عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2011, 03:57 PM   رقم المشاركة : 1
السوسن
(مراقبة عامة)


 
الصورة الرمزية السوسن
الملف الشخصي





الحالة
السوسن غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي ولادة ونشأة الامام الباقر (عليه السلام)

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل الله فرجهم الشريف
في غرّة رجب من عام (57) من الهجرة ، غمر بيتَ الرِّسـالة الطّاهر موجٌ مِن السّرور والبهجة ، احتفاءً بميلاد محمّد بن عليّ بن الحسين (عليه السلام) ، الّذي سبق مَنْ سواه مِن مواليد ذلك البيت العظيم ، في كونه أوّل وليد فيه ينتهي في نسبه إلى عليّ وفاطمة بنت الأمام الحسن (عليه السلام) الّتي وصفها الأمام الصادق (عليه السلام) بأنها صدِّيقة لم تدرك في آل الحسنِ امرأة مثلها ، فهو هاشمي من هاشميين ، وعلوي من علويين .
ولقد عاش الأمام محمّد الباقر(عليه السلام)في كنف جدّه الحسين(عليه السلام) أكثر من ثلاث سنين،وشهد مأساة الطف في مستهل عمره الشريف ، وتفيّأ ظلال الرِّسالة والأمامة برعاية أبيه السجّاد (عليه السلام) طوال سنوات إمامته ، وتلقّى علوم الاسلام وتراث الانبياء (عليهم السلام) من أبيه (عليه السلام) خلال تلك الفترة .
ولقد صُنع على عين الرِّسالة الالهيّة من خلال الجو الّذي وفّره له والده الأمام السجّاد (عليه السلام) ، كي ينهض بأعباء الأمامة الشرعية وفقاً لما رسم الله تعالى لعباده في الارض .
ومن هنا فإنّ الأمام الباقر (عليه السلام) قد بلغَ الذروةَ في السّموّ نسباً وفكراً ، وخلقاً ، ممّا منحه أهليّة النهوض بأعباء الأمامة والمرجعية الفكرية والاجتماعية للاُمّة بعد أبيه (عليه السلام).
ويبدو أنّ الأمام محمّداً الباقر (عليه السلام) قد استأثر جدُّه رسول الله (صلى الله عليه واله) بأمر تحديد اسمه ولقبه ، كما في رواية الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري (رضوان الله عليه) ، حيث يقول : « قال لي رسول الله (صلى الله عليه واله) : (يوشكُ أنْ تبقى حتّى تلقى ولداً لي من الحسين (عليه السلام) يُقال له محمّد ، يبقرُ عِلمَ الدِّين بَقْراً ، فإذا لقيتَهُ فأقرِئهُ منِّي السّلام ) ».
وبناءً على ذلك لُقِّب محمّد بن عليّ (عليه السلام) بالباقر ، أي المتبحِّر بالعلم والمُستَخْرِج لغوامضِهِ ولُبابِهِ وأسرارِهِ ، والمحيطُ بفنونِهِ ، كما تشير إلى ذلك معاجم اللّغة المعتبرة .
وبمقـدور القارئ المنصف أنْ يُدرِكَ عظمةَ الأمام (عليه السلام) وسموّهُ في دنيا الاسلام والمسلمين بعد إدراكه لمدى اهتمام الرّسـول القائد (صلى الله عليه واله) به ، وحُبِّهِ له بتحديد اسمه ولقبه ، وإبلاغِهِ سلامَهُ بوساطة أحد أجلاّء الصحابة ، على الرّغم من الفاصل الزمني بين الرّسول (صلى الله عليه واله) وسليله الباقر (عليه السلام)






رد مع اقتباس