02-22-2011, 07:02 AM
|
رقم المشاركة : 1
|
|
معركة الخَنْدَق
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل الله فرجهم الشريف
شعر اليهـود بخطر تعاظم قوّة الرسول (صلى الله عليه واله) ، فاندفعوا للتآمر على الاسلام ونبيّه العظيم ، وراحوا يؤلِّبون أعداء الاسلام ، ويخطِّطون لتكوين تجمّع عسكري هائل لمهاجمة المدينة ، والقضاء على الاسلام .
اتصل اليهود بقبائل قريش وغطفان ، واتّفقوا معهم على مهاجمة المدينة واستئصال الاسلام ، إلاّ أنّ الانباء تسرّبت إلى الرسول (صلى الله عليه واله) فشاور أصحابه .
أشار عليه سلمان الفارسي (رض) ـ وهو من خيرة أصحابه ـ بتحصين المدينة بخندق ، فقبل الرسول هذا الرأي ، وباشر (صلى الله عليه واله) مع المسلمين في حفر الخندق .
تأهّبت قريش ، وجمعت رجالها وأنصارها ومَن تابعها ، فكان تعداد جيشها عشرة آلاف مقاتل نزلوا قرب المدينة .
استنفر الرسول(صلى الله عليه واله) أصحابه للقتال، فكان عددهم ثلاثة آلاف مقاتل.
بدأ هجوم الاعداء بعبور عمرو بن عبد ود العامري ـ أحد أبطالهم ـ وراح يتوعّد المسلمين وينادي (هل مِن مبارز ؟ ) .
فقام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وقال : أنا له يا نبيّ الله .
فقال (صلى الله عليه واله) : إجلس إنّه عمرو .
وكرّر ابن عبد ود النداء ، وجعل يستخفّ بالمسلمين ويهزأ بهم .
فقام عليّ (عليه السلام) قائلاً : أنا له يا رسول الله .
قال (صلى الله عليه واله) : إجلس إنّه عمرو .
فقال عليّ (عليه السلام) : وإن كان عمراً .
فأذن رسول الله (صلى الله عليه واله) لعليّ (عليه السلام) وأعطاه سيفه ذا الفقار، وألبسه درعه ، وعمّمه بعمامته، وقال (صلى الله عليه واله) : «اللّهمّ هذا أخي وابن عمّي ، فلا تذرني فرداً وأنتَ خير الوارثين» .
تقدّم عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) برباطة جأشه المعتادة ، واشتبك مع عمرو اشتباكاً شديداً ، فأرداه قتيلاً .
كبّر المسلمون عندما رأوا عمراً ممدّداً على الأرض، ويعود عليّ ظافراً إلى الرسول (صلى الله عليه واله) فيستقبله بقوله : «لَمبارزة عليّ بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود أفضل من عمل اُمّتي إلى يوم القيامة» .
في اللّيـل هبّت ريح عاصفة شديدة البرودة ، فجعلت تُكفِئ القدور وتطفئ النيران وتقلع الخيام، فاستولى الرّعب على جيش المشركين، وولّوا عن المدينة المنـوّرة هاربين ، وكتب الله بذلك النصر للمسلمين في هذه المعركة الّتي حدثت في السنة الخامسة للهجرة .
بعد أن هزمت الأحزاب وعادت قريش إلى مكّة تجرّ أذيال الذلّ والهزيمة ، اتّجه رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى تصفية جيوب اليهود الخائنة ، المجاورة للمدينة، والّذين نقضوا عهودهم معه (صلى الله عليه واله)، وتحالفوا مع قريش وأحزابها، وقد أمكن الله المسلمين منهم ، وانتهت بذلك مؤامراتهم .
|
|
|