عن أبي عبيدة الحذاء قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الاستطاعة وقول الناس فقال: وتلا هذه الآية: {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ؛ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}: يا أبا عبيدة الناس مختلفون في إصابة القول، وكلهم هالك، قال: قلت قوله: {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ} قال: هم شيعتنا، ولرحمته خلقهم، وهو قوله: {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} يقول لطاعة الامامة الرحمة التي يقول: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} يقول: علم الامام ووسع علمه الذي هو من علمه كل شئ هو شيعتنا ثم قال: {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} يعني ولاية غير الامام وطاعته، ثم قال: {الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ} يعني النبي صلى الله عليه وآله والوصي والقائم {يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ} إذا قام {وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ} والمنكر من أنكر فضل الامام وجحده {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ} أخذ العلم من أهله {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} والخبائث قول من خالف {يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ} وهي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الامام {وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} والاغلال: ما كانوا يقولون مما لم يكونوا امروا به من ترك فضل الامام، فلما عرفوا فضل الامام وضع عنهم إصرهم، والاصر: الذنب ، وهي الآصار، ثم نسبهم فقال: {فَالَّذِينَ آمَنُواْ} يعني بالامام {وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} يعني الذين اجتنبوا الجبت والطاغوت أن يعبدوها، والجبت والطاغوت فلان وفلان وفلان والعبادة طاعة الناس لهم، ثم قال: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} ثم جزاهم فقال: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} والامام يبشرهم بقيام القائم و بظهوره وبقتل أعدائهم وبالنجاة في الآخرة، والورود على محمد صلى الله عليه وآله، وآله الصادقين على الحوض.
(أصول الكافي/ج1/ص429-430)
(بحار الأنوار/ج24/ص353/ح73)