هل يعشق الربع والأطلال بانيها
وهل ربوع ألهنا أنسى لياليها
فكيف أن يهجر الأوطان ساكنها
أم أن سود الليالي حادث فيها
روض الربيع وأيام زهت فيها
قرحه العيون بصب الدمع داميها
تبلبل القلب بلبال فاقرحه
وهج الحنين ونار الحزن يوريها
بالله ياذي سكنتي فينا أم سكنت
مراحك في قلوب ساكنه فيها
فخبري أنني لازلت منشدك عن
حالك وعن ما صار ماضيها
أهل على عهدك المعهود باقية
يا دار أم غيرت فيك مراسيها
فوالذي صان بيت الله بقدرته
وحامي الكعبة الغراء باريها
مازال تربك شم الأنف موقعه
لا الديار ولا الدار بانيها
على الديار التي قفراء مبانيها
دار الرسول ودار الوحي خالية
قفراء موحشة والترب سافيها
خشوع ركع إذ حلوا بواديها
وللرسالة إذ تزهو معانيها
ودار آيات والتنزيل مربعها
وطور سيناء وثم أم القرى فيها
جور الزمان خلّ تلك الديار
ومن بعد العمار غدت ترثى مبانيها
وطائر البوم في ساحاتها سكنت
وناعق البين ينعى في فيافيها
فيك رسوم خلت من هاشم وغدت
قفراء موحشة لا مؤنس فيها
يوم بها فاطمة الزهراء حيث غدت
تزهو بها وهي تزهو في روابيها
حيث غداة رسول الله حيث مضى
في غزوة راية الإسلام يحميها
تقول فضة وقد حازت على شرف
بخدمة آلال والسادة مواليها
أتيت منزل ستي الطهر فاطمة
سمعتها باكية والحزن عاليها
من الأسى وهي قد جزت نواصيها
وحالها حال من أودى بها ثكل
فصرت أرثي لها من عظم ما فيها
محمد المصطفى والطهر واليها
فغاب رشدي وجسمي قد بدا رعشا
وصرت انظر من شقوق الدار ما فيها
إذا بأطفالها نوما وليس بهم
شيء من الذعر إذ كانوا حواليها
إذا هي تنوح وصحن الدار تطويها
سمعتها وهي تنعى آه يا ولدي
قد غبت عني فروحي من يسليها
حسين ريحانتي بل ياضنى كبدي
يا مقلتي وسروري في لياليها
فراقك اليوم أضناني وانحلني
ياروح روحي ودنياتي وما فيها
فلا أريد البقى من بعد بعدكم
بني أخاف عليكم من أعاديها
وما هذا المكان غشتني حمرة فيها
أم هذا موضع مافيه الرسول فهل
أتيت في بقعة لا علم لي بيها
اقسم عليك بمن قد جاء لامته
رسول حق لأمة وهاديها
ياذا لقد ضاع ابني هل رأيت له
قل لي فقد طاشت أحلامي بواديها
ياذا لقد طفت شرق الأرض ومغربها
فلم أراه وعيني هل جاريها
وأنت أيها الفارس المغوار اخبرني
بأي ارض قد زرت نواحيها
وذا نعال أبا الأطهار تحديها
مردي القرون ونار الحرب مجديها
فصار يقرب منها ثم احسر عن
تلك اللثام إذا بالطهر يقريها
منه السلام فصاحت آه يا ولدي
أنت حسين وخرت في فيافيها
تقول فضة فصارت تنعي في اسف
وقلبها أحرقته نار تكويها
مظفر بنصر الله باريها
معه علي أمير المؤمنين وقد
عاد وفاطمة تجري اماقيها
وحين جاء رسول الله قبّلها
وقال ما حالك والحزن عاليها
قالت نعم يا أبي مذ غبت فارقني
وجه السرور وعمّ الحزن واديها
ولا نعمت بنوم لا ولا هنا لي
أكلي ومشربي وبي ضاقت فيافيها
فقال ماذا فقالت إيه ياابتاه
رأيت طيفا كأني في فيافيها
كأن ابني احسين ضاع يا أبتي
وضاع عقلي وروحي قل مابيها
إذ بفارس اقبل من نواحيها
ماهذه الأرض قل لي ماجرى فيها
اني أرى الخيل والرايات محدقة
وللأسنة ومضى في مواضيها
وذي جيوش كثيرة لا عداد لها
ضاقت بها الأرض والرايات تتليها
فقال يا ام هذي الأرض مذبحتي
فيها مقامي واني قاطن فيها
حزنا عليه وزفرات أخفيها
فغاب عني فصرت ابكي لحالته
وبي هموم وأحزان أصاليها
اذا به قد أتاني وهو محتملا
شخص عظيم عليه نقع جاريها
يداه قد قطعت كفاه قد بريت
ويمنى عيناه سهم ناشب فيها
فقال هذا أخي يا أم فانتظري
فغاب عني وارتجت فيافيها
بجثة غرزت فيها مواضيها
وجه كما الصبح اذا لاحت لوائحه
او نجم قد خر من عالي عواليها
مبضع الجسم مشقوق الجبين على
صدر الحسين عفيرا من أعاديها
فقال هذا علي يا ام فاصطبري
واندبيه بشجو في تعازيها
سهم سنين لنحر الطفل يغريها
وعلى تلك الوليد جرت عيني اماقيها
فصرت في حيرة والجو معتكرا
والقوم في رهج الميدان يفنيها
والخيل قد ألحقت بالخيل ياابت
والقوم كأس المنايا دار أساقيها
والسيف بالسيف والأرواح خاطفة
في الجسوم وسهم الموت يرميها
دارت كؤوس المنايا وانجلى بصري
في وقعة الطف على بدر هوى فيها
وثم أصغيت سمعي يا اباه على
تلك الحرائر اذ علت نواعيها
اذا به عندهم قد جاء يودعهم
يحنوا عليهم وأطفال يسليها
فقال في ذمة الرحمن يا حرمي
أوصيكم بوصايا يا خير هاديها
عليكم أيها النسوة بكافلكم
هو الإمام من الجبار باريها
فصحن في صيحة قد هز من عظمها
العرش الجليل وكاد الأرض يطويها
فقال صبرا بنات الوحي فاحتسبوا
أجوركم فان الله موفيها
براية الحق والإيمان يعليها
وقبتي في فيافي الطف يطاف بها
كما يطوف ببيت الله ساعيها
فعندها بكت الزهراء وانتحبوا
أهل الكساء وصار النوح عاليها
اباه من ذا الذي يبكي على ولدي
ومن يقوم عزاه في فيافيها
فقال يا خيرة النسوان إن لنا
شيعة تبذل الأرواح غاليها
تملك يمينهم في حب مواليها
ويقطعون الفيافي رغبة فيها
يسخون بالمال والأولاد فدوته
ويبذلون نفوس عز فاديها
يا فاطمة إنهم خلاص شيعتنا
هم الميامين بل اغلى غواليها
يبكون مصرعه والدمع جاريها
وعند مرقده كل شفى فيها
أفواجا أفواجا إذ لأحد يحصيها
لهم نزول ومعراج لباريها
وكربلا كربلا لا ارض تعدلها
قد شرف الله واديها ومن فيها
وقد سمت حيث لا ارض تفاخرها
وفخرها بالدماء الجاريه فيها
طوبى لزائرها بل يا سعد ساكنها
بها أمان لمن قد ظلم بواديها
يافاطمة الطهر يا مفتاح دعوتنا
يا من بها فطمت حقا مواليها
من الجحيم وإذا ما جاء حشرهم
كذا الخلائق قد سيقت لباريها
وصاحب الرتبة العليا نسأله
أن يقبل النظم والحاجات يقضيها
زفت إليكم عروس لا مثيل لها
كأنها در نظم في لياليها
لا ابتغي ثمن غير القبول لها
منكم وأتحفكم أسمى معاليها
وأغلى عندي من الدنيا وما فيها
عليكم سلم الباري وخصكم منه
بألف تحية يا مواليها
ما طار طير وما سادة حواديها
ويغفر الله ذنوب المؤمنين بكم
يوم المعاد وكاتبها وقاريها
هي أم جلال فأرجو الله يشفيها
تمــــــــت
(*قصيد حلم فاطمة الكبرى*)
ذكرت عند الجوى ال الرسول وقد
هلت دموعي على خداي غدرانا
ذكرتهم وحنين الشوق اوقفني
بمنزل كان بعد الانس خلوانا
من حين هم فارقو تلك الطلول
وقد مضوا الى روح وريحانا
ومن علت مراتبه علما واديانا
وخلفوا فاطمة الكبرى باكية
تنعاهم وحشاها شب نيرانا
من الانيس وفيها البوم سكانا
بعد الصلاة وتلاوة لاانيس بها
ولابها راكعا كلا وقرانا
خلت ديارهم من بعد فرقتهم
ياليت لاكان هذا الدهر خوانا
مثلتها وهي تنعاهم وتندبهم
تقول ياويلتي من جور اعدانا
وتلطم الراس بالكفين صارخة
على ابيها ومنها الدمع هتانا
تقول ياابت ابكي لفرقتكم قد
ضاق صدري وصبري بعدكم بانا
فلم تزل في نعاها والبكا
الى ان هل عاشور وفيه زاد بلوانا
فكل يوم به تزدادغصتها
وتصفق الكف فوق الكف حيرانا
اذا بها في منام الليل هاجعة
وقلبها بلهيب الشوق احزانا
رات ابيها غريبا في المنام وقد
حاطت عليه الاعادي اينما كانا
تضيى وتزهو بأشراق ولمعانا
لتبتلع شمسها مع كل نجمانا
فبينما هي في الرؤيه وقد فرغت
في ذلك الطيف تبكي وهي حزنانا
فأغمرت ساعة في النوم ثم رات
في تلة من ذويه قد احاط بهم
بحر من الدر فصار الكل غرقانا
فأعلنت بالبكاء من نومها فزعا
قد مات عمي ومن لي كافلانا
الااسفوا في عليه يانساء قد
تزلزل البيت من نوح وارنانا
وبعدما صرخت خرت غشية
وقد حفوا بها جواريها بأحزانا
فيبنما قد غشاها النوم اذ صرخت
اخي علي هوى بالدم غرقانا
قد شق هامته بالسيف ارذلها
هوى ويحفص باليد ثم قد مات عطشانا
وابن عمي هوى من ظهر سلهبه
ثياب زينته قد صرن اكفانا
انصارنا قتلوا اطفالنا ذبحوا
ابي وحيد بهدي الارض حيرانا
وحين لما غفت في النوم وانتبهت
نادت ا لاا وابي قد مات عطشانا
عاينته وشمر حز منحره
وخلف الجسم فوق الترب عريانا
عاري بلا راس من فوق الصعيد بلا
مرمي طريحا ولااحد جاء يدفنه
ولااحد لابي قد فصل اكفانا
وافجعتي واشقى روحي ووا اسفي
مات الكفيل ومن كان يرعانا
فاليوم لاوالدا ارجو ولاسندا
ولا اخا يحمينا من جور اعدانا
فبينما هي في الافكار غارقة
اذا بطير بأعلى الدار قد بانا
يغرد الطير بتزفار فانزعجت
لما رات جنحه بالدم غرقانه
قالت ياطير ماذا صار من خبر
خبر فأهلي مضوا والعلم ماجان
ياطير خبر فقلبي صار في وجل
اجابها فاعلمي قد مات مولانا
فريسة لدعايا قوم سفيانا
يافاطم فاندبي قد مات والدك
وعطلوه بلا غسل واكفانا
يافاطم فاندبي راس الحسين علا
رمحا طويلا باعلى الافق قد بانا
يافاطم البسي ثوب الحداد له
خلفته في ثرى البوغاء منجدلا
وجسمه صار لركض الخيل ميدانا
وحوله فتيته صرعى مطرحة
صاحت الاواابي وانور مجلسنا
وتاج راسي قضى بالسيف ظمانا
فاه وااسفي لوكنت حاضرة
متى يعود ابي والانس يقربني
وافرش الدار بالديباج الوانا
متى يعود ابي وبصدره يضمني
والدهر ويرجع افراحي كما كانا
متى يعود ابي والصحب تتبعه
فرقاهم شب في احشاي نيرانا
متى تعود الاحبة في منازلهم
ارى لهم لبسوا للحكم تيجانا
عودوا موفودوا احبائي لموطنكم
فقد بقى خاليا والعرض عطلانا
من ذا يقيم قياما في محاربكم
من ذا يفسر للقران تبيانا
اجابها بلسان الحال هاتفها
هيهات هيهات ماللدار رجعانا
قالت الا واشقائي بعد غيبتهم
ياليتنا قبلهم قد حانت منايانا
فأقطعي الظن لاترتجين رجعتنا
رؤوسنا وصلت للشام عنوانا
اما الحريم فقد سبقوا على عجل
على الهوان يبكين وينعانا
في اسره يشتكي ظلما وعدوانا