الموضوع: لقاء ورجاء
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2011, 10:05 PM   رقم المشاركة : 1
almuhajer
(رب لا تذر على الارض من الكافرين ديار)

 
الصورة الرمزية almuhajer
الملف الشخصي





الحالة
almuhajer غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي لقاء ورجاء

أقبلت حواء تمشي بسكينة

تُمترُ الأرض فترقى ثم ترقى

كطاووسٍ تهادى في خمائلِ جنةٍ

متبختراً يبلع الأرض في ولهٍ واتزان

لكنما غرقى هي غرقى

ففي حنايا أضلعها خافقٍ تعصف الريح به في كل آن

أقبلت نحو إبن الزكية.....نحو الجسوم العارية

يفارقها الهوان..

فالعز يغفو على الأديم من فورة الدماء والنحور

ومن بعيد فترقب القمر...يعاتب الكفوف

قد غاله الكسوف

والنور جاثم على النهر

أقبلت نحو الحسين والطرف منها خجلا

كالناقة تسري في ذهول وارتماء

في عدلها إشفاق يمور بها ..بل كانت تمور به

وعدل تمطى يغازله الرجاء

سكنت كفارعة يمرعها النسيم

يداعب كفيها المبسوطتين نحو السماء

فأناخت في مربض القديس

كما أناخ الألى كما إستقر الحالمون

في جنة الفردوس يلتئم المؤمنون

حواء يا أمي نظرت إليها...فلم يكن لي نصيب سوى الإنكسار

خجلاً ألوذ بمقلتي وأندسُ في نفسي

وألوذ بها ساعة فيهزمني الوقار

يتغامز العز من بين أكتافها

وبراءة لله درّ الناظرين ..لها وكانها أقبلت بالأولين فيافياً تطوي الديار

حواء يا ألق الذمار.....قصدتك لا أبغي سوى رؤاكِ

عطِشاً والقلب يلهب نار

فوجدتك تحملين آنية ملئى

كما حمل العباس من قبلُ آنية يسقي الصغار

ليكفكفَ الدموع الحارقات..

وينضح أوجاع اليتامى بالندى والأمنيات

فكانت منكِ رشقة ندية...بعينيك اللتين تبدوان كالمعبد القديم

وقفت أصلي مرتعشاً في عتباتها لأشكر العظيم

حواء عودي فقد ذاب الجليد وحلّ دفئ الربيع

يغذو مرابعي القفرى ويترعني من جيدد

عودي لأدراج الضياع والسفوح

عودي فصغار الحي يقتلها الحنين

والحجر فاغرٌ فاهُ يتثائب في وحشة وملال

عودي لتلك الأنامل وامضغي منها الجمال...






التوقيع :
رب لا تعرضنا إلا لذكرك العظيم

رد مع اقتباس