[جاسم الساعدي]

صديقي علي

دعوني أعرفكم أولا بصديقي علــي ... علــي كغيره من الفقراء في بلدي واكبته الإحزان مذ كان صغيراً حيث أعلنت ساعات القدر على إن تنهي أيام والده ليلتحق بالرفيق الأعلى اسكنه الله فسيح جناته ولان علي هو الأكبر من بين إخوته الثلاث لذا كان من الضروري إن يكون لهم كفيلاً فاصطحب احدهم ليكونا بائعي الشاي في إحدى الأسواق ثم تحول إلى بائع متجول يطوف إحياء بغداد وبعض من ضواحيها ولكنه كان شجاعا فنجح إلى إن يوافق بين عمله وبين الدراسة حتى انه أكمل دراسة القانون ومع كل الألم الذي ملئ علي طوال تلك السنوات العجاف إلا انه عشق إن يكون سياسياً ولهذا عمل مؤخراً مع إحدى الأحزاب السياسية العاملة في الساحة
التقيته قبل بضعة أيام كان يحاول إن يوفر لي جوا من الأمان لإقناعي بضرورة المشاركة في كرنفال الانتخابات القادمة إلا إن عقارب الساعة أشارت إلى العاشرة والنصف ليلا فلم ننهي ذلك الحديث
ولكنني هنا أود إن أقول لصديقي علي إنني إن شاركت يوماً فساعتها سأختار من لايحمل سوى جنسيته العراقية ومن لايرتضي لنفسه إن تمتلئ جيوبه قبل إن تملئ جيوب الفقراء
سأختار من ليس له سكن ومن أجد إن إفراد عائلته داخل الوطن ويا حبيبي وصديقي علي إن أردت يوما إن تكون علي ... فتذكر علي ..واختر علي....
جاسم الساعدي 4/آذار/2010