عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-2011, 10:00 PM   رقم المشاركة : 1
السوسن
(مراقبة عامة)


 
الصورة الرمزية السوسن
الملف الشخصي





الحالة
السوسن غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي الدعوة العامّة وبداية الصراع

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل الله فرجهم الشريف
كان لا بدّ للدعوة أن تتحوّل إلى الدائرة الأوسع ، وكان ذلك حين أمر الله تعالى رسوله الكريم (صلى الله عليه واله) :
(فَاصْدِعْ بِمَا تُؤْمَر وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِين * إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئِين ).(الحجر/ 94)
فصعد الرسول (صلى الله عليه واله) على جبل الصفا بمكّة ، وجمع الناس إليه، وأعلن دعوته السماوية على الملأ ، ورغم أنّ أغلب الناس انصرف عن دعوته ، إلاّ أنّ بعضهم اسـتجاب وآمن ، كما أن نبأ الدعوة الالهيّة دخل إلى كلّ بيت .
حاول الكفّار الجاهليون عزل الرسول (صلى الله عليه واله) عن مجتمعه ، فوصفوه بالكاذب والشاعر والساحر والمجنون ، وواجهوه بالسخرية والاستهزاء ، لكن ذلك لم يثن رسول الله (صلى الله عليه و اله) ، ولم يقف حائلاً دون مضيّه بدعوة الحقّ؛ فقرّروا مساومته بعروض مغرية من السيادة والملك والثروة ، فقد جاءه أحد وجهاء قريش يعرض عليه اُموراً لعلّه يقبلها ، وممّا قال له :
( يا ابن أخي ! إن كنت إنّما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً ، جمعنا لكَ من أموالنا حتّى تكون أكثرنا مالاً .
وإن كنتَ تريد شرفاً سوّدناك علينا ـ جعلناك سيِّدنا ـ حتّى لا نقطع أمراً دونك .
وإن كنتَ تريد به ملكاً ملّكناك علينا ) ...
لكن رسول الله (صلى الله عليه واله) رفض كلّ ذلك باصرار ، فلجأوا إلى الضغط عليه عائلياً ، وخاب سعيهم أيضاً بسبب شجاعة الرسول (صلى الله عليه واله) وثباته وحماية أبي طالب (عليه السلام) له .
التفّ بنو هاشم ـ أقارب الرسول ـ حوله وأجمعوا على الذود عنه إلاّ عمّه أبو لهب فقد تمزّق حقداً وهو يرى رسول الله يحظى بدعم عشيرته .
لمّا فشلت المفاوضات ، جاء دور الاضطهاد المادّي للرسول (صلى الله عليه واله) ، وقد اتّخذ ألواناً شتّى ، حيث رجموا بيته بالحجر ، وألقوا النجاسات أمام داره ، ووضعوا الشوك في طريقه .
وقد خنقه عقبة بن أبي معيط في رجال من قريش حتّى كادت روحه (صلى الله عليه واله) تفيض .
وسلّطوا الصبيان عليه يرمونه بالحجارة ، إلى غير ذلك من أساليب الأذى والملاحقة ، وكان(صلى الله عليه واله) يتلقّى ذلك بالصبر ، ويحتسبه عند الله تعالى ، وهو يقول : «ما اُوذيَ نبيٌّ بمثل ما اُوذِيت» .
وكما آذت قريش رسول الله(صلى الله عليه واله) ، فإنّها بادرت إلى إيذاء السابقين من المؤمنين ، وقد عاملتهم منذ البداية بالارهاب والاضطهاد والايذاء والتشريد .
وقد تعرّض المؤمنون لأشدّ أنواع التعذيب والاضطهاد ، كما عذّب واضطهد أتباع الانبياء والرسل من قبل ، وكان آل ياسر نموذجاً رائعاً للصبر في سبيل الله والاصرار على المبدأ ، رغم ألوان التعذيب الّتي تعرّضوا لها .
كان أبو جهل يعذِّبهم عذاباً شديداً ويضربهم بالسياط ، حتّى طعن أبو جهل سميّة زوجة ياسراً واُمّ عمار وقتلها ، فاستشهدت وكانت أوّل من استشهد في الاسلام ، ثمّ عذّب زوجها ياسر حتّى مات .
أمّا بلال الحبشي فكانوا يشدِّدون في ضربه وتعذيبه ، ويضعون صخرة كبيرة على صدره وهو عريان ، ويسحبونه على الرمال المحرقة في حرارة الشمس ، ويطلبون منه أن يكفر بالله ورسوله ، وهو يزداد إيماناً وصبراً وينادي : (أحدٌ ... أحد) .






رد مع اقتباس