عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2011, 06:06 AM   رقم المشاركة : 1
السوسن
(مراقبة عامة)


 
الصورة الرمزية السوسن
الملف الشخصي





الحالة
السوسن غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي البعثة النبويّة

عاد النبيّ محمّد (صلى الله عليه واله ) إلى داره حاملاً مشعل الخير والهدى والخلاص للعالمين، واضطجع في فراشه ليأخذ قسطاً من الراحة، وفي تلك اللحظات كان النداء الثاني من الوحي الالهي :
(يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرْ *قُمْ فَأَنذِرْ * وَربَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيابكَ فَطَهِّرْ * وَالرِّجزَ فَاهْجُرْ ).(المدثّر/1 -5)
إنّه نداء الانطلاق بالرسالة ، والتبشير بالدِّين الجديد ، وحمل الدعوة الالهيّة إلى الناس ، فما كان من رسول الله (صلى الله عليه واله) إلا أن صَدَعَ بالأمر ، فبادر إلى إعلام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) الّذي لم تدنِّسه الجاهلية بدَنَس، ولم يسجد لصنم قط ، فقد كان يعيش في كنف الرسول (صلى الله عليه واله) وفي بيته ، فلبّى دعوة الله ، وعانقت روحها روحه .
وعرض الرسول (صلى الله عليه واله) دعوته على زوجه خديجة ، فلبّت نداءه وآمنت برسالته ، وبذلك تشكّلت نواة المجتمع المؤمن المتيقّن في الأرض ، من محمّد وعليّ وخديجة .
وراح (صلى الله عليه واله) يدعو سرّاً مَن يتوسّم فيه الاستجابة ، فازداد عدد المؤمنين بهذه الرسالة ، ولكي يتحقّق إعداد الطليعة كان الرسول يعلِّمهم القرآن وأحكام الرسالة ، كما كانوا يقيمون الصّلاة في الشعاب بعيداً عن أعين الرقباء .
ولمّا كثر عدد المؤمنين به ، وخشوا أن ينكشف أمرهم ، اتّخذوا من دار الأرقم المخزومي مقرّاً للتعليم والاعداد والعبادة .
مضت على هذا اللون من الدعوة إلى الاسلام ثلاث سنوات ، فبدأت قريش تتحسّس حركة الدين الجديد ، وفي تلك الأثناء أمرَ الله تعالى رسوله الكريم أن ينذر الأقربين من عشيرته ، وكان عدد المؤمنين قد بلغ الأربعين رجلاً :
(وَأَنْذِرْ عَشِيرَتكَ الاَقْرَبِينَ * وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَن اتَّبعكَ مِنَ المُؤمنينَ * فَإنْ عَصَوكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلون ) . (الشعراء / 214 - 216)
دعا الرسول (صلى الله عليه واله) عشيرته إلى طعام ، وما أن تأهّب للحديث حتّى قاطعه عمّه أبو لهب ، وحذّره من الاستمرار في الدعوة ، فانفضّ المجلس من غير أن يباشر الرسول (صلى الله عليه واله) دعوته لقومه.
ومضت أيّام ، فدعا رسول الله (صلى الله عليه واله) عشيرته مجدّداً ، وبعد أن فرغوا من الطعام ، بادرهم بقوله :
«يا بني عبدالمطلّب ! إنّ الله بعثني إلى الخلق كافّة ، وبعثني إليكم خاصّة ، فقال: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتكَ الاَقْرَبِينَ ) ، وأنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللِّسان ، ثقيلتين في الميزان : شهادة أن لا إله إلا الله وأنّي رسول الله ، فمن يجبني إلى هذا الأمر، ويؤازرني عليه وعلى القيام به، يكن أخي ووصيِّي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي ...» .
فيقف عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وكان أصغر الحاضرين سنّاً ، ليدوِّي صوته: «أنا يا رسول الله أؤازرك على هذا الامر» .
فيأمره الرسـول (صلى الله عليه واله) بالجلوس ، ويكرّر دعوته ، فلم يجبه غير عليّ (عليه السلام) .
ويعيد الرسول (صلى الله عليه واله) دعوته على قومه ، وللمرّة الثالثة يدوِّي صوت عليّ (عليه السلام) ملبّياً دعوة الرسول (صلى الله عليه واله ) ، وعند ذاك يلتفت إليه رسول الله قائلاً: (صلى الله عليه واله) «إجلس، فأنت أخي ووصيِّي ووزيري ووارثي وخليفتي مِن بعدي».







رد مع اقتباس