عرض مشاركة واحدة
قديم 02-13-2011, 06:11 AM   رقم المشاركة : 1
السوسن
(مراقبة عامة)


 
الصورة الرمزية السوسن
الملف الشخصي





الحالة
السوسن غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي الهجرة إلى الحبشة

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل الله فرجهم الشريف
حين عارض مشركو مكّة الدعوة ووقفوا في وجهها ، وشدّدوا التضييق والأذى على المسلمين ، رأى الرسول(صلى الله عليه واله) أن يأذن لعدد من أتباعه بالهجرة إلى الحبشة ، ليوفّر لهم حمايةً ومنجىً من الاضطهاد ، فهاجر منهم أحد عشر رجلاً وأربع نسوة ، وبقوا في الحبشة ثلاثة أشهر ، إلى أن بلغهم نبأ بأنّ قريشاً قد أسلمت ، فعادوا إلى مكّة ، لكنّهم وجدوا قريشاً على حالها لم تتغيّر ، وهي تلاحقهم بالعذاب والأذى .
فأمرهم رسول الله(صلى الله عليه واله) بالهجرة إلى الحبشة مجدّداً ، وكانوا هذه المرّة ثمانين رجلاً وثماني عشرة امرأة ، يترأسهم جعفر بن أبي طالب .
لقد خافت قريش أمر هذه الهجرة ، فحاولت استرجاعهم إلى مكّة ، غير أنّ النجاشي ملك الحبشة ـ وكان على دين المسيح (عليه السلام) ـ رفض طلب مبعوثي قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد .
حاول مبعوثا قريش تشويه صورة المسلمين عند ملك الحبشة ، لغرض استرداد المهاجرين ، وكانا قد حملا للملك الهدايا الكثيرة ، ولكن جعفر بن أبي طالب فنّد ادعاءاتهما وأفشل خطّتهما ، إذ قال للملك :
( أيُّها الملك ! كنّا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجِوار ، ويأكل القوي منّا الضعيف ، فكنّا على ذلك، حتّى بعث الله إلينا رسولاً منّا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحِّده ونعبده ، ونخلع ما كنّا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصِلة الرّحم ، وحُسْنِ الجِوار ، والكَفِّ عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحِش ، وقَوْلِ الزُّور ، وأكل مال اليتيم ، وقَذْفِ الُمحْصنات ، وأمرنا أن نعبدُ الله وحده لا نشرك به شيئاً ، وأمرنا بالصّلاة والزّكاة والصِّيام .
فقال له النجاشي : هل معك ممّا جاء به الرسول محمّد (صلى الله عليه واله) عن الله من شيء ؟
فقال له جعفر : نعم .
فقال له النجاشي ، فاقرأه عليّ .
فقرأ عليه جزءاً من سورة مريم (كهيعص ) فبكى النجاشي وبكى مَنْ كان معه من الأساقفة .
ثمّ قال له النجاشي : إنّ هذا والّذي جاء به عيسى لَيَخْرُجُ من مشكاة واحدة) .






رد مع اقتباس