عرض مشاركة واحدة
قديم 10-15-2011, 03:58 PM   رقم المشاركة : 3
محامي العتره
( عضوفضي )
 
الصورة الرمزية محامي العتره
الملف الشخصي




الحالة
محامي العتره غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: مسير الارواح في عالم البرزخ


::حضور الذنب ::

ثم أمرني أن أسلّمه كتابي الذي بيدي اليمنى . فناولته إياه وقلت
: لك جزيل شكري وتقديري لأنك أنقذتني من غربتي وسترافقني وتواسيني في رحلتي هذه .

قال : سوف لن أدعك وحيدا ً ما استطعت , إلا
..
تغير لون وجهي فسألته مرعوبا ً : وماذا؟

قال : إلا أن يتغلب عليَّ ذلك القادم فتبقى أنت وهو
!
سألته : ومن هو ذاك ؟
قال : أنَّ كل ما أعرفه هو أنك سلمتني صحيفة أعمالك اليمنى أما صحيفة أعمالك التي في الشمال فهي ما زالت معلقة في عنقك ولا تدع شيئا ً إلا أحصته . وهنا لك شخص آخر اسمه (( الذنب )) سيستلمها منك , فإذا ما تغلب عليَّ ستكون رفيقه حينذاك
, و إلا فإنني سأرافقك على مدى هذا الطريق المحفوف بالمخاطر .

قلت : سأعطيه الصحيفة مباشرة حتى يذهب , قال ((حسن
)): إنه نتيجة أعمالك القبيحة وخطاياك ويحب البقاء عندك.

كنا مسترسلين في الحديث وإذا بي أشعر برائحة كريهة للغاية تزعجني . قد ملأت تلك الرائحة الأجواء وقطعت علينا حديثنا ,وبرز في قبري شبحٌ قبيح وكريه .
ومن شدة هلعي التجأت بـ((حسن)) وتعلق به بقوة , وهنا أمسك – الذنب – بعنقي بيديه القذرتين الوسختين و أخذ يزمجر مقهقها ً: إنني سعيدٌ يا صاحبي
... وواصل قهقهته بصوت عالٍ , فاستحوذ عليَّ الرعب والخوف وعقُد لساني عن الكلام واشتدت ضربات قلبي حتى فقدت الوعي.

ولما أفقت وجدت رأسي في أحضان ((حسن)) ولكنني بمجرد رؤيتي لوجه حسن الملطخ بالدماء هيمن على فؤادي الحزن حيث تصورت أن ذلك الشبح القذر – الذنب – قد انتصر عليه وقهره , ولكن ((حسن)) كان يعلم بما يدور في قلبي , نظر إليَّ وقال بهدوء : لا تحزن
, فبعد صراعٍ وجدل شديد أعطيته كتابه وأبعدته عنك حتى حين .

ثم نهضت متكئا ً على كتف ((حسن)) والدموع تترقق في أحداقي , وقلت : إنني أود تبقى إلى جاني إلى الأبد
, لقد أزعجني ذلك الشبح الكريه , والغربة بالنسبة لي أفضل بكثير من المكوث إلى جانبه , فإذا ما جاورني الذنب سأعيش الاضطراب.

قال ((حسن
)) : له الحق في أن يجاورك فهذا ما أردته أنت.

قلت له متعجبا ً: إنني لم أدعه أبداً
.
قال
: على أية حال , أعمالك الطالحة وذنوبك هي التي جعلته يكون هكذا ولا بد أن تراه مرة أخرى إلى جانبك .

فاعتراني الخجل لما قاله ((حسن)) واضطربت بشدة , ثم سألته مرتعدا ً : متى وأين؟
.
قال
: ربما في الطريق الذي سنسلكه.

قلت : أي طريق , أي مسير؟
قال
: في ضوء ما بشرك به نكير ومنكر فان مستقرك في بقعة تقع في وادي السلام . و عليك الاستعداد للرحيل إلى هناك.

قلت : وأين يقع وادي السلام ؟

قال : هو مكان يتمنى كل مؤمن أن يبلغه , ولابد لك من العبور من وادي برهوت
كي تتطهر في الطريق من كل درنٍ وخبث , وذلك من خلال المشتقات والصعاب التي ستتجرعها وحيث تذوب خطاياك , فتبلغ مقصدك بسلام.

قلت : وما هو برهوت ؟
قال
: انه مكان يستقر فيه الكافرون والظالمون وفيه يذوقون عذاب البرزخ .



كونوا بالقرب مع وادي برهوت







التوقيع :

محامي العتره

رد مع اقتباس