11-09-2011, 09:09 PM
|
رقم المشاركة : 1
|
|
ملاحقة المهدي (عج)
الهدفُ من الظّهور هو تهذيبُ النّفْس
ما هي القيمة من وراء العِلم بزمن ظهوره الخارجي لنا؟ ولذلك فقد وَرَد في الأخبار النَّهي عن التفحُّص والتجسُّس في مثل هذه الأمور.
إفرضوا أنّنا عرفنا زمن ظهوره عن طريق عِلْم الجَفْر والرّمْل الصحيح، فماذا نفعل حينئذٍ؟ وما هو واجبُنا؟ إنّ واجبنا هو تهذيبُ النّفْس الأمّارة وتزكيتُها وإعدادُها للقبول والتّضحية والإيثار.
إنّنا مكلّفون بهذه الأمور دائماً، وما علينا إلّا أن نعيش أجواء تهذيب النّفس وتزكيتِها، وتطهيرِ الضّمير، سواءً عرفنا وقت ظهوره صلوات الله عليه أم لم نعرف ذلك، ولو أخلصنا نيّاتنا وتأهبّنا لذلك فسيُحالفنا الحظّ والتوفيق بلقائه الحقيقي. ولو لم نكن كذلك، فإنّنا لن نجنيَ شيئاً ذا بال من وراء لقاء جسمه العنصري والمادّي، ولا نحصل على نتيجة من هذا اللّقاء.
لذلك نرى كثيراً من الأشخاص الذين أقاموا في مسجد السَّهْلَةَ أو في مسجد الكوفة أو في غيرهما من الأماكن المقدّسة أربعينيّات متعدّدة لزيارة الإمام وظفروا بذلك، إلّا أنّهم لم يحصلوا على شيء مهمّ من تلك الزيارة.
وما يَنبغي ذكرُه أكثر من غيره، هو أنّ الظهور الخارجي والعامّ لم يقع للإمام بعد، وهو مرتبطٌ بأسباب وعلامات لا بدّ من تحقُّقها، إلّا أنّ الظهور الخاصّ والباطني مُمكنٌ للبعض، وبكلمة بديلة: إنّ سبيل الوصول إلى الإمام والتشرُّف بخدمته مفتوحٌ للجميع، غايةُ الأمر أنّه يحتاج إلى تهذيب الأخلاق وتزكية النّفْس.
وكلُّ مَن نَوَى لقاء الله تعالى في هذا اليوم، وجاهدَ نفسه لِأجل تحقيقِ هذا الهدف، فسيَحظى بظهور الإمام الشخصي والباطني من دون أدنى شكّ، ذلك لأنّ لقاء الحقّ لا يتحقّق بدون اللّقاء الآيتي والمرآتي للإمام عجّل الله تعالى فرجه الشريف.
|
|
|