الموضوع: الزكاة
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-30-2014, 04:02 AM   رقم المشاركة : 1
صلاتي حياتي
(مشرفة منتدى الإمام الحسين عليه السلام)

الملف الشخصي




الحالة
صلاتي حياتي غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي الزكاة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

الزكاة
إنها إحدى تشريعات الإسلام التي جعلها لسد فراغ الفقر والمصالح العامة وهي تتعلق ـ على نحو الوجوب ـ بتسعة أشياء وهي:
الغلات الأربع: الحنطة، الشعير، التمر، الزبيب.
الأنعام الثلاثة: الإبل، البقر، الغنم.
النقدان: الذهب، والفضة.
وتستحب في مال التجارة، والخيل وغيرهما.
ولها مقادير معينة، وأنصبة معلومة وأوقات محدودة ومصارف خاصة، يفصلها الفقه الإسلامي.. وليس هنا محل تفصيلها وإنما القصد الإلماح إلى أصل وجوب هذه الفريضة المالية التي قررها الإسلام كضريبة على هذه الأشياء المعينة.
وفي الآيات القرآنية والسنة المطهرة تأكيدات حول هذا التشريع وقد كانت الزكاة ـ أيام الدولة الإسلامية التي انهارت منذ نصف قرن ـ تجنى بصورة منظمة تحت نظام الدولة. أما بعد دخول المستعمرين بلاد المسلمين وتبديلهم قوانين الأجانب بقوانين الإسلام! فقد تخلت مكانها ليقع شاغراً: وتجبى بدلها الضرائب المستوردة!!.
وعلى أي فقد حث الإسلام على هذه الفريضة العظيمة.
وقال سبحانه: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة...)(1).
وقال تعالى: (... والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)(2).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: (إذا منعت الزكاة منعت الأرض بركاتها)(3).
إن منع الأرض بركاتها طبيعية بمقدار كونه بإرادة خارقة من الله تعالى إذ الزكاة نظام الاجتماع وبها ينظر الفقير ـ ومنه الفلاح ونحوه ـ إلى المثري نظر احترام، وتنشطه إلى العمل أكثر فأكثر وهذه بدورها سبب لزيادة النشاط الذي يسبب وفرة الإنتاج.
وقال الإمام الباقر (عليه السلام): (إن الله عز وجل قرن الزكاة بالصلاة فقال: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) فمن أقام الصلاة ولم يؤت الزكاة، فلم يقم الصلاة)(4).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (ما من ذي مال ذهب وفضة، يمنع زكاة ماله، إلا حبسه الله يوم القيامة بقاع قرقر! وسلّط عليه شجاعاً أقرع يريده وهو يحيد عنه، فإذا رأى انه لا يتخلص منه، أمكنه من يده، فقضمها كما يقضم الفجل! ثم يصير طوقاً في عنقه وذلك قول الله عز وجل: (... سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة...)(5).
وما من ذي مال إبل أو غنم أو بقر، يمنع زكاة ماله إلا حبسه الله يوم القيامة بقاع قرقر تطأه كل ذات ظلف بظلفها وتنهشه كل ذات ناب بنابها.
وما من ذي مال نخل أو كرم أو زرع يمنع زكاتها إلا طوقه الله تعالى ريعة أرضه إلى سبع أرضين إلى يوم القيامة)(6).
وقال (عليه السلام): (ما فرض الله على هذه الأمّة شيئاً أسدّ من الزكاة وفيها تهلك عامتهم)(7).
انه مال! ومتى يسخو الإنسان بماله؟ وهذا الكلام من الصدق بمكان:إنا نرى الناس ـ اليوم ـ يحجون ويصلون ويصومون وهكذا ـ بكثرة ـ أما المزكي فقليل وقليل جداً.
وقال (عليه السلام): (من منع قيراطاً من الزكاة، فليس بمؤمن ولا مسلم وهو قوله تعالى: (... قال رب ارجعون لعلّي أعمل صالحاً فيما تركت...)(8) (9).
ولا عجب من هذا الحديث فإن المؤمن هو الذي يعمل بشرائط الإيمان والمسلم هو الذي يعمل بشرائط الإسلام والزكاة من الإسلام ومن الإيمان فتاركها ليس بهما.
وقال (عليه السلام): (إن الزكاة ليس يحمد بها صاحبها، وإنما هي شيء ظاهر، حقن بها دمه وسمي بها مسلماً ولو لم يؤدها لم تقبل له صلاة)(10).
وقال (عليه السلام): (إنما وضعت الزكاة اختباراً للأغنياء، ومعونة للفقراء ولو أن الناس أدوا زكاة أموالهم ما بقي مسلم فقيراً محتاجاً ولاستغنى بما فرض الله له وإن الناس ما افتقروا ولا احتاجوا ولا جاعوا ولا عروا إلا بذنوب الأغنياء، وحقيق على الله أن يمنع رحمته ممن منع حق الله في ماله.
وأقسم بالذي خلق الخلق، وبسط الرزق: إنه ما ضاع مال في بر ولا بحر إلا بترك الزكاة، وما صيد صيد في بر ولا بحر إلا بتركه التسبيح في ذلك اليوم.
وإنّ أحب الناس إلى الله تعالى: أسخاكم كفّاً وأسخى الناس من أدّى زكاة ماله، ولم يبخل على المؤمنين بما افترض الله لهم في ماله)(11).
إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة.
ولكن.. كم تقدر من يؤدي هذا الواجب؟ إنه قليل وأقل من القليل!.
وهل نفع المنع؟ كلا بل عاد بالضرر على المالك وعلى الفقير ـ على حد سواء ـ فالمالك يعاني الضرائب المرهقة وغيض الفقراء وغضبهم وانتقامهم في ثارات. والفقير يعاني آلام الفقر ووخزات المسكنة.
ولماذا يمنعون ـ بعد كل ذلك ـ؟ ليس له سبب إلا الشره والتكالب على الحطام!!.

_____________

1 ـ سورة البقرة: آية 110.
2 ـ سورة التوبة: الآيتان 34 ـ 35.
3 ـ جامع السعادات: 2/125.
4 ـ جامع السعادات: 2/125.
5 ـ سورة آل عمران: آية 180.
6 ـ جامع السعادات: 2/125.
7 ـ جامع السعادات: 2/125.
8 ـ سورة المؤمنون: الآيتان 99 ـ 100.
9 ـ جامع السعادات: 2/126.
10 ـ جامع السعادات: 2/126.
11 ـ جامع السعادات: 2/126.

اللهم صل على محمد وآل محمد الأوصياء الراضين المرضيين بأفضل صلواتك وبارك عليهم بأفضل بركاتك
والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته






رد مع اقتباس