عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2010, 04:19 PM   رقم المشاركة : 1
خادم الأطهار
( عضومـاسي متألق )

الملف الشخصي




الحالة
خادم الأطهار غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

Ah11 رسالة دائرية مغلقة إلى أعز ناسي

رسالة دائرية مغلقة إلى أعز ناسي



الكلمات لا تكفي




كنت دوما أقول أن الحب الحقيقي أعظم من الكلمات



الحرمان هو ما يدفعنا للكتابة



الحرمان هو ما يدفعنا للتمرد .. للبوح .. للهذيان .. للإبداع



أكتب على الجدران .. أخط بأناملي على كفي



و أرتشف الماء على مهل



لكن يظلُ ريقي ناشفاً



فأرسم دوائر.. كبيرة و صغيرة



يسألني



بماذا تشعرك الدائرة ؟



أجيبه ... بالحيرة



أكره الدوائر المفرغة



بلا نهايتها .. و حيرتها .. و خطها المتواصل الذي لا ينتهي



أعشق الخطوط المستقيمة



للخط المستقيم بداية و نهاية



بيني و بينك دوائر متقاطعة و متباعدة لا تنتهي



لن أصل لك أبدا



لذا فإن الكلمات لا تكفي



لم أعد أتداوى بالكتابة



العقد قد انفرط .. و حبات اللؤلؤ راكضة على الأرض أمامي



أتأملها و لا أنحني لألتقاطها



أنظر للؤلؤة اللامعة بسطحها المستدير



فالأيام مفرغة كدائرة جوفاء



كحبة لؤلؤ ثقبها أحمق ما ؛ كي تلضم بعقد ما



اللؤلؤ هو في الأصل حبة رمل



و نحن بالأصل رمل و ماء صار طيناً



نُفِخَ فيه روحاً وعلمه الكلمة



لكن الكلمة ... لا أجدها



فقد تاهت مني



كنت قديما .. و أنا لا زلت طفلا .. اكتب عن القمر



اليوم صرت كبيراً .. أذهب إلى البحر



لأبتل به قدمي و ألقي بأسراري به



الأسرار كالخطايا .. حملٌ تنوءَ به الروح



و تلفظ به الشفاه سراً عله يرحل عنها



لكن الدنيا تعلمنا أنها دوارة



وإن كل ما نفعله يرتد إلينا يوماً ما بشكل أو بآخر



السر يعود حتماً ... و البحر يلفظ ما به بالنهاية



و خطايانا .. لا ترحل أبداً



القمر المستدير .. لم يعد صديق



صار هلالاً .. طوال الشهر



ألقى المخادع بهالته حولي على حين غفلة مني



لتصير دائرة محكمة



وتلك الرسالة .. التي أكتبها إليك لألقيها في البحر



لم تصر رسالة



أنا لا أعرف كيف أكتب رسالة وداع



أنا أكره الوداع كما تكرهه أنت و أنت تعرف هذا جيداً



تقول عني أني شخص بقاء .. وتشكك في رحيلي

كما يحلو لك الاعتقاد



كما يحلو لنا أن لا نفكر بالموت و كأننا سنعيش أبدا



أمانينا الحلوة المخادعة



كأكاذيبنا الصغيرة .. تشبه مكعبات السكر



نلقيها لنضيف على أيامنا بعض من حلاوة



و تذوب أمام أعيننا .. و يظل الطعم مراً



لكننا نتظاهر .. و نصدق .. أنت تعرف أني أقلعت عن تناول السكر



وأنا لا اعرف بعد كم مكعباً تحب في فنجان الشاي



أنني أشم رائحة البحر .. و لا أتنسمك .. و أرى الكلمات .. ولا أراك



وتحتضنني الدائرة بينما لا تحيطني ذراعيك



وتلك الرسالة .. التي فشلت في كتابتها إليك



و كل الكلمات التي بدت حمقاء و صغيرة



و كل المشاعر التي هربت مني لحظة واجهت البحر



و كل الخطايا التي طاردتني .. فإنحنيت كي تعبرني



وادعها تقفز بجوفه



كل هذا .. لا جدوى منه



ففي النهاية الكلمات لا تكفي



و الحياة صارت دائرية



لكنني الآن فقط أحب الدائرة ؛ وأنا أطوي هذهِ الرسالة



لأمررها من خلال الفوّهة الدائرية لتصل أليك



أحب الدائرة فقط .. لأنها رمز للعودة



ففي الدائرة لا بداية و لانهاية



و في ما أود قوله لك لا بداية و لا نهاية أيضاً



لكن




لا بُدَ من عودة




الأرواح جند مجندة



فما تشابه منها أئتلف وما تنافر منها أختلف






رد مع اقتباس