عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2011, 05:54 PM   رقم المشاركة : 6
حسين راضي الحسين
(عضو مميز)

 
الصورة الرمزية حسين راضي الحسين
الملف الشخصي





الحالة
حسين راضي الحسين غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: ذكرى استشهاد اليتيمين أولاد مسلم بن عقيل عليهم السلام



اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



ذكرى استشهاد اليتيمين أولاد مسلم بن عقيل عليهم السلام






المقدمة


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين، هُناك شخصيات التأريخ لم يكتب عنها ، وهُناك شخصيات التأريخ كَتَبَ عنها ولكن بشكل بسيط جداً جداً، وهُناك شخصيات كتب عنها التأريخ ومهما كَتَبَ فلن يوفي حقها ، وهناك شخصيات كَتَبَ عنها التأريخ بأنها شخصيات جهادية ومؤمنة وهي على عكس ذلك تماماً.. بل غارقة في وحل القاذورات مما اقترفته من أعمالٍ حاربت بها الله ورسوله وأهل البيت ، وإن مِنَ الشخصيات التي كتب عنها التأريخ بشكل بسيط كما في الفقرة الثانية ولم يكن ما كتبه وافٍ بالنسبة إلينا، حتى تتحقق عندنا المعرفة التامّة نوعاً ما حول هذه الشخصيات، مثل أولاد مسلم وفاطمة بنت أسد ، ومع الأسف نجد الخُطباء وجميع رجال الدين إلا من ظهر بالدليل تجاهلوا ذلك تماماً، أو تكلّموا عنهم بأشياء بسيطة وسطحيّة جداً ، وهذا غير صحيح، وإنما نأخذ التأريخ من كُل أطرافه ونُحقق فيه لنستنطقه بما في جوفه ، ربما يقول شخص إن التأريخ لم يذكر إلا القليل جداً عنهم فماذا نقول عنهم غير ذلك ؟ نقول نعتمد على دراسة التأريخ دراسة وافية ونستفيد من القرائن والأخبار وطبيعة الزمن الذي عاصروه ودراسة الظروف التي مرت عليهم و.. و.. ، بعد ذلك سنجد عندنا تأريخ شبه متكامل عنهم ، وهذا البيان الذي بين يديك ما هو إلا مُحاولة لتوجيه الأنظار إلى هاتين المناسبتين العظيمتين، وثم نترك البحث على رجال الدين بالتعاون مع عامَّة الناس جميعاً ، وبعد ذلك يتم الكلام عنهم في كُل حُسينية ومسجد، وإلا سنُساهم في ضياع تأريخ هؤلاء الأبطال، كما ظَلَمَهُم المؤرخون

أولاد مسلم بن عقيل بن أبي طالب

هُم: محمد وله من العمر 8 سنوات، وإبراهيم وله من العمر 7 سنوات، وهذان الولدان هُما نُقطة بحثنا في هذا البيان، وهناك أخٌ ثالث وهو عبد الله بن مسلم ولقد قُتِلَ في كربلاء مع الحُسين هذا على المشهور ، وسوف يأتي الكلام حول عبد الله بن مسلم في نهاية الحديث عن محمد وإبراهيم

قصة استشهاديهما المؤلمة

لمّا قُتِلَ الحُسين أُسِرَ من عَسكَرِهِ غُلامان صغيران فأتى بهما عبيد الله بن زياد فَدَعا السَّجان الذي عنده وقال له خُذ هذين الغُلامين إلى السِّجن، ومن طيّب الطعام لا تُطعِمهُمَا وَمِن بارد الماء لا تَسقِيهُما وَضَيّق عليهما سِجنَهُما، وَكانَ الغُلامان يَصُومان النهار فإذا جَنَّهُمَا الليل أُتِيَا بِقُرصَين من شَعِير وَكُوز مِن ماء القراح، فَلمَّا طال بالغُلامين المكث إلى مدة سَنة كامِلة، قال إحداهما لأخيه يا أخي لقد طال بنا مكثنا، ويوشك أن تفنى أعمارنا وتبلى أبداننا فإذا جاء الشيخ أي حارس السِجن فاعلمه مكاننا عِند الله وتقرّب إليه بمحمدٍ لعله يُوَسِع عَلينا في طعامِنا وَيَزيدَنا في شرابنا، فلمَّا جَنَّهُما الليل أقبَلَ إليهِمَا بِقُرصَين من شعير وَكُوز من ماء القراح، فقال له الغلام الصغير

يا شيخ أتعرف محمداً ؟ قال فكيف لا أعرف محمداً وهو نبيي ؟ قال الغُلام أتعرف جعفر بن أبي طالب ؟ قال وكيف لا أعرف جعفراً وقد أنبت الله له جناحين يطير بهما مع الملائكة كيف يشاء ؟ قال أتعرف علي بن أبي طالب؟ قال

وكيف لا أعرف علياً وهو أبن عم نبيي وأخو نبيي ؟! قال له يا شيخ فنحن من عترة نبيك محمد (ص) ونحن من ولد مسلم بن عقيل بن أبي طالب بِيَدِكَ أُسَارى نَسألُكَ مِن طيب الطعام لا تُطعمنا ومن بارد الشراب لا تَسقِينا وقد ضَيَّعتَ علينا سِنَّنا، فخفف علينا الأغلال، فَنكَبَ الشيخ على أقدامهما يقبلهما ويقول نفسي لنفسكما الفداء ووجهي لوجهكم الوقاء يا عترة نبي الله المصطفى، هذا باب السِجن بين يديكما مفتوح فَخُذا أي طريق شئتما، فلما جَنَّهُما الليل أخذهُما وَأوقفَهُمَا على الطريق وقال لهما سِيرا يا حبيـبيَ طوال النهار، حتى يجعل الله لكُما من أمركُمَا فَرَجاً وَمَخرجَاً، ففعل الغلامان ذلك فلمَّا جَنَّهُما الليل انتهيا إلى عجوز على باب فقالا لها: يا عجوز أنَّا غُلامان صغيران غريبان لا خِبرةَ لنا بالطريق، وهذا الليل قد جَنَّنا فأضِيفِينَا سواد ليلتنا هذه فإذا أصبحنا لزمنا الطريق، فقالت لهما فمن أنتُما يا حبيـبيَ ؟ فقد شممتُ الروائح كُلها.. فما شممت رائحة أطيب من رائحتكما ؟ فقالا لها يا عجوز نحن من عترة نبيكِ محمد، هَربنا من سِجن عُبيد الله بن زياد ومن القتل . قالت: يا حبيـبيَ إنَّ زوجاً قد شَهِدَ الواقعة مع عبيد الله بن زياد وإنِّي أتخوّف أن يُصيبكُما هَاهُنا فَيقتلكُما قالا سواد ليلتنا هذه فإذا أصبحنا لزِمنا الطريق فقالت

سآتِيكُما بِطعام ، ثم أتتهُمَا بالطعام فأكلا وشرِبا ولمَّا وَلَجَا الفِراش قال الصغير للكبير يا أخي إنَّا نرجو أن نكون قد أمِنَّا ليلتنا هذه، فتعالَ حتى أُعانِقُكَ وَتُعَانِقني وأشم رائحتك وتشم رائحتي قَبل أن يُفرّق الموت بيننا، ففعل الغُلامان ذلك واعتنقا وناما

وفي مُنتصف الليل جاء زوجها اللعين فلما كان مُنتصف الليل أَقبَلَ زوج العجوز الفاسق واسمه الحارث وقَرَعَ الباب قرعاً خفيفاً، فقالت العجوز من هذا ؟ قال أنا فلان. قالت ما الذي جاء بك في هذه الساعة ؟ قال ويحكِ افتحي الباب قبل أن يطير عقلي وتنشقّ مرارتي في جوفي، لقد نَزَلَ بي البلاء قالت ويحك ما الذي نزل بك ؟ قال هَربَ غُلامان صغيران من عسكر عبيد الله بن زياد، فنادى الأمير في معسكره: مَن جاء برأس واحد منهُما فله ألف درهم ومن جاء برأسيهما فله ألفي درهم، وقد أتعبت فَرَسي وَأتعبتُ نفسي لم يصل في يدي أحدٌ منهما فقالت العجوز يا حارث أحذر أن يكون محمد خصمك في القيامة قال ويحك إني حريص على الدنيا فقالت

وما تصنع بالدنيا وليس معها الآخرة ؟ قال إني لأراكِ تُحامِينَ عَنهُمَا كأن عندكِ مِن طَلَب الأمير شيء ؟ فقومي فإن الأمير يدعوكِ قالت

ما يصنع الأمير بي وإنما أنا عجوز في هذه البريَّة ؟! قال: إنما لي الطلب . افتحي لي الباب حتى أُريح وأستريح فإذا أصبحت فَكرّت في أي طريق آخُذ في طلبهما، ففتحت له الباب وأتتهُ بالطعام والشراب فأكل وشرب، فلما كان في منتصف الليل سَمِعَ غطيط الغُلامين في جوف الليل وهُما يتحدثان

رؤيا صادقة

فأقبل الحارث اللعين فَسمِعَ أحد الغُلامين يقول للآخر يا أخي اجلس، فإن رحيلنا قد قرُب، فقال له أخوه وما رأيت يا أخي ؟ قال بينما أنا نائم وإذا بأبي مسلم بن عقيل واقف عندي وإذا بالنبي وعلي والحسن والحسين وقوف، وهم يقولون لأبي مالَكَ تركت أولادك بين كلاب الملاعين ؟ فقال لهم أبي وهاهُم بأثري قادمين

قيَّدوهم بالحبال والأغلال

فلمَّا سَمِعَ ذلك منهم أقبَلَ يَهيج كما يهيج البعير الهائج، ويخور كما يخور الثور ويلمس بِكفِهِ جدار البيت حتى وَقَعَت يدهُ على جانب الغُلام الصغير، فقال له الغُلام من هذا ؟ قال الحارث أمّا أنا فصاحب المنـزل فمن أنتما ؟ فأقبل الصغير يحرك الكبير ويقول قُم يا حبيـبي فقد والله وقعنا فيما كنا نحذر قال لهما من أنتُما ؟ قالا له يا شيخ إن نَحنُ صدقناك القول فهل تُعطينا الأمان ؟ قال نعم أمان الله وأمان رسوله قالا وذمة الله وذمة رسوله ؟ قال نعم قالا ومحمد بن عبد الله على ذلك من الشاهدين ؟ قال نعم قالا الله على ما نقول وكيل وشهيد ؟ قال نعم قالا له: يا شيخ فَنَحنُ مِن عترة نبيك محمد هَربنا من سِجن عبيد الله بن زياد ومن القتل، فقال لهما مِنَ الموت هربتما وعلى الموت وقعتما، الحمد لله الذي أظفرني بكما، فقام إلى الغلامين فشدَّ أكتافَهُما ، فَباتَ الغُلامان ليلتهما مكتفين


وامصيبتاه.. وامظلوماه


نسألكم الدعاء







رد مع اقتباس