرَاجِعَ مَنْ هَاجَرَنَـا وَأَنْ نُنْصِفَ مَنْ ظَلَمَنَا وَأَنْ نُسَـالِمَ مَنْ عَادَانَا حَاشَا مَنْ عُودِيَ فِيْكَ وَلَكَ، فَإنَّهُ الْعَدُوُّ الَّذِي لاَ نُوالِيهِ، وَالحِزْبُ الَّذِي لاَ نُصَافِيهِ "



يؤكد عليه السلام في هذه الفقرة على الحقائق التالية:
أولاً: "وَأَنْ نُرَاجِعَ مَنْ هَاجَرَنَـا" أن يحرص الصائم على مَدِّ جسور التفاهم بينه وبين من بادر إلى هجرانه ومقاطعته ليُثبت بذلك أنه قد تفاعل مع ضيافة الرحمن، وتخلّص من قسوة القلب التي تحمله على تقبُّل هجران مسلم له دون أن يحرك ساكناً. تصل رقّة قلب المسلم، ويصل تأثير الصوم فيه إلى حد أنه يبادر إلى إصلاح ذات البين مع من بادرإلى قطيعته. ومن هنا نفهم واجبنا تجاه من بادرْنا نحن إلى قطيعتهم.






ثانياً: "وأن ننصف من ظلمنا" معناه أنه نوفَّق لمعاملته بالإنصاف، لا بما يقتضيه التشفّي ويؤدي إليه الغيظ. والهدف( من أن نعامل من ظلمنا بالإنصاف هو) التوقّي من الميل إلى الجور في معاملة الظالم. مطلوب إذاً أن يحرص كل منا على العدل حتى مع من ظلمه، وأول ما يتطلبه ذلك أن لا يُبقي جوّه النفسي مشحوناً بالتوتر والتشنج والغيظ والحقد، فإن ذلك أرضية خصبة لردّات الفعل غير المتوازنة، فيندفع إلى ظلم من ظلمه، بدل أن يكون حريصاً على إنصافه.





ثالثاً: "وأن نسالم من عادانا" قد يهجر شخص شخصاً دون أن يكون جوُّه النفسي جوّ معاداة، فهو لا يريد القطيعة النهائية فإذا راجعته عادت اللُّحمة، ويبدو أنه المراد بما تقدم من قوله عليه السلام: وأن نراجع من هاجرنا. وقد يهجره معادياً لا تنفع معه المحاولات لمعاودة اللحمة، وهنا يأتي دور المسالمة لهذا المعادي، أي أن لا نكون حرباً عليه، فلا نقول فيه إلا خيراً ولانغتابه، فضلاً عن العمل للإيقاع به.




نعم يستثنى من ذلك من هو من الكافرين والمنافقين، وكانت معاداته في الله تعالى وله سبحانه،ولذلك قال عليه السلام: "حاشا من عودِيَ فيك ولك، فإنه العدو الذي لا نواليه والحزب الذي لا نصافيه". أي ما عدا من عاديناه في الله ولله تعالى، فهو العدو دائماً وأبداً مادام مقيماً على الباطل. لا يجتمع الولاء لله تعالى إطلاقاً مع موالاة عدوه، ولا حتى مع مصافاته التي هي عبارة عن سلامة العلاقة من الشوائب فلا يكدر صفوها شيء، وهي دون الموالاة، والمنطلقُ إليها.


الشيخ حسين كوراني






التوقيع :
نسألكم الدعاء ...

رد مع اقتباس