عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2016, 08:27 PM   رقم المشاركة : 4
عباس محمد س
زائر
الملف الشخصي





 

افتراضي رد: 101 نصيحة لسعادة الزوجين

الأُسرة منبع الثقافة:

"إنّما يتمُّ انتقال الثقافات والحضارات وحفظ الأصول والعناصر الأساسيّة لحضارة وثقافة المجتمع إلى الأجيال المتتالية ببركة الأُسرة"
14 .

"فأساس الزواج وأهمُّ منافعه عبارة عن تكوين الأُسرة، والسبب هو أنّه إذا وجُدت الأُسرة السليمة في المجتمع، فإنّ ذلك المجتمع سيكون سالماً، وينتقل الإرث الثقافيّ بصورة صحيحة، ويتربّى الأطفال بأفضل صورة، لذا فإنّ المجتمعات التي اختلّ فيها نظام الأُسرة تبعه اختلالات ثقافيّة وأخلاقيّة"
15.

"إذا أرادت الأجيال أنْ تنقل معطياتها الذهنيّة والفكريّة إلى الأجيال التالية، وينتفع المجتمع من ماضيه، فهذا إنّما يتمُّ بواسطة الأُسرة والمحيط الأُسريّ، حيث تتكوّن هويّة وشخصيّة الإنسان لأوّل مرّة على أساس ثقافة ذلك المجتمع، ويقوم الوالدان وبصورة غير مباشرة، وبلا إكراه أو تصنّع بنقل معلوماتهم واعتقاداتهم ومقدَّساتهم إلى الجيل التالي بصورة طبيعيّة"
16
.
41- الأُسرة سكن الفرد:

"نظر الإسلام إلى العائلة نظرة صحيحة وأصيلة، فقد نظر إليها باهتمام بالغ، حيث جُعلت الأُسرة في المنظور الإسلاميّ هي الأصل، وتَزَلْزُل بناء الأُسرة وارتباكه من أقبح الأعمال"
17 .
"الأُسرة في الإسلام تعني محلّ سكن إنسانَين، ومحلّ استقرارهما الروحيّ، ومحلّ أُنس أحدهما بالآخر، ومحلّ تكامل فرد بمساعدة فرد آخر. والأُسرة ذلك المكان الذي يجد فيه الإنسان استقراره النفسيّ. فكيان الأُسرة مهمٌّ إلى هذه الدرجة في الإسلام"
18.





"اعتبر الإسلام – وكما بَيَّن القرآن في عدّة مواضع – أنّ الهدف من خلقة المرأة والرجل وتعايشهما وفي النهاية تزاوجهما، هو استقرار وسكينة المرأة والرجل"
19 .

"وقد ورد هذا المعنى في القرآن الكريم في الآية الشريفة: }وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ{
20 ويوجد تعبير (سكن) في موضعين من القرآن الكريم، على ما أذكر . الله تبارك وتعالى جعل زوج الإنسان من نوعه، زوج المرأة وزوج الرجل من نوعه (ليسكن إليها) لكي يشعر الإنسان – رجلاً كان أو امرأة – بالسكينة في جنب زوجه" 21.

هذا الاستقرار والسكينة والنجاة من الاضطرابات الروحيّة أمرٌ مهمٌّ جدّاً؛ لأنَّ ميدان الحياة ميدان صراع، والإنسان فيه دائماً مُعرَّض لنوع من الاضطراب. وإذا تحقّقت تلك السكينة والاستقرار بنحو صحيح فإنّ الحياة ستكون سعيدة، المرأة تسعد والرجل يسعد، الأولاد الذين يُنجَبون في ذلك المنزل ينمون بدون عُقَد ويكونون سعداء، أيّ تتمهّد الأرضيّة لسعادتهم من هذه الناحية"
22.

42- الأُسرة الأكثر استقراراً أكثر انتفاعاً:

"كلُّ إنسان، رجلاً كان أو امرأة، يتعرّض للمشاكل في حياته اليوميّة ويواجه أحداثاً تُدمِّر روحه وتؤدّي إلى اضطراب الفرد وعدم استقراره، وعندما يدخل بيته فإنّ هذا المحيط الآمن يبعث فيه النشاط ويعدّه لنهار قادم ويوم جديد.
الأُسرة مهمّة جدّاً في تنظيم حياة الفرد، ولا بُدَّ من إدارة الأُسرة بنحو أحسن وبشكل سليم"
23 .


"الفائدة التي يحصل عليها الرجل والمرأة من الأُسرة المُستقِرّة ترفع نتاجهما خارج المنزل وتُكسبه أهميّة وقيمة نوعيّة"24 .

"فرصة الزواج والاستقرار في ظلّ الأُسرة، إحدى الفرص المُهمّة في الحياة للرجل والمرأة، وهي وسيلة للمواساة والحصول على مشاركة شخص مقرّب في الهموم، وهو مما يُعدُّ من الأمور اللّازمة في الحياة "
25 .

43- دور المرأة والرجل في الأُسرة:

"لا بُدَّ أنْ يسعى الفتى والفتاة إلى حفظ هذا الارتباط. وهذه ليست مهمّة أحدهما حتّى نقول: إنّ على الثاني أنْ يتحمّل كلّ ما يفعله الأوّل، كلّا! يجب أنْ يُساعد كلٌّ منهما الآخر لكي يتمَّ ذلك"
26 .

"لا يصحّ أنْ نقول: إنَّ للزوج دوراً أكبر أو للزوجة، لكلٍّ منهما دورٌ في حفظ هذا البنيان، وفي حفظ هذا التجمُّع الثُنائيّ، والذي يزداد تدريجيّاً بعد ذلك"
27 .

"اجتنبوا كلَّ ما يُعكِّر صفو الأُسرة ويؤدّي إلى الكآبة والانفعال السلبيّ. لا بُدَّ أنْ يعزم الرجل والمرأة على التفاهم والتعايش معاً. ما يوجد في الأُسرة من خيرات هو للزوج والزوجة في النهاية، وللأبناء، وليس لأحدهما دون الآخر، أما إذا حدثت – لا سمح الله – كدورة وعدم اطمئنان وتباعد فإنّ ألمَها سيكون على كليهما"
28 .

"إنّ للزوج والزوجة الدور الأكبر في تقوية كيان الأُسرة، بتسامحهما وتعاونهما، وبرأفتهما وأخلاقهما الحسنة، وأهمّ من كلّ ذلك محبتهما، فباستطاعتهما أن يجعلا هذا البناء وهذا الانسجام يدوم"
29 .


44- المحبّة في الأسرة الإسلاميّة:

"الزوج والزوجة في المجتمع الإسلاميّ مرتبط أحدهما بالآخر، وكلٌّ منهما مسؤولٌ عن الآخر وعن الأبناء وعن الأُسرة. لاحظوا! الأُسرة مهمّة إلى هذا الحدّ من وجهة نظر الإسلام"
30.

"في المحيط الإسلاميّ تكون الأُسرة متماسكة، بحيث يتولّد جيلان وتشاهدون الجدّ وأحفاده يعيشون معاً في بيت واحد، كم هذا قيّم؟ لا هؤلاء يملُّون من أولئك، ولا أولئك يُسيئون إلى هؤلاء، الكلُّ متعاونون"
31.

"في المجتمعات الإسلاميّة، أي: المجتمعات المتديّنة، نُلاحظ أنَّ شخصين يعيشان مدّة طويلة لا يملُّ أحدهما من الآخر أبداً، بل إنّ محبّتهما تزداد، الأنس والمحبّة والوفاء من أحدهما للآخر يزداد. هذه هي ميّزة التديُّن ومراعاة الأحكام الشرعيّة "
32.

"فالأُسرة تدوم في ظلِّ الإسلام والثقافة الإسلاميّة، وتجدون فيها الأجداد والجدّات والأب والأمّ والأحفاد وأبناء الأحفاد ينقلون التقاليد إلى الأجيال، الجيل السابق يُقدِّم إرثه إلى الجيل اللاّحق، فلا يكونون مُنقطعين أو مُنعزلين ومُجرّدين من العواطف "
33.

كثيراً ما يتردّد سؤال في ذهن الفتاة الّتي بلغت مبلغ النساء، أو الشابّ الّذي بلغ مبلغ الرجال. ما هي المواصفات الّتي ينبغي أنْ يتحلّى بها شريك العمر أو شريكته؟
من هو الشخص الذي ارتبط ويبقى معي طول العمر؟



ما هي الأمور التي يجب أن أراعيها واهتمّ بها في اختيار الزوج؟ وقبل الإقدام على هذه الخطوة المصيريّة؟

كيف أقدم على الزواج ولا أندم في المستقبل؟

كلها أسئلة تختلج في نفوس الشباب المقبل على حياة جديدة.


هوامش

1-خطبة العقد المؤرخة 8/3/1381 هـ.ش
2- خطبة العقد المؤرخة 14/6/1372 هـ.ش.
3- خطبة العقد المؤرخة 2/9/1376 هـ.ش.
4- خطبة العقد المؤرخة 23/12/1379 هـ.ش.
5- خطبة العقد المؤرخة 29/10/1377 هـ.ش.
6- خطبة العقد المؤرخة 30/3/1379 هـ.ش.
7- خطبة العقد المؤرخة 12/11/1372 هـ.ش.
8- خطبة العقد المؤرخة 21/12/1379 هـ.ش.
9- خطبة العقد المؤرخة 4/10/1381 هـ.ش
10- خطبة العقد المؤرخة 18/12/1376 هـ.ش.
11- خطبة العقد المؤرخة 20/5/1376 هـ.ش.
12- خطبة العقد المؤرخة 11/5/1374 هـ.ش.
13- خطبة العقد المؤرخة 19/2/1374 هـ.ش.
14- خطبة العقد المؤرخة 26/1/1377 هـ.ش.
15- خطبة العقد المؤرخة 16/1/1378 هـ.ش.
16- خطبة العقد المؤرخة 15/10/1379 هـ.ش.
17- خطبة العقد المؤرخة 15/10/1379 هـ.ش.
18- خطبة العقد المؤرخة 4/10/1374 هـ.ش.
19- خطبة العقد المؤرخة 6/9/1376 هـ.ش.
20- سورة الأعراف، الآية 189.
21 ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا سورة الروم، الآية 21
22- خطبة العقد المؤرخة 31/4/1376 هـ.ش.
23- خطبة العقد المؤرخة 29/10/1377 هـ.ش.
24- خطبة العقد المؤرخة 15/12/1379 هـ.ش.
25- خطبة العقد المؤرخة 9/12/1380 هـ.ش.
26- خطبة العقد المؤرخة 30/7/1376 هـ.ش.
27- خطبة العقد المؤرخة 16/5/1379 هـ.ش.
28- خطبة العقد المؤرخة 6/9/1376 هـ.ش.
29- خطبة العقد المؤرخة 17/11/1379 هـ.ش.
30- خطبة العقد المؤرخة 18/6/1376 هـ.ش.
31- خطبة العقد المؤرخة 20/10/1372 هـ.ش.
32- خطبة العقد المؤرخة 2/1/1380 هـ.ش.
33- خطبة العقد المؤرخة 24/5/1374 هـ.ش.
45- المثاليّة المفرطة:

هناك بعض الشباب يتأخّر في الزواج وحينما تسأله عن سبب التأخير يقول لك: لم أجِد بعدُ الزوج الملائم. وما السبب في الحقيقة إلّا المثاليّة الّتي يعيش فيها هذا الشخص.:

"على الشباب والفتيات أنْ لا ينساقوا وراء المثاليّة المُفرِطة في أمر الزواج، إذ لا يوجد شخصٌ مثاليٌّ، ولا يستطيع الإنسان أنْ يجد مطلوبه المثاليّ، فلا بُدَّ أنْ يتوافق ويعيش حياته، وإن شاء الله تكون حياة سعيدة، ويبارك الله لهم ويرضى عنهم"
1 .

46- الكُفْؤُ من وجهة نظر الإسلام:

الصفة العامّة للاختيار هي الكفاءة، فماذا تعني؟


"المُقرّر في شرع الإسلام أن الابن والبنت يجب أنْ يكون أحدهما كفؤاً للآخر.



الأساس في هذه المسألة أي في باب الكفاءة هو أنّ الكفاءة عبارة عن الإيمان، أي أن يكونا مؤمنين تقيَّين ومعتقدين بالمبادئ الإسلاميّة، ويعملان ضمن هذا الإطار، فبقيّة الأشياء ليست مهمّة. فعندما تُحرَز تقوى وعفّة البنت والولد فإنَّ الله تعالى سوف يتكفّل ببقيّة الأمور. فالملاك في هذه الشراكة التي تُسمّى الزواج في الإسلام هو عبارة عن الدين والتقوى "المؤمن كُفْؤُ المؤمنة والمسلم كفؤُ المسلمة"2 هذا هو الملاك الإسلاميّ.

أن لا تكون المرأة بذلك المستوى فلا إشكال في ذلك، بل عليها أن ترقى بنفسها إلى ذلك المستوى، أو يُمكن أنْ تكون المرأة متفوِّقة على الرجل، فعلى الرجل أنْ يوصل نفسه إلى مستواها"
3.

جاء في الحديث أنّ رجلاً جاء إلى الحسن عليه السلام يستشيره في تزويج ابنته فقال عليه السلام:

"زوّجها من رجل تقيّ، فإنّه إن أحبّها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها"
4.

كما ورد عن الإمام الرضا عليه السلام:

"إن خطب إليك رجلٌ رضيت دينه وخُلُقه فزوِّجه، ولا يمنعك فقره وفاقته"
5 ، وقال تعالى: ﴿... إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ...6.

من هنا كان التحذير من الزواج من شارب الخمر لأنّه بعيد عن الإيمان والتقوى والأخلاق، حيث جاء عن الإمام الرضا عليه السلام:
"إيّاك أنْ تُزوِّج شارب الخمر فإنْ زوَّجَته فكأنّما قُدَت إلى الزنا"
7.


وورد النهي عن تزويج سيّئ الأخلاق حتّى وإن كان قريباً ورحِماً كما عن أحدهم، يقول: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام إنَّ لي ذا قرابة قد خطب إليّ وفي خلقه سوء فقال‏ عليه السلام: "لا تزوّجه إن كان سيّئ الخُلُق"8 .

وكذلك الرجل عليه أنْ يختار ذات الدين والتقوى، يقول النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم:

"تُنكَح المرأة على أربع خِلال: على مالها، وعلى دينها، وعلى جمالها، وعلى حسبها ونسبها، فعليك بذات الدّين"
9 .

وعن الإمام الباقر عليه السلام:

"وعليك بذوات الدّين تربت يداك"
10.

:

"إذا ما تزوّج الفرد بدافع المال والجمال فمن الممكن أنْ يُعطيه الله الجمال وقد لا يُعطيه، أمّا إذا تزوّج بحثاً عن التقوى والعفاف، فإنّ الله سيُعطيه المال والجمال أيضاً. وقد يقول قائل: إنّ الجمال لا يُعطى، فالمرء إمّا أن يكون جميلاً أو لا، لكنّ المقصود: أنّ الجمال لمّا كان في العين والقلب فأنت ترى الشخص جميلاً وإن لم يكن جميلاً جدّاً، وعندما لا تُحبُّ شخصاً ما فإنّك لا تراه جميلاً مهما كان جماله"
11 .

إذا عرفنا ضرورة الزواج وأهميّة تشكيل الأُسرة وخطورة تدميرها وعدم الحفاظ عليها، الآن السؤال المطروح هو: كيف يستمرُّ الزواج سعيداً؟ وكيف نستمرُّ بالأُسرة على طول الخطّ؟

:

"في البداية يرى الإنسان كلَّ شيءٍ جميلاً، وبعد أنْ يتعرّف إلى طبائع الطرف الآخر تنكشف له النواقص ونقاط الضعف تدريجيّاً، وهذا ما لا ينبغي أنْ يؤدّي



إلى فتور العلاقة، بل لا بُدَّ من التوافق رغم وجود هذه النقائص؛ لأنَّه في النهاية ليس هناك رجلٌ مثاليٌّ وبلا عيب، ولا امرأة مثاليّة بلا عيب – أيضاً – في أيّة بقعة من هذا العالم"12 .



يتبع






رد مع اقتباس