عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-2011, 10:00 AM   رقم المشاركة : 23
عظيم الفضل
( عضومتقدم )
الملف الشخصي




الحالة
عظيم الفضل غير متواجد حالياً
الحالات الاضافية

 


 

افتراضي رد: المشي الى الحسين

صفحة 14


نقل كتاب « بغية النبلاء » لمؤلفه السيد عبد الحسين سادن الروضة الحسينية بكربلا في صفحة «154» عن كتاب « نشوار المحاضرة » لمؤلفه أبي علي القاضي التنوخي المتوفى سنة 384 هـ ما عبارته :
« حدثني أبي قال : خرج الينا يوماً أبو الحسن الكاتب فقال : أتعرفون ببغداد رجلاً يقال له ابن أصدق ؟ قال : فلم يعرفه من أهل المجلس غيري ، فقلت : نعم ، فلماذا سألت عنه ؟ فقال : أي شيء يفعل ؟ قلت : ينوح على الحسين عليه السلام . قال :
فبكى أبو الحسن وقال : إن عندي عجوزاً ربتني من أهل كرخ جدان عفيطة اللسان الأغلب على لسانها النبطية لا يمكنها أن تقيم كلمة عربية صحيحة فضلاً عن أن تروي شعراً ، وهي من صالحات نساء المسلمين ، كثيرة الصيام والتهجد وانها انتبهت البارحة في جوف الليل ومرقدها قريب من موضعي ، فصاحت بي : يا أبا الحسن ، فقلت :مالك ؟ فقالت : الحقني ، فجئتها فوجدتها ترتعد . فقلت : ما اصابك ؟ فقالت : إني كنت قد صليت وردي فنمت ، فرأيت الساعة في منامي كأني في درب من دروب الكرخ ، وإذا بحجرة نظيفة ، مليحة الساحة ، مفتوحة الباب ، ونساء وقوف ، فقلت لهن : من مات أو ما الخبر ؟ فأومأن الى داخل الدار فدخلت ، فاذا بحجرة نظيفة في نهاية الحسن ، وفي صحنها امرأة شابة لم أر قط أحسن منها ولا أبهى ولا أجمل ، وعليها ثياب حسنة بيضاء مروي لينة وهي ملتحفة فوقها بأزار أبيض جداً وفي حجرها رأس رجل يشخب دماً. فقلت : من أنت ، فقالت : لاعليك ، أنا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا رأس ابني الحسين عليه السلام . قولي لابن اصدق ينوح :
لم أمرضه فأسلوا * لا ولا كان مريضا
فانتبهت فزعة . قال : وقالت العجوز : « لم امرطه » بالطاء لانها لا تتمكن من إقامة الضاد ، فسكنت روعها الى ان نامت .
ثم قال لي : يا أبا القاسم مع معرفتك الرجل قد حملتك الامانة ولزمتك أن تبلغها له . فقلت : سمعاً وطاعة لأمرسيدة نساء العالمين .
قال : وكان هذا في شعبان والناس اذ ذاك يلقون جهداً جهيداً من الحنابلة اذا أرادوا الخروج الىالحاير . فلم أزل أتلطف حتى خرجت فكنت في الحاير ليلة النصف من شعبان فسألت عن ابن أصدق حتى رأيته ، فقلت له : إن فاطمة عليها السلام
تأمرك بان تنوح بالقصيدة .
لم أمرضه فأسلوا * لا ولا كان مريضا
وما كنت أعرف القصيدة قبل ذلك . قال : فانزعج من ذلك ، فقصصت عليه وعلى من حضر الحديث ، فاجتمعوا بالبكاء وماناح تلك الليلة إلا بهذه القصيدة ، وأولها :
أيها العينان فيضا * واستهلا لا تغيضا
وهي لبعض الشعراء الكوفيين . وعدت الى أبي الحسن فاخبرته بما جرى .






صفحة 15..............






التوقيع :
يآل رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله كفاكم من عظيم الفضل أنكم من لم يصلي عليكم لاصلاة له

رد مع اقتباس