سؤال آخر يطرح نفسه لماذا زيارة الأربعين من علامات المؤمنين ؟
في الحقيقة لو تأملنا قليلاً في رقم (40) لوجدنا أن فيه سراً كامناً فلو نظرنا إلى هذه الآيات الشريفة:
﴿ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ ﴾
(51) سورة البقرة
﴿ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ﴾
(26) سورة المائدة
﴿ وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾
(142) سورة الأعراف
﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾
(15) سورة الأحقاف
يستحب في صلاة الليل الدعاء لأربعين مؤمن، بعض الأدعية تقرأ أربعين صباحاً ، إذا بلغ شخص سن الأربعين وهو غير صالح مسح الشيطان والعياذ بالله منه على وجهه وقال وجه لا يفلح . ..إلخ وهكذا نجد أن هذا الرقم له خصوصية وسراً لا نحيط به ومنها زيارة الأربعين .
ولكن لو تأملنا قليلاً في أهمية زيارة سيد الشهداء عليه السلام في هذا اليوم فإنها
تكمن فالتالي :
1- هذا اليوم هو أول يوم تمت فيه زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه بعد شهادته فهو حري بأن تكون له خاصية يتميز بها، مع كون الإقتراب من قبره الشريف ذلك الوقت يعد جريمة يعاقب عليها النظام الأموي، مع ذلك اتجه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله عليه لزيارة الحسين عليه السلام .
لاغرو فإن جابر وما أدراك ما جابر فإنه تلميذ مدرسة أهل البيت وعارف بفضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام، فقد حاز على الشرف العظيم وفاز بأن كان أول زائر لهذا القبر الشريف .
2-هذا اليوم يذكرنا بأمر عظيم ألا وهو عودة ذرية رسول الله من السبي وأسر الذل لأرض كربلاء، وما جرى عليهم من المصائب العظيمة والرزء الجليل في الكوفة عند بن زياد عليه لعنة الله وفي الشام عند الطاغية يزيد بن معاوية لعنة الله عليه، الذين هتكوا حرمة الإسلام وحرمة نبي الإسلام بأن سبوا ذريته، وفعلوا بهم ما فعلوا..
3- هذا اليوم يذكرنا بعودة الرأس الشريف لأبي الأحرار لسيد الشهداء الإمام الحسين بعد أن مثل به بنوا أمية، وطافوا به البلدان وجعلوه فرجه للناس، فعلى بعض الروايات أن رأسه الشريف قد دفن مع الجسد المعظم في هذا اليوم .
من هنا اكتسب هذا اليوم أهمية كبرى ، نسأل الله المولى القدير أن يفرج عن أرض
المقدسات عن بلد أمير المؤمنين عن بلد الإمام الحسين عن بلد المعصومين عن أرض العراق قريباً ، ويرزقنا عاجلاً زيارة الحسين وزيارة أبيه وأبنائه الأطهار عليهم أفضل الصلاة والسلام .
"السلام على الحسين المظلوم الشهيد السلام على أسير الكربات وقتيل العبرات اللهم إني أشهد أنه وليك وابن وليك وصفيك وابن صفيك الفائز بكرامتك أكرمته بالشهادة وحبوته بالسعادة واجتبيته بطيب الولادة "