عرض مشاركة واحدة
قديم 07-31-2011, 06:01 PM   رقم المشاركة : 3
الشعور القاتل
(عضوة مميزة)

 
الصورة الرمزية الشعور القاتل
الملف الشخصي





الحالة
الشعور القاتل غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: قصص حيـــــاة شـــــهداء البحـــــــــرين

*** 3 ***

الشهيد عبد الحميد قاسم




الاسم : عبد الحميد عبد الله يوسف قاسم
العمر : 17 سنة
الاستشهاد : 25/3/1995م
المنطقة : الدراز

تفاصيل استشهاده
كيف يطيق العيش من فقد رفيق دربه شهيداً ؟!

وهل يقوى على البقاء من رأى تساقط الأبطال الواحد تلو الآخر في زمن تدافعت فيه قوى التخلف والرجعية للقضاء على كل ما هو إسلامي أو وطني ؟!
ما يمنع الأسد المزمجر من كسر القيود والانطلاق في رحاب الحرية والمجد والشموخ ؟!
حماسه المستمر لنيل الشهادة قد دفعه للعمل الذي لا يعرف الهدوء فإن فقده رفيق دربه - الشهيد عبدالقادر الفتلاوي - كان بداية عيشه في رحاب الشهادة ، فمنذ أن صكّ أذنيه خبر غياب رفيق دربه آلأ على نفسه أن لا يهدأ أو يتوقف عن الحركة والمقاومة ضد أعداء الشعب .
وعلى مدى اثنين وسبعين يوماً هي المدة التي عاشها بعد عبدالقادر لم يفتر لحظة عن الحركة ولم يعرف الهدوء أو الاستقرار ، ولم ير فراشه له أثراً ، حيث قضى أيامه ولياليه مختفياً عن أعين الجلاوزة الذين كانوا يبحثون عنه في كل مكان .. كانت نفسه الكبيرة تأبى عليه أن يتعلّق إلاّ بمنهج التضحية والفداء ، فكان يجمع الشباب وينظمهم في مجموعات لها مهمات محددة ، وتتفتق عبقريته عن اختراع يستهدف قوات الشغب عرف في ما بعد بـ "القاذف" ، وكان له أثر شديد في رفع معنويات الشباب المقاوم وإدخال الرعب في قلوب المباحث وقوات الشغب ، حتى أصبح مطلوباً ومطارداً من قبل الجلادين .
لقد شارك في تعليق صور الشهيد عبدالقادر الذي سبقه إلى الجنان في كل مكان ، وعاش أيامه مطارداً كأي بطل مؤمن بهدفه ، ولم يراوده خوف أو قلق على مصيره ، فهو يعلم انه لن يصيبه إلا ما كتب الله له ، وإن الأعمار بيد الله ، وان حياة العزة والكرامة لا يساويها شيء ، وكان رجال الأمن يأتون إلى منزله بين يوم وآخر وأحياناً كل يوم ، ولكنه كان أذكى من أن يسلّم نفسه إليهم بسهولة ، فعاش مطارداً في الأصقاع ، ومع ذلك لم يتخلّ عن أداء واجبه ، حيث كان يقوم بعملياته البطولية أثناء البحث عنه بدون قلق .
وسوف يسجل له تاريخ النضال البحريني موقفه البطولي يوم استشهاده في 25 مارس 1995م ، حيث قاوم قوات الشغب بشجاعة واستبسال ولم يستسلم لهم ، وظل يدافع عن نفسه ويستهزئ بهم عند مدرسة الدراز الإعدادية للبنين ، حيث كان الشباب يقفون أمامها للتعبير عن مطالبهم الدستورية .
كان يقود الجموع باتجاه المدرسة ، فيما كانت قوات الشغب تترصد له داخلها .. وفي الساعة الرابعة بعد الظهر بادرو بالرصاص من كل جانب حتى أثخنته الجراح وسقط على الأرض ، وقد استقرت الرصاصات في رأسه وفي أنحاء جسده ، وما أن تيقّن الجلادون من سقوط هذا البطل حتى بادروا إليه بالضرب بأعقاب البنادق والهراوات والركل بالأرجل والأيدي ..!
لقد كان كالأسد الجاثي على الأرض وقد تكسرت مخالبه ، أو الصقر الذي فقد جناحيه ، وكان يقاومهم وهو مرمي على الأرض ويستهزئ بهم ويتحداهم إلى المبارزة المتكافئة ..! إلاّ أن مصاصي الدماء أبوا إلاّ الاستمرار في تعذيبه ، حتى قطعت إصبعاه وتمزقت أشلاؤه ، والصور التي أخذت له وهو على المغتسل توضح مدى ما عاناه من التعذيب الوحشي على أيدي وحوش آل خليفة .
وبعد سقوطه أخذه الجلاوزة إلى رؤسائهم لإكمال التعذيب في القلعة ، وفاضت روحه الطاهرة في الساعة الحادية عشرة قبل منتصف الليل من يوم السبت ، ولقي ربه مضرجاً بدم الشهادة ، ونقله الجلادون من المعتقل إلى مستشفى السلمانية حيث تم الاتصال بأهله ، وما أن وصل خبر استشهاده في الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي (الأحد) حتى هبت الجماهير من كل مكان لتشييعه ، وفي الساعة الثانية بعد الظهر كان موكب تشييع الشهيد يتحدى إرهاب السلطة ، وفيه الرجال والنساء من القرية ومن خارجها .
وقد اعتلت الصرخات والهتافات بالتكبير والشعارات من قلوب الشعب الجريح التي تودع بطلاً من أبطالها في زمن كثرت فيه الجراح وتعدد الشهداء ، وما أن وصل الموكب بيت الشهيد حتى تعالت الهتافات فرددتها الطيور في السماء ، وكانت حمائم القرية تشارك المشيعين بكاءهم وحسرتهم وأساهم .. وكانت آهات أمّه - الذي كان بكرها - تقطع نياط القلوب فتتجاوب معها قلوب المؤمنين الذين شعروا بالحسرة والحزن .. وفي اليوم التالي وجد أحد معلمي المدرسة التي كانت مسرح الحدث إصبعي الشهيد في إحدى زواياها !
بسقوط الشهيد حميد بلغ الحقد على آل خليفة مداه في نفوس الناس وأصبحت العائلة الحاكمة تمثل في نظر الناس مصدر المأساة في البلاد ، فلقد كان حميد قاسم خير تعبير عن ضمير الأمة وحماسها لأحداث التغيير ، وكان الشهيد من أصغر الشهداء حيث كانت ولادته في شهر يوليو 1978 وكان طالباً متفوقاً في دراسته الثانوية ، يعيش مع أمه التي كان أكبر أولادها وأبيه الذي كان له عدد من الأبناء ، لقد كان شهماً يبادر لخدمة الآخرين ولعب دوراً فاعلاً في الانتفاضة منذ بدايتها ، فكان يقوم بتوزيع المنشورات ولصق صور الشهداء والكتابة على الجدران ، وكانت ثقافته جيدة ويمتاز بروح الدعابة والمرح مع الآخرين ، ويميل لكتابة الشعر ، وكان يوم استشهاده وتشييعه يوماً مشهوداً في تاريخ الانتفاضة ، بسبب ما عرف عن الشهيد من بطولة خارقة واستعداد كامل للتضحية والفداء .










رد مع اقتباس