الموضوع: من هو............؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-2010, 11:53 AM   رقم المشاركة : 9
قطيفيه مواليه
( عضوفضي )
 
الصورة الرمزية قطيفيه مواليه
الملف الشخصي





الحالة
قطيفيه مواليه غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: من هو............؟

اطلالة على حياة الامام الصادق (ع)
الوليد في الاحضان
عصر الامام الصادق(ع)
الامام الصادق وشعائر الحسين (ع)
شعر في مدح الامام الصادق(ع)
مقتطفات من أحاديث الإمام الصادق ( عليه السلام )



اطلالة مختصرة على حياة الامام الصادق (عليه السلام)



اسمه : جعفر .

لقبه : الصادق ، الفاضل ، الطاهر ، الكافل ، الصابر .

كنيته : ابو عبد الله ، ابو اسماعيل ، ابو موسى .

ولادته : ولد سنة 83 هـ في 17 ربيع الاوّل في المدينة .

والده : الامام الخامس من أئمة الهدى الباقر (عليه السلام) .

والدته : فاطمة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر وتكنى « اُمّ فروة » .

جده : الامام الرابع من أئمة المسلمين السجاد (عليه السلام) .

ملوك عصره : منهم ابراهيم بن الوليد ـ ومروان الحمار آخر ملوك بني امية وعاصر ملوك الدولة العباسية منهم السفاح والمنصور الدوانيقي .

امامته : استلم مهام الامامة العظمى وله من العمر 34 سنة ، سنة 117 هـ .

اقامته : أقام مع جده 12 سنة ، وأقام مع أبيه 19 سنة وعاش بعدهما 34 سنة أيّام وسنين امامته .

صفته : كان (عليه السلام)أزهر الوجه أشم الانف أي فيه ارتفاع قليل من الاعلى ـ أنزع رقيق البشرة على خده خال أسود ، أسود الشعر في صدره شعر الى بطنه لا بالقصير ولا بالطويل .

فضائله : وهي كثيرة منها بالسند المتصل الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)انه قال : اذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب فسموه الصادق ، فانه سيكون في ولده سميّ له ، يدعي الامامة بغير حقها ويسمى كذاباً .

مكانته : لقد كان (عليه السلام)من الفضل بمان يقر له العدو والصديق ألتف حوله كافة العلماء والفقهاء والقراء كلهم كانوا يجلسون تحت منبر درسه وينهلون من رحيق أنفاسه علماً وأدباً وحكمة ، فكان أعلم الاُمّة في زمانه بلا منافس .

عمره : 65 سنة .

استشهاده : قضى (عليه السلام)متأثراً بسمٍّ دسه اليه المنصور العباسي ودفن في البقيع قرب قبور آبائه .

زوجاته : فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين الشهيد (عليه السلام)وحميده البربرية وهي اُمّ الامام الكاظم (عليه السلام)وكان له (عليه السلام)أولاد شتى .

أولاده : كان للامام الصادق (عليه السلام)عشرة أولاد ، اسماعيل الاعرج وهو أكبر ولد أبيه وتوفي في زمانه ، وادعت فرقة ضالة انّ الامامية فيه فاُطلق عليهم « الاسماعيلية » .

الامام الكاظم (عليه السلام) ، عبد الله العباس ، علي ، اسحاق ، محمد ، فاطمة الكبرى ، ام فروة ، أسماء .


الوليد في الاحضان

لقد كانت اللحظات الاخيرة للوضع ، وأهل البيت كلهم بانتظار هذا الوليد المبارك الذي بشّر به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)ومازال جده الامام زين العابدين (عليه السلام)يترقب هذه اللحظات ويبشر الال بولادة الصادق (عليه السلام) ، فقد كان يوماً مفعماً بالافراح والرياحين لانّه يوم 17 ربيع الاوّل ذكرى ميلاد خاتم الانبياء والمرسلين وجاء الوليد انه جعفر الصادق سادس الائمة الهداة ووريث علوم الانبياء والاوصياء ، فتلقفه جدّه بالاحضان والقبلات وغمرة الفرح والسرور ثم تناوله والده الكريم الامام الباقر (عليه السلام)فأجرى عليه المراسيم الشرعية من الاذان والاقامة والتصديق والعقيقة وهكذا عاش الامام الصادق (عليه السلام)بين رعاية الجد وعناية الاب فكان الاوّل يغذيه بكل معاني السمو والشموخ ، والثاني يوحي اليه بالفضل والكمال والرفعة . . حتى عاش بين الحكمة والاخلاق والعلم والزهد والعبادة فانطبعت روحه ونفسه بآثارهما ، فكان هذا أصله الكريم ومهده المبارك .


عصر الامام الصادق (عليه السلام)

لقد عاش الامام الصادق (عليه السلام)أهم مرحلة في تاريخ الاسلام وهو سقوط الدولة الاموية الظالمة وقيام دولة بني العباس فهذه المرحلة الانتقالية كانت لها ايجابيّات وسلبيّات وإفرازات وإنقسامات وتجدد وتغيّر طرأ على هيكل الاُمّة الاسلامية ككل في البدء كان العباسيون في طليعة أنصار آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)بل رفعوا شعارهم ضد بني اُمية « الرضا من آل محمد » ورد حقوقهم وأخذ ثاراتهم من ظلم الامويين ، ولكن سرعان ما تغير كل شيء وظهر دجل بني العباس وما كانت شعاراتهم تلك إلاّ لخداع الناس وتضليلهم فما أن استلموا زمام السلطة حتى بدأت حملاتهم الاجرامية الدموية ضد الشيعة وآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)أيضاً وبدأت مرحلة جديدة من الاضطهاد والظلم .

فقد كانت الفترة التي حكم فيها أبو العباس السفاح اول ملوك بني العباس فترة الثورات وملاحقة بني امية ، فترك الشيعة وترك أهل البيت (عليهم السلام) فاستغل الامام الصادق (عليه السلام)هذه الفرصة للتدريس وفتح جامعته الضخمة في مسجد جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فأخذ ينشر العلوم التي منعها الامويون وكتم عليها الظالمون . . فانتشر علم آل محمد في الافاق وجاءت القوافل من طلبة العلم بالمئات الى المدينة ليحضروا دروس الامام الصادق (عليه السلام)فقد قدّر العلماء طلبة هذه الجامعة الضخمة بأربعة آلاف شخص كلّهم أخذوا العلم من الامام العظيم ، وكانت حلقات هذه الدروس متنوعة كالفقه والاحكام الشرعية مع مناقشة الادلّة ، وكعلم الكلام وتناول بعض المسائل الاعتقادية ومعالجة الشبهات الدخيلة ، وكعلم الطب والكيمياء وتفسير القرآن وعلوم الحديث . . وغيرها .
فاستطاع الامام الصادق (عليه السلام)أن يصنع طبقة كبيرة جداً من المثقفين والعلماء واستطاع خلال هذه الفترة المختصرة من الحرّية أن ينشر من العلوم ما ملىء والخافقين والى يومنا هذا .


الامام الصادق يؤكد شعائر جده الحسين (عليه السلام)

ومن ضمن المواجهات ذات الطابع السياسي الديني هي قضية الامام الحسين (عليه السلام) ، فلقد منع الامويون زيارة الحسين وأخذوا الضرائب من الزائرين ثم أمروا بقتل او سجن كل زائر واستمر الجور على قبره الشريف وعلى زائريه ، ولما انتهى أمرهم عمل الامام الصادق (عليه السلام)على اشاعة عدة اُمور منها :

1 ـ التأكيد على زيارة الحسين (عليه السلام)وانّ زيارته تُدخل الجنة .

2 ـ التأكيد على البكاء عليه وذرف الدموع .

3 ـ التأكيد على اقامة مآتم الحزن وإنشاد المراثي عليه .

4 ـ التأكيد على لبس السواد حزناً على الحسين (عليه السلام) .

5 ـ التأكيد على نشر أهداف ثورة الامام الحسين (عليه السلام)ومظلوميته وجرائم بني اُمية وفظيع أعمالهم .

وغيرها من محاولات وبرامج عمل عليها الامام الصادق (عليه السلام)حتى أعاد الاُمّة وربطها برموزها الحقيقية وأحيا ذكرى الطف الاليمة قولاً وفعلاً ، وفيما يلي بعض الاحاديث التي ذكرها الامام الصادق (عليه السلام)في هذا المجال .

قال الامام الصادق (عليه السلام) : ما اكتحلت هاشمية ولا اختضبت ولا رئي في دار هاشمي دخان خمس سنين حتى قتل عبيد الله بن زياد وقال : البكاؤون خمسة آدم ، ويعقوب ، ويوسف ، وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)وعلي بن الحسين . . واما علي بن الحسين فبكى على أبيه الحسين اربعين سنة .

وقال : من أنشد في الحسين شعراً فبكى وأبكى واحداً كتبت له الجنة .

وقال : من أحب الاعمال الى الله تعالى زيارة قبر الحسين (عليه السلام) .

وقال : انّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي فانه فيه مأجور .

وقال (عليه السلام) لرجل كان يبكي على الامام الحسين (عليه السلام) : رحم الله دمعتك وبهذه البشارات والتصريحات حشّد الامام الصادق (عليه السلام)عواطف الاُمّة نحو الحسين (عليه السلام)وركّز في وعي الافراد حبّ الحسين (عليه السلام)وضرورة بكائه وقول الشعر فيه لكي يمتد ذكره المبارك الى يومنا هذا .

يا آية الاسلام

الدهر عن تحديد ذاتكَ يقصرُ
فجر طلعت على الزمان ، فأشرقت
يا آية الاسلام تلقف كلَّ ما
باعوا العقيدة بالنضار فحرّفوا
فاذا أحاديث النبي مناظر
وإذا المبادئ لا تسير لغاية
وتناست الاجيال عهدك غفلة
وصداك يخترق الدهور مدوّياً
يفنى الربيع بورده وغديره
في كلِّ شامخة لمجدكَ شارة
قد كافحتها الحادثات فلم تزد
رامت لتطفئ نور فضلك فانطفت
ماذا يقول الشاعر المتحيّرُ
آفاقه ، وانجاب ليل أكدر
أفك الاولى ظلماً عليه وزوّروا
ماشاءه ربُّ النُضار وغيروا
فيها يضيع السالك المتبصّر
ممسوخة منها الحجى يتذمر
واذا المطامع بالمبادئ تعثر
يوماً ليذكرك الزمان فيشكر
وشذاك فيها الخالدات تعطّر
وربيع ذكرك عاطرٌ متفجّر
وبكل رائعة لفضلك مظهر
والليل يطويه الصباح المفسر


مقتطفات من أحاديث الإمام الصادق ( عليه السلام ) في العقل والعلم والتوحيد والعدل العقل:

قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث علي بن أبي طالب ، وحديث علي أمير المؤمنين حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وحديث رسول الله قول الله عز وجل . أفتتح بحثي بكلام أمير البلغاء : سئل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : صف لنا العقل ؟ قال : العاقل الذي يضع الشئ في موضعه . وقالوا : صف لنا الأحمق ؟ قال : لقد فعلت .

الكافي : أحمد بن إدريس . . . رفعه إلى أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قلت له ( عليه السلام ) : ما العقل ؟ قال : " ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان " . قال : قلت : فالذي كان في معاوية ؟ قال : تلك النكراء ، تلك الشيطنة ، وهي شبيهة بالعقل ، وليست بالعقل

الكافي : . . . عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه ، قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : فلان من عبادته ودينه وفضله ؟ فقال ( عليه السلام ) : كيف عقله ؟ قلت : لا أدري ، فقال : إن الثواب على قدر العقل . إن رجلا من بني إسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزائر البحر خضراء نضرة كثيرة الشجر ، ظاهرة الماء ، وإن ملكا من الملائكة مر به فقال : يا رب ، أرني ثواب عبدك هذا . وأراه الله تعالى ذلك ، فاستقله ذلك الملك ، فأوحى الله تعالى إليه أن اصحبه ، فأتاه الملك بصورة إنسي فقال له : من أنت ؟ قال : رجل عابد بلغني مكانك وعبادتك في هذا المكان فأتيتك لأعبد الله معك ، فكان معه يومه ذلك . فلما أصبح قال له الملك : إن مكانك لنزه وما يصلح إلا للعبادة . فقال له العابد : إن لمكاننا هذا عيبا ، فقال له : ما هو ؟ قال : ليس لربنا بهيمة ، فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع ، فإن هذا الحشيش يضيع ! ! فأوحى الله إلى الملك ، إنما أثيبه على قدر عقله .

أمالي الصدوق : . . . عن جميل بن دراج ، عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : أصل الإنسان لبه وعقله ودينه ومروته حيث يجعل نفسه ، والإيام دول ، والناس إلى آدم شرع سواء

الكافي : . . . عن إسحاق بن عمار ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من كان عاقلا كان له دين ، ومن كان له دين دخل الجنة ( 1 ) . الكافي : . . . عن سماعة بن مهران ، قال : كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) وعنده جماعة من مواليه ، فجرى ذكر العقل والجهل فقال ( عليه السلام ) : اعرفوا العقل وجنده ، والجهل وجنده تهتدوا . قال سماعة : فقلت : جعلت فداك ، لا نعرف إلا ما عرفتنا . فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إن الله عز وجل خلق العقل وهو أول خلقه من الروحانيين عن يمين العرش من نوره . فقال له : أدبر فأدبر ، ثم قال له : أقبل فأقبل ، فقال الله تبارك وتعالى : خلقتك خلقا عظيما وكرمتك على جميع خلقي . قال : ثم خلق الجهل من البحر الأجاج ظلمانيا فقال له : أدبر فأدبر ، ثم قال له : أقبل فلم يقبل ، فقال له : استكبرت ؟ فلقنه . . . الخ .

الاختصاص : قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : إذا أردت أن تختبر عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه في خلال حديثك بما لا يكون ، فإن أنكره فهو عاقل ، وإن صدقه فهو أحمق .

الناس كلهم في أربع : أولها : أن تعرف ربك . والثاني : أن تعرف ما صنع بك . والثالث : أن تعرف ما أراد منك . والرابع : أن تعرف ما يخرجك عن دينك . وهذه أقسام تحيط بالمفروض من المعارف ، لأنه أول ما يجب على العبد معرفة ربه جل جلاله ، فإذا علم أن له إلها وجب أن يعرف صنعه إليه ، وإذا عرف نعمته وجب عليه شكره ، فإذا أراد تأدية شكره وجب عليه معرفة مراده ليطيعه بفعله ، وإذا وجبت عليه طاعته وجبت عليه معرفة ما يخرج عن دينه ليجتنبه فيخلص به طاعة ربه وشكر إنعامه .

احتجاجات الإمام ( عليه السلام ) ومناظراته
كانت للإمام الصادق ( عليه السلام ) احتجاجات ومناظرات كثيرة في شتى العلوم سواء الدينية منها والدنيوية ، مع أهل الملل والنحل ، والأديان الأخرى . سنورد بعضا منها لتعسر الإحاطة بجميعها .

1 - مناظرة في التوحيد : روي عن هشام بن الحكم ، أنه قال : سأل أحد الزنادقة الإمام الصادق ( عليه السلام ) قائلا : ما الدليل على أن الله صانع ؟ فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : وجود الأفاعيل التي دلت على أن صانعها صنعها ، ألا ترى أنك إذا نظرت إلى بناء مشيد مبني ، علمت أن له بانيا ، وإن كنت لم تر الباني ولم تشاهده . قال : فما هو ؟ قال : هو شئ بخلاف الأشياء ، أرجع بقولي شئ إلى إثباته ، وإنه شئ بحقيقته الشيئية ، غير إنه لا جسم ولا صورة ولا يحس ولا يجس ولا يدرك بالحواس الخمس ، لا تدركه الأوهام ولا تنقصه الدهور ولا يغيره الزمان . / صفحة 28 / قال السائل : فإنا لم نجد موهوما إلا مخلوقا . قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : لو كان ذلك كما تقول ، لكان التوحيد منا مرتفعا لأنا لم نكلف أن نعتقد غير موهوم ، لكنا نقول : كل موهوم بالحواس مدرك بها تحده الحواس ممثلا ، فهو مخلوق ، ولا بد من إثبات كون صانع الأشياء خارجا من الجهتين المذمومتين : إحداهما النفي إذا كان النفي هو الإبطال والعدم ، والجهة الثانية التشبيه بصفة المخلوق الظاهر التركيب والتأليف ، فلم يكن بد من إثبات الصانع لوجود المصنوعين ، والاضطرار منهم إليه ، إنهم مصنوعون ، وإن صانعهم غيرهم وليس مثلهم ، إن كان مثلهم شبيها بهم في ظاهر التركيب والتأليف وفيما يجري عليهم من حدوثهم بعد أن لم يكونوا ، وتنقلهم من صغر إلى كبر ، وسواد إلى بياض ، وقوة إلى ضعف ، وأحوال موجودة لا حاجة بنا إلى تفسيرها لثباتها ووجودها . قال الزنديق : فأنت قد حددته إذ أثبت وجوده ؟ قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : لم أحدده ولكني أثبته ، إذ لم يكن بين الإثبات والنفي منزلة . قال الزنديق : فقوله * ( الرحمن على العرش استوى ) ؟ قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : بذلك وصف نفسه ، وكذلك هو مستول على العرش بائن من خلقه ، من غير أن يكون العرش محلا له ، لكنا نقول : هو حامل وممسك للعرش ، ونقول في ذلك ما قال : * ( وسع كرسيه السماوات والأرض ) من العرش والكرسي ما ثبته ، ونفينا أن يكون العرش والكرسي حاويا له ، وأن يكون عز وجل محتاجا إلى مكان ، أو إلى شئ مما خلق ، بل خلقه محتاجون إليه . قال الزنديق : فما الفرق بين أن ترفعوا أيديكم إلى السماء وبين أن تخفضوها نحو الأرض ؟ قال أبو عبد الله : في علمه وإحاطته وقدرته سواء ، ولكنه عز وجل أمر أولياءه وعباده برفع أيديهم إلى السماء نحو العرش ، لأنه جعله معدن الرزق ، فثبتنا ما ثبته القرآن والأخبار عن الرسول ، حين قال : " ارفعوا أيديكم إلى الله عز وجل " وهذا تجمع عليه فرق الأمة كلها . ومن سؤاله أن قال : ألا يجوز أن يكون صانع العالم أكثر من واحد ؟ قال أبو عبد الله : لا يخلو قولك إنهما اثنان من أن يكونا قديمين قويين أو يكونا ضعيفين ، أو يكون أحدهما قويا والآخر ضعيفا ، فإن كانا قويين فلم لا يدفع كل واحد منهما صاحبه ويتفرد بالربوبية ، وإن زعمت أن أحدهما قوي والآخر ضعيف ، ثبت أنه واحد كما نقول ، للعجز الظاهر في الثاني ، وإن قلت : إنهما اثنان ، لم يخل من أن يكونا متفقين من كل جهة ، أو مفترقين من كل جهة ، فلما رأينا الخلق منتظمة ، والفلك جاريا ، واختلاف الليل والنهار والشمس والقمر ، دل ذلك على صحة الأمر والتدبير ، وائتلاف الأمر ، وأن المدبر واحد

وعن هشام بن الحكم ، قال : دخل ابن أبي العوجاء على الصادق ( عليه السلام ) ، فقال له الصادق ( عليه السلام ) : يا ابن أبي العوجاء ! أنت مصنوع أم غير مصنوع ؟ قال : لست بمصنوع . فقال له الصادق : فلو كنت مصنوعا كيف كنت ؟ فلم يحر ابن أبي العوجاء جوابا ، وقام وخرج .

وعن هشام بن الحكم ، قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن أسماء الله عز ذكره واشتقاقها ، فقلت : الله ، مما هو مشتق ؟ قال : يا هشام ، الله مشتق من إله ، وإله يقتضي مألوها ، والاسم غير المسمى ، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد كفر وعبد الاثنين ، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد ، أفهمت يا هشام ؟ قال : فقلت : زدني ! فقال : إن لله تسعة وتسعين اسما ، فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها إلها ، ولكن لله معنى يدل عليه ، فهذه الأسماء كلها غيره ، يا هشام ، الخبز اسم للمأكول ، والماء اسم للمشروب ، والثوب اسم للملبوس ، والنار اسم للمحروق ، أفهمت يا هشام فهما تدفع به وتناضل به أعداءنا والمتخذين مع الله غيره ؟ قلت : نعم . قال : فقال : نفعك الله به وثبتك ! قال هشام : فوالله ما قهرني أحد في علم التوحيد حتى قمت مقامي هذا . وروي أن الصادق ( عليه السلام ) قال لابن أبي العوجاء : إن يكن الأمر كما تقول - وليس كما تقول - نجونا ونجوت ، وإن يكن الأمر كما نقول - وهو كما نقول - نجونا وهلكت






التوقيع :

رد مع اقتباس