بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قال الامام الصادق (ع) : إنّ سارة قالت لإبراهيم (ع) :
يا إبراهيم !.. قد كبرتَ فلو دعوت الله أن يرزقك ولداً تقرّ أعيننا به ، فإنّ الله قد اتخذك خليلاً وهو مجيبٌ لدعوتك إن شاء ،
قال (ع) :
فسأل إبراهيم ربه أن يرزقه غلاماً عليماً ،
فأوحى الله عزّ وجلّ إليه :
أني واهبٌ لك غلاماً عليماً ثم أبلوك بالطاعة لي
فمكث إبراهيم بعد البشارة ثلاث سنين ثم جاءته البشارة من الله عزّ وجلّ ،
وإن سارة قد قالت لإبراهيم :
إنك قد كبرت وقرُب أجلك ، فلو دعوت الله عزّ وجلّ أن ينسئ في أجلك ، وأن يمدّ لك في العمر فتعيش معنا وتقرّ أعيننا .
فسأل إبراهيم ربه ذلك
فأوحى الله عزّ وجلّ إليه :
سل من زيادة العمر ما أحببتَ تُعطه ،
فأخبر إبراهيم سارة بذلك فقالت له :
سل الله أن لا يُميتك حتى تكون أنت الذي تسأله الموت ،
فسأل إبراهيم ربه ذلك ،
فأوحى الله عزّ وجلّ إليه :
ذلك لك
فأخبر إبراهيم سارة بما أوحى الله عزّ وجلّ إليه في ذلك
فقالت سارة لإبراهيم :
اشكر لله واعمل طعاما وادع عليه الفقراء وأهل الحاجة
ففعل ذلك إبراهيم ودعا إليه الناس .
فكان فيمن أتى رجل كبير ضعيف مكفوف معه قائد له فأجلسه على مائدته ، فمدّ الأعمى يده فتناول لقمةً وأقبل بها نحو فيه فجعلت تذهب يميناً وشمالاً من ضعفه ، ثم أهوى بيده إلى جبهته ، فتناول قائده يده فجاء بها إلى فمه ، ثم تناول المكفوف لقمةً فضرب بها عينه ، وإبراهيم (ع) ينظر إلى المكفوف وإلى ما يصنع ، فتعجب إبراهيم من ذلك وسأل قائده عن ذلك ، فقال له القائد : هذا الذي ترى من الضعف .
فقال إبراهيم في نفسه :
أليس إذا كبرتُ أصير مثل هذا ؟..
ثم إنّ إبراهيم (ع) سأل الله عزّ وجلّ حيث رأى من الشيخ ما رأى فقال :
اللهم !.. توفّني في الأجل الذي كتبتَ لي ، فلا حاجة لي في الزيادة في العمر بعد الذي رأيت .
العلل ص24