[كعبة الأحزان]

" وجعلناهم أًَئمة يهدون بأمرنا وأوْحينآ إليهم فعْل الخيرات وإقام الصلاة وإيتآء الزّكـاة وكانوا لنا عابدين"



ولد الإمام الحسن عليه السلام بالمدينة المنورة في ليلة النصف من شهر رمضان سنة ثلاث للهجرة .



ولما أذيع نبأ ولادته المباركة ، ووصل الخبر إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) فرح فرحا شديدا ، وسارع إلى بيت ابنته الزهراء البتول (عليها السلام) ليهنئها بوليدها الجديد ويبارك لأخيه أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فلما وصل (صلى الله عليه وآله) إلى البيت نادى:


"يا أسماء هاتيني ابني ..."


قامت أسماء ودفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها وقال (صلى الله عليه وآله):


"ألم أعهد إليكم أن لا تلفوا المولود في خرقة صفراء؟"


وأمر أن يلف في خرقة بيضاء ، وقام (صلى الله عليه وآله) بإجراء مراسم الولادة على مولوده المبارك، فأذّن في أذنه اليمنى ، وأقام في اليسرى وفي الخبر:



" أن ذلك عصمة للمولود من الشيطان الرجيم " .



ثم التفت إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له:



"هل سميت الوليد المبارك ؟"



فأجاب الإمام (عليه السلام):



" ما كنت لأسبقك يا رسول الله ."



فقال (صلى الله عليه وآله):


"وما كنت لأسبق ربي... "



وما هي إلاّ لحظات وإذا بالوحي يناجي الرسول (صلى الله عليه وآله) ، ويحمل له "التسمية" من الحق تعالى يقول له جبرائيل سمه:


" حـسنـا " .






أفضل الصلاة والسلام عليك يا رسول الله محمد وآل محمد صلوات ربي عليه علي بن أبي طالب صلوات ربي عليه وفاطمة الزهراء صلوات ربي عليها والحسن والحسين صلوات ربي عليهم زين العابدين صلوات بي عليه والأئمة المعصومين صلوات ربي عليهم ~ ~ ~ يا مستمعين النظام صلوا على البدر التمام محمد صلى الله عليه وآله وسلم



اللَّهُــــــــــــــــــــــــمَّ صَـــلِّ وَ سَلّـــمْ علَى مُحمَّــــدْ وَ آلِ مُحمَّـــــــــــــــــــــــــــدْ

اللَّهُــــــــــــــــــــــــمَّ صَـــلِّ وَ سَلّـــمْ علَى مُحمَّــــدْ وَ آلِ مُحمَّـــــــــــــــــــــــــــدْ

اللَّهُــــــــــــــــــــــــمَّ صَـــلِّ وَ سَلّـــمْ علَى مُحمَّــــدْ وَ آلِ مُحمَّـــــــــــــــــــــــــــدْ




حقا إنه اسم من أحسن الأسماء ، وكفى به جمالا وحسنا أن الخالق الحكيم هو الذي اختاره ليدلّ جمال لفظه على جمال معناه وحسنه .



وبعد سبعة أيام على ولادته (عليه السلام) عقّ عنه كبشا وقال (صلى الله عليه وآله) حين ذبحها:


"عقيقة عن الحسن ، اللهم عظمها بعظمه ، لحمها بلحمه ، اللهم اجعلها وقاء لمحمد وآله "


وصار فعله هذا سنة لأمته من بعده ، وأصبحت العقيقة من المستحبات الأكيدة .

ثم بعد ذلك حلق (صلى الله عليه وآله) رأس سبطه بيده المباركة ، وتصدق بزنته فضة على المساكين وطلى رأسه بالخلوق ، وهو طيب مركب من زعفران وغيره ، على خلاف الجاهلية حيث كانوا يطلون رأس الصبي بالدم ، وأجرى عليه الختان .



وكنّاه النبي (صلى الله عليه وآله) أبا محمد ولا كنية له غيرها ، وبهذا انتهت جميع مراسم الولادة .



كانت ملامح الحسن (عليه السلام) وصفاته تحاكي ملامح جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصفاته، فعن الغزالي في إحياء العلوم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال للحسن:


"أشبهت خلقي وخُلُقي "



فكان (عليه السلام) كجده في الأخلاق والصفات الحسنة من العبادة وحسن معاشرة الناس والسخاء والكرم والعفو ، والتجاوز عن الآخرين وغيرها من الفضائل الأخلاقية والصفات الحميدة .

وكيف لا يكون كذلك ، وهو من شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، قد نشأ في بيت الوحي ، وتربّى في مدرسة التوحيد ، فالرسول (صلى الله عليه وآله) تولّى تربيته وأفاض عليه بمكرمات نفسه ، والإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) غذاه بحكمه ، والزهراء (عليها السلام) غرست في نفسه الفضيلة والكمال ، فهو من أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهير .




وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين ونهنئكم



تهنئة معطرة بأزكى العطور والرياحين بمناسبة مولد كريم أهل البيت الإمام الحسن عليه السلام


تـابــ ع