عرض مشاركة واحدة
قديم 12-16-2009, 12:51 AM   رقم المشاركة : 8
مصعب بن عمير
( عضو جديد )
الملف الشخصي




الحالة
مصعب بن عمير غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

Post رد: الرسالة الوَثِيقَة في ثَبْت لَفْتَة الحقيقة

جاء في الرّسَالة:

{3-يقول محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه في ج4مِن(كتاب بدء الخلق0باب مناقب علي بن أبي طالب): حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعيد قال: سمعتُ إبراهيم بن سعد عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم لِعليٍّ:[أمَا تَرْضَى أنْ تَكُون منِّي بمنزلة هارون مِن موسى].

أقول:أَسْأَلُك بالله تعالى:ماذا كان يُمَثِّل هَارُونُ لِموسى عليهما السلام؟

ألَم يكن وصيًّا لَه؟ فإنْ قلتَ: لقد كان هارونُ عليه السلام نبيًّا أيضاً !

قلتُ: صحيح،ولذلك نَبَّه النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك فاستثنى النُّبُوةَ عن أمير المؤمنين علي عليه السلام،حيث قال في ذيل هذا الحديث: [إلا أنه لا نَبِيَّ بعدي]..

راجع سيرةَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم للشيخ محمد بن عبد الوهاب}.

الحاشية:

*البخاري0كِتَاب المغازي0باب غزوة تبوك(ج5ص129): عن مصعب بن سعد عن أَبِيه أَنَّ رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم خَرَجَ إلى تبوك واسْتَخْلَفَ عَلِيًّا، فقال(عَلِيٌّ): أَتُخَلِّفُنِي في الصِّبيان والنساء؟ قال(النبي صلى الله عليه وآله): [أَلا تَـــرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّـي بِمَنْزِلَةِ هارُون مِن مُوسَى إلا أَنَّه لَيْسَ نَبِيٌّ بَعْدِي].

أقول:كانت غزوةُ تبوك في نهاية حياة النبي صلى الله عليه وآله،ولم يَكُن الإمامُ علي بن أبي طالب عليهما السلام مُعْتَادًا على عدمِ الخروج في حروب الإسلام بل كان أوَّلَ الخارجين، فعندما أَمَّرَه واسْتَخْلَفَه(جَعَلَه نَائبَه وخَلِيفَتَه)الرسولُ صلى الله عليه وآله على المدينة المنورة أّحَبَّ أميرُ المؤمنين عَلِيٌّ أن يَتَعَرَّفَ على سَبَبِ عَدَمِ الإذنِ له بالخروج للحرب في هذه المَرَّة،فأجَابَه النبيُّ صلى الله عليه وآله بهذا الحديث الشريف.

دَعُونا نَتَأَمَّل ألْفَاظَ هذه الرواية ومَجْمُوعَ تَرْكِيبِها:

مَاذا كان هارونُ مِن مُوسَى عليهما السلام؟ أَي: مَا هُوَ مَقَامُ هارون بالنِّسْبَةِ إلى النبي موسى عليهما السلام؟

لقد كان هارونُ وَزِيرَ موسى،وَوَصِيَّه،وقد كان نَبِيًّا أيضًا،وهذا مُتَّفَقٌ عليه..

والآن نَنظُر في جواب النبيِّ للإمام عليٍّ عليهما وآلهما الصلاة والسلام:

يا علي .. أنا لم أُخَلِّفك في الصبيان والنساء كُرْهًا فِيك أو رَغْبَةً عَنْك فأنت أكبَرُ مِن ذلك، فَمَقَامُك بالنِّسْبَة إليَّ هو نَفْسُ المَنْزِلَةِ والمَقَامِ الذي لِهارون بالنسبة إلى موسى عليهما السلام، نَفسُه نَفْسُه، ولكن كان هارونُ نَبِيًّا أيضًا –كَمُوسى- وأمَّا أنتَ فلَسْتَ نَبِيًّا يا علِيُّ، ولَن تَكُون نَبِيًّا بعدي،لأنِّي خَاتمُ الأنبياء،ولَيْسَ بعدي نَبِيٌّ،فَلَكَ مَا لِهَارُون إلا النُّبُوَّة، وكُلُّنَا يَعْلَم –أيها المؤمنون– بأنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله حَكِيمٌ بَلِيغٌ بل{ومَا يَنْطِق عن الهَوَى*إنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى*عَلَّمَه شَدِيدُ القوَى}فَلَنْ يَقُولَ شَيْئًا كَاذِبًا –ولو مُزَاحًا أو تَرْضِيَةً– ولن يَقول ذلك فَضْلَةً وبلا فائدةٍ، فتَأمَّلُوا مَعِي لِتَجِدُوا كيف صَاغَ البَلِيغُ كلَّ هذه المَعاني في بِضْعِ الكلمات هذه.

ويكون هذا الحديث الشريف المُسَمَّى بِـ (حديث المَنْـزِلَة) مِن أحاديث إثباتِ الولاية والوصاية والوزارة والخلافة.

*صحيح مُسْلِم(ج7ص120)باب من فضائل علي: محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم لِعَلِيٍّ: [أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي]،قال سعيد:فأحْبَبْتُ أنْ أُشَافِهَ بها سعدًا،فحَدَّثتُه بما حدّثني به عامرٌ،فقال: أنا سَمِعْتُه.فقلتُ: أأنتَ سمعتَه؟ فَوَضَعَ إصبعيه في أذنيه وقال: نعم،وإلا فاسْتُكَّتَا.

وذكَرَ مسلمٌ بعد هذه الرواية مايلي:عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:خَلَّفَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم عَلِيَّ بن أبي طالب في غزوة تبوك،فقال(عليٌّ): يا رسول الله .. تُخَلِّفني في النساء والصبيان؟ فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله): [أمَا تـرضى أن تكُـون مِني بِمَنـْزلة هارون من موسى غَيْرَ أنه لا نَبِيَّ بعدي].ثم ذكَر مسلمٌ بعدها حادثة سَعْدٍ مع معاوية: عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أمَرَ معاويةُ بن أبي سفيان سعدًا فقال:مَا مَنَعَك أنْ تَسُبَّ أبا التُّرَاب (علي بن أبي طالب)؟ فقال(سعد):أما ما ذكرتُ ثلاثًا قالَهُنَّ له رسولُ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فَلَنْ أَسُبَّه، لأنْ تكون لي واحدةٌ منهن أحَبّ إلي مِن حمر النعم: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول له-وقد خَلَّفَه في بعض مغازيه،فقال له علِيٌّ: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان؟-فقال له رسولُ الله صلى الله عليه (وآله)وسلم:[أمَا تَـرْضَى أن تكون مني بمنزلة هارون من مُـوسى إلا أنه لا نُـبُوَّةَ بعديوسمعتُه يقول يومَ خيبر: [لأعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رجُلاً يحب اللهَ ورسولَه ويحبه اللهُ ورسولُه]،قال: فَتَطَاوَلْنَا لها فقال(النبي صلى الله عليه وآله): [ادْعوا لي عَلِيًّا]،فأتِيَ به أَرْمَد،فَبَصَقَ في عينِه ودَفَعَ الرايةَ إليه ففُتِحَ عليه،ولَمَّا نَزَلَت هذه الآيةُ: {فقُلْ تعالوا نَدْعُ أبناءنا وأبنـاءكم ونساءنا ونسـاءكم وأنفسَنا وأنفسكم ثم نَبْتَهِل فنجعل لعنة الله على الكاذبين}دَعَا رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم عَلِيًّا وفاطمة وحسنًا وحسينًا،فقال: [اللهم هؤلاء أهلي].

أقول:لاحِظُوا كيف أنَّ هذه الأحاديث الشريفة -عَدَا واحد أو أكثر- تَتَّفق على اسْتِثناءِ النبوَّةِ مِن منزلةِ الإمامِ عليٍّ مِن النبي صلى الله عليهما وآلهما،بينما تُثْبِت باقي مَرَاتِب المنزلة التي كانت لِهارون مِن موسى -على نبينا وآله وعليهما السلام- مِن الولاية والوزارة والوصايَة والخلافة،بل بعض الأحاديث الماضية عَبَّرَت بِلَفْظِ(إلا أنه لا نُبُوَّةَ بعدي) فالمَجِيءُ بالوَصْف واستثناؤه أوضَح في أنَّ المنزلة مُرَكَّبَة مِن مَرَاتِب،وكلُّها للإمام عليٍّ ما عدا النبوة.

ورَوَى التِّرمذي في صحيحه تحت عنوان (مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه) ج5 ح(الحديث رقم3808)مثلَ هذا الحديث بالضَّبط،مع استثناء النبوة بالوَصْف.

وروَى الترمذي أيضًا تحت نفس العنوان(ج5ح3813): عن سعد بن أبي وقاص أنَّ النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم قال لِعَلِي: [أنتَ مني بمنزلة هارون مِن موسى]. وروى في الحديث الذي بعده،رقم(3814): عن جابر بن عبد الله أنَّ النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قال لِعلي: [أنتَ مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي].

*ابن ماجة(ج1)فضل علي بن أبي طالب: سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم أنه قال لعليٍّ: [ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون مِن موسى].

أقول: ونلاحظ في هذه الأحاديث الأخيرة بأنهالم تُرْوَ في غزوة تبوك، واثنان منها لم يُصَدَّرَا بعبارة(أما ترضى أن تكون)،مِمَّا يُشِير إلى أنَّ حديثَ المنزلة قد صَدَرَ مِن النبي صلى الله عليه وآله أكثر مِن مرَّة وفي مناسبات عديدة،حتى يُؤَكِّد للأمَّةِ الإسلامية أنَّ الخليفةَ الشَّرْعِيَّ بعده هو أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب وليس غيره.






رد مع اقتباس