عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2011, 09:28 PM   رقم المشاركة : 2
شيخ كريم الحجاري الرميثي
( عضو نشيط )
 
الصورة الرمزية شيخ كريم الحجاري الرميثي
الملف الشخصي




الحالة
شيخ كريم الحجاري الرميثي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي قصة يوسف المعرضَة في قناة الكوثر من تفاسير الشيخ الحجاري الرميثي 15 جزء بالصورة والحركة

(الجِزءُ الثانِي فِي قِصَةِ يُوسُف)



((أولادُ يَعقُوبَ يَأخِذُونَ يُوسُف مِن أبيهِ إلى المَرعِى لِيَقتِلُوه))

لاَشَكَ أنَ يُوسُفَ كانَ عَزيزاً عِـندَ أبيـهِ يَعقُوب, وَهُوَ غُلامٌ يافِعٌ وَضئُ

الطلعَةِ مَلِيحُ الهيئَةِ, فلَّمَا جاءَت رُؤْيَتَهُ أزدادَ حُـبَّ أبيهِ إليـهِ مُضاعَفَةّ

فظَّنَ أخْوَتـهُ مِـنْ أبيـهِ بأنَ أباهُـم أحَّـبُ لِيُوسُفَ مِنْهُم, فحَسَدُوهُ فلَعَـبَ

بقلُوبِهِم الشَيْطان وَبالَ فِي أفواهِهِم وَقالُوا: وَمّا الذِي يُقصِر مِنْ شأنِنا

إتِجاهِ أبيْنا, أَلَسْنَّا أكْبَـرُوا مِـنْ يُوسُفَ وَأشَـدُ قـُوَةً وَعَزماً وَأكْثـَر حِنكَةً

وَتَجاربَ هَذِيَـةً, فإنَ مَحَبَتَهُ مِنْ يُوسُفَ قـَدْ نبَتَت فِي قلبْـهِ كَمّا نَبَتَ فِي

الراحَتَينِ ألأصابعِ,, فَبَيَتـُوا أمْرِهِم عَلى قـَتلِ أخِيهِم سِـراً حَتى ( قَالـُوا

لَيُوسُفُ وَأَخُـوهُ) بِنيامِينَ إنَكُـمّا (أَحَـبُّ إِلَى أَبـِينَا مِـنَّا) مَعَـزَةً, فَاخْتَلـُوا

بيُوسُفَ: وَقالُوا بَحَقِ جَدِّنا إبْراهِيمَ عَليْكَ إلاّ وَقصَصْتَ عَلَيْنا مَا رَأيْت؟

قالَ إنْ أخبَرْتكُم خالَفتُ والدِي, وَإنْ قِلْـتُ لَـمْ أرَ فِي المَنامِِ شَـيْئاً كَـذبْت

وَلاَ يُلِيقُ الكِذبَ بنَبِيِّ مَوعُودٍ فَكَشَفُوا مِنهُ البَينَةَ بأنَ حُبَّ أباهُم لَهُ لَيْسَ

عَلى قِياسِ الوَلَدِ فَحَسْب وَإنَمَا عَلى قِياسِ وَجْهِ النِبُوَةِ لَهُ,,

وَقالُوا أليْسَ (وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) بالعَدَدِ وَأكْثـَرُ تَجْربَةً مِنْ يُوسُفَ وَأخِيهِ,,

وَقالَ قائِلٌ مِنهُم نَحنُ ما دُمْنا نَرى يُوسُف بَينَنا سَيظَّل بَيْنَ قَلْبِ يَعقوب

وَشَغافِهِ أكثَرُ حُباًً عَليْنا, وَقالَ آخَـرٌ إنَنا لاّ نَرى لِهذا الدَاءِ دَواءً لِيُطفئَ

وَقـَدَّ قلُوبِنا إلاّ بِقـَتلِ يُوسُف لِنَظْفرَ عِندَ أبِيْنا مَفازَةً مِـنْ بَعـدِهِ, وَنَضْمِرُ

التَوْبَةَ بَعدَ سِنِينٍ, ثُمَ قالُوا ألَيْسَ (أَبَانَـا) فِي حُبِّـهِ لِيُوسُف (لَفِي ضَلالٍ

مُبِينٍ)

عَجَبـاً// فَـَإنَ القلـُوبَ مَهْمّا تَكُـنْ صافِيَـةً لاّ يُؤمِـنُ عَلـى الدَّهْـرِِ كَـدَرُها

وَالنفُوسُ وَإنْ كانَت صافِيَةٌ نَقيَةٌ قِـلًّ أنْ يَبْقى عَلى ألأيامِ نَقاؤُها,, فَهُم

أوْلادُ أنبياءٍ فمَنْ ذا الذِي مِنهُم تَجِدَهُ يَتَغَـير مِنْ قلْبهِ وَيَجْعَل فِيهِ رَوْنَقٌ

مِنْ صَفوِّ مَوَدَّتِه فَدَفَعَهُم الحَسَد وَتَجَمَعَ لَفِيفَهُم عَلى قِداحِ الرَّأي الواحِد

وَقالـُوا (أقتلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً) فلَّمَا تَمالَئُوا وَتَوافَقَ غَدرِهِم

عَلى قََتلِهِ قالَ كَبيرَهُم يَهُوذا وَكانَ أشَدَهُم رَأياً وَحَزْماً, وَأرجَحَهُم عَقلاً

وَحُلُماً, أليْسَ نَحنُ أبـْناءَ يَعقوب التَقِيُ الصَفِي الذِي اصْطفاهُ الله لِدِينِهِ

وَأوْحى إليهِ فِي بَيتِهِ أوْلَيسَ نَحنُ جَدُنا إبْراهِيمُ أبُو الأنبياءِ وَالمُرسَلِينَ

أمَّا لَنا عَقلٌ وَدِينٌ فَكَيْفَ عَزَمْتُم عَلى قَتلِ أخِيكُم وَاللهُ يَأبى القَتل, وَلَقـَد

زَعَمْتُم بَعدَ قَتلِهِ (يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ)

عَـمَّا تـُرِيدُونَ الخِلَّةَ بِحُـبِّ أبيكُم الصَداقََةَ بالمَوَدَةِ المُختَصَةِ التِي لَيْـسَ

فِيها خَلَلٌ لِتَكُون فِي عَـفافِ الحُـبِّ وَدَعارتِهِ أنْ يَخْلـُوَ لَكُـم وَجْـهُ أبِيـكُم

بالمَحَبَةِ التِي تَخَلَّلَتْ القلْب ( لاَ ) فإنَكُم لَفِي ضَّلالِ مُبينٍ بِضَمِيرِ الخِلَّـةِ

المَقصُورَةِ بحُبِّ أبيكُم إلَيْكُم مِـنْ بَعـدِ قـَتلِ يُوسُف لَيْسَ فِيها لِحُبِّ اللـَّهِ

مُتَّسَعٌ فِي قلُوبِكُم, فَرَمُوا عَـنْ قَوْسِ كَلامِهِ فَلَنْ يَسْتَمِعَ لَهُ أحدٌ فَخاطَرُهُ

وَجَرُوهُ لِيُوْقِعَ مَعَهُم الجُرْمَ بِقَتلِِ يُوسُف,,

فَلَوْ أنَهُم يَدرِكُونَ بِمَا قدَرُوه, وَلكِن الأقدارُ تَضْحَكُ عَليهِم بِحَياةِ يُوسُف

التِي لَمْ تَكُن لِلدُنيا حَياةَ حُبٍ وَاسْتِهتارٍ, وَلاّ عرُفَ عَنهُ إنَـهُ كانَ صَريعُ

الغَوانِي,, بَـلْ كانَت حَياتَهُ حَياةَ الشَرَفِ وَالكَرامَةِ وَالعِفَةِ وَالتَرفعِ عَـنْ

الدَّنايا قبْلَ نبُوِّتِـهِ وَبَعدَها, وَمّا عَرفَـَت الدُنيا أطْهَـرُ ذيْـلآً مِـنهُ فِي بَنـِّي

كَنعان, فمِنْ غَـيرِ المُعقولِ وَالحال كَذلكَ (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللـَّهُ وَاللـَّهُ

خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) فَمُكْرُ اللـَّه هُـوَ إِيقاعُ بَلائِهِ بأَعدائِهِ دُونَ أَوْليائِهِ,,

فَلَمَا شاهَـدُوا يُوسُـف جالِـسٌ قـُرْبَ جَـدوَلٍ, فَأخَذُوهُ بِمَكْرِهِم يَتَلاعَبُونَ

وَيَتَناضَلُونَ بَيْنَ يَدَيْـهِ, فلَمَا رَآهُـم اشْتاقَ أنْ يَتَناضَلَ مَعَهُم وَيَلْعَب كَمَا

يَلْعَبُون فأقبْلَ وَقالَ يا أخْوتاه راعَ فِي نَفسِي أنْ ألْعَبَ مَعَكُم قالُوا مَرحَباً

بـِكَ يا يُوسُف, وَقالَ لَـهُ لاَوي: إنَـكَ لَـوْ رَأيْتَـنَّا كَيْفَ نَلْعَـب فِي مَراعِيْنا

وَالطَـيْرُ الأغنامُ مِـن حَوْلِـنَّا لَتَمَنَيْتَ أنْ تَكُونَ مَعنَّا, فَشَوَقُوهُ عَلى اللَّعِبِ

مَعَهُم, وَقالَ لَهُم يُوسُف يا أخَوَتِي انْطَلِقُوا إلى أبى فاسْألُوهُ أنْ يُرْسِلَنِي

مَعَكُم أتَدرَبُ عَمَا كُنتُم تَعمَلُون,,

فاجْتَمَعُوا أخوَتهُ العَشْرَةَ وَتَشاوَرُوا عَلى قتلِهِ وَمّا بَيَتُوا إلاّ حِقداً وَكُرْهاً

عَلى هـذا العَـزْم وَجاءُوا إلى أبيهِـم كَيْـداً يََمْكِـرُونَ وَالهَـوى يَلْعَـبُ فِـي

قلـُوبِهِم, وَيُزيِّنَ لَهُم مَا يَصْطَنِعُونَ,فاصَفُّوا بَيْنَ جَوانِحِ يَعقُوبَ بِصَفَيْنِ

قالَ يا بَنِيَّ مَا حاجَتَكُم؟ فذَكَرُوا لَهُ ما حَكِيَّ يُوسُف عَنهُم بقَوْلِه,,

فَتَلامَزُوا بِينَهُم بإشارَةٍ: وَقالـُوا يا أبانَّا (أَرْسِلْهُ مَعَـنَا غَـداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ

وَإِنَّـا لَـهُ لَحَافِظـُونَ) فَهُناكَ مَا يَنْبـِتُ مِـنَ الكَـلأِ مَـا تَرْتَـعُ فِيـهِ مَواشِيَّـنا

وَالرَّتَعُ فِـي الخِصْبِ مُتَسِعٌ مِنَ الخَيِّراتِ لَعَلَـهُ يَتَعَلَم مِنها يُوسُـفُ مِثلَمَا

نَحنُ فِيهِ مِنْ عَمَلِنَّا,,

أرادُوا بِكَيدِهِم أخْـذ يُوسُـف مِـنْ أبيِـهِ يُريـدُونَ حُسْـنَ رِعايتِـهِ لِلرَّعيَّـةٍ

يَدَعُونَهُ حَتى يَشْبَع فِي المَرْتَعِ وَيَلْعَـب مَعَهُم,, وَلكِنَ أباهُم كانَ يَعـْرفُ

كَيْدَهُم بِمّا يُردُونَ إدْخالَ الهَّم وَالغَيْظِ بِيُوسُفَ, فهُم لاّعِبِينَ مَعَهُ أيامـاً

لِسَّرِقتِهِ مِنهُ فِي قَتلِهِ,,

فَقالَ لَهُم: وَيحَكُم إنْ أخَذتِمُوه مِنِي يُبْعَثُ هَمِي, وَيُثِيرُ أحزانِي أنْ أراهُ

بَعِيداً عَنِي فَلاّ يُؤْمِنَنِي أنْ أرسِلُهُ مَعَكُم,,

(قَالـُوا يَا أَبَانَـا) لاَ أَتـَأسَ بِـنّا بِظَنِكَ ألَيْـسَ نَحنُ أوْلادُكَ العَشْـرَةَ وَأوْلادُ

إسْحاقَ وَإبْراهِيمَ الخَلِيل, لاَ تُفَرِدهُ عَنّا إنَـهُ أخانَا الصَغِير فَلِّمَ (لا تَأْمَـنَّا

عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ) فَعـَبَرُوا بألسِنِتِهِم الماكِرَة يا أبانا نَحنُ

أبناؤُكَ الناصِحُونَ المُطِعُونَ لَكَ يَِظُُلَّنا عَطفِكَ وَحَنانِكَ وَتَنتَظِمُنَّا رَعايَتُكَ

لِنَكُونَ لأخِينا يُوسُفَ لَناصِحُونَ وَاللهُ عَلى مّا نَقُول شَهِيد,,

بَـلْ: إنهُم خادِعُونَ أَنفُسَهُم مِمّا بَيَتـُوا لَهُ القَتلَ, فإنَّ الدِّينَ النَصِيحَةُ للهِ

تَعالى وَلِرسُولِهِ وَلِكِتابِـهِ وَلأئِمَـةِ المُسْلمِينَ وَعامَّتِهِم, والنَصِيحَةُ كَلِمَةٌ

طَيبَةٌ يُعَـبَِر بِها عَـن جُمْلةٍ هِيَّ إرادةُ الخَـيْر للمَنْصُوحِ لَهُ، وَلَيْسَ يُمْكِنُ

أنْ يُعَبَّرَ هـذا المَعنى بكَلِمَةٍ واحِدِةٍ تَجْمَعُ مَعناهُ غَيرُها,, وَأصْلُ النُّصْح

الخلُوص بِصِحَّةِ الإعتِقادِ فِي وَحْدانِيَةِ اللـَّهِ تَعالى, وَإخلاص النِيَّـةِ فِي

عِبادتِـهِ,, والنَصِيحَةُ لِكِـتابِ اللَّـهِ هُـوَ التصْدِيـقُ بـهِ, وَالعَمَـلُ بِمّا فِيـهِ

ونَصِيحَةُ الرُسُول التَصْدِيق بنبُوَّتِهِ وَرسالَتِهِ وَالانْقيادُ لِمّا أُمِرَ بهِ وَنَهى

عَنهُ, وَنَصِيحَةُ الأئِمةِ وَالأوْصياءِ أن يُطِيْعَهُم الناس فِي الحَّقِّ وَلاّ يَرى

الخُرُوجَ عَليْهِم أحَدٌ, وَنَِصِيحَةُ عامَّةَ المُسْلِمِينَ إرشادُهُم إلى مَصالِحِهِم

قالَ أباهُم: أِذهَبُوا عَنِي سَوَفَ أختَصُ بِيُوسُف بأمْرِكُم هـذا إذا قَبِلَ غَداً

أرسِلُهُ مَعَكُم, فَانْصَرفُوا عَنهُ وَهُم فَرحِينَ يَتَعابَرُونَ عَـنْ خِطَـةِ قَتلِـهِ,,

فكانَ فِي قلْبِ يَعقُوب التَقِي بَصِيرَةٌ فِي نَفسِهِ, أمْ كَأنهُ مُسْتَسْلِمٌ لَهُم, أوْ

راكِبٌ مَتنَ ألأغتِرابِ لِغَدرِهِم, بَلْ: إنَـهُ لَمَسَ مِنهُم مَكانَ ألإحساس مِنْ

قلْبهِ فأخَذتهُ عَبْـرَةُ ألأسى, وَنالَّتهُ حِرقََـَةٌ مِـنَ النَـدَمِ عَلى يُوسُفَ كَيْـفَ

يُرسِلُهُ مَعَهُم,,

فَنامَ يَعقوب تِلْكَ اللّيْلةِ وَمِنْ شِدَةِ الهََّوْلِ وَالفَزع الذِي أصابَهُ, فَرأى فِي

مَنامِهِ كَأنَ يُوسُفَ اشْتَّدَ عَلَيْهِ عَشْرَةُ ذِئابٍ, وَإذا ذِئْبٌ مِنها يَحمِيه وَكَأنَ

الأرضَ انشَقَت فَسَقطَ فِيها يُوسُف فبْلَعَتهُ إلى حِينٍ مَعلـُوم,, فَفَزَعَ مِـنْ

نَومِهِ يَتَرَقََب مَجِيئَهُم,, فَلَمّا اندَلَعَ الصَباحُ جاؤُوا أباهُم لِيأخِذُوا يُوسُف

مِنْهُ وَيَذهبُوا بهِ إلى المَراعى لِيَلعَب مَعَهُم وَكانَ شَأنَهُم لِيَقتِلوه,,

قالَ أظنَكُم مِنْ قَبْلُ أيامٍ قََدْ سَوَلَت لَكُم أنفُسَكُم أمْراً وَدَبَرْتـُم عَلى يُوسُفَ

كَيْداً يُبْرِئَكُم مِنْ قَتلِهِ, وَإنَ أمَلِي عَليْكُم إلاّ الحَسَدُ عَليهِ, فإنَنِي أعلَمُ بِكُم

بـِرُؤيَتِي التِي أوْصَلَتنِـي بِمُخايِلَـةِ الحَسَـدِ الـذِي حَمَلْتِمُوهُ فِي أنفـُوسِكُم

وَنَبَتَ داءَهُ فِي صِدُوركُم مِمّا هاجَتْ الغِيرَة وَنارِ الحِقدِ الذِي شاءَكُم فِيهِ

فِيمّا تَصْطَنِعُونَ,,

كَذلِكَ (إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِـهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَـهُ الذِّئْبُ) وَتـُخَلِفُونَ

لِي مِنْ بَعـدِهِ حُزْناً طَوِّيلاً بِعيُونٍ عَبْـرا وَبَلاءً شَدِيداً لاَ يَنفَكُ إذا صادَفَهُ

الذِئبُ وَيَأكُلَهُ, فَرَآهُم عَلى صُوَّرِ الذِئابِ بِقَتلِ يُوسُف: لكِنَهُ قال (وَأَنْتـُمْ

عَنْهُ غَافِلُونَ) قالـُوا يا أبانَـا أوَلَيْسَ (وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) لَيْسَ فِيـنَّا الهَشِيمُ

الضَعِيفُ, لَئِنْ وَقَعَ بِيُوسُفَ مَا تَحذرَهُ وَتَخْشاهُ مِنَ الذِئبِ أنْ يأكُلَهُ (إِنَّا

إِذًا لَخَاسِرُونَ) بِظَنِكَ هـذا بَأنَنا عاجِزُونَ عَنِ حِمايَةِ يُوسُفَ مِنَ الذِئبِ

إنْ صادَفَهُ وَهُوَ صَغِير,,

فَلَمَا تَخالُوا بَيْنَهُم قالُوا (إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) بِمَحَبَتِهِ لِيُوسُفَ أكْثرُ

مِـنّا وَهُـوَ لاَ يَشْعِرُ بأنَنا أوْلادَهُ القائِمِينَ بِتَربِيَةِ دَوابِـهِ, وَحـَرْثَ أرْضِـهِ

وَالدائِبينَ عَلى تَمْشِيَـةِ مَصالِحِهِ,, فَنَسَبُوا إلى أبِيهِـم سَـفَهاً لِسَفاهَتِهِم

الحَمقاءِ,,

فَخَشِيَّ يَعقـُوب الفِتنَةََ وَقالَ لَهُم: يا بَنِيَّ إنْ كانَ هـذا يُرضِيَّ يُوسُف أنْ

يَذهَبَ مَعَكُم فَهُوَ صَغِـيرٌ لاَ يَعـْرِفُ شَيْئاً مِمّا تُضْمِرُونَ لَـهُ, فَلَنْ أُرْسِـلَهُ

مَعَكُم حَتَّى تُؤْتُونِي مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَنِي بِـهِ دُونَ أنْ يَمَسَهُ شَيْئاً مِنكُم

إلاّ مَا قََدَرَ الله فلَّمَا أَباحَ لَهُ أبُوهُ بالذِهابِ مَعَهُم, لَبَسَ يُوسُف ثِيابَهُ وَشَدَ

عَلى بِطنِهِ حِزاماً لَهُ، وَأخَذَ قِضِيبَهُ وَالتَحَقَ بِهِم, وَعَمَدَ يَعقُوب إلى سَلَةٍ

فِيها زادٌ فَوَضَعَها بِيَدِ يُوسُف: وَهُـوَ يَقـُول يا بَنِّيَ أَوْصِيْكُم بِتَقوى اللـَّهِ

فَي يُوسُفُ فَهُوَ أمانَةُ اللـَّهِ فِي أعناقِكُم, إنْ جاعَ فَأطْعِمُوه، وَإِنْ عَطَشَ

فاسْقُوه، وَضَمَهُ إلى صَدرِهِ, وَقبَلَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَقال: اسْتَوْدِعِكُم يا بَنَيَّ

باسْمِهِ اللهِ تَعالى العَزيزُ الرَحِيم,,

وَكانَت زِينَة بِنْت يَعقُوب نائِمَة فرَأتْ فِي مَنامِها كَأنَ يُوسُف وَقَـَعَ بَـيْنَ

ذِئابٍ عَشرَةً تَنْهَشُهُ, وَسِرعانَ مَا استَيْقَظَت مَرعُوبَـةً مَضَّتْ إلى أبِيها

باكِيَة وَقالَت أيْنَ يُوسُف: قالَ سَلَمْتَهُ بِيَـدِ أخوَتِه, فَمَضَّتْ خَلْفَهُ راكِضَةً

حَتى أمْسَكَت بِـهِ فَحالُوا الأخَوَةَ بَيْنَهُ: وَقالَت لاَ أفارِقُهُ حَتى يَعُـودَ مَعِي

إلى أبِّي،, فَأخَـذَ يُوسُف يُقَلِـبُ يَدَّيْها وَيَقول دَعِينِّي بِحَقِّ يَعقـُوبَ عَليْكِ

لأذهَبَ مَعَهُم أرْتَعُ وَألْعَب,,

قالَـت: يا يُوسُفُ ذِئـابَ الإنـْسِ يَتَناهَشُوكَ وَيَقتِلـُوك؟؟ فاسْتَيأسَتْ مِـنهُ

فَتَرَكَتهُ وَرَجَعَت إلى أبِيها باكِيَّةً حِزيِنَةً، فقالَ لَها يَعقُوب لِمَ تَبكِينَ بُكاءَ

الثُكْلى؟ قالَت بَعدَ ساعَةٍ أخْرى تَبْكِي أنَتَ مَعِي قالَ وَمَا الخَبَر,فَقَََصَصَّت

عَليهِ رُؤْيَتَها,,

إنْزل تَحت وِأكْمِل التفسِير






التوقيع :

رد مع اقتباس