الموضوع: الزواج
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2010, 02:57 AM   رقم المشاركة : 26
12 نورالحسين14
( عضوة مميزة )

 
الصورة الرمزية 12 نورالحسين14
الملف الشخصي





الحالة
12 نورالحسين14 غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: الزواج

الحـلـقـة الـثـامـ( 18 )ــنة عـشـرة





أغلقت الخط وأكملت قيادتي لسيارة


وسألت نفسي ياترى ماهي المفاجأة التي تعدها لي هذه السيدة...؟


ثم سريعاً خطر (قلت بكرة حنشوف المية تكدب الغطاس...)


ياااه لماذا أنا متشائم إلى هذا الحد...؟


لماذا أ تفكيري متسرع دائماً...؟!




انتبهت على صوت خالتي تقول :مارأيكم لوجلسنا تحت هذه الشجرة الكبيرة....؟


باستغراب نظرت إليها فقد كنت سأختارها لولم تقم باختيارها...!


أوقفت سيارتي في جانب الشجرة


وفي الجانب الآخر أخدنا نتسابق في إنزال الأغراض نحن والصغار...


قمت بتثبيت الرواق بمساعدة الصغيرة جواهر


و أثناء ذلك قامت خالتي بإشعال النار


وملأت الإبريق بالماء ووضعته بقرب النار...


بدأت خالتي تخرج الأغراض تباعاً


سألتها : ماذا سوف يكون غداءنا اليوم...؟


فضحكت وقالت:انتظر...انتظر سترى مايعجبك...


قلت: ومالو...ننتظر...ننتظر...!


التفت إلي برهومي وصحت به :برهومي انتبه لملابسك لاتتسخ بالطين...!


قالت خالتي:اتركهم على راحتهم....


لقد ألبستهم ملابس لاخوف عليها أن تتسخ وهذه فرصة لهم أن يلعبوا كيفما شاءوا


فطريقتي مع أولادي إذا خرجنا في نزهة ألا أمنعهم من اللعب أبداً...


فهذه فرصة لهم لكي يخرجوا ما بداخلهم من طاقة


وأستغرب ممن يخرج مع أولاده لكي يروح عنهم ثم يضيق عليهم بتعليماته وأوامره لا تجلس هنا..ولا تجلس هنا...!


قلت ضاحكاً: بصراحة ليس لدي تجربة مع الصغار فنحن لم ننقسم إلى ثلاثة أشخاص بعد...


فضحكت وقالت : الله يرزقك الذرية الصالحة....


بدأت أنظر إليها وهي تعد القهوة والشاي وكنت بالكاد أستطيع إخفاء إعجابي بشخصيتها...ثم قلت في نفسي (ليت النفوس تتبدل)




ناولتني فنجان القهوة وقالت:


تصدق كثير من الأشياء لانعرف قيمتها إلا بعد أن نفقدها...!


قلت مستغرباً....


غريب كلامك يا خالتي....ماذا تقصدين بكلامك...


قالت: أبداً كلامي عام لكل جوانب الحياة


فتجد الإنسان يقضي نصف حياته الأول في التفكير في القسم الثاني...وعندما يتقدم به العمر ويصبح في النصف الثاني من حياته يقضيه في التأسف والتحسر على القسم الأول من حياته...!!


قلت: لكن هذه طبيعة الحياة ولا مفر من الوقوع فيها ومهما حاولنا تجنب ذلك فلن نفلح...


وهذه طبيعة الإنسان لايتعلم من أخطاءه إلا بعد أن يدفع ثمناً غالياً...


قالت خالتي :لكن في الحديث الشريف ذكر بأن السعيد من اتعظ بغيره...ولابد للإنسان أن يتعلم من كل موقف يمر به


سواء كان الموقف لصالحه أم ضده...


غيرت خالتي مجرى الحديث قائلة : هل تريد أن نتغدى بعد الصلاة أم قبلها...


قلت : نتغدى بعد الصلاة أفضل...


ثم بدأت تشرع في إعداد الغداء وهي تقول سيكون الغداء


(برياني دجاج)..!!


قلت مستغرباً...برياني دجاج...معقولة...!!


أنسيت بأننا في البر....أنا أتوقع إن كبسة الدجاج كثيرة علينا...برياني حسب ما أظن يحتاج طريقة خاصة في الإعداد...!!


قالت: كل شيء بالترتيب سيكون أمره سهلاً...!!




قلت وأنا أهم بالوقوف:


على حسب...لكن أنتم أبخص.....أنتم أبخص...




تركت خالتي تعد الغداء


ومشيت قليلاً حتى وقفت بقرب الأطفال وهم يلعبون وأمعنت النظر فيهم قليلاً ثم إلتفتُ إلى خالتي في الخلف


وللحظة تخيلت أن هذه هي عائلتي


ياااه ماأجملنا من عائلة...لكن (أخخ بس) لوكانت حقيقة...!


أخذتني قدماي بعيداً عن مكانهم أماعقلي فبقي يحوم بقربهم....!!


لم يمض وقت طويل حتى


انتبهت على صوت خالتي وهي تلقي بالسلام علي






يتبع...}





رددت عليها السلام..


ثم أشارت بيدها وقالت: مارأيك لو جلسنا قليلاً هنا...


قلت انتظري...انتظري...سآتي لك بسجادة لكي تجلسي عليها..


قالت وهي تهم بالجلوس على الأرض: لاتتعب نفسك..لاتتعب نفسك لن أجلس إلا على الأرض...فكلنا من التراب وسنصير اليه....


قلت :كماتريدين...كماتريدين... !!


قالت بعد أن أطالت النظر في عيني : سعد ألاتلاحظ بأنك تغيرت....أصبحت تسرح كثيراً بتفكيرك...بل حتى إنني أسمعك أحيانا تحادث نفسك بصوت مسموع....كما سمعتك قبل قليل...عسى ماشر ياسعد!!




بعد أن ضحكت ُ بصوت عال قلت: يبدو أني كما قال سقراط قدوصلت إلى مفترق الطرق فإما أن أكون( فيلسوفاً أو مجنوناً وهو الأقرب ياخالتي)


فضحكت قائلة: بسم الله عليك...بسم الله عليك من الجنون...!! (ثم أردفت قائلة) لكن ما السبب في جنونك...؟!


قلت: الأعراض التي ذكرتها ياخالتي أصبتُ بها منذ تزوجت...فقط منذ تزوجت...!


تصدقين يا خالتي إلى الآن لا أحس بأني متزوج...(وانطلقت في الحديث)


لو قلت لك بأني في الشرق وهناء في الغرب سأكون كاذباً...لأني لم أصف وضعنا كمايجب...


فأنا لم أجد فيها أي صفة تجعلني أنظر إليها كامرأة مسئولة فضلاً عن أن تكون زوجة أو أماً مستقبلية...!


ولا أعرف كيف أتصرف ولا كيف أفعل...؟


ففي كل يوم أجد أمامي مشكلة جديدة ورغم تفاهتها إلا أني لم أستطيع وضع حد لها...!


تصدقين منذ تزوجت أصبحت نفسيتي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم...!


قالت خالتي وعلامات التعجب قد غطت جميع ملامحها:


يا الله إلى هذه الدرجة قد وصل بكم الأمر...!


قلت: بل إني ياخالتي لم أعبر وأصف لك حالتي بشكل صحيح....!


(ثم أردفت قائلا) والمشكلة يا خالتي تصدقين إن هناء مصرة على الإنجاب لكي تقوي علاقتنا ببعض على حد زعمها في حين أني رافض ذلك تماما..!!






قالت خالتي: طيب سأسألك سؤالاً محددا وأجبني عليه:


برأيك أين نقطة الخلاف بينكم...؟


قلت :يا خالتي هي أتت على نقطة خلاف واحدة قولي نقاط وحروف وكلمات وكتب ومجلدات وقواميس وجواميس....!


فقالت وهي تبتسم: كلامك من الصعب فهمه ياسعد فلابد أن بينكم نقطة هي الأساس في خلافاتكم...!




رفعت بصري إلى السماء


ثم ضربت بيدي على فمي عدة مرت وقلت: هناء ياخالتي أشك بأن لها عقل كسائر عقول البشر...اهتماماتها كاهتمامات طفلة في الخامسة عشرة..!


تريد مني كل شيء من غير أن أحصل منها على أي شيء...!


تختلف معي لأبسط شيئ..!


وتبكي أيضا من أقل شيئ..!


وتطلب الطلاق بلاسبب


وأنا محسوب على المتزوجين رغم أني لم أذق يوماً واحداً طعم عيشتهم وأصبحت أفكرجدياً بطلاقها...فأنا لم أعد أحتمل هكذا عيشة...!


قالت خالتي: أن تطلب الزوجة الطلاق فهذا ليس بمستغرب لكن أن يكون الطلاق أمراً وارداً لديك كزوج وكرجل فهذا أمر لايمكن قبوله منك أبداً فالطلاق وضع بيد الرجل لأنه أقدر على ضبط نفسه من المرأة...!


قاطعتها قائلاً : طيب إذا استحالت العشرة بين الزوجين ألا يكون الحل هو الطلاق...؟


قالت :عبارة استحالة العشرة هذه هي (سلة الشيطان) لكي يجمع فيها أكبر عدد من المنفصلين


وأنتم لستم أول زوجين تحدث بينهم مشاكل (ثم قطعتْ حديثها فجأة) وأخذت تجري باتجاه الغداء وهي تقول:


لحظة...لحظة ...سألقي نظرة على الغداء وسأعود...


أخذت أنظرإليها وهي ترفع الغطاء عن القدر


وقلت : آآه يا خالتي لو تعلمين بأنك جزء من مشكلتي مع زوجتي...!!


لم تمض ثواني حتى أقبلت خالتي علي


قلت لها: لوأنزلت الغطاء من على رأسك ياخالتي فكما ترين لايوجد أحد حولنا...!!


قالت بصوت واثق مما يفعل :خارج بيتي لا أنزل الغطاء من على رأسي أبداً مهما كانت الظروف ومهما كان المكان الذي أنا فيه...!!


قلت: سبحان الله منذ عرفتك ياخالتي ولديك مبادئ ثابتة لم تتغير..لم تتغير...!


قالت وهي تشد غطاء رأسها: الإنسان من غير مبادئ ثابته لاقيمة له...!


قلت في نفسي(لماذا في بعض الأحيان عندما أجلس مع خالتي أحس بشعور غريب...!


هل لأنها تهتم بقيمة الإنسان...أم لأن حديثها دائما يخاطب العقل ويرتقي فوق الأنا والذا







يتبع....}





انتبهت على صوت خالتي وهي تقول: سعد أين سرحت...؟ ترى فيه إنسانه معك هنا...!


ضحكت وقلت: بصراحة كنت أفكر في كلامك ياخالتي...


ولا أدري هل استمرار زواجنا بهذا الشكل في صالحنا أم لا...؟




قالت: الصبر والتنازل هو أساس النجاح في الحياة..




والزوج...والزوجة إذا لم يتغافل أحدهما عن أخطاء الآخر وأخذ ينظر له بعين الباحث فالفشل حتماً هو مصير الزواج...




فضلت أن أكتفي بهذا القدر من الحوار مع خالتي




فما تقوله هوعين الصواب لكل المتزوجين


لكنه وللأسف لا ينطبق على واقعي مع زوجتي...


فعلاقتي بزوجتي أكبر من أن ينطبق عليها كلام خالتي...


شكرت خالتي وقلت مارأيك لوصلينا ثم تناولنا الغداء...


إذ لانريد أن نتأخر كثيرا في العودة....


وفعلاً


توضئنا وأتممنا الصلاة...


وبدأنا في ترتيب سفرة الغداء


كان الجوع قد بدأ يتسرب إلينا


تناولنا الغداء بهدوء وأصريت على جلوس برهومي بجانبي لكي أشجعه على الأكل...


كان الجو جميلاً جداً وزاده جمالاً وجود خالتي وأولادها


انتهت النزهة واستقلينا السيارة عائدين قبل الليل....


فمن معه نساء لابد أن يسري قبل الليل(هكذا تعلمت من أبي)


قطعنا الطريق ونحن نتبادل شتى الأحاديث...


توقفنا في إحدى المحطات لتعبئة السيارة بالوقود...


ووجدتها فرصة لكي أتصل بزوجتي...


بعد الاتصال قلت لها: هناء لقد بقي على وصولي حوالي نصف ساعة...


قالت: تصل بالسلامة إن شاء الله (إلين هنا تمام)




انتهت المكالمة


وأكملنا الطريق...


وصلنا إلى بيت خالتي


وقمت ُ بإنزالها والأطفال....


ودعتها وأنا أسمع دعواتها الحارة...


وأنا في الطريق الي البيت توقفت عند محل عطور واشتريت زجاجة عطر صغيرة لكي أقدمها (لفتاة الغلاف) >>> زوجتي...


اتجهت الى البيت وأنا أتساءل: ماذا عساها تكون المفاجأة التي تنتظرك ياسعد...(؟!)


وصلت البيت وترجلت من السيارة...


ودخلت البيت باتجاه غرفتي


ووقفت بالباب وترددت ُ في فتحه وقلت قد تكون المفاجأة (كيكة مكتوب عليها اسمي واسمها وبينهم شمعة) يالأحلامك البسيطة ياسعد...!!


وبقبضة رومانسية فرضها علي التفكير في الكيكة فتحت الباب بهدوء...


وقلت بصوت رومانسي هادئ هنااااء...هناااء...






التوقيع :
[gdwl]
المهندسة :: نور الحسين
[/gdwl]

رد مع اقتباس