[عماد الركابي]

بسم الله الرحمن الرحيم
و النفس كالريح ان مرت على عطر طابت و تخبث ان مرت على الجيف

ا بسم الله الرحمن الرحيم إن النفس البشرية لا يمكن أن نعد و نحصي أو نحصر العوامل التي تؤثر عليها سواد أكانت هذه الأمور ايجابية أو سلبية . نحن نحاول جاهدين و حاسدين ان نبحث عن امور و صفات نعتقد انها تغير مجرى حياتنا بشكل ايجابي هنا يحاول البعض البحث عن اجوبة تقليدية مثل الوراثة و البيئة و غيرها من الاجوبة التي لا تبدي نفعا بل هي لمجرد النقاش و خداع النفس لكن علماء النفس لهم اجوبة اكثر تعقيدا من ذلك . لكن لنتحدث بصراحة و بكلام جارح ان اردنا بناء نفس بشرية بالشكل الصحيح بعيدة عن الاخطاء و الزلات لاننا ان بقينا نعطي النفس ما تشتهيها سنهلك اذ يقول الله في محكم كتابه الكريم...

(وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) (يوسف:53)

(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) (النازعـات:40)

اان النفس مثل نبتة رقيقه الاوراق ضعيفة الجذور و عديمة الاستحمال للظروف المحيطة فنحن لو اتينا بهذه النبتة و وضعناها في صحراء جرداء اكيد ان هذه النبتة ستمـــــــوت...

كذلك النفس البشرية لو ولدت في جو فيه كل العوامل الجيدة مثل عدم التففك الاسري و الرقابة الابويه غيـــــر الشديدة و المسكن و الملبس الامن اكيد و طبعا ستنشأ نشأة صالحة الى ان يصبح عمر الطفل ستة سنوات و هذا العمر الذي يدخل فية الطفل المدرسة الابتدائية فهنا تقريبا تخرج السيطرة عن يد الاهل و تيقى عرضة لما يحيط بها من بيئة و تيارات يمكن ان تعكر صفو البناء و الجهد الذي بنته العائله في سبيل ان تنشأ ولدا صحيحا سيكون فخرا لها في المستقبل لذلك كان الله في عوي و عونكم جميعا في مقاومة التيارات التي تمر بنا و الصديق هو من اهم الاشياء التي تؤثر في النفس لان صديقك هو كفاية حاجاتك هو حقلك الذي تزرعه بالمودة و تحصده بالشكر فهو مائدتك و كوقدك لانك ستأتي اليه جائعا و تسعى وراءه مستدفئا لذلك الصديق اهم العوامل المؤثره في النفس البشرية و وصيتي لمن تأثر بالصديق الجيد الذي افاده ان يتمسك به و لا يتركه لغيره ( وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) (الشعراء:101) و ان يغار عليه ... لكن لمن تأثر بالصديق السيئ أقول له ((( ان كان الامس قد ضاع فبين يديك اليوم و ان كان اليوم سوف يجمع اوراقه و يرحل فلديك الغد و لا تحزن على الامس فهو لن يعود... و لا تأسف و لا تأسف على اليوم فهو راحل و احلم بصبح مبتسم و شمس مضيئة في غد جميل و لا تحاول حساب المستقبل فكل شيء جميل عندما يحين وقته)))

مع تحيات الكاتب
عماد الركابي
e.s.a