عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2011, 06:24 PM   رقم المشاركة : 1
السوسن
(مراقبة عامة)


 
الصورة الرمزية السوسن
الملف الشخصي





الحالة
السوسن غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي ميلاد البشير محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)

في ربيع الاوّل ، وُلِدَ المصطفى (صلى الله عليه واله) في مكّة المكرّمة ، وشاء الله أن يولد يتيماً ، فقد توفِّي أبوه عبدالله بن عبدالمطلّب في طريق عودته من تجارة الشام ، وهو لا يزال جنيناً في رحم اُمّه آمنة بنت وهب
وعلى عادة أهل مكّة ، اُرسل محمّد (صلى الله عليه واله) مع حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية إلى البادية لرضاعته ، وقد لقيت حليمة من رضيعها محمّد (صلى الله عليه واله) الخير الكثير .
عندما بلغ المصـطفى (صلى الله عليه واله) الخامسة من عمره ، عادت به حليمة السعدية إلى مكّة ، حيث وجد في جدّه عبدالمطلّب خير راع له ، إذ وفّر له كلّ ما يتطلّب من حنان فيّاض وعطف أبوي غامر ، فكان يشدِّد على العناية به أكثر من عامّة أهله وبنيه .
في السادسة من عمره الشريف ، ذهبت به اُمّه بصحبة اُمّ أيمن ، لزيارة أخواله بني عدي ابن النجّار في يثرب (المدينة المنوّرة) ، فمكثوا هناك شهراً ، ثمّ قفلوا راجعين إلى مكّة ، وفي الطريق وافت المنيّة اُمّه ، فدُفنت في الأبواء ، وهي قرية بين مكّة ويثرب .
عادت به اُمّ أيمن إلى جدّه ، حيث اضطلعت هي بدور الاُمومة ، مثلما اضطلع جدّه بدور الاُبوّة ، وشاء الله أن تختطف يد المنون الجد الحنون عبدالمطلّب فيتوّفى والمصطفى في السنة الثامنة .
فتولّى رعايته عمّه أبو طالب الّذي عامله بالحبّ والعطف والرعاية الأبوية الفائقـة ، بشكل لم يحظ به أحد من أبنائه قط ، فكان ينام في فراش عمّه ، ويجلس إلى جنبه ، ويأكل معه ، ويخرج معه إذا خرج من داره ، وغير ذلك من ألوان الرعاية وصور الحنان النادرة النظير .
كان محمّد (صلى الله عليه واله) يكبر في كنف عمّه، وكانت تكبر معه أخلاقه السامية حتّى تميّز من بين مجتمعه بالصِّدق والامانة ، والاستقامة وكرم النفس ، فصارت ميزة له دون سواه ، وعُرِفَ بين الناس بـ (الصادق الأمين) .
باشر المصطفى (صلى الله عليه واله) العمل وهو فتىً ، فكان رعيُ الغنمِ أوّل عمل مارسه ، ثمّ سافر مع عمّه أبي طالب للتجارة إلى الشام ، وعندما بلغ الخامسة والعشرين من عمره الشريف ذهب بتجارة إلى الشام لخديجة بنت خويلد (رض) .
كانت خديجة من خيرة نساء قريش شرفاً ، وأكثرهنّ مالاً ، وأحسنهنّ جمالاً ، وكانت تُدعى في الجاهلية بـ (الطاهرة) ويُقال لها سيِّدة قريش ، وحين ذاع صيت المصطفى (صلى الله عليه واله) بين الناس ، عرضت عليه أن يخرج لها بتجارة إلى الشام ، وضاربته بأجر أكثر من سابقيه من الرجال ، فخرج في قافلة لها بصحبة غلامها ميسرة ، فعادا بربح وافر .
راح ميسرة يحدّث خديجة عن أخلاق محمّد (صلى الله عليه واله) ، فوقع في نفسها حبّ الرسول (صلى الله عليه واله) ، واختارته لآن يكون لها زوجاً ، وكانت قد رفضت عظماء قريش .
تزوّج الرسول (صلى الله عليه واله) خديجة ، وحقّقا أروع تلاحم عاطفي ، معطّر بالودّ والوفاء والرحمة ، ورسما أجمل صورة للحياة الزوجية الناجحة .
وقد ظلّ الرسول (صلى الله عليه واله) طوال حياته يُثني عليها ، ويذكر مآثرها أمام زوجاته ، حتّى قالت عائشة : (ما غرتُ على نسـاء النبيّ (صلى الله عليه واله) إلا على خديجة ، وإنِّي لم أدركها).







رد مع اقتباس