عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2011, 10:32 PM   رقم المشاركة : 1
الهادئ
( عضومتميز )
 
الصورة الرمزية الهادئ
الملف الشخصي




الحالة
الهادئ غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي دور الإمام الرضا في نشر العلم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم ايها الاخوة والاخوات ورحمة الله وبركاته
نعزي الامام الحجة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه) وجميع الموالين والمؤمنين بذكرى استشهاد ثامن الأئمة الأطهار، الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في آخر شهر صفر المظفّر، سائلين المولى العلي القدير أن يوفقنا للسير على خط الرسالة المحمدية، واتباع نهج أهل البيت الطاهرين.
وبهذه المناسبة الأليمة، وإحياءً لذكر الأئمة الهداة عليهم أفضل الصلاة والسلام، نرفق لكم المقالة التالية استلهاماً من كتاب (الإمام الرضا قدوة وأسوة) لسماحة المرجع الديني السيد المدرسي حفظه الله.
مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي(دام ظلّه)
***
دور الإمام الرضا في نشر العلم
أربعة من أئمة الهدى تسنَّى لهم نشر معارف الإسلام في الآفاق. أوَّلهم الإمام أميرالمؤمنين وآخرهم الإمام الرضا والصادقان محمد بن علي وجعفر بن محمد (عليهم جميعاً صلوات الله).
وبالرغم من أنَّ جميع أئمة الهدى نشروا العلم، إلاّ أنَّ الظروف ساعدت هؤلاء الأربعة على ذلك أكثر من الآخرين.
ولقد سبق الحديث - ببعض التفصيل - عن علم الأئمة ومصادره المتنوِّعة فيما سردته من حياة الإمام الباقر عليه السلام فنكتفي بذلك، وإنَّما نشير إلى آفاق العلم التي تناولتها أحاديث الإمام الرضا عليه السلام.
نُقل عن اليقطيني أنَّه قال: «لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا جمعتُ من مسائله ممَّا سُئل عنه وأجاب عنه خمس عشرة ألف مسألة».
ولقد قال الإمام مرَّة:
«كنتُ أجلس في الروضة، والعلماء بالمدينة متوافرون، فإذا أعيا الواحد منهم عن مسألة أشاروا إليَّ بأجمعهم وبعثوا إليَّ بالمسائل فأجيب عنها».
وقد بدأ بالفتيا في مسجد الرسول وعمره الشريف نيف وعشرون عاماً.
ولنعرف دور الإمام الرضا في هذا الحقل لابدَّ أن نعود قليلاً إلى الوراء، لنعرف أنَّ الحزب العباسي الذي تسلَّط على رقاب المسلمين بعد الفراغ السياسي الذي أحدثه غياب السلطة الأموية، قد وجد نفسه أمام تيّارات سياسية معارضة، تعتمد على الفكر، وتتسلح بالنظريات الثقافية، وفي طليعتها التيار العلوي الذي كان يقود المعارضة السياسية إلى جنب قيادة الساحة الفكرية، والحزب العباسي الذي كان يعيش خواءً نظرياً قاتلاً لم يجد حيلةً إلاّ البحث عن مصادر خارجية للثقافة، فشجَّع حركة الترجمة، وتوجَّه إلى الكتب الفلسفية قبل الكتب العلمية، وبنشاط هذه الحركة حدث في الأمة إضطراب فكري وتوتُّرٌ ثقافي مما أضحى يهدِّد وحدة الأمة.
وكانت عوامل شتّى تساهم في هذا الخطر:
اولاً: إنشغال المفكِّرين بالقضايا السياسية.
ثانياً: إزدياد الإضطرابات السياسية، والحروب الداخلية التي تجرّ بطبيعتها الأمة إلى المزيد من التوتُّر الفكري.
ثالثاً:‏ وجود تيّارات غريبة عن الأمّة كان هدفها إفساد ثقافة المجتمع ومحاربة الإسلام باسم الإسلام، والتي كانت تغذِّيها حركات سياسية متصلة بالكفار.
وفي عهد المأمون العباسي بلغ الإضطراب الفكري قمَّته مما دفع الإمام الرضا عليه السلام إلى التصدِّي لها.
وقد ساعده في ذلك انتقاله إلى حاضرة البلاد الإسلامية، وقبوله لولاية العهد ممّا جعله في قلب الصراعات الفكرية.
وهكذا كثرت حواراته مع سائر الملل والمذاهب، مما حدى بعلمائنا الكرام إلى إفراد كتب حول ما روي عنه عليه السلام، مثل ما فعل الصدوق (رحمه الله) في كتابه عيون أخبار الرضا.
وحينما نتدبَّر في كلمات الإمام الرضا وحججه التي ألقاها على خصوم الإسلام أو مخالفي المذهب نراها تتسم بمنهجية علمية عميقة. مما يدل على مستوى الثقافة في عصره، لأنَّ الأئمة - كالأنبياء (عليهم جميعاً صلوات الله)- إنَّما يكلِّمون الناس على قدر عقولهم، وبمستوى أفكارهم.
كذلك نستوحي من التأمّل في كلماته أنَّها كانت تصدّ تشكيكات يبثّـّها الأعداء حول الإسلام وبالذات حول عقلانية أحكامه، من هنا كثرحديثه عن علل الشرائع، والحِكَم الكامنة وراء أحكام الدين. كما أنَّ طائفة من كلماته المضيئة تعالج الشؤون الحياتية مثل الرسالة الطبِّية المنسوبة إليه والمعروفة بطبِّ الرضا عليه السلام.
ومما يميِّز حياة الإمام الرضا عليه السلام العلمية أنَّ كلماته كانت تلقى قبولاً في كافة الأوساط الإسلامية، ولعل ورود مدينة نيسابور التي كانت من الحواضر العلمية في العالم الإسلامي أظهرت مدى إهتمام علماء الإسلام بأحاديث الإمام، دعنا نستمع إلى هذه الرواية:
لما دخل الإمام الرضا إلى نيسابور في السفرة التي فاض فيها بفضيلة الشهادة، كان في مهدٍ على بغلة شهباء عليها مركب من فضة خالصة، فعرض له في السوق الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية أبو زرعة ومحمد بن أسلم الطوسي رحمهما الله، فقالا: أيها السيد ابن السادة، أيها الإمام وابن الأئمة، أيها السلالة الطاهرة الرضية، أيها الخلاصة الزاكية النبوية، بحقِّ آبائك الأطهرين، وأسلافك الأكرمين، إلاّ أريتنا وجهك المبارك الميمون، ورويت لنا حديثاً عن آبائك عن جدِّك، نَذْكُرك به.
فاستوقف البغلة، ورفع المظلة، وأقر عيون المسلمين بطلعته المباركة الميمونة، فكانت ذؤابتاه كذؤابتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال عليه السلام:
حدَّثني أبي موسى بن جعفر الكاظم، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق، قال: حدثني أبي محمد بن علي الباقر، قال: حدثني أبي علي بن الحسين زين العابدين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي شهيد أرض كربلاء، قال: حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب شهيد أرض الكوفة، قال: حدثني أخي وابن عمي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: حدثني جبرائيل عليه السلام، قال: سمعت رب العزة سبحانه وتعالى يقول:
(كلمة لا إله إلاّ الله حصني، فمن قالها دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي).
صدق الله سبحانه، وصدق جبرائيل عليه السلام، وصدق رسول الله والأئمة عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام.






التوقيع :

اذا كان لابد من العصبيه فليكن تعصبكم لمكارم الاخلاق ومحامد الافعال

رد مع اقتباس