عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2011, 09:58 PM   رقم المشاركة : 8
شيخ كريم الحجاري الرميثي
( عضو نشيط )
 
الصورة الرمزية شيخ كريم الحجاري الرميثي
الملف الشخصي




الحالة
شيخ كريم الحجاري الرميثي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي قصة يوسف المعرضَة في قناة الكوثر من تفاسير الشيخ الحجاري الرميثي 15 جزء بالصورة والحركة

الجِزْءُ الثامِن
(النسْوَةُ يُقَطعَنَ أيْدِيَهُنَ بالسَكاكِين)





(وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ)

هـذِهِ صُورَةُ الطَبَقَة المُترَفَة التِي تُحاوِّلُ الحِفاظَ وَالسِّـرَ عَلى المَظاهِـرِِ

البَراقَةِ لِتُغَطيَ عَلى القذارةِ وَتَكْتُم الفضائِحِ وَالأدناسِ وَيَجْعَلُوا العَذابَ

وَالتُهَمِ الباطِلَةِ عَلى الأبْرياءِ الأحرارِ الأبرارِ,,



فهَلْ يَنتَهيَّ ألأمْـرُ إلى هُنـَّا: أمْ تَظْهَرُ لِيُوسُفَ مِحنَةٌ جَدِيدَةٌ؟؟ وَكُـلَّ تِـلْكَ

المِحَنِ ألتِي ابْتَلى بِها, وَالحَبائِلُ التِي نُصِبَت لَهُ, وَالأقاوِّيلُ التِي نُسِجَّت

حَوْلَهُ خَرَجَ مِنها عَفِيفُ النَفسِ طاهِرُ الذَيلِ فبَدَأت ألأيامُ تَحِيكُ لَهُ مِحنَةً

جَدِيدَةً, فأخَّذَت الإقالَة تَتَشَعَب, وَتأخُـذ لَها ألْوانـاًَ وَإشْكالاً, حَتى انتَهَت

وَسَقطّت امْرَأةَ العَزيز مِنْ مَقامِ عِزتِها وَافتَضَحَ أمْرها فِي المَدِينَةِ,,

ألَيْسَ مَا يَجِبُ عَليْها أنْ تَـرْعَ شَرَف بَيتِها,, وَلكِنَها امْرَأةَ القِـحِ تَعَلَقت

بَعَبـدٍ لَها وَراوَدَتهُ, فأمْتَنعَ؟ فألَحَّتْ عَلَيْهِ, فأعتَصَمَ؟ وَكُلَّ ذلِكَ مِنْ أقبْحِِ

الضَلال: حَتى انتَشَرَ خَبَرُها فِي مَحافِـلِ النـُسْوَةِ الحَسْناواتِ مِـنْ بِـلاطِ

المَلْكِ وَأزْواجِ الكَهَنَةِ وَالعَبيـدِ وَالحَشَمِ: كَمَا وَرَدَ ذُكْرهُنَ قـُرآناً (وَقَـالَ

نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تـُرَاوِدُ فَتَاهَا عَـنْ نَفْسِـهِ) لأنَها امْـرَأةُ

القِح تُراودُهُ عَنْ نَفسِهِ إجْباراً عَنهُ وَهُـوَ لا يُريدُ مُواقَعَتِها, وَلكِن ( قَـدْ

شَغَفَهَا حُبّاً) بأمْرِها المُسْتَقبَح مِمَا نَزَلَ حُبُّ فَتاها مِنْ شَغافِ قَلْبِها فَلَمَّا

اقتَـرَنَ حُبّها بالشَهْوَةِ وَسْتَحكَمَ اليَأس مِنـْهُ افتَضَحَ أمْرُها, فَطَلَبَت دَفعُ

العارِ عَنْ نَفسِها بالكِذبِ (إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) بِعَمَلِها المُسْتَقبَح



(فَلَمَّا سَمِعَتْ) زُلَيْـخَةَ (بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِـنَّ) رُسُـلاً تـُريـدُ أنْ تـُقِيـمَ

العُذرُ لَهُنَ وَصْفاً عَنْ نَفسِها لِتُأثِرَ رُؤيَتِهُنَ مِنْ يُوسُف, فَدَعَت أربَعِينَ

امْرَأةً عشْرُونَ مِنْ ذواتِ الأشْرافِ, وَعشْرُونَ بِكْـراً مِـنْ بَناتِ المِلُوكِ

حِـينَ سَمَّعَـت بِمَكْـرِ اللاتِي يَشْتَنَعنَ عَليْها, وَيَنتَقـُصْنَ لَـها مِـنْ عِفَتِها

وَالإشارَة إليْها بالعَيْبِ وَالمَذمَةِ بحُبِّها مِنْ فَتاها فَدَّعَتهُنَ إلى مِسْتَراحٍ

لَها فِي بَيتِها مِنْ أيامِها المُشْرِقَةِ إلى طَعامِها وَشَرابِها (وَأَعْتَدَتْ لَهُـنَّ

مُتَّكَأً) مِمَا هَيَأت لَهُنَ وَسائِدَ الراحَةِ وَمَا يُتَكأُ عَلَيهِ مِنَ الأرائِكِ الوَثِيرَةِ

المُريحَةِ مِـنَ الدِيـباجِ, وَقدَمَـت لَهُـنَ الفاكِهَـةَ وَالمُطَيِّبات, وَأحاطَتَهُـنَ

بالنَعِيمِ الوافِـرِ مَا طابَ وَلـَذ بَعـدَ أنْ خَلَعَـت عَليْهُنَ الحَفاوَةِ (وَآتَتْ كُـلَّ

وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً) وَفاكِهَةً, وَكانَت قـَدْ هَيَأت يُوسُف وَألْبَسَتهُ أحسَنَ

الثِيابِ وَهُوَ فِي غايَةِ عُنفوانِ الشباب, ثـُمَ نادَتهُ بِاسْمِهِ المُكَنى عِندَهُم

يُزارْسِيف أُخْـرُج عَليْهُنَ وَمْشِي بَيْـنَ صِفُوفِهِنَ رُوَيْـداً؟ فَخَرَجَ يُوسُفُ

كَأنَـهُ غارَ فِي الأرضِ مِـنْ مَخدَعِـهِ, وَقـَدْ صَبَـغَ الحَـياءُ بِشارَةَ وَجْـهِهِ

وَمَلأهُ الخَجَلُ مِنْ أغمِصَةِ قَدَمِهِ وَهُوَ يَمْشِي بَيْنَ صِفُوفِهِنَ مِراراً, فَلَمَّا

رَأيْنَهُ صارِماًَ, وَهُوَ حُلَو المَلامِحِ, سَمْحُ المَعارف, أبْلَجُ الوَجهُ وَضِيءُ

الغـُرَةِ, وَمِنْ وَراءِِ هِذهِ القسامَةِ نَفساًَ جَمِيلَةً, فَبِهُرْنَ وَأدهُشْنَ وَأذهُلْنَ

مِمَا تَهَيَمْنَ بـهِ فاختَلَطََّت عِقولهُنَ مِـنْ حُسْـنِ جَمالِـهِ,, وَجُعلْنَ يَحْزُزْنَ

أيْدِيَهُنَ بالسَكاكِينَ مِنْ فَرْطِ دَهْشَتِهُنَ وَذِهُولِهنَ يَحتَسُبَنَ يُقطُعَنَ الطَعام

فَلاَ يَشْعُرْنَ مِنْ أثَرِ الجِراح (وَقـُلْنَ) مُتَعَجِبات تَنزِيهاً لِخالِقِهِ (حَاشَ للهِ

مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) فَأعظَمَنَهُ وَأكْبَرَنَهُ لاَ كَبَشَـرٍ بَيْنَهُنَ

وَاعتَقدنَ إنَهُ مَلَكٌ مَوجُودٌ فِي الحَياةِ بالحُسْـنِ وَالجَمالِ الصُوَري, فلَّمَا

رَأيْنَهُ تَغَـيَّرْنَ وَتَحيَّرْنَ وَتَقـَرَرَ عِندَهُنَ جَمالَهُ, وَأعجَبَهُنَ غايَـةَ حُسْـنِهِ

فأخَـذنَ يَتَشاوَرْنَ عَلى طِـيبِ شَمائِلِهِ, وَسُخاتِ صِفاتِهِ, وَعَـنْ مَا رَأيْنَ

مِنْ حُرقََةِ زُلَيْخَة بِصَبْوَتِها عَليهِ وَتَمَنِيها فِي عَزمِها بِحُبِها إلَيْه,,

فَعِندَئِذٍ صَفَقت زُلَيْخَةَ وَارتاحَ بالُها وَقالَت لَهُنَ (فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ

وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ) عَلَيَّ, هـذا هُـوَ يُوسُفُ الذِي خُضْتَنَ

حَدِيثِي مَعَهُ, وَلُمْتَنِي فِيهِ بَيْنَ أشْرافِكُنَ,, أيْنَ العِفـَةِ مِنكُنَ وَهـذا شأنَكُنَ

فِيهِ, رَأيْتَنـَهُ لَمْحَةً مِنـْذُ ساعَةٍ فَدُهِشَت عِقُولِكُنَ بِحُسْنِ جَمالِـهِ,, فَكَيْفَ

وَأنا لاَ أَطِيقُ عَلى إعراضِهِ صَـبْراَ, وَلَقـَد اسْتَوى بَيْـنَ سَمْعِي وَبَصْري

أشاهِدُهُ كُـلَّ يَـوْمٍ, وَأخْلـُوَّ بِـهِ فِي كُلِّ لَيْلَـةٍ وَنَهارٍ, وَفِي قِعـُودِهِ وَقِيامِـه

وَطَعامِهِ وَشَرابِه, فـَلا تَلُومََنِي بِـهِ: أنـَّا راوَدتَهُ عَنْ نفسِهِ, وَجَذبْتَهُ في

رُوحِي, وَمَلَكْتَهُ في أعنـَّةِ قَلْبي بَعـدُ أنْ اسْتَرَقَ حُبَّـهُ فِي فُؤادِي: فتَأبى

وَأسْتَعصَّمَ عَليَّ أنْ تَمِيلَ نَفسُهُ إلى مُحَرَمٍ, أوْ تَجْنَحَ إلى فاحِشَةٍ, وَكُلَّمَا

دَنوْتُ أَعرْضَ عَلى نَظَّرِهِ مَا ظَهَرَ لَهُ مِنْ مَحاسِنِي؟؟

هـذا هُـوَ يُوسُفُ الذِي يَتَجْلى فِيـهِ الرُوح المَلائِكِي بأظْهَرِ شَرَفٍ وَعِفَةٍ

وَكَمالٍ: فَلا تَلُومَنِي أُنظُرْنَ لأيْدِيَكُنَ قَـَدْ تَجَرُحنَ بالسَكاكِين مِمَا يَتَراءى

لَكُنَ جَمالَهُ فِي لَمْحَةٍ واحِدَةٍ, فَتَألَبْنَ مَعاً عَليْها, وَاجْتَمَعـْنَ عَلى يُوسُفَ

فَبَدَأنَ مُراوَدَتهُ فِي حُسْنِ جَمالِه؟؟

وَقالَت إحداهُنَّ: أيُها الفَتى اليافِعُ الجَمِيلُ: ألَمْ يَكُن لكَ مَأربٌ مِنْ زُليخَةَ

فِي جَمالِها, أوْ مَطْمَعٌ فِي مالِها وَحَلالِها, أوْلَيْـسَ الخَـيْرُ كُلـَّهُ بِيَـدِكَ إذا

طاوَعتََها فَلا تَتَأبى وَالتَمْتَنِع وَتَسْلُكَ الأزاوِيرُ التِي سَوْفَ تُؤدِي بِسْجنِكَ

إذا لَمْ تَنْزل لِرَغبَتِها: فأعرَضَ يُوسُفُ عَنْ قَوْلِها,,

وَقالَت الثانِيَة: يايُوسُف ألَيْسَ لَكَ قَلْـبٌ يَلِينُ لِمُعشِقَةٍ قَـَدْ أسْلَمَت نَفسَها

وَدَفَعَت إلـيْكَ بِقَلْبِها وَهِـيَّ تَسْتَمِيلُ العِصْـيُ بِمَحَبَتِها إلَـيْكَ وَأنـْتَ تَغـضُ

الطَـرْفَ بِحُسْنِها وَرَوْنـَقِ جَمالِها, فَخَففْ مِـنَ العـَنادِ لِتَفـُوزَ بالحَسَنَيْنِ

المالُ وَالجَمال, وَتُؤمِنَ مِنْ شَرَينِِ السِجنَ وَالعَذاب,, فأعرْضَ يُوسُفُ

عَنْ كَيْدِها وَتَوَّلى,,

وَقالت الثالِثة: أليْسَ لكَ عَينٌ تَنظـِرُ إلى مَـنْ تَعِـدُ طَرفَها مِـنْ مَحاسِنِها

وَرَوْنَقُ جَمالِها إليكَ, أوَليْسَ إنَكَ شابٌ قَضِيضُ الإهابَةِ فلَكَ مِن زُلَيْخَةَ

نصِيبٌ, وَمِنَ المِتعَةِ مِقـْدارٌ بِجَمالِها وَمالِها وَعِزِها وَسُلْطانِها,, فضَّـلَ

يُوسُفُ بَينَ الوَعدِ وَالوَعِيدِ يَخْلَصُ مِنْ مِحنَةِ الجُبِ وَمِحنَةِ كَيْدِ أخوانِهِ

وَيَقعُ فِي أخْرى,,

ثُمَ رَمَقَ طرْف عَينَيْه إلى السَماءِ وَقال: أللَّهُمَ أُصْرِفَ عَني كَيْدَ النساءِ

إنَكَ أنَتَ السَمِيعُ العليمُ,,

إنْزِل تَحت وَأكْمِل التَفسِير






التوقيع :

رد مع اقتباس