الموضوع: كشــكول الملك
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2010, 01:49 PM   رقم المشاركة : 9
نعل الزهراء
(عضو مميز)

 
الصورة الرمزية نعل الزهراء
الملف الشخصي




الحالة
نعل الزهراء غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: كشــكول الملك

[frame="7 10"]حكى ان بعض الملوك طلع يوما الى اعلى قصرة يتفرج فلاحت منه التفاته فرأى امراة على سطح دار الى جانب قصرة لم ير الراؤون احسن منها فالتفت الى بعض جواريه فقال لها :لمن هذه؟فقالت:يامولاى هذه زوجة غلامك فيروز قال:فنزل الملك وقد خامره حبها وشغف بها فاستدعى،فيروز وقال له يافيروز،قال لبيك يامولى،قال:خذ هذا الكتاب وامض به الى البلد الفلانية وائتنى بالجواب فاخذ فيروز الكتاب وتوجه الى منزلة فوضع الكتاب تحت راسه وجهز أمره وبات ليلته فلما اصبح ودع اهله وسار طالبا لحاجة الملك ولم يعلم بما قد دبرة الملك ،واما الملك فانه لما توجه فيروز قام مسرعا وتوجه متخفيا الى دار فيروز،فقرع الباب قرعا خفيفا،فقالت امراة فيروز،من بالباب؟قال :انا الملك سيد زوجك ،ففتحت له،فدخل وجلس فقال له:أرى مولانا اليوم عندنا،فقال:زائر.فقالت:اعوذ بالله من هذه الزيارة ،وما اظن فيها خيرا فقالت لها:ويحك اننى الملك سيد زوجك وما اظنك عرفتنى فقالت:بل عرفتك يامولاى ولقد علمت انك الملك ولكن سبقتك الاوائل في قولهم:

سأترك ماءكم من غير ورود**وذاك لكثــرة الوراد فيــه

اذا سقط الذباب علــــى طعام**رفعت يدي ونفسي تشتهيه

وتجتنب الاســـــود ورود ماء**اذا كان ال******
ولغن فيـه

ويرجع الكريم خميـــص بطن**ولايرضى مساهمة السفيه

وما أحسن يا مولاي قول الشاعر :

قل للذي شــفه الغرام بنا**وصاحب الغدر غير مصحوب

والله لا قــال قائل أبــداً ** قــد أكــل الليث فضلة الذيـــب

ثم قالت: ايها الملك تأتي الى موضع شرب *******ك تشرب منه قال: فأستحيا الملك من كلامها وخرج وتركها ،فنسى نعله في الدار هذا ما كان من الملك ، وأما ما كان من فيروز فانه لما خرج وسار تفقد الكتاب فلم يجده معه في رأسه فتذكر انه نسيه تحت فراشه فرجع الى داره فوافق وصوله عقب خروج الملك من داره فوجد نعل الملك في داره فطاش عقله وعلم ان الملك لم يرسله في هذه السفرة الا لامر يفعله يفعله ،فسكت ولم يبدي كلاماً واخذ الكتاب وسار الى حاجة الملك فقضاها ثم عاد الية فأنعم عليه بمائة دينار فمضى فيروز الى السوق واشترى مايليق بالنساء وهيأ هدية حسنة واتى الى زوجته فسلم عليها وقال لها :قومى الى زيارة بيت ابيك ،قالت وما ذاك؟قال:ان الملك أنعم علينا وأريد ان تظهرى لا هلك ذلك قالت:حبا وكرامة ثم قامت من ساعتها وتوجهت الى بيت ابيها ففرحوا بها وبما جاءت به معها فأقامت عند اهلها شهرا فلم يذكرها زوجها ولا ألم بها فأتى الية اخوها وقال له يافيروز:اما ان تخبرنا بسبب غضبك واما ان تحاكمنا الى الملك فقال:ان شئتم الحكم فافعلوا فما تركت لها على حقا فطلبوه الى الحكم فاتى معهم وكان القاضى اذ ذاك عند الملك جالسا الى جانبه فقال اخو الصبية :ايد الله مولانا قاضي القضاة اني أجرت هذا الغلام بستانا سالم الحيطان ببئر ماء معين عمرة واشجار مثمرة فأكل ثمره وهدم حيطانه وأخرب بئرة فالتفت القاضي الى فيروز وقال له:ما تقول يا غلام ؟فقال فيروز :ايها القاضي قد تسلمت هذا البستان وسلمته اليه احسن ما يكون ،فقال القاضى :هل سلم اليك البستان كما كان؟قال نعم ولكن اريد منه السبب لرده قال القاضى :ما قولك ؟ قال والله يامولاى ما رددت البستان كراهة فيه وانما جئت يوما من الايام فوجدت فيه اثر اسد فخفت ان يغتالنى فحرمت دخول البستان اكراما للاسد ،قال:وكان الملك متكئا فاستوى جالسا وقال :يافيروز ارجع الى بستانك امنا مطمئنا فو الله ان الاسد دخل البستان ولم يؤثر فيه اثراً ولا التمس منه ورقاً ولا ثمراً ولا شيئاً ولم يلبث فيه غير لحظة يسيرة وخرج من غير بأس ووالله ما رأيت مثل بستانك ولا اشد احترازا من حيطانه على شجره قال: فرجع فيروز الى داره ورد زوجته ،ولم يعلم القاضي ولا غيره بشيء من ذلك والله أعلم .
وهذا كله مما ياتي به الانسان من غرائب الكنايات الواردة على سبيل الرمز ومنه ما يجده المتستر في امره من الراحة في كتمان حاله مع لزوم الصدق ورضا الخصم .
[/frame]






التوقيع :

رد مع اقتباس