عرض مشاركة واحدة
قديم 03-26-2010, 09:37 AM   رقم المشاركة : 5
فدوه لعيونك أني ياعمي
يا أمير المؤمنين أغثني


 
الصورة الرمزية فدوه لعيونك أني ياعمي
الملف الشخصي





الحالة
فدوه لعيونك أني ياعمي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: بحث مفصل حول البطل الخالد العباس بن علي و دوره التأريخي في ملحمة الطف

وجاء أيضًا موسوعة شهادة المعصومين (ع) - لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) ما يلي: (12)
العباس بن علي (عليهما السلام)
قال أبو الفرج: العباس بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) ويكنى أبا الفضل، وأمه أم البنين أيضا.

وهو أكبر ولدها، وهو آخر من قتل من إخوته لأمه وأبيه، لأنه كان له عقب، ولم يكن لهم، فقدمهم (13) بين يديه، فقتلوا جميعا.

وفي العباس بن علي (عليهما السلام) يقول الشاعر:

أحق الناس أن يبكي عليه * فتى أبكى الحسين بكربلاء
أخوه وابن والده علي * أبو الفضل المضرج بالدماء
ومن واساه لا يثنيه شيء * وجادله على عطش بماء

وفيه يقول الكميت (بن زيد):

وأبو الفضل ان ذكرهم الحلو * شفاء النفوس من أسقام
قتل الأدعياء إذا قتلوه * أكرم الشاربين صوب الغمام

وكان العباس رجلا وسيما جميلا، يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان في الأرض؛ وكان يقال له: قمر بني هاشم وكان لواء الحسين بن علي معه يوم قتل.

حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثني يحيى بن الحسن، قال: حدثنا بكر بن عبد الوهاب قال: حدثني ابن أبي أويس، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، قال: عبأ الحسين بن علي أصحابه، فأعطى رايته أخاه العباس بن علي.

حدثني أحمد بن عيسى، قال: حدثني حسين بن نصر، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر: إن زيد بن رقاد الجنبي (14)، وحكيم بن الطفيل الطائي، قتلا العباس بن علي (15).

قال المفيد: وحملت الجماعة على الحسين (عليه السلام) فغلبوه على عسكره واشتد به العطش، فركب المسناة يريد الفرات وبين يديه العباس أخوه فاعترضه خيل ابن سعد لعنه الله وفيهم رجل من بني دارم فقال لهم ويلكم حولوا بينه وبين الفرات ولا تمكنوه من الماء.

فقال الحسين (عليه السلام): اللهم اظمأه فغضب الدارمي ورماه بسهم فأثبته في حنكه فانتزع الحسين (عليه السلام) السهم وبسط يده تحت حنكه فامتلأت راحتاه من الدم فرمى به، ثم قال: اللهم إني أشكو إليك ما يفعل بابن بنت نبيك ثم رجع إلى مكانه وقد اشتد به العطش وأحاط القوم بالعباس فاقتطعوه عنه فجعل يقاتلهم وحده حتى قتل رحمة الله عليه، وكان المتولي لقتله زيد بن ورقاء الحنفي (16) وحكيم بن الطفيل السنبسي بعد أن أثخن بالجراح فلم يستطع حراكا (17).

قال ابن شهر آشوب: وكان عباس السقاء قمر بني هاشم صاحب لواء الحسين وهو أكبر الإخوان مضى بطلب الماء فحملوا عليه وحمل هو عليهم وجعل يقول:

لا أرهب الموت إذ الموت رقى * حتى أواري في المصاليت لقا
نفسي لنفس المصطفى الطهر وقا * إني أنا العباس أغدوا بالسقا
ولا أخاف الشر يوم الملتقى

ففرقهم، فكمن له زيد بن ورقاء الجهني (18) من وراء نخلة، وعاونه حكيم بن طفيل السنبسي فضربه على يمينه فأخذ السيف بشماله، وحمل عليهم وهو يرتجز:

والله إن قطعتم يميني * إني أحامي أبدا عن ديني
وعن إمام صادق اليقين * نجل النبي الطاهر الأمين

فقاتل حتى ضعف، فكمن له الحكيم بن الطفيل الطائي، من وراء نخلة فضربه على شماله فقال:

يا نفس لا تخشي من الكفار * وأبشري برحمة الجبار
مع النبي السيد المختار * قد قطعوا ببغيهم يساري
فأصلهم يا رب حر النار

فقتله الملعون بعمود من حديد، فلما رآه الحسين مصروعا على شط الفرات بكى وأنشأ يقول:

تعديتم ياشر قوم بفعلكم * وخالفتم قول النبي محمد
أما كان خير الرسل وصاكم بنا * أما نحن من نسل النبي المسدد
أما كانت الزهراء أمي دونكم * أما كان من خير البرية أحمد
لعنتم وأخزيتم بما قد جنيتم * فسوف تلاقوا حر نار توقد (19).

قال الخوارزمي: ثم خرج عباس بن علي وأمه أم البنين وهو السقاء فحمل وهو يقول:

أقسمت بالله الأعز الأعظم * وبالحجون صادقا وزمزم
وبالحطيم والفناء المحرم * ليخضبن اليوم جسمي بدمي
دون الحسين ذي الفخار الأقدم * إمام أهل الفضل والتكرم

فلم يزل يقاتل حتى قتل جماعة من القوم (20).

قال المجلسي: أقول: وفي بعض تأليفات أصحابنا إن العباس لما رأى وحدته (عليه السلام) أتى أخاه وقال: يا أخي هل من رخصة؟فبكى الحسين (عليه السلام) بكاء شديدا، ثم قال: يا أخي أنت صاحب لوائي وإذا مضيت تفرق عسكري! فقال العباس: قد ضاق صدري وسئمت من الحياة وأريد أن أطلب ثأري من هؤلاء المنافقين.

فقال الحسين (عليه السلام): فأطلب لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء، فذهب العباس ووعظهم وحذرهم فلم ينفعهم فرجع إلى أخيه فأخبره فسمع الأطفال ينادون: العطش العطش! فركب فرسه وأخذ رمحه والقربة، وقصد نحو الفرات فأحاط به أربعة آلاف ممن كانوا موكلين بالفرات، ورموه بالنبال فكشفهم وقتل منهم على ما روى ثمانين رجلا حتى دخل الماء.

فلما أراد أن يشرب غرفة من الماء، ذكر عطش الحسين وأهل بيته، فرمى الماء وملأ القربة وحملها على كتفه الأيمن، وتوجه نحو الخيمة، فقطعوا عليه الطريق وأحاطوا به من كل جانب، فحاربهم حتى ضربه نوفل الأزرق على يده اليمنى فقطعها، فحمل القربة على كتفه الأيسر فضربه نوفل فقطع يده اليسرى من الزند، فحمل القربة بأسنانه فجاءه سهم فأصاب القربة وأريق ماؤها، ثم جاءه سهم آخر فأصاب صدره، فانقلب عن فرسه وصاح إلى أخيه الحسين: أدركني، فلما أتاه رآه صريعا فبكى وحمله إلى الخيمة.

ثم قالوا: ولما قتل العباس، قال الحسين (عليه السلام): الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي (21).

قال الإصبهاني:

وبان الإنكسار في جبينه * فاندكت الجبال من جنينه
وكيف لا وهو جمال بهجته * وفي محياه سرور مهجته
كافل أهله وساقي صبيته * وحامل اللواء بعالي همته
واحدة لكنه كل القوى * وليث غابة بطف نينوا
ناح على أخيه نوح الثكلى * بل النبي في الرفيق الأعلى
وانشقت السماء وامطرت دما * فما أجل رزئه وأعظما
بكاه كالهطال حزنا والده * وكيف لا وبان منه ساعده
بكاه صنوه الزكي المجتبى * وكيف لا ونور عينه خبا
ناحت بنات الوحي والتنزيل * عليه مذ أمست بلا كفيل
ناحت عليه الحور في قصورها * لنوح آل البيت في خدورها
ناحت عليه زمر الأملاك * مذ ناحت العقائل الزواكي (22)








التوقيع :
خذني .. أغثني .. دلني ربي عليك كم سوّفت روحي بلوغ الأمنياتِ.

رد مع اقتباس